اقتناء الكتب هواية وحرفة لا يُتقنها إلا القلّة، فلا بد من تعلّم فنونه واكتساب مهاراته، وبما أن موسم معرض الكتاب الدولي بالرياض قد حلّ أوانه، فيسرني أن أقدّم بين يديكم بعضاً من الوصايا حول أساليب صيد الكتب في معارض الكتاب .. :.. أولاً / من أساليب بعض صيادي الكتب أنهم يبتدئون بدور النشر الخارجية أولاً، ويؤخرون دور النشر المحلية، لأن كتب الدور الأجنبية تنفد سريعاً..:.. ثانياً / من أساليب بعض صيادي الكتب أنهم يُعدون قائمة بأسماء الكتب التي يبحثون عنها، أو التخصصات التي تهمهم، ويستعملون فهرس المعرض ولكن لا يعتمدون عليه ..:.. ثالثاً / يعرف صيادي الكتب بدقة تخصصات دور النشر، فبعض الكتب التراثية القديمة لها دور، والكتب الحديثة كذلك، فلا يضيع وقتهم في التمشي..:.. رابعاً/ حتى لا يذهب على صيادي الكتب شيء مهم،يشكلون شبكة اتصالات مع زملائهم من عشاق الكتب، ويتحدثون يومياً أثناء المعرض عن النفائس.. :.. خامساً / تشتهر دور النشر الأردنية بالكتب الجامعية وخاصة في علوم التربية , والنفس , والمناهج , والإدارة ونحو ذلك، وبعض الكتب تنتهي عندهم من أول يومين .... سادساً /توزيع دور النشر المغربية لمنشوراتهم عندنا ضعيف، لذلك استفتح بهم إن كنت من هواة النوادر والمحفظة متخمة، فأسعارهم تكوي فؤاد العاشق المفلس ..:.. سابعاً / تبدأ الكثير من دور النشر في آخر يومين من المعرض في تخفيض أسعارها بصورة ملحوظة، ولكن من يهوى الكتب لا يستطيع أن يغامر، فبعض الكتب تنتهي سريعا !.:.. ثامناً / إذا كان معك من المال ما يكفي فلا تتردد في شراء كتاب قد تحتاجه، فكم ندمتُ على فرص ذهبت بسبب آفة التردد، ومن ذاق تلك الحسرة سيعرف مقدار الألم ..:..كتب من الذاكرة : .:. سأذكر فيما يلي عدداً من الكتب النافعة، وإلماحة عجلى عمّا يُميّز كلاً منها، وقبل الشروع في ذلك لابد من التنويه على أمرين مهمين ::.... 1/ أن هذه الوصايا بمناسبة معرض الكتاب، فلا يأتي متذاكٍ ليقول: أين القرآن وصحيح البخاري.. الخ ؟.. فالكلام مقيد بسياقه .. .... 2/ إذا أردت اقتراح أسماء كتب معينة على آحاد من الناس فلابد أن تخصص ذلك على حسب عمر , ومستوى المنصوح .. وهذا ما أرجحه ..!::.. أولاً : ( مختصر الصواعق المرسلة) لابن القيم – رحمه الله -: وهذا الكتاب من أكثر الكتب التي أثرت في تكويني الفكر،أعده من الروائع في تأسيس منهجية فكرية سليمة ..:.. ثانياً : (الرد على بشر المريسي) للدارمي – رحمه الله - : لا يبرح ذاكرتي، قرأته حين قرأت ثناء ابن تيمية عليه ثناءً لم يقله في كتاب، ووجدته نفيساً جداً ..:.. ثالثاً : (الحيدة) للكناني – رحمه الله - : وقد اختلف في صحة نسبة الكتاب إليه، ولكنه من الكتب التي تؤسس منهجية فكرية سليمة، فقوة الحجة فيه مذهلة ..:.. رابعاً : (تأويل مختلف الحديث) لابن قتيبة – رحمه الله - : كتاب لا يبرح ذاكرتي، مضمونه أعمق من عنوانه، فيه دفاع عن السنة النبوية أمام العقلانيين ..:.. خامساً : (شرح علل الترمذي) لابن رجب – رحمه الله - : هذا الكتاب أحدث انقلاباً فكرياً في موقفي من علوم الحديث، وجدت فيه التجديد النقدي على أصوله..:.. سادساً : (الأنوار الكاشفة) للمعلمي – رحمه الله - : كتاب قيم جداً في تأسيس ملكة نقدية لمن يناقش أصحاب الاتجاه العقلاني، هو أقرب كتب المعلمي إلى نفسي ..:.. سابعاً: (مناقب الشافعي) لابن أبي حاتم – رحمه الله -: تحقيق : عبد الغني عبد الخالق ..كتاب رائع ومن أجمل ما فيه تعليقات المحقق، كان أعجوبة في وقته ..:.. ثامناً : (الإحكام في أصول الأحكام) لابن حزم – رحمه الله -: هذا الكتاب لا تستطيع إلا أن تقع في غرامه من أول نظرة.، أحببته بقوة، ستكتشف معنى قوة الحجة ..:.. تاسعاً : (اختلاف الحديث) للشافعي – رحمه الله - : حقه أن يسمى مناظرات الشافعي، فمن أراد أن يتعرف على عبقرية الشافعي المذهلة فليقرأه، طالعته فلم أنسه !!..:..عاشراً : (في بيتي) للعقاد – رحمه الله - : قرأته صغيراً، وقد كنت مغرماً بالعقاد ولكن الله سلم، وهذا الكتاب أثر علي وقتاً ليس بالقصير، فقد تقمصت بعضه ..:.. الحادي عشر : (صفحات مضيئة من تراث الإسلام) لأنور الجندي : كتاب منوع رائع، لا تزال حلاوته في عقلي، ربما لأني قرأته صغيراً فملأني فخرا بتراثنا ..:.. الثاني عشر: كتب شيخ الإسلام ابن تيمية وتلميذه ابن القيم – رحمهما الله -: تأثرت بها كثيراً، ولكن لبعضها مكانة خاصة ..::.. وبالنسبة لكتب المنهجية : -في ظني - أن أبرز ثلاثة سعوديين كتبوا في منهج البحث هم : عبد الوهاب أبو سليمان، سعيد صيني، صالح العساف، وفي البقية خير كثير ..:: |