تابعونا على المجلس العلمي على Facebook المجلس العلمي على Twitter
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد


النتائج 1 إلى 19 من 19

الموضوع: أبيات من قصيدة عـزاء الغـرباء

  1. #1

    Lightbulb أبيات من قصيدة عـزاء الغـرباء


    قال الفقير لعفو ربه الغـنيّ / أبو قدامة المصريّ - عفا الله عنه و هداه - :


    سِـرْ فِي حِمَى نُورِ الْبَصِـيرَةِ مُـذْعِـنًا *** لِلْــحَــــقِّ دَوْمًـــا أَيـَّـمَــا إِذْعَـــــانِ

    لا تَخْـشَ فِي عَـيْنِ الْـيَقـينِ مَـلامَـةً *** مِــنْ جَـــاهِـلٍ أَوْ عَـــالِـمٍ مُـــتَـوَانِ

    مَـهْـمَا اسْتَـمَالَ النَاسَ عَـنْكَ بِـبَاطِلٍ *** فَـاعْـــلَـمْ بِأَنَّ الْـمُـــلْكَ لِلـرَّحْــمَــ ٰنِ

    إِنْ شَـاءَ حَـــوَّلَ قَــلْـبَـهُ وَ قُــلُـوبَـهُمْ *** لَــٰكِـنْ لِــيَـبْـلُوَ بَـعْـضَـهُـمْ بِـالـثَّـانِي

    فَاثْـبُتْ عَلَى الْحَقِّ الْمُبِينِ وَ إِنْ تَكُنْ *** فَـــرْدًا أَمَـــامَ كَـــتَـائِبِ الْـبُـطْـــلان ِ

    لا يَسْـتَخِـفَّـك َ مُــرْجـفٌ بِـسَــوَادِهِم ْ *** إِذْ لا اعْــــتِـبَـار َ بِـكَــــثْـرَة ِ الأَبـْـدَانِ

    فَـالْـحَـــقُّ يُـنْـصَــرُ عَــاجـلاً أَوْ آجــلاً *** بِالْـحُــجَّــ ةِ الْـوَضَّـــاءِ وَ الْـبُـرْهَـــا نِ

    وَ لَــئِـنْ أَتَــاكَ مُـــجَـادِلٌ أَوْ سَـــائِـلٌ *** فَـابْـذُلْ لَهُ نُـصْـحًـا بِلا اسْـتِهْـجَـانِ

    فَـــإِذَا أَبـَى إِلاَّ الْجـــــدَالَ بِــبَــاطِــلٍ *** فَـإِلَــيْـكَ عَـن مَّـنْ بَــاءَ بِالْـخُــذْلان ِ

    وَ ارْؤُفْ بِــحَــالِ الْجَـاهِـلـينَ وَ وَفِّـهِـمْ *** حِــلْــمًـا بِـحَــقِّ أُخُـــوَّةِ الإيــمَــانِ

    وَ ارْفُـقْ بِهِمْ وَ اصْبِرْ وَ صَابِرْ وَ اصْـطَبِرْ *** ثُمَّ اصْـطَـبِرْ رَغْـمًا عَنِ الشَّـيْـطَـانِ

    هَـجَـرُوكَ فَـاثْـبُتْ وَ اطْـمَــئِنَّ بِـغُـرْبَـةٍ *** طَـابَتْ ، وَ فَــاقَـتْ غُـرْبَـةَ الأَوْطَــانِ

    ظَـلَـمُوكَ فَـاعْـفُ وَ كُنْ كَـرِيمًا رَاجــيًا *** عَـفْـوَ الْـكَـرِيمِ وَ رَحْـمَـةَ الـرَّحْـمَــٰن

    آذَوْكَ فَـاصْــــــبِر ْ ، لا تَــرُدَّ إِسَـــــاءَةً *** إِلاَّ بِـغَــضِّ الـطَّــرْفِ وَ الإحْــــسَـانِ

    قَـــتَـلُوكَ فَـانْـعَـمْ بِالـشَّــهَـاد َةِ آمِــنًا *** مُـسْـتَبْشِرًا بِالْـفَـضْـلِ وَ الـرِّضْــوَانِ

    وَ لَـئِنْ نُصِـرْتَ فَـلَسَتَ تَأْمُلُ شُهْـرَةً *** بَلْ حَسْبُكَ اسْـتِغْـفَارُ ذِي الْغُـفْـرَانِ

    فَــلَـهُ الْمَـحـامِـدُ وَ الْمَــدَائِـحُ كُـلُّـهَا *** وَ الْـفَـضْـلُ كُـلُّ الْـفَـضْـلِ لِلْـمَــنَّـان ِ


    ============================== ===========
    جزء من قصيدة (عزاء الغرباء) نَظَمَها الفقـيرُ لِـربه الغَـنِيّ/ أبو قدامة المصريّ
    في محنة مرَّ بها خلال عام 1428 هـ ، ولمُناسبتها لواقعنا اليوم نشرتُها نُصحًا
    و صلَّى الله على نبينا محمد و آله و صحبه و سلَّم ، و الحمد لله رب العالمين

    ============================== ===========

    رجــــ عـدم مشاركة الأخوات في موضوعاتي ــــاء

  2. #2

    افتراضي رد: أبيات من قصيدة عـزاء الغـرباء

    رجـــــــــــــ ـــــــــــــاء
    أرجو عدم مشاركة الأخـوات في موضوعاتي

  3. #3

    Lightbulb رد: أبيات من قصيدة عـزاء الغـرباء

    طوبى للغرباء
    https://www.facebook.com/Poems.Motoon
    رجــــ عـدم مشاركة الأخوات في موضوعاتي ــــاء

  4. #4

    Exclamation رد: أبيات من قصيدة عـزاء الغـرباء

    :::::: تنبيه ::::::

    فَـــإذَا أَبـَى إلاَّ الْجـــــدَالَ بــبَــاطِــلٍ *** فَـإلَــيْـكَ عَـن مَّـنْ بَــاءَ بالْـخُــذْلانِ

    هناك خطأ صرفي وقعتُ فيه في آخر كلمة في هذا البيت ، وهو ضم خاء "الخُذْلان" والصواب كسرها هكذا : "الخِذْلان" :

    فَـــإذَا أَبـَى إلاَّ الْجـــــدَالَ بــبَــاطِــلٍ *** فَـإلَــيْـكَ عَـن مَّـنْ بَــاءَ بالْـخِــذْلانِ

    والحمد لله أولاً و آخرًا
    والشكر موصول لأستاذنا الفاضل محمد بن أحمد الذي قوَّم الله به اعوجاج لساني للمرة الثانية ،
    فجزاه الله عني وعن لغة القرآن خيرًا .
    رجــــ عـدم مشاركة الأخوات في موضوعاتي ــــاء

  5. #5
    تاريخ التسجيل
    Apr 2008
    المشاركات
    2,225

    افتراضي رد: أبيات من قصيدة عـزاء الغـرباء

    فتح الله لك يا أبا قدامة.
    استوقفني قولُك: بالحجة الوضَّاء
    كلمة "الوضاء" إذا كانت من وَضُؤ ... فهي على وِزان "فعَّال".
    فأين علامة التأنيث لمطابقة الموصوف "الحُجَّة"؟
    - - -
    وإن حسبتَها على وَزنِ "فعلاء" فهي إذًا من (و ض ض) ولا أعرف هذه المادَّة.
    صورة إجازتي في القراءات العشر من الشيخ مصباح الدسوقي

  6. #6

    Lightbulb رد: أبيات من قصيدة عـزاء الغـرباء

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة القارئ المليجي مشاهدة المشاركة
    فتح الله لك يا أبا قدامة.
    استوقفني قولُك: بالحجة الوضَّاء
    كلمة "الوضاء" إذا كانت من وَضُؤ ... فهي على وِزان "فعَّال".
    فأين علامة التأنيث لمطابقة الموصوف "الحُجَّة"؟
    - - -
    وإن حسبتَها على وَزنِ "فعلاء" فهي إذًا من (و ض ض) ولا أعرف هذه المادَّة.


    أحسن الله إليك شيخنا الحبيب

    الوضاء مذكر على وزن فعَّال ، ويجوز وصف "الحُجَّة" به لأنها مؤنث مجازي ، كما قال تعالى : { السماءُ منفطرٌ به } [المزمل : 18]

    وقد سألتُ بعض أهل اللغة للاطمئنان فأجابني أحدهم بهذا الجواب
    وهو الأستاذ/ أبو عبد الله أحمد عادل - جزاه الله وجزاك خيرًا - :

    أولا : كلمة "الوضاء" من وَضُؤ ... فهي على وِزان "فعَّال" هذا صواب وهى بمعنى الحسن الجميل النظيف فى المعجم الوجيز

    ثانيا : أنها مذكر والموصوف مؤنث فهذا جائز لأن كلمة الحجة مؤنث مجازى يجوز وصفها بالمذكر أو بالمؤنث

    فالمؤنث فى اللغة نوعان :
    المؤنث الحقيقي : هو كل ما يبيض أو يلد من الإنسان والحيوان والطيور
    المؤنث المجازي : هي كلمات استعملت مؤنثة مع أنها مما لا يبيض ولا يلد, نحو : شجرة, كلمة, يد, شمس, طريق, تفاحة
    وهذه يجوز فيها أن تعامل معاملة المذكر أو المؤنث
    مثل أن تقول شجرة مثمر ونحو ذلك

    والأدلة على ذلك كثيرة

    وانقل لك في هذا الصدد ما قاله الدكتور أحمد مختار عمر في إطار حديثه عن المؤنث المجازي :

    (( ..تفتح القراءات القرآنية بابًا للنفاذ منه إلى مشكلة " المؤنث المجازي " في اللغة العربية، وهي مشكلة لم تحلها كثرة ما كتب عنها، وألف فيها ( يكفي أن أذكر أن محمد بن القاسم الأنباري ألف كتابًا عن المذكر والمؤنث يقع في أكثر من ستمئة وخمسين صفحة ). ويترتب على الحكم على اللفظ بأنه مؤنث حقيقـي، أو مؤنث مجازي، أو مذكر أحكام كثيرة، مثل: تذكير الفعل وتأنيثه، استخدام اسم الإشارة المناسب، استخدام الاسم الموصول المناسب. أحكام في باب العدد، أحكام في أبواب الخبر والحال والنعت، أحكام في بعض مسائل التصغير، أحكام في الصرف ومنعه… إلخ .
    وإذا كان الاستعمال القرآني لم يلتزم بتأنيث ما هو مؤنث مجازي، ولذا صرف كلمة " سبأ " ( وجئتك من سبأ بنبأ يقين ) مع أنها اسم لقبيلة (النمل 22)، وذكّر كلمة "سماء" مع أنها مؤنث مجازي في قوله تعالى: (السماء منفطر به ) (المزمل 18)
    – فقد جاءت بعض القراءات القرآنية متبعة نفس الطريق، مثل قراءة ابن محيصن ] إذ يعدكم الله إحدى الطائفتين [ ( الأنفال 7)، قال في البحر (4/464): على التذكير إذ تأنيث الطائفة مجاز. ومثل قراءة ابن مسعود
    ] كلا الجنتين آتت أكلها [ ( الكهف 33)، قال الآلوسى:" وفي مصحف عبد الله { بن مسعود}: كلا الجنتين آتى بصيغة التذكير لأن تأنيث الجنتين مجازي(8/260) أما على قراءة ابن مسعود الأولى بتأنيث "آتت" فلأن الفاعل ضمير يعود على مؤنث " ولا فرق بين حقيقيه ومجازيّة، فالتركيب نظير قولك: طلع الشمس وأشرقت " (روح المعاني للآلوسى 8/261)
    وليست قراءة ابن مسعود بدْعًا في اللغة، فقد ذكر أبو جعفر النحاس في " إعراب القرآن" أن المبرد كان يقول " ما لم يكن فيه علامة التأنيث وكان غير حقيقي التأنيث فلك تذكيره نحو "هذا نار" وذكر الفيومي في خاتمة معجمه "المصباح المنير" ما نصه: " والعرب تجترئ على تذكير المؤنث إذا لم يكن فيه علامة تأنيث " وقام مقامه لفظ مذكر حكاه ابن السكيت، وابن الأنباري، وحكى الأزهري قريبًا من ذلك ". وبهذا نقبل تذكير كلمات مثل إصبع، وسنّ، وكف، وعين، ويمين، وبئر … وغيرها مما شاع تذكيره في لغة العصر الحديث، ( مع ملاحظة أن القراءتين ذكرتا المؤنث المجازي مع وجود التاء فيه) .انتهى

    وهذا دليل آخر من القرآن الكريم

    { وَأَخَذَ الَّذِينَ ظَلَمُواْ الصَّيْحَةُ فَأَصْبَحُواْ فِي دِيَارِهِمْ جَاثِمِينَ } هود / 67

    { وَلَمَّا جَاء أَمْرُنَا نَجَّيْنَا شُعَيْبًا وَالَّذِينَ آمَنُواْ مَعَهُ بِرَحْمَةٍ مَّنَّا وَأَخَذَتِ الَّذِينَ ظَلَمُواْ الصَّيْحَةُ فَأَصْبَحُواْ فِي دِيَارِهِمْ جَاثِمِينَ } . هود / 94

    الصَّيْحةُ: مصدر مرة على وزن فعلة يدل على المرَّة من الصِّياح، وهي الصوتُ الشديدُ: صاح يصيح صِيَاحاً، أي: صوَّت بقوة.

    لو تأملنا الآيتين الشريفتين, لوجدنا أن الفعل ( أخذ ) جاء مذكرا في الأولى, ومؤنثا في الثانية, مع العلم أن الفاعل واحد, وهو ( الصيحة )؛ فما السبب في ذلك؟

    الجواب :

    إذا كان الفاعل مؤنثا مجازيا, جاز في فعله وجهان : التذكير والتأنيث, والصيحة مؤنث مجازي.

    يجوز أن نقول :

    أشرقت الشمس.

    ويجوز القول :

    أشرق الشمس.

    وهذا نقل آخر فى هذا الباب

    المؤنث حَقيقيٌّ ومَجازِيٌّ: المؤنَّثُ نَوْعان: حَقيقيٌّ، وهو: ما يقابله ذكر من كل ذي روح، كـ "امْرَأة" و "فاضِلَة" و "ناقة". ومَجازي، وهو: ما عامَلَتْه العَرَبُ مُعامَلَةَ المُؤَنَّثاتِ الحقيقيَّة "كالشمس، والحربِ والنَّارِ" (والمشهور أن المؤنَّثَ المجازي يَصحُّ تذكيره وتأنيثُه؛ والصوابُ أنْ يُقال: أن هذا مُقيَّدٌ بالمسند إلى المؤنث المجازي ويكون المسند فعلاً أو شبَههُ نحو "طلعَ الشمس" و "هو الشمس" أفاده ابن هشام) والمَدَارُ في هذا على النَّقْل، ويُسْتَدلُّ على ذلك بالضَّميرِ العائدِ عليه نحو: {النَّارُ وَعَدَها اللَّهُ الَّذِينَ كَفَرُوا} (الآية "72" من سورة الحج "22" )، {حتّى تَضَعَ الحَرْبُ أَوْزارَها} (الآية "4" من سورة محمد "47") وبالإِشارة إليه نحو: {هَذِهِ جَهَنَّمُ} (الآية "63" من سورة يس "36" ). وبثبُوتِ التَّاءِ في تَصْغيره، نحو "عيَيْنَة وأُذَيْنَة" مُصَغَّرَيْ عَيْن، وأُذُن.

    هذا والله أعلم
    رجــــ عـدم مشاركة الأخوات في موضوعاتي ــــاء

  7. #7
    تاريخ التسجيل
    Apr 2008
    المشاركات
    2,225

    افتراضي رد: أبيات من قصيدة عـزاء الغـرباء

    الأخ الفاضل أبا قُدامة، إني أحبُّك في الله.
    وإني أخشى أن أكون كلفتُك عناءً بالبحث عن هذا الجواب، وهو - واللهِ - جهدٌ طيّبٌ منك، وبحثٌ جادّ.
    وأنا أعرِف أنَّ تغييرَك للبيتِ كان أيسرَ عليكَ من هذا البحث
    لكنَّك آثَرْتَ الفائدة اللغوية العزيزة على تغيير البيت السريع .... أو: على التغيير السريع للبيت.
    - - -
    لكني - يا أخي - أصدقُك، وفي الصدقِ منجاةٌ، أنّي لم أرَ في جميعِ ما ورد في الجواب ما تقومُ به الحُجَّة على التذكير في صفة "الحجَّة"... التي بها علامة التأنيث.
    ولا أُبرِّئ نفسي من الخطأ وقلَّة الفهم.
    ولكنَّ كل دليلٍ استُدِلَّ به في هذا الجواب يتَّجِه إليه الاعتراض القويّ.
    فنحو/ (وأخذ الذين ظلموا الصيحة) فُصِل بين الفعل وفاعله بالمفعول.
    ونحو/ (السماء منفطرٌ به) قد ذكروا لهُ تخريجاتٍ غير التأنيث المجازي، وليس في كلمة "السماء" علامة تأنيت.
    أمَّا ما ذُكِر من قراءة ابن محيصِن، فالثابتُ عنه غيرُها، وهو: (وإذ يعِدُكم الله احْدى الطائفتين) بهمزة وصْلٍ... وكذلك نحو: (فجاءتْه احْداهما).
    وليس كلّ قراءة نُسبتْ إلى إمامٍ يُحتجّ بها، حتى تكون هناك درجةٌ من الثِّقة في نسبتِها إلى مَن نُسبتْ إليه، ولا تُؤخَذ القراءات من كتب التفسير استقلالاً.
    والله يوفِّقك ويرعاك.
    صورة إجازتي في القراءات العشر من الشيخ مصباح الدسوقي

  8. #8
    تاريخ التسجيل
    Dec 2006
    الدولة
    الشرقية - مصر
    المشاركات
    126

    افتراضي رد: أبيات من قصيدة عـزاء الغـرباء

    جزاك الله خيرا يا أبا قدامة

  9. #9
    تاريخ التسجيل
    Dec 2009
    المشاركات
    565

    افتراضي رد: أبيات من قصيدة عـزاء الغـرباء

    هي خطبة جاءت موزونة
    فليس فيها من الشعر أكثر من الوزن
    ويصلح مثل هذا النظم للمتون التعليمية

    بارك الله بعلمكم
    وأنا أميل إلى رأي شيخنا المليجي في مسألة الحجة الوضاء

  10. #10

    افتراضي رد: أبيات من قصيدة عـزاء الغـرباء

    إخواني في الله
    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ، وبعدُ :
    فإذا جرى النعتُ على من هو له ، ورفعَ ضميرَ موصوفِه المستترِ تعيَّنتِ المطابقةُ في التذكير والتأنيثِ ، نحو : في مقام أمينٍ أي هو ، ونحو : في عيشة راضية أي هي ، وعليه فلا يجوزُ أن نقولَ : الحجة الوضاء ، لأنه لا يمكنُ أن نقدر الضميرَ هنا بهي ، وأما دعوى جوازِ ذلك بحجةِ أنَّ الحجةَ مؤنثٌ مجازيٌّ فيجوز في نعتها التذكيرُ والتأنيثُ كما أن الفعل إذا كان فاعله مؤنثا مجازيًّا جاز إلحاقُ تاء التأنيثِ به وجازَ تركُها كطلع الشمسُ وطلعتِ الشمسُ فدعوى باطلةٌ ؛ لأن ذلك إنما يجوزُ إذا كان الفاعلُ اسمًا ظاهرًا أما إذا كانَ الفاعل ضميرًا يعودُ على مؤنثٍ ولو كان مجازيًّا فالواجبُ إلحاقُ تاءِ التأنيث بالفعلِ فنقول : الشمسُ طلعتْ ، ولا يجوزُ أنْ نقولَ : الشمسُ طلعَ ، وهكذا الوصفُ والخبرُ ؛ إذْ يرفعُ كلٌّ منهما ضميرًا يعودُ على منْ هو له ؛ وبالتالي تجب المطابقةُ ، فلا يجوزُ أن نقولَ : الشمسُ طالعٌ ، ولا الشمسُ الطالعُ ساطعةٌ ،
    ومن هنا كان الواجب على أخينا الناظمِ ـ وفَّقه الله ـ أن يغيَّرَ البيتَ دون أنْ يلجأَ إلى هذه الحججِ الواهيةِ ، وماذا عليه لو قال :
    بالحجة البيضاءِ والبرهان
    خلاصة القولِ ـ يا أخي ـ أنَّ الوصفَ ـ إن رفع ضميرا يعودُ على مونثٍ مجازيٍّ ، وجب أن يكون مؤنثًا ، كما أنَّ الفعل إذا رفعَ ضميرًا يعودُ على مؤنثٍ مجازيٍّ وجب إلحاقُ التاءِ به ، أما إذا رفعَ النعتُ اسمًا ظاهرًا يتعلَّقُ بالمنعوتِ فتأنيثه وتذكيرُه يكونُ للاسمِ الظاهرِ لا للمنعوتِ ، وهذا هو النعتُ السببيُّ كما تعلمون
    هذا ، والله أعلم ، والسلام

  11. #11

    افتراضي رد: أبيات من قصيدة عـزاء الغـرباء

    إخواني في اللهِ
    السلامُ عليكم ورحمةُ الله وبركاتُه ، وبعدُ :
    فإنِّي بعد كتابةِ ما تقدَّم تذكَّرتُ أنَّ شيخَ الإسلام ابن القيم تعرَّض في كتابِ بدائع الفوائدِ إلى توجيه الإخبارِ بمذكَّرٍ عن مؤنَّثٍ في قولِهِ تعالى : إنَّ رحْمتَ اللهِ قريبٌ من المُحسنين ، فرجعْتُ إليه فوجدتُه ذكرَـ رحمَهُ اللهُ ، اثني عشرَ مسلكًا في توجيهِ ذلكَ ، ووجدْتُهُ في المسلكِ العاشرِ ينصُّ على فسادِ ذلك الوجهِ الذي ذكرَه أخونا أبو قدامة ، ووجدْتُ كلامي كأنَّه نابعٌ ومقتبسٌ من كلامِ الشيخِ ـ رحمه اللهُ ـ حتَّى المثال ؛ ولا عجبَ ؛ فقد تربَّينا وتتلمذْنا على كتبِه ـ ونحْنُ صغارٌـ وما زلنا
    قال ـ رحمه اللهُ ـ :
    فصلٌ: المسلكُ العاشرُ: أنَّ تأنيثَ الرحمةِ لمَّا كانَ غيرَ حقيقيٍّ سَاغَ فيهِ حذفُ التاءِ كما تقولُ : طلعَ الشمسُ وطلعتْ وهذا المسلكُ أيضًا فاسدٌ ؛ فإنَّ هذا إنمَّا يكونُ إذا أُسندَ الفعلُ إلى ظاهرِ المؤنثِ ، فأمَّا إذا أُسندَ إلى ضميرِهِ فلا بدَّ من التاءِ كقولِك : الشمسُ طلعتْ ، وتقولٌ الشمسُ طالعةٌ ، ولا تقول طالعٌ ؛ لأنَّفي الصفةِ ضميرَها فهِي بمعنى الفعلِ في ذلك سواء.
    وعليه أرجو أن يراجع أخونا أقواله
    بقِيَ أنْ يُقالَ : هلْ يمكنُ أن يُعدَّ ما فعلَهُ أخونا من ضروراتِ الشعرِ ؟
    أقولُ : إنَّ ضروراتِ الشعرِ كثيرةٌ ، وترجِعُ إلى ثلاثةِ أبوابٍ أشارَ إليها الناظمُ بقولِه :
    وجازَ في الشِّعر لهم ثلاثةُ *** الحذفُ والتغييرُ والزيادةُ
    وتحتَ بابِ التغييرِ قالَ الناظمُ :
    وأنْ تؤنِّثَ المذكرَ اغْتُفِرْ *** وعكْسُه لدى اضطرَارٍ قَدْ غُفِرْ
    هذا ، واللهُ أعلمُ ، والسَّلام

  12. #12

    افتراضي رد: أبيات من قصيدة عـزاء الغـرباء

    إخواني في الله
    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ، وبعد :
    فقد ذكرتُ في المشاركةِ السابقةِ أنَّ تأنيثَ المذكرِ وعكسَهُ أمرٌ جائزٌ للشاعرِ إذا اضطرَّه الوزنُ إليه ، وأريدُ في هذه المشاركةِ أنْ أمثِّلَ لتذكيرِ المؤنثِ ضرورةً ،
    هذا وسوف أستوعبُ في التمثيلِ الحالاتِ الثلاثِ التي ذكرتُها في مشاركاتي أعني : تركَ إلحاقِ تاءِ التأنيثِ للفعلِ إذا كان فاعلُه ضميرًا يعودُ على مؤنثٍ ، والإخبارَ بمذكرٍ عن مؤنثٍ ، ووصفَ المؤنثِ بالمذكرِ
    فأمَّا مثالُ الأوَّلِ فقولُ الشاعرِ :
    فلا مُزْنَةٌ وَدقتْ وَدْقَهَا ... ولا أرضَ أبقلَ إبْقَالَها
    فحذفَ علامةَ تأنيثِ الفاعلِ منْ أبقلتْ ، والوجهُ ثباتُها ، والتقديرُ : ولا أرضَ أبقلتْ إبقالها
    وكذلك قول الشاعرِ :
    فإمَّا تَرَىْ لِمَّتِي بُدِّلَتْ ... فإنَّ الحَوَادِثَ أوْدَى بِها
    وأمَّا مثالُ الثاني فقولُ الشاعرِ :
    له الوَيْلُ إنْ أمْسَى ولا أمُّ عامرٍ ... قَرِيبٌ ولا البَسْبَاسَة ابنةُ يَعْمُرَا
    فحذفَ التاءَ من قريبةٍ التي هيَ خبرٌ لأمِّ عامرٍ ، وليس هذا موضعَ حذفٍ ،
    وأمَّا مثالُ الثالثِ فقولُهُ :
    أرَي رَجُلًا منهم أسِيفًا كأنَّمَا ... يَمُدُّ إلى كَشْحَيْهِ كَفًّّا مُخَضَّبَا
    وبهذا يتبينُ أنَّ ما وقعَ فيه أخونا أبو قدامةَ المصريُّ جائزٌ للضرورةِ
    هذا ، والله أعلمُ ، والسلام

  13. #13
    تاريخ التسجيل
    Jun 2010
    المشاركات
    100

    افتراضي رد: أبيات من قصيدة عـزاء الغـرباء

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة القارئ المليجي مشاهدة المشاركة

    لكني - يا أخي - أصدقُك، وفي الصدقِ منجاةٌ، أنّي لم أرَ في جميعِ ما ورد في الجواب ما تقومُ به الحُجَّة على التذكير في صفة "الحجَّة"... التي بها علامة التأنيث.
    ما رأيك بقوله تعالى في سورة الشورى:
    (وما يدرك لعل الساعة قريب)؟

