ولم أر في عيوب الناس عيباً :: كنقص القادرين على التمام
كان شيخنا في كلية اللسان العربي يقول لنا : النحو له ضحايا , فاحذروا أن تكونوا من ضحاياه !
وكان يقول أيضاً : النحو إذا أعطيته كلك , أعطاك بعضه !
وكان يتمثل كثيراً عندما نعترض على بعض التخريجات النحوية بقوله : أوهنُ من حجة نحوي !
ومع هذا كلّه ؛ فالناظر في جلّ علوم الآلة يجد التقارب في الصعوبة الأولية ؛ لأن العلم آخذٌ بعضه برقاب بعض , ومن لم يتقن فنّاً من فنونه من الصعب أن يكون له القدح المعلى في العلم , وأن يبلغ شأو الأعلام المبرزين ..
وعلم النحو كعلم أصول الفقه والمنطق ومصطلح الحديث وغيرها , لا يثبت إلا بالتطبيق العلمي , أما التنظير فلا يجدي نفعاً كبيراً ..
والدعوات التي تذكر صعوبة النحو تجاهلت بقية العلوم , ولم تصرف نظرها إلا على اللغة ؛ لأنها الأساس , وإذا ذهب الأس فلا تسأل عن البناء ..
ولله درّ القائل :
النحو يبسط من لسان الألكن :: والمرء تكرمه إذا لم يلحن ..
وإذا طلبت من العلوم أجلها :: فأجلها منها مقيم الألسن ..