تابعونا على المجلس العلمي على Facebook المجلس العلمي على Twitter
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد


النتائج 1 إلى 6 من 6

الموضوع: قال جل وعلا (إن إبراهيم كان أمة قانتا لله حنيفا ولم يك من المشركين)

  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Oct 2007
    المشاركات
    406

    افتراضي قال جل وعلا (إن إبراهيم كان أمة قانتا لله حنيفا ولم يك من المشركين)

    قال جل وعلا (إن إبراهيم كان أمة قانتا لله حنيفا ولم يك من المشركين) النحل-120-
    الشرح : وهذه الأية فيها الدلالة على أن إبراهيم عليه السلام كان محققا للتوحيد، وجه الدلالة أن الله -جل وعلا - وصفه بصفات:
    الأولى: أنه كان أمة ،والأمة هو الإمام الذي جمع فيه صفات الكمال البشري وصفات الخير ،وهذا يعني:أنه لم ينقص من صفات الخير شيئا،وهذا هو معنى تحقيق التوحيد.
    والأمة تطلق في القرآن إطلاقات ،فمن تلك الإطلاقات أن يكون معنى الأمة "الإمام المقتدى به في الخير" ،وسمي أمة لأنه يقوم مقام أمة في الاقتداء، ولأن من سار على سيره غير مستوحش ولامتردد،لأنه ليس مع واحد فقط وإنما هو مع أمة.
    الثاني: أنه قال :(قانتا لله حنيفا) وهاتان الصفتان-القانت،والحنيف- متلازمتان ،لأن القنوت لله معناه دوام الطاعة لله -جل وعلا- وملازمتها ،فهو ملازم لطاعة الله - جل وعلا-.
    ولأن-الحنيف-كمايقول العلماء هو ذو الحنف وهو الميل عن طريق المشركين، فالحنيف هو المائل عن طريق المشركين ، المائل عن هدي وسبيل المشركين.
    فصارت -إذا- عنده ديمومة وقنوت وملازمة للطاعة وبعد عن سبيل المشركين، ومعلوم أن سبيل المشركين الذي صار إبراهيم عليه السلام حنيفا-أي : مائلا بعيدا عنه- معلوم أنه يشمل على الشرك والبدعة والمعصية ، فهذه الثلاث هي أخلاق المشركين ، الشرك والبدعة والمعصية من غير إنابة ولا إستغفار.
    قال :(ولم يك من المشركين):
    وقوله:(ولم يك)،كانت في الأصل :(يكن)،ويجوز في حالة الجزم-بشروط- حذف نون (يكن)،كما في الأية السابقة وكما في قوله تعالى-في سورة النحل-:(ولاتحزن عليهم ولاتك في ضيق مما يمكرون) -*النحل*127 ويجوز إثباتها كما في قوله تعالى :(ولاتكن في ضيق مما يمكرون) النحل *70*
    فإثبات النون وحذفها وجهان جائزان في اللغة-بشروطه المعروفة.
    وقوله تعالى:(من المشركين):
    (المشركين) : جمع تصحيح للمشرك، والمشرك اسم فاعل الشرك ،و(أل)-كما هو معلوم في العربية- إذا دخلت على اسم الفاعل ،أو اسم المفعول ، فإنها تكون موصولة كما قال ابن مالك في الألفية:
    وصفة صريحة صلة أل وكونها بمعرب الأفعال قل
    والاسم الموصول عند الأصوليين يدل على العموم ، فيكون معنى قوله-إذا-(ولم يك من المشركين) إنه لم يك فاعلا للشرك بأنواعه،ولم يك منهم.ودل قوله أيضا:(ولم يك من المشركين) على أنه ابتعد عنهم ،لأن(من) تحتمل أن تكون تبعيضية، فتكون المباعدة بالأجسام ، ويحتمل أن تكون بيانية، فتكون المباعدة بمعنى الشرك.
    فالمقصود: أن الشيخ محمد بن عبد الوهاب-رحمه الله- استحضر هذه المعاني من الأية ، فدلته على أنها في تحقيق التوحيد،قال -جل وعلا-:(إن إبراهيم كان أمة قانتا لله حنيفا ولم يك من المشركين) ذلك أن من جمع تلك الصفات فقد حقق التوحيد، ومن حقق التوحيد دخل الجنة بغير حساب .
    وقد فسر إمام الدعوة المصنف الشيخ محمد بن عبد الوهاب،هذه الأية من أواخر سورة النحل فقال -رحمه الله- :
    (إن إبراهيم كان أمة): لئلا يستوحش سالك الطريق من قلة السالكين
    (قانتا لله) : لا للملوك ولا للتجار المترفين
    (حنيفا): لا يميل يمينا ولا شمالا كحال العلماء المفتونين
    (ولم يك من المشركين): خلافا لمن كثر سوادهم وزعم أنه من المسلمين.
    وهو من التفاسير الرائقة، الفائقة، البعيدة المعاني ،(ومايلقاها إلا الذين صبرو وما يلقاها إلا ذو حظ عظيم)-فصلت*35*-
    المصدر: شرج كتاب التوحيد لمعالي الوزير الشيخ صالح آل الشيخ - حفظه الله-
    نسأل الله أن يفقهنا في الدين و أن يتوفانا على نهج نبينا عليه الصلاة والسلام وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين

  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Mar 2007
    المشاركات
    139

    افتراضي رد: قال جل وعلا (إن إبراهيم كان أمة قانتا لله حنيفا ولم يك من المشركين)



    بارك الله فيك، وكم نفقتد -والله- مجالس الشيخ صالح -حفظه الله-.

    يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَلْتَنْظُرْ نَفْسٌ مَا قَدَّمَتْ لِغَدٍ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ

  3. #3
    تاريخ التسجيل
    Oct 2007
    المشاركات
    406

    افتراضي رد: قال جل وعلا (إن إبراهيم كان أمة قانتا لله حنيفا ولم يك من المشركين)

    احببنا الشيخ صالح آل الشيخ في الله
    لكنه الحين ياأخي خالد مشغول كثيرا بالوزارة
    وفقه الله لكل خير

  4. #4
    تاريخ التسجيل
    Oct 2007
    المشاركات
    406

    افتراضي رد: قال جل وعلا (إن إبراهيم كان أمة قانتا لله حنيفا ولم يك من المشركين)

    للرفع رفع الله قدركم يا اهل السنة

  5. افتراضي رد: قال جل وعلا (إن إبراهيم كان أمة قانتا لله حنيفا ولم يك من المشركين)

    فائدة:
    لماذا كان اليهود والنصارى يحاولون أن ينسبوا إبراهيم إليهم؟
    إلا لأنه أمة "ماكان إبراهيم يهوديا ولا نصرانياً ولكن كان حنيفاً مسلما .."
    فكل مبدع أو متقن أو نابغة أو أمة الكل يتبناه
    علموني مما علمكم الله !
    (إعلم أخي أنه سيُقرأ كل ماكتبت في المنتديات بعد موتك ،فقل خيراً تغنم ، أو اسكت عن الشر تسلم )
    bawahal2000@gmail.com

  6. #6
    تاريخ التسجيل
    Oct 2007
    المشاركات
    406

    افتراضي رد: قال جل وعلا (إن إبراهيم كان أمة قانتا لله حنيفا ولم يك من المشركين)

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبو معاذ اليمني مشاهدة المشاركة
    فائدة:
    لماذا كان اليهود والنصارى يحاولون أن ينسبوا إبراهيم إليهم؟
    إلا لأنه أمة "ماكان إبراهيم يهوديا ولا نصرانياً ولكن كان حنيفاً مسلما .."
    فكل مبدع أو متقن أو نابغة أو أمة الكل يتبناه
    بارك الله فيك أخي أبا معاذ على هذه الفائدة

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •