أبيات رائقة في الغزل - بقافية مثناه
قال جميل بثينة:
خَلِيلَيَّ إِنْ قالَتْ بُثَيْنَةُ ما لَهُ *** أَتانا بلا وَعْدٍ فَقُولا لَها لَها ([1])
أتى وهو مشغُولٌ لعُظمِ الذي به *** ومن بات طول الليل يرعى السّهى سها([2])
بُثَيْنَةُ تُزْرِي بالغَزالَةِ فِي الضُّحى *** إِذا بَرَزَتْ لَمْ تُبْقِ يَوْماً بِها بَها ([3])
لَها مُقْلَةٌ كَحْلاءُ نَجْلاءُ خِلْقَةً *** كَأَنَّ أَباها الظَّبْيُ أَوْ أُمَّها مَها
دهنتني بودٍ قاتلٍ، وهو متلفي *** وكم قتلتْ بالودّ من ودّها، دها ([4])
قال الدميري:
المها: بالفتح جمع مهاة، وهي البقرة الوحشية والجمع مهوات، وقيل: المها نوع من البقر الوحشي إذا حملت الأنثى من المها هربت من البقر، ومن طبعها الشبق، والذكر لفرط شهوته يركب ذكرا آخر، وهي أشبه بالمعز الأهلية، وقرونها صلاب جدا، وبها يضرب المثل في سمن المرأة وجمالها([5]).


[1] ـ لها: أي نسي وسلا.
[2] ـ السُّها: كوكب صغير خفي الضوء، وهو في بنات نعش الكبرى أو الصغرى. وسها: غفل.
[3] ـ تزري: تعيب - الغزالة: الشمس - بها: بهاء أي رونقا وجمالا.
[4] ـ الود: الحب الشديد - دها: دهاء وهو حسن الحيلة والمكر.
[5] ـ انظر: ديوان جميل بثيتة (1/84/ط دار بيروت) ، حياة الحيوان الكبرى" للدميري (2/449/ط العلمية)، ونقله عنه ابن حجة الأموي في "خازنة الأدب وغاية الأرب" (1/89/ط الهلال).