قال الشيخ علي الطنطاوي رحمه الله ( الذكريات 2/ 24 ـ ط/ دار ابن حزم، دار المنارة، الطبعة الخامسة 2007 م):
ما رأى تاريخ البشر قاتلين مجرمين كهذين الكلبين المسعورين ، لقد قطعاني عن إتمام الكلام الذي بدأته فإلى الحلقة الآتية إن شاء الله، وقطع الله عليهما الطريق إلى كل خير ، وسدّ دونهما الباب إلى كل سعادة ، وجعل ما فعلاه في لبنان مرضاً موجعاً مشوهاً في جسديهما ، وقلقاً قاتلاً ورعباً دائماً في نفسيهما ، وانزعاجاً مستمراً لا يذوقان معه استقراراً ، لا يُعرف له سبب ظاهر ، ولا يُلفى له دواء شاف ، ينغص عليهما العيش حتى لا يطيقانه ، ويحبب إليهما الموت فلا يجدانه ، ويجعل ما أجرماه لعنة عليهما باقية فيهما ، متسلسلة في أعقابهما ، ممتدة في ذراريهما ، شاملة أهلهما وأحباءهما ، حتى يروي التاريخ ما حل بهما ، فيجزع كل باغ ظالم ، وكل جبار مغرور ، أن يحل به ما حل بهما ، ولعذاب الآخرة أشد وأبقى، ( ولاتحسبن الله غافلاً عمّا يعمل الظالمون إنّما يؤخرهم ليوم تشخص فيه الأبصار)
وعلق الشيخ في الحاشية بالعبارة التالية :
(استجاب الله دعائي على بيغن – بين نشر هذا الكلام في الجريدة وطبعه في الكتاب – فغدا كالسامري معتزلا في داره نافرًا من البشر – ينفر منه خيار البشر – وسيأتي دور شارون بإذن الله).اهـ
قلت: وقد جاء دوره، فرحمك الله ياشيخ علي وأسكنك الفردوس الأعلى.