تابعونا على المجلس العلمي على Facebook المجلس العلمي على Twitter
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد


صفحة 2 من 2 الأولىالأولى 12
النتائج 21 إلى 29 من 29

الموضوع: طالب العلم بين الترتيب .. و الفوضوية للدكتور عبد العزيز السدحان

  1. #21

    افتراضي رد: طالب العلم بين الترتيب .. و الفوضوية للدكتور عبد العزيز السدحان

    : وقفة :

    السلة الصغيرة قد تتسع لأشياءٍ كثيرة .
    و السلة الكبيرة قد تضيق عن أشياءٍ قليلة ،

    و العجيب في ذلك أنَّ في السلة الصغيرة شيئًا زائدًا على ما في الكبيرة ،
    و الأعجب في ذلك كله أنَّ ذلكـَ الشيء الزائد في السلة الصغيرة هو السبب في إتساعها
    و عدمه في الكبيرة كان سببًا في ضيقها !!

    و حتى يزول التعجب و العجب فذلك الشيء إسمه :

    الترتيب


  2. #22

    افتراضي رد: طالب العلم بين الترتيب .. و الفوضوية للدكتور عبد العزيز السدحان

    الفوضوية في قضاء الحوائج
    ،**،

    و من أمثلة ذلك : تأخير قضائها بالكلية إمَّا بالتسويف أو بتوكيل مَن ليس أهلا لذلك
    أو بقضاء بعض الحاجة و ترك الباقي .

    و هذه الفوضوية لها أضرار على صاحبها .. فمن ذلك :

    تراكم الأشغال و اشتغال البال بها
    و قد تدعو الحاجة أحيانًا إلى شيء من تلك الحوائج يحتاجها الأهل أو البيت أو هو بنفسه
    في ذلك الوقت و لابد منها ، و قد يكون في أثناء ذلك مشغولا بأمر أو بأمور لا تحتمل التأخير
    فتأتي تلك الحاجه فتزيده شغلا ، و قد تُربك عليه أمورَه فتستهلك منه أوقاتًا مضاعفة ،

    و لو أنه سارع بقضاء تلك الحاجة في وقتها لترتبت أموره و انتظمت أوقاته .


    يتبع >>

  3. #23

    افتراضي رد: طالب العلم بين الترتيب .. و الفوضوية للدكتور عبد العزيز السدحان

    الفوضوية في الزيارات

    ترتيب طالب العلم لزياراته يحفظ عليه أوقاته ، بخلاف من كان طبعُه الفوضى في ذلك
    فإنَّ أوقاته تُهدر و تمضي دون مراعاة لقيمة الوقت ، و إذا كانت إضاعة الوقت مذمومة
    في حقِّ عامة الناس من عامة و جهلة و غيرهم ، فكيف يكون الشأن في طالب العلم ؟!

    لا شكَّ أنَّ ذلك مذمومٌ في حقِّه ؛ لأن أولى الناس بحفظ أوقاتهم هم طلبة العلم .

    $ و من أمثلة الفوضوية في الزيارات :

    أنَّ بعضهم يوغل و يكثر منها حتى يكون الأصل في أوقاته التنقل من مكان إلى مكان
    في جميع أيام الأسبوع إلا ما ندر ، و العجب أن بعضهم قد يجمعهم مكان دراستهم أو وظيفتهم
    فقد يكونون في مدرسة واحدة أو كلية واحدة أو مكان وظيفي واحد ، و مع هذا يلتقون في غالب
    أو جميع أيامهم .

    و كثرة هذه الإجتماعات بهذه الشاكلة تُفقد طالب العلم كثيرًا من أوقاته ، بل قد يألف ذلك الأمر
    و يثقل عليه تركهُ ، و يزيد هذا الأمر سوءً إذا كانت تلك المجالس لا حظَّ للعلم فيها ، أو أن يؤدي
    بهم التوسُّع في المباحات إلى الوقوع في شيء من المحذورات .

    و زد على ذلك أنَّ من يكثرون من تلك المجالس المستمر دائمًا يقعون في إهمال لكثير
    من مسؤوليات أولادهم و بيوتهم ، فلا حظ لأولاده من الجلوس معهم إلا قليلا
    ناهيك عمَّا يحتاجه البيت من أمور .

    و يلاحظ على بعض من يكثرون من الإجتماع بينهم خارج بيوتهم أو عند أحدهم
    أنهم يتثاقلون و يضجرون من الجلوس في بيوتهم ، و بخاصة إذا علم أنّ أصحابه
    مجتمعون ، و هذا التثاقل و التضجّر قد يُدركه أهل بيته - بل سيدركونه - فيكون وجوده
    بينهم غير مرغوب فيه بسبب تغير مزاجه و سوء خلقه ، فيكون لسان حال أهل بيته إذا
    رأوه خارجًا " مستريَّح و مُستراح منه " !

    روى يعقوب بن عبد الرحمن عن أبي حازم ، قال : " السيء الخلق أشقى الناس به نفسه
    التي بين جنبيه ؛ هي منه في بلاء ، ثم زوجته ، ثم ولده ، حتى إنه ليدخل بيته و إنهم لفي سرور
    فيسمعون صوته فيفرُّون عنه فراقًا منه ، و حتى إنَّ دابَّته تحيدُ مما يرميها بالحجارة ، و إن كلبه
    ليراه فينزو عن الجدار ، حتى إنَّ قطَّهُ ليفرُّ منه " [سير أعلام النبلاء(99/6)]


    و هنا شيءٌ لابدّ من التنبيه له و التنبيه عليه لمن كان له أولاد ، هو أنَّ كثرة غيابه عن المنزل
    قد تجريء أولاده على بعض المحاذير الشرعية ، فضلا عن ما يصيب الزوجة من العناء بسبب كثرة
    غياب الزوج .

    $ و قد يكون من الفوضوية في الزيارات أنَّ بعضهم يذهب المسافة البعيدة لزيارة
    أحد أصحابه دون التأكد من وجوده و عدم إنشغاله ، فترى بعضهم يستغرق وصوله إلى مكان صاحبه
    ثلث أو نصف ساعة مثلا ، و قد لا يجد صاحبه ، و قد يكون صاحبه موجودًا و لكنه مرتبط بمشاغل
    لنفسه أو أهل بيته ، و بسبب مجيء ذلك الزائر إليه من مكان بعيد دون موعد سابق قد يُضطر
    صاحب الدار إلى مجاملته و الجلوس معه لضيافته ، بل قد يكون أهل صاحب الدار متأهبين للذهاب
    مع أبيهم أو أخيهم المزور ، فيتسبب الزائر في إرباك أمورهم .

    و قد يقول قائل : و لِمَ لا يعتذر المزور من الزائر إنطلاقًا من الآية الكريمة
    [وَ إِنْ قِيلَ لَكُمُ ارجِعُوا فَارجِعُوا هُوَ أزْكَى لَكُمْ] النور:28 ؟
    و جواب ذلك : أن بعض الناس قد يُحرج من الزائر و لا يقوى على قول ذلك .

    و بكل حال ؛ فترتيب أمر زياراتك - بعد توفيق الله تعالى - يدفع كل ما تقدم ذكره من إضاعة أوقاتك
    و إحراج أصحابك ، و من الترتيب في ذلك الوعد المسبق بينكما بمقابلتك له أو إتصالك عليه
    و يتأكد هذا في الأصحاب الذين لم تتوثق الصلة بينهم ، أو تعرف منهم مجاملتك على حساب مشاغلهم
    و مشاغل أهليهم .

    شاهد المقال : أنَّ ترتيب الوعد المسبق يحفظ لك وقتك و يرفع الحرج عن صاحبك .


    يتبع <<<

  4. #24

    افتراضي رد: طالب العلم بين الترتيب .. و الفوضوية للدكتور عبد العزيز السدحان

    الفوضوية في صلة الأرحام

    فمن ذلك :
    أنَّ بعضهم قاطعٌ لكثير من رَحِمه مع قـُرب مساكنهم نسبيا
    مع شدة وصله لكثير من أصحابه مع تباعُد مساكنهم ،
    والعجب أنَّ بعض أولئك إذا كُلِّم في قطعه لرحمه
    تعذَر و تذرَّع بكثرة المشاغل ، لكن تعذره و تذرعه يزول عند زيارة أصحابه !

    و قد يكون من الفوضوية أيضًا أنَّ بعضهم يُكثر من زيارة واحد أو آحاد من رحمه
    مما يترتب عليه تأثر مَن لم يكن لهم حظ من صلته ، و قد يكون أولئك الذين قطعَ وصلهم
    آكدَ حقَّا ممن وصلهم ، و لو أنَّ هذا و أمثالَه رتَّبوا صلتهم لأرحامهم لزالت تلك المحاذير .

    و من الترتيب في ذلك :
    - أن يجعل في كل أسبوع زيارة أو زيارتين أو أكثر حسب ما يراه من إقتضاء المصلحة .
    - أن يُقدِّمَ الأحق قرابة و سنَّا .
    - تنوع الوسائل في صلة الرحم ، بفضل ما يسَّر من وسائل التقنية ؛ فهناك الرسائل
    المقروءة و المسموعة مباشرة أو آجلًا ..

    و غير ذلك ، و هذه بحمد الله تعالى تُقرِّب البعيد و تجمع المتفرق .

    يُتبع >>

  5. #25

    افتراضي رد: طالب العلم بين الترتيب .. و الفوضوية للدكتور عبد العزيز السدحان

    الفوضوية في المواعيد

    - بعضهم ليس لمواعيده زِمامٌ و لا خطام !
    فلا يُقيم للمواعيد و لا لأصحابها وزنًا ، يَعِدُ فلانًا بأنه سيحضر إليه في وقت كذا
    ثم يَعِدُ آخر بأن يأتي إليه في وقت كذا ، ثمَّ إذا طرأ له شغلٌ - من سفر أو غيره -
    اشتغل به و لم يهتمَّ عن سبق الوعد معهم !

    - بعضهم يتعمَّد في جعل أوقات مواعيده تتضارب مع مصالح أهم ،
    كِبَر الوالدين بقضاء حوائج لهما في ذلك الوقت يضيق وقت الوالدين أو أحدهما بتأخير قضاء
    تلك الحاجة عن وقتها .

    - بعضهم يجعل مواعيده تتضارب مع أوقات حضوره لدرس مهم أو محاضرة مهمة .

    - بعضهم يَعِد الآخرين بعشوائية ، ثمَّ يفاجأ بموعدين أو ثلاثة في وقت واحد ، فيُحرج نفسه و غيْرَه
    بل قد يتسبَّب في إدخال الضجر أو الغيظ أحيانًا بسبب إرباك الموعودين بتأجيل أو إخلاف مواعيدهم
    دون سابق إخبارٍ لهم .
    و لا شك و لا ريب أن سبب إحراجه لنفسه و الآخرين هو الفوضوية و عدم الترتيب في ذلك كله .


    و إليك - رعاك الله - شيئَا من أثر الترتيب في مواعيد طالب العلم ، و شيئًا من الوسائل المُعِينة عليه
    و قبل ذلك يقال :

    إنَّ الوفاء بالعهد من أخلاق الأنبياء عليهم السلام ، و قد ذكر الله ذلك في كتابه في مدح أنبيائه :
    [وَاذَكُرْ فِيِ الكِتَابِ إِسْمَاعِيلَ إنََّهُ كَانَ صَادِقَ الوَعْدِ وَ كَانَ رَسُولًا نَبِيًَّا] مريم : 54
    و أنعِم بصفةٍ أثنى عليها الله تعالى و تخلَّقَ بها أنبياؤه عليهم السلام .

    و العجب أنَّ أهل الجاهلية كانوا يُعظِّمون شأن الوعد ، و من شواهد ذلك
    قول عوف بن النعمان في الجاهلية الجهلاء : "لأن يموت الرجل عطشًا خيرٌ له من أن يكون مخلافًا لموعد"
    [أدب الإملاء و الإستملاء ص :41 ]

    و بكل حال ؛ فطالب العلم من أولى الناس بلزوم تلك الخصلة ، و ذلك لأمور كثيرة .. منها :
    طاعة الله تعالى ، و التخلق بخلق الأنبياء عليهم السلام وأنعم وأكرم بهم وبأخلاقهم
    و الحذر من الوقوع في ضدها من إخلاف المواعيد فذلك من صفات المنافقين كما ثبت عنه صلى الله عليه وسلم
    و منها - و هو الشاهد في هذا الموضوع - :
    أنَّ ترتيب طالب العلم لأوقاته وتنظيم شؤونه وأموره يُعينُه على تقسيم مواعيده ، وفي الوقت نفسه
    يُسهِّل عليه الوفاء بتلك المواعيد كل في مكانه و زمانه .


    و مما يُعين على ترتيب المواعيد بعد فضل الله تعالى :
    - كتابة تلك المواعيد في ورقة أو سجل خاص ، و يحسن إذا كان الوعد مهما أو بعيد الأجل
    أن يعلق تلك الورقة في مكان بارز في مكتبته أو غيرها ليكون ذلك الموعد ماثلًا أمامه .

    - الإستعانة بوسائل التقنية الحديثة ، كجهاز الجوال الذي يتضمن برامج للتذكير بالمواعيد .

    -أن يطلب من صاحب الموعد - إذا كان موعده بعيد الأجل - أن يُشعره بالموعد المتفق عليه
    قبل وقته بمدة كافية حتى لا يرتبط بأمور أخرى تُصَعِّبُ عليه الوفاء بالموعد المسبق .


    يُتبع ــ ..

  6. #26

    افتراضي رد: طالب العلم بين الترتيب .. و الفوضوية للدكتور عبد العزيز السدحان

    وقفة

    أحدُهما في وقتٍ قليل ينجز كثيرًا ..
    و آخر في وقت كثير ينجز قليلا .. و السرُّ في ذلكـ
    شيء رآه الأَّول فوطئه بقدميه و مر عليه ، و رآه الثاني
    فوطأه و نام عليه .. ذلك الشيء
    اسمه : الفوضوية


  7. #27

    افتراضي رد: طالب العلم بين الترتيب .. و الفوضوية للدكتور عبد العزيز السدحان

    المكتبة بين الترتيب و الفوضوية

    من آثار الفوضوية في شأن المكتبة و عدم العناية بترتيبها ما يلي :

    - ذهاب وقت مثير في البحث عن كتاب معيَّين في مكتبته ،
    ثم إذا عثر عليه و قضى منه مراده و احتاج إليه بعد مدَّة فقد يُعاوِد البحث عنه مرَّة أخر
    بوقت كسابقه .. و هلمَّ جرّا .

    - قد يشتري بعضَ الكتب مرَّتين أو ثلاثًا .

    - قد يتأخر عن بحث موضوع قراءة أو كتابة لظنه عدم وجود الكتاب المقصود عنده ،
    بينما الكتاب في متناول يده و لو عُني بالترتيب ، و قد يكون تحصّل عليه منذ زمن طويل
    في مكتبته لكن كل ذلك بسبب الفوضوية في عدم عنايته بمكتبته .

    ,‘..

    و إذا كان كذلك ؛ فاحرص-سدد الله أقوالك و أرشد أفعالك- على ترتيب مكتبتك لتزول تلك
    الجهود المهدرة في غير محلها ؛ من بذل جهد يمكن توفيره ، و ذهاب وقت يمكن حفظه و إنفاق مال
    يمكن إدخاره .

    و من طرق ترتيب المكتبة :

    - تقسيمها على حسب الفنون العلمية تقسيمًا إجماليًا ثم تفصيليًّا ،
    فمثلا : علم التفسير بعدما يخصص له ركنًا معينا يبدأ بوضع كتب التفسير ، ثم ما يتعلق بعلم القراءات
    ثم بأسباب النزول ، و كلما أكثر التقسيم التفصيلي كلما سهُل عليه الوصول إلى مراده مع توفير جهد و مال .

    و مثل ذلك أيضا كتب الفقه ، يرتبها على حسب مذاهب أصحابها ، ثم يرتب الكتب و الرسائل
    الفقهية المنثورة على حسب مضامينها ، فيجعل ما يتعلق بالصلاة سويَّا ، ثمَّ الزكاة ، ثمَّ الصيام /
    ثمَّ الحج ، ثم المعاملات ..

    و من طرق الترتيب أيضـــــًا :

    - إفراد مصنفات المكثرين من التصنيف ، فيجعل ركنًا خاصَّا لمصنفات شيخ الإسلام ابن تيمية
    و ركنًا لابن القيم ، و ركنًا للسيوطي .. و هكذا .

    و ما ذكر هنا مجرد إشارة إلى أهمية ترتيب المكتبة و ما يحصل من عدم الترتيب من الفوضى في وقت طالب العلم
    و من أراد الزيادة على العناية بشؤون مكتبته فتفصيل ذلك موجود في مظانه من الكتب التي تُعنى بتنظيم
    المكتبات و ترتيبها ، و لكن مرادي هنا ما يتعلق ببعض مكتبات طلاب العلم التي يغلب عليها عدم الترتيب .

    يتبع إن شاء الله >>

  8. #28

    افتراضي رد: طالب العلم بين الترتيب .. و الفوضوية للدكتور عبد العزيز السدحان

    الفوضوية في إيقاف السيارة بما يسبب أذى بعض المسلمين

    مراعاة شعور المسلمين و عدم أذيتهم من التعبُّد لله تعالى ،
    فإذا كانت إماطة الأذى عن الطريق صدقة و من شُعَب الإيمان ،
    فكيف بمن كفَّ الأذى عن المسلمين ؟ و في المقابل كيف بمن خالف هذا و تسبب في أذى المسلمين ؟!

    و من الصُّور المشينة في أذية المسلمين ما يحصل من إيقاف بعض السيارات أمام أبوابهم ،
    و يتأكد الضرر إذا كان ذلك أمام أبواب مداخل سياراتهم ، و هذا من الفوضوية و عدم مراعاة مشاعر المسلمين ،
    و ليضع ذلك المؤذي نفسه مكان المؤذّى ليستشعر الضرر !

    و مما يزيد تلك الصورة قبحًا إذا كان أصحاب بعض تلك السيارات من الموسومين بالخير و الصلاح ،
    و غالبًا ما يكون هذا عند حضور محاضرة أو درس .

    فعلى من كان هذا شأنه أن يتقي الله تعالى في عدم أذية المسلمين ليسلم من الإثم و أيضًا دعاء
    المتضرر بسببه ،
    و قد بلغ ببعض أولئك المتضررين أنه سبَّ و دعا على من آذاه بإيقاف سيارته أمام بابه
    و لقد أطلعني أحدُهم على ورقة من أحد جيران مسجدهم فيها سبٌّ للملقى عليهم بسبب إيقاف
    سيارات بعضهم أمام بيته .

    فعلى صاحب السيارة أن يحرص جاهدًا على إبعادها عن بيوت الناس ، كإيقافها عند سور المسجد
    أو مدرسة أو حديقة أو غير ذلك ، فإن شقَّ ذلك عليه فعليه أن يجتنب الوقوف أمام أبواب البيوت .

    و من الفوضوية فيما يتعلق بوقوف السيارات أيضًا ما يحصل من بعضهم في إيقاف سيارته بطريقة عشوائية
    فيأخذ مكانا يكفي لسيارتين ، و أحيانا لثلاث !

    و خلاصة القول : أنَّ على المسلم - و بخاصة القدوة عند الناس- أن يحرص جاهدًا على تجنب ما يُسبب أذى للناس .
    و مما يُحسن ذِكرُه هنا أن يجتمع الاثنان و الثلاثة في سيارة واحدة عند المجيء للمسجد ، و في ذلك
    مصالح كثيرة ، منها :
    -تقليل عدد السيارات .
    -ضعف إحتمال أذية الجيران .
    -تذاكر العلم فيما بينهم .


    يُتبع إن شاء الله >>

  9. #29

    افتراضي رد: طالب العلم بين الترتيب .. و الفوضوية للدكتور عبد العزيز السدحان

    الفوضوية في الترويح عن النفس

    الترويح عن النفس أمرٌ مشروع ، ودين الإسلام دين السماحة واليُسر ، ودين الكمال والجدِّ
    والمتأمل في دواوين السنة النبوية عمومًا - وفي كتب الشمائل النبوية خصوصًا-
    سيرى نصوصًا كثيرة فيها تنوّع في أساليب الترويح عن النفس ، فمن ذلك على سبيل المثال :
    - مسابقته -صلى الله عليه وسلم- لعائشة -رضي الله عنه -
    - ومسابقته -صلى الله عليه وسلم - بين الخيل المضمّرة وغير المضمّرة .
    - ومشاهدته -صلى الله عليه وسلم - للحبشة وهم يلعبون بحرابهم .


    والشاهد في هذا المبحث ما يحصل من بعض الناس من الإيغال في أمور الترويح ، حتى يكون
    الترويح هو الغالب ، بل قد يكون الأصل في حياته ...
    فيأنس بذلك الترويح ويحثَّ غيره عليه ، فإذا نُبَّه على إفراطه في ذلك الأمر ، تذرَّع بنصوص الترويح في السُنَّة
    ومنها ما سبق ، ولا شكَّ أنَّ هذا من الجهالة أو التجاهل ،
    وبيان ذلك :

    أن الأصل في حياة النبي -صلى الله عليه وسلم- الجد والعزيمة ، والترويح ، عارض ، وهو مع ذلك يتقوى به
    على وطيفته العظيمة في دلالة الناس على الخير .

    وأيضا مع ترويح النبي -صلى الله عليه وسلم -عن نفسه قد كان معطيا كل ذي حق حقه
    ومن أمثلة ذلك قوله -صلى الله عليه وسلم - " خيركم خيركم لأهله ، وأنا خيركم لأهلي " .
    فلم يشغله ترويحه عن نفسه عن القيام بأعماله الخاصة والعامة للأمة ، بل كان يتقوى بذلك الترويح كما تقدم
    آنفا الإشارة إليه ،

    بخلاف من غلّب جانب الترويح وأضاع وأهمل الحقوق الخاصة بأهل بيته أو العامة للناس ..
    فحدِّث عن غيابه عن بيته وتضييع حقوق مسؤوليته عن أولاده وزوجته ، وكذا في شؤون الناس من إهمال للدوام
    الوظيفي أو تضييع أمانة المسجد إن كان مؤذنًا أم إمامًا .

    يتبع إن شاء الله >>..


الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •