ما معنى قول الشاعر الأعرابي
فهنَّ طلاقٌ كلُّهُن بوائنُ(4) ... ثلاثاً ثلاثاً فاسْهَدُوا (5) لا تلجلجوا

ماذا يعني بقوله فاسهدوا لا تلجلجوا

وهاهي القصة بأكملها التي قد تفيد أخواننا في إظهار المعنى

أعرابي أكمل دينه بأربع نسوة (فانظروا ماذا حصل له )

دخل أعرابي على الحجاج فسمعه يقول: لا تكمل النعمة على المرء حتى ينكح أربع نسوة يجتمعن عنده، فانصرف الأعرابي فباع متاع بيته، وتزوج أربع نسوة، فلم توافقه منهن واحدة، خرجت واحدة حمقاء رعناء(1)، والثانية متبرجة، والثالثة فارك (2) أو قال فروك، والرابعة مذكرة، فدخل على الحجاج فقال: أصلح الله الأمير، سمعت منك كلاماً أردت أن تتم لي به قرة عين؛ فبعت جميع ما أملك، حتى تزوجت أربع نسوةٍ، فلم توافقني منهن واحدة، وقد قلت فيهن شعراً، فاسمع مني، قال: قُل. فقال:

تزوجتُ أبغي قُرّةَ العينِ أربَعا ... فياليتَ أنّى لم أكن أتزوَّجُ
وياليتنى أَعْمَى أصمُّ ولم أكُنْ ... تزوجتُ بل ياليت أنى مُخَدَّجُ (3)
فواحدةٌ ما تعرفُ الله ربَّها ... ولا ما التُّقَى تدري وَلا ما التَّحرُّجُ
وثانيةٌ ما إن تقرَّ ببيتها ... مذكّرة مشهورة تتبرَّجُ
وثالثة حمقاءُ رَعْنَا سخيفةٌ ... فكل الذي تأتي من الأمر أعوجُ
ورابعةٌ مفروكةٌ ذاتُ شِرَّةٍ ... فليستْ بها نفسي مَدَى الدهر تُبْهَجُ
فهنَّ طلاقٌ كلُّهُن بوائنُ(4) ... ثلاثاً ثلاثاً فاسْهَدُوا (5) لا تلجلجوا
فضحك الحجاج حتى كاد يسقط من سريره، ثم قال له: كم مهورهنّ؟ قال: أربعة آلاف درهم. فأمر له بثمانية آلاف درهم.


انظر
ـ بهجة المجالس وأنس المجالس (للإمام الكبير حافظ المغرب ومحدث عصره يوسف بن عبد البر )
ـ موسوعة الشعر الإسلامي
ـــــــــــــــ ـــ
(1)المرأة يقال لها رعناء وللرجل أرعن وهو الأحمق وهي حمقاء, والرُّعُونة الحُمْقُ والاسْتِرْخاء (انظر مختار الصحاح مادة ر ع ن )

(2) الفارك أو الفروك هي المرأة التي تبغض زوجها أو العكس
(وفي الحديث لا يفرك مؤمن مؤمنة )وجمعها فَوَارِكُ، ورجل مُفَرَّك: يُبغضه النساء.
ويقال للرجل أيضا: فَرَكَها فَرْكاً أي أبغضها. (انظر تهذيب اللغة مادة فرك)

(3) المخدج هو الذي ولد قبل أن يتم أيام شهوره التسعة في بطن أمه أو الذي يكملها ويخرج ناقص الأطراف ورَجُلٌ مُخْدَجٌ اليَدِ ناقِصُها, وفي الحديث (كُلُّ صَلاَة لا يُقْرَأ فيها بأم الكِتَاب فهي خِدَاج) أي نُقْصان (مختار الصحاح بتصرف)
(4)جمع بائن ويطلق على الطلاق الذي لا رجعة فيه إلا بعقد جديد
(5) سَهِدَ بالكسر يَسْهَدُ سَهَداً وسُهْداً وسُهاداً لم يَنَمْ والسهد هو نقيض الرقاد, ورجل سُهُدٌ قليلُ النوم

ـ ـ ـ ـ

وماذا يقصد النابغة بقوله
يُسَهَّدُ من نَوْم العِشاءِ سليمها ... لَحِلْىِ النِّساءِ في يَدَيْهِ قَعَاقِعُ