التعريف بكتاب " عجالة المبتدي وفضالة المنتهي " في النسب
للإمام أبي بكر الحازمي (ت 584هـ)
(1)
المؤلف: هو محمد بن موسى بن عثمان بن موسى بن عثمان بن حازم؛ زين الدين، أبو بكر الحازمي الهَمْداني.
ولد سنة (548أو 549هـ) بطريق همَذان، وتوفي وغصن شبابه نضير في 28/جمادى الأولى/584هـ ببغداد في مقبرة الشونِيزيَّة، وعمره ست وثلاثون سنة تقريبًا.
حضر أبا الوقت السجزي، وسمع من الديلمي، وأبي زرعة المقدسي، وأبو موسى المديني، وغيرهم.
وروى عنه: أبو عبد الله الدُّبَيثي، وعلي بن ماسويه، وغيرهما.
كان من الأئمة الحفاظ العالمين بفقه الحديث ومعانيه ورجاله، الحافظين لمتونه وأسانيده، وكان حجة نبيلا زاهدا ورعا ملازما للخلوة والتصنيف ونشر العلم، استوطن بغداد، وسكن بالجانب الشرقي منها، وفرّق كتبه على أصحاب الحديث.
كتاب " عجالة المبتدي وفضالة المنتهي ":
مقصد المؤلّف من تأليف هذا الكتاب إفادة طالب علم الحديث خاصة، إذ تنساب ديباجة الكتاب وتقدمته حول ارتباط معرفة الأنساب بأصول الحديث؛ إذ هي أصل من أصوله. وقد رتبه على حروف المعجم، مُرْجِعا كل نسب لأصله، يضيف في كل نسب شخصا أو أكثر ممن ينتسبون إليه من الصحابة والتابعين، وغيرهم، وهو مع ذلك كتاب مختصر مفيد؛ جمع في هذا الكتاب الأنساب المتداولة بين أهل الحديث، وقدّم لها بمقدمة في معرفة اصطلاح النُّساب.
يقارن بين ضبط أهل الحديث وأهل الأنساب واللغة، كما في الجَذَْمي والجَرَوي والدُّهَْني، وهذه فائدة مهمة في هذا الكتاب.
يسوق نادرًا بعض الأحاديث بإسنادها، وينبه على أوهام بعض المحدثين في النسبة، يعتني بضبط الأنساب المشْكِلة ضبط حرف، ولم يسرف في ذلك، وبعضها يحتاج إلى ذلك.
ينقل عن النسابة: كابن حبيب، والآمدي، وابن الكلبي، ومعمر بن المثنى، وخليفة بن خياط العصفري، والزبير بن بكار، وابن قتيبة، وابن يونس، ، والدارقطني، وابن ماكولا، وغيرهم وقد تعددت مصادره، وأحيانا يسوق إسناده إلى بعضهم.
ويشير إلى اختلاف النساب في بعض الأنساب في معرِض سياق النسب إشارة إجمالية بقوله: "وقد خولف في بعض الأسماء". طلبا للاختصار، ولا يسترسل في ذكر الخلاف غالبا.
أما من يترجم له من الصحابة والتابعين والرواة، فيذكر أحيانا في المتأخرين بعضا من شيوخهم وتلاميذهم.
وقد ذكر من قبائل البربر: الكُتَامي والنُّفُوسي.
وانتهى بنتيجة في خاتمة الكتاب فقال: "وهذا باب واسع لم تتبَّعه ورام الاطِّلاع على غوامضه وأساليب الاختلاف فيه، فاقتصرت على هذا القدر الذي أمليته ليكون مُهَيّجا عزم المُبتدي في إدراك شأو المنتهي، والله المعين، وبه أستعين".
طبع الكتاب:
يقع الكتاب المطبوع في (155) صفحة، من القطع الكبير، حققه وعلق عليه وفهرس له علامة المغرب الأستاذ عبد الله كنون، بمجمع اللغة العربية بالقاهرة، سنة 1384هـ 1965م . ثم أصدر الطبعة الثانية منه ، بالمجمع أيضاً ، سنة 1393هـ - 1973م.
فهارس المطبوع: الأنساب- القبائل والأماكن المنسوب إليها- الأعلام المترجم لها في كل نسب- أبواب الكتاب.
بعض الأخطاء المطبعية:
(ص: 8): خُزبـمْة = خُزَيْمَة.
(ص: 8): خُزُيـمْة = خُزَيْمَة.
(ص: 16): الأشجْعَي = الأَشْجَعِي.
(ص: 16): أشجْع = أشْجع.
(ص: 19) : أْدِّ = أُدِّ.
(ص: 27): حضنَتْ بَنِيه عمار وعماري ومخزوم = حضنَتْ بنيه عمارًا وعماري ومخزومًا. [بعض المصادر فيها: عمارة بدل عماري].
(ص: 36): الربيع بن خَيْثَم = الربيع بن خُثَيْم.
(ص: 41): جْفَنةَ = جَفْنةَ.
(ص: 55): إِلَحْاف بن قضاعة (وقد تكرر في مواضع) = الحاف بن قضاعة. [هكذا في معظم كتب الأنساب، بوصل الهمزة، ولم أقف على ضبط للعلَم، فليحرر].
(ص: 79): الشٍّهالي = الشِّهالي.
(ص: 79): دُعْمِيَّ = دُعْمِيِّ.
(ص: 97): الحارث ين كعب = الحارث بن كعب.
(ص: 99): وقال ابنِ الكلبي = وقال ابنُ الكلبي.
فوائد من ديباجة الكتاب:
1- "العرب تنتسب إلى القبائل، وطريق إدراك معرفتها النقل".
2- "وأما العجم فإنها لا تكاد تنتسب إلى أب قديم إلا نادرا، وأكثر انتسابها إلى الأمكنة والصنائع".
3- "كل نوع منها [من أنواع الحديث] علم مستقل لو أنفد الطالب فيه عمره لما أدرك نهايته".
4- "ولكن المبتدئ يحتاج أن يستطرف من كل نوع؛ لأنها أصول الحديث، ومتى جهل الطالب الأصول، تعذَّر عليه طريق الوصول".