الحديث الثاني من فتح الباري شرح صحيح البخاري :
1496-
حدثنا محمد بن مقاتل أخبرنا عبد الله أخبرنا زكرياء بنإسحاق عن يحيى بن عبد الله بن صيفي عن أبي معبد مولى ابن عباس عن ابنعباس رضي الله عنهما قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لمعاذ بن جبل حين بعثهإلى اليمن إنك ستأتي قوما أهل كتاب فإذا جئتهم فادعهم إلى أن يشهدوا أن لا إله إلاالله وأن محمدا رسول الله فإن هم أطاعوا لك بذلك فأخبرهم أن الله قد فرض عليهم خمسصلوات في كل يوم وليلة فإن هم أطاعوا لك بذلك فأخبرهم أن الله قد فرض عليهم صدقةتؤخذ من أغنيائهم فترد على فقرائهم فإن هم أطاعوا لك بذلك فإياك وكرائم أموالهمواتق دعوة المظلوم فإنه ليس بينه وبين الله حجاب
قال ابن حجر في شرح هذا الحديث
ووقعت البداءة بهما اي بالشهادتين لأنهما أصل الدين الذيلا يصح شيء غيرهما إلا بهما فمن كان منهم غير موحد فالمطالبة متوجهة إليه بكلواحدة من الشهادتين على التعيين، ومن كان موحدا فالمطالبة له بالجمع بين الإقراربالوحدان ية والإقرار بالرسالة، وإن كانوا يعتقدون ما يقتضي الإشراك أو يستلزمهكمن يقول ببنوة عزير أو يعتقد التشبيه فتكون مطالبتهم بالتوحيد لنفي ما يلزم منعقائدهم.
واستدل به من قال من العلماء إنه لا يشترط التبري من كلدين يخالف دين الإسلام خلافا لمن قال إن من كان كافرابشيء وهو مؤمن بغيره لم يدخل في الإسلام إلا بترك اعتقاد ما كفر به، والجواب أناعتقاد الشهادتين يستلزم ترك اعتقاد التشبيه ودعوى بنوة عزير وغيره فيكتفى بذلك،واستدل به على أنه لا يكفي في الإسلام الاقتصار على شهادة أن لا إله إلا الله حتىيضيف إليها الشهادة لمحمد بالرسالة وهو قول الجمهور.انتهى كلام ابن حجر ,,,,,, قلت انا :
بمعنى انهم مع كونهم اهل كتاب الا انه لا يلزم منهم التبري من اعتقاداتهم الباطلة والتخلي عنها والاقرار بذلك قبل الاقرار بالشهادتين بل يكفي ان يقروا بالشهادتين لانه كما قال ابن حجر بان اقرارهم بالشهادتين يستلزم ترك اعتقاد التشبيه ودعوى بنوة عزير و غيره هذا بالنسبة لاهل الكتاب و ايضا الكفار والمشركين .
اما اهل النفاق الذين ذكروا في سورة البقرة فانه ينبغي اولا ان يتخلوا عن اعتقادهم الفاسد بانهم مؤمنون لان ايمانهم غير حقيقي ثم بعد ذلك عليهم الادانه بالايمان الصحيح اي يجب التدرج معهم على مرحلتين لانهم يدعون الايمان بداءة و هو ايمان فاسد لذلك لا يطلب منهم الايمان بداءة بل التخلي اولا ( واذا قيل لهم لا تفسدوا في الارض) ثم الايمان ثانيا ( واذا قيل لهم امنوا كما امن الناس )
هذا والله اعلم