مكانة السنة في نفوس صحابة النبيr .لما كانت هذه المكانة لسنة النبي r كان من دأب الصحابة أنهم يلزمون النبي r يتعلمون منه السنن لأن فيها البيان التفصيلي لكتاب ربنا سبحانه وتعالى فكان كثيرا ما يقول دخلت أنا وأبو بكر وعمر، وخرجت أنا وأبو بكر وعمر بل كان عمر t يتناوب النزول هو ورجل من الأنصار إلى النبي r بل منهم من كان يصحب النبي r على ملء بطنه كأبي هريرة ليس له عمل ولا شأن إلا أن يتبع النبي r يتعلم منه الحديث، ويتعلم منه السنن، وبعد وفاة النبي r من فاته شيء من السنن سأل عنه الصحابة الآخرين الذين سمعوها، فهذا ابن عباس يدور على بيوت الأنصار يسمع منهم السنن، ويجلس وينام على أبواب الأنصار حتى تأتي الريح فتسفي التراب على وجهه t هذا في طلب الحديث، وفي طلب سنة النبي r، وكان الشأن أنهم يأخذون من الصحابة هذا الواقع. دور أصول الحديث هنا :رجل صحابي سمع النبي r نحن نقول في المتواتر أنه بلغ من القوة واليقين أنه كأنك تشاهد الأمر بنفسك، أو تسمعه بنفسك، هذا الصحابي الذي يسمع النبي r ليس كمن رآه بنفسه إنما هو رآه بنفسه، ليس كالرؤية إنما هو الرؤية نفسها، هذا الصحابي يرى النبي r ويسمعه بنفسه، وما لم يسمعه من النبي r يسمعه من صحابي مثله، ثم أتى التابعون فسمعوا من صحابة النبي r، وأتى أتباع التابعين يسمعون من التابعين السنن، ولم يفش الكذب بعد، ولم ينتشر حتى ظهرت الفتن فقال ابن سيرين سموا لنا رجالكم، لما ظهرت الفرق وفشى الكذب وكل فرقة، بدأت تكذب لتؤسس أصولا لمذهبها هذا خارجي وهذا من الروافض وهذا شيعي، كل فرقة تدعي من الفضائل.الشيعة يزعمون من الفضائل لعلي مثلا ما لم يثبت له، وكذلك الروافض يسبون في علي ويقدحون فيه، ويكذبون حتى قال ابن سيرني سموا لنا رجالكم: فبدءوا يفتشون في الأسانيد فكانوا ينظرون إلى أهل السنة فيأخذون منهم، وينظرون إلى أهل البدعة فلا يأخذون منهم، كان هذا واقع عملي يحترزون من أحاديث الكذبة واقع عملي لم يدون هذا الكلام كأصول وقواعد في الكتب بعد نحن نتكلم الآن على أصول الحديث والقواعد التي تضبط بها السنن الصحيح من الضعيف، كان حالهم كواقع عملي أنهم يحترزون من أحاديث الكذبة ويأخذون أحاديث الثقات، الصحابة كلهم عدول، التابعون أكثرهم عدول وفيهم القليل من وقع في الكذب فكانوا يحترزون من أحاديثهم، ثم أتباع التابعين كلما نزلت طبقة كلما كثر الكذب، كلما صار الكذب أكثر من الطبقة التي قبلها.أول تدوين عملي في كتاب لأصول الحديث: كان على يد الإمام الشافعي، الإمام الشافعي لم يصنف كتاب مستقلا في أصول الحديث ولكنه لما كتب كتابه الرسالة عقد فيها فصلا تكلم عن خبر الآحاد وتكلم فيه عن الحد الأدنى الذي تلزم به الحجة، وتكلم عن اشتراط قبول أخبار الثقات وترك ما سواهم، تكلم عن أصول الحديث، وكذلك أيضا كل كتب أصول الفقه لو راجعتها وراجعت باب السنة يقولون:، الأصل الأول القرآن، الأصل الثاني السنة.كلامهم في هذا الأصل في السنة هو في أصول الحديث أصلا هذا باب من أبواب ؟؟؟ هذا الباب هو أصول الحديث يتكلمون عن المتواتر، والآحاد، وما يصح به الخبر، وما يضعف وزيادة الثقة، وهل هي شاذة أم لا، لم يصنف بعد علم أصول الحديث في كتاب مستقل إنما تناثر في ثنايا الكتب أول من صنفه في كتاب وليس على سبيل الاستقلال الإمام الشافعي ثم جاء بعد ذلك بعض الأئمة الذين صنفوا في التواريخ وفي الأصول يعني أصول السنن، المتون كالصحاح، كمقدمة الإمام مسلم مثلا، مقدمة الإمام مسلم كلها أصول حديث، الأئمة في كتب التراجم وفي العلل كانوا يذكرون نتفا من أصول الحديث ولكن أصول الحديث لم تصنف في كتاب مستقل بعد، مقدمات الكتب كتب الأئمة المتقدمين مشحونة بأصول وقواعد من أصول علوم الحديث يعني كتاب مثلا الجرح والتعديل لابن أبي حاتم، كتاب المجروحين لابن حبان، وكذلك الصحيح له، هذه الكتب فيها مقدمات نافعة للغاية كلها في أصول الحديث، ولكن لم يدون بعد ممكن بعد ذلك في الترمذي، لا أقصد في الزمن، الترمذي توفي مائتان تسع وسبعون، عقد بابا في نهاية السنن سماه العلل، سُمي بعد ذلك بالعلل الصغير كله في أصول الحديث، وكذلك أبو داود صنف في رسالته أو كتب في رسالته لأهل مكة كلامًا كله في أصول الحديث، لم تصنف أصول الحديث في كتاب مستقل إلا على يد أبو محمد الرامهرمزي توفي سنة ثلاثمائة وستين من الهجرة أو سنة ستين وثلاثمائة من الهجرة هذا أول كتاب مستقل في أصول الحديث أو في علوم الحديث، (المحدث الفاصل بين الراويوالواعي) هذا الكتاب لم يشمل بطبيعة الحال كل أصول الحديث إنما يعتبر ذكر طرفا لا بأس به من أصول الحديث جاء بعده الحاكم أبو عبد الله الحاكم صاحب المستدرك وهو بعده قرابة أربعين عاما توفي أربعمائة وخمس وصنف كتاب في علوم الحديث سماه معرفة علوم الحديث وكأنه رحمه الله عني بما أهمله الرامهرمزي فذكر فيه اثنان وخمسون نوعا، ثم جاء بعده أبو نعيم الأصبهاني صاحب الحلية وعمل على كتابه مستخرجا كل هذه الكتب مطبوعة وموجودة أما مستخرج أبي نُعيم فليس بمطبوع و لا يعرف له وجود حتى الآن.جاء بعد هؤلاء الخطيب البغدادي رحمه الله فصنف كتابًا حافلا في هذا الفن سماه (الكفاية في علم الرواية،) الخطيب صنف كتبا كثيرة في أصول الحديث، صنف أيضا كتابًا سماه( الجامع لأخلاق الراوي وآداب السامع) هذه كتب ضِخام ،جمع كل كلام من سبقه في هذه الكتب بل صنف كتبا مستقلة في أنواع خاصة من علوم الحديث له كتاب مثلا في (المزيد من متصل الأسانيد،) له كتاب في المدرج، (الفصل لمدرج الوصل)، كتب كثيرة في أبواب خاصة من علوم الحديث حتى قال أبو بكر بن نقطة يعني ولا شبهة عند كل من أنصف أن المتأخرين من أصحاب الحديث عيال على أبي بكر الخطيب، ينهلون من كتبه ويصنفون في أصول الحديث لأنه تكلم بشكل تفصيلي في هذا العلم.يعتبر ابن الصلاح وهو توفي سنة ستمائه ثلاث وأربعون علامة فاصلة ونقطة فارقة في علوم الحديث جاء فصنف كتاب سماه( معرفة أنواع علم الحديث ) مشهور بيننا بمقدمة ابن الصلاح، وبعضهم يقول (علوم الحديث لابن الصلاح)لكن هو سماه في مقدمته هكذا معرفة أنواع علم الحديث.هذا الكتاب جمع كل كلام من سبقه وأضاف أشياء لم توجد في كلامهم وفصل الأنواع هو يعني أملاه شيئا فشيئا فلم يقع ترتيبه على الوجه المناسب لكنه ذكر فيه خمسة وستين نوعا من أنواع علوم الحديث فهو يعتبر كتاب مختصرا ولكنه ذكر أشياء لم يذكرها من سبقه، وجمعها في كتاب واحد لم تجمع في هذا الكتاب من قبل، تتبين أهمية هذا الكتاب من الكتب المتعلقة به، فكل من صنف بعد ابن الصلاح له علاقة بكتاب ابن الصلاح إما شرح لابن الصلاح، وإما اختصار لابن الصلاح، وإما نظم لابن الصلاح، وإما معارضة لابن الصلاح، وإما انتصار وتقييد لابن الصلاح، كتب كثيرة جدا ، تقريبا تسعين بالمائة من الكتب التي جاءت بعد ابن الصلاح كلها مرتبطة بمقدمة ابن الصلاح، يعني نذكر نتفا من أهم هذه الكتب يعني أنا لا أريد أن أطيل في ذكر الكتب لكن هذا الكلام مهم أهميته في أنك إذا يعني عازك بحث في علوم الحديث إلى أي الكتب ترجع؟ لابد أن تعرف الكتب التي ترجع لها في هذا العلم وهذا الفن، من أين تنهل؟قد تقع الواقعة للرجل ولا يدري أين حلها أو أين يجد بيانها وهذه مشكلة. الكتب التي شرحت ابن الصلاح أو نكَتت على ابن الصلاح من أشهرها: كتاب العراقي (التقييد والإيضاح لمقدمة ابن الصلاح)،( الإفصاح على مقدمة ابن صلاح،) الإفصاح هذا مفقود، الكتاب الموجود النكت،( النكت على ابن الصلاح)،( نكت الذركشي)مطبوعة أيضا في ثلاثة مجلدات.الكتب التي اختصرت أو نقول التي عارضت:الكتب التي عارضت ابن الصلاح :منها (محاسن الاصطلاح للبلقيني،) ومنها (إصلاح ابن الصلاح لمغلطاي).الكتب التي اختصرت ابن الصلاح أشهرها:( المنهل الروي لابن جماعة) وكذلك (اختصار علوم الحديث لابن كثير)،وللنووي كتابان على المقدمة، كتاب منهم أوسع، وكتاب أخصر، الكتاب الأوسع( الإرشاد،) والكتاب الأخصر (التقريب) شرحه السيوطي في كتاب ماتع، كتاب( تدريب الراوي شرح تقريب النووي،) بعض العلماء نظموا مقدمة ابن الصلاح. المراد بالنظم: هو أن يجعلها أبيات شعرية، نظمها العراقي في ألفيته وسماها:(التبصرة والتذكرة)، بعض الناس يظن أن ألفية العراقي اسمها (نظم الدرر)، وهذا خطأ، (نظم الدرر) هذه ألفية السيوطي؛ لأن السيوطي نظم أيضا مقدمة ابن الصلاح، نظمها في ألفتيه وسماها (نظم الدرر).العراقي والسيوطي كلا منهما شرح ألفيته ولكن أفضل الشروح لألفية العراقي ويعتبر أوعب الكتب على الإطلاق في أصول الحديث هو( فتح المغيث شرح ألفية الحديث للسخاوي،)و بعض النسخ خمس مجلدات وبعض النسخ أقل من هذا طبعة دار السنة خمس مجلدات، فيه طبعات أخرى ثلاث مجلدات،.أوعب الكتب في علم أصول الحديث أو أفضلها:(فتح المغيث)و(تدريب الراوي،) تدريب الراوي يتسم بالسهولة، واليسر، وليس المراد ،سهولة المعاصرين، ولكن المراد بالسهولة مع الدسامة العلمية لكلام المتقدمين،.لكن لا يفوتني في هذا المقام أن أذكر ولو سريعا وإن كنت أريد يعني أن أفصل أكثر من ذلك، ولكن نقول أيضا هناك علامة فارقة في علوم الحديث أو في أصول الحديث هي من صنع ابن حجر رحمه الله تعالى فكتاب (نخبة الفكر)، مع شرحه (نزهة النظر شرح نخبة الفكر) هذا الكتاب يعتبر علامة فارقة في علوم الحديث، لو كنا نقول في مقدمة ابن الصلاح أنه لا يحصى كم من ناظم له وكم من شارح وكم من مستدرك، ومنتصر، ومعارض، هذا الكلام نقوله أيضا في النخبة لابن حجر على اختصارها الشديد، وهذا الكتاب كنت قد أعددت له شأن خاصا، وكان يعني مقررا عليكم، ولكن يعني قدر الله وما شاء فعل.من أوعب الشروح لكتاب النخبة أو النزهة:1-كتاب المِناوي، ( اليواقيت والدرر في شرح نزهة النظر،) 2_كتاب ( شرح الشرح) لملا علي القاري، 3-( لفت الدرر)للقاني، 4-(ونتيجة النظر) للإمام الشمني، 5- كتاب (منتهى الرغبة) للخَرشي ولم يطبع بعد .لماذا ندرس هذا العلم؟لعلنا ذكرنا نتفا من الإجابة على هذا السؤال، ولكن أقول بصورة مختصرة لا يصح أبدا أن يطلب أحد العلم ويغض الطرف عن أصول الحديث،( إذا أردت الوصول عليك بالأصول)، سواء أصول الحديث، أصول الفقه، أصول اللغة، وقيل: ( من حرم الأصول حرم الوصول،) وهي كما تسمى علوم الآلة، تخيلوا رجلاً يعمل بآلة، وآخر يعمل بيديه أيهما أكثر إنتاجًا؟لا شك، الذي يعمل بآلة يكون أكثر إنتاجًا؟الرجل صاحب الآلة، ثم أن الرجل الذي يهجم على الفقه ويجمع الأدلة، ويرجح بينها ثم يخرج في النهاية بقول راجح في المسألة، ويكاد يقسم بالله عليه أن هذا القول هو الراجح، هذا الرجل ربما كان كلامه خطأ إذا لم يدرس علم الحديث، ولم يدري ما الصحيح من الضعيف فكلامه خطأ بلا شك، ما الدليل الذي رجحت به؟ تقول هذا هو القول الراجح لقول النبي r كذا، يأتيك الرجل ويقول هذا الحديث الذي رجحت به هو حديث موضوع، أو مكذوب، أو ضعيف، إذن سقط كل بحثه، في النهاية لأنه لم يدري الصحيح من الضعيف، ولم يدرس أصول الحديث، وهذا الكلام قوله أيضا في التفسير، وفي العقيدة، وفي كل فروع العلم.لعلنا أسهمنا بنتف قليلة، في جانب بيان أهمية أصول الحديث بعض الناس تزدري هذا العلم للغاية، وهذا من جهلهم الفاضح، ويظن مثلا أن بعض المعاصرين أنهى الكلام على علم الحديث وقسّمَ السنن لصحيح، ضعيف فلا حاجة إلى دراسة هذا العلم. أقول قولي هذا واستغفر الله لي ولكم.نسألكم الدعاء ( أختكم أم محمد الظن)
سبحانك اللهم وبحمدك أشهد أن لا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك
الدرس ملف ورد
http://tafregh.a146.com/play.php?catsmktba=50