  14. #14
    تاريخ التسجيل
    Apr 2008
    المشاركات
    2,225

    افتراضي رد: أبيات من قصيدة عـزاء الغـرباء

    مرحبًا بالشيخ الفاضل أبي تميم.
    والله كنَّا نحتاج إليك بخصوص القراءات الشاذة والاحتجاج بها.
    أمَّا النَّحو فـ "مقدور عليه"
    - - -
    الآية التي أوردتَها يا سيّدي، قال عندها السمين الحلبي صاحب "الدر المصون":
    قوله: {لَعَلَّ الساعة قَرِيبٌ} : إنما ذَكَّر «قَريب» وإنْ كان صفةً لمؤنث لأنَّ الساعةَ في معنى الوقتِ، أو البعثِ، أو على معنى النَّسب أي: ذاتُ قُرْب، أو على حَذْفِ مضافٍ أي: مجيء الساعةِ. وقيل: للفرق بينها وبين قرابةِ النسَبِ. وقيل: لأنَّ تأنيثها مجازيٌّ، نقله مكي، وليس بشيءٍ؛ إذ لا يجوز: الشمسُ طالعٌ ولا القِدْرُ فائرٌ.
    .. ... ...
    والعُهدة عليْه؛ فإنه تلميذ أبي حيّان.
    صورة إجازتي في القراءات العشر من الشيخ مصباح الدسوقي

  15. #15

    افتراضي رد: أبيات من قصيدة عـزاء الغـرباء

    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته أساتذتي وإخواني الكرام
    أما بعد : فشكر الله لكم جميعًا ، وأسأله - سبحانه - أن يرضى عنا أجمعين
    ثم أما بعد :


    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة القارئ المليجي مشاهدة المشاركة
    الأخ الفاضل أبا قُدامة، إني أحبُّك في الله.
    شيخنا المُكرَّم
    أحبك الذي أحببتني له

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة القارئ المليجي مشاهدة المشاركة
    وإني أخشى أن أكون كلفتُك عناءً بالبحث عن هذا الجواب، وهو - واللهِ - جهدٌ طيّبٌ منك، وبحثٌ جادّ.
    وأنا أعرِف أنَّ تغييرَك للبيتِ كان أيسرَ عليكَ من هذا البحث
    وما أدراك ؟؟
    بل تغيير البيت أصعب عندي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة القارئ المليجي مشاهدة المشاركة
    لكنَّك آثَرْتَ الفائدة اللغوية العزيزة على التغيير السريع للبيت.
    فائدة لغوية يسيرة أهم عندي من القصيدة كلها
    فإني قليل العلم والبضاعة وأحب الاستفادة والاستزادة

    أما بخصوص الاستدلال بالقراءات الشاذة فليس ذاك منهجي ولا أقبله بحال
    وإنما نقلتُ لك ما أجابني به الأستاذ الفاضل المذكور لإثراء المناقشة وتحصيل الفائدة .
    رجــــ عـدم مشاركة الأخوات في موضوعاتي ــــاء

  16. #16

    افتراضي رد: أبيات من قصيدة عـزاء الغـرباء

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عمر خلوف مشاهدة المشاركة
    هي خطبة جاءت موزونة
    فليس فيها من الشعر أكثر من الوزن
    ويصلح مثل هذا النظم للمتون التعليمية
    أصبتَ ، بارك الله فيك
    فليس كل مَن يكتب أبياتًا موزونة يكون شاعرًا - ولم أزعم أني شاعر -
    بل إني مجرد ناظم وأكثر اهتمامي بالمنظومات العلمية ، وأحب نظم كلام العلماء حتى يسهل حفظه ، وفي هذه الأيام أحاول نظم أصول السنة للإمام أحمد - رحمه الله -
    فأسأل الله العون .

    ولكن ما بال أقوام لا يقبلون الشعر إذا كان سهل الألفاظ واضح المعاني يسير الأسلوب ، بينما يقبلونه ويثنون عليه إذا امتلأ بالألفاظ العجيبة المركبة النادرة ، والأساليب المعقدة التي لا يدركها ويفهمها غير المتخصصين ؟؟!!!!!
    رجــــ عـدم مشاركة الأخوات في موضوعاتي ــــاء

  17. #17
    تاريخ التسجيل
    Jun 2010
    المشاركات
    100

    افتراضي رد: أبيات من قصيدة عـزاء الغـرباء

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة القارئ المليجي مشاهدة المشاركة
    مرحبًا بالشيخ الفاضل أبي تميم.
    والله كنَّا نحتاج إليك بخصوص القراءات الشاذة والاحتجاج بها.
    أمَّا النَّحو فـ "مقدور عليه"
    - - -
    الآية التي أوردتَها يا سيّدي، قال عندها السمين الحلبي صاحب "الدر المصون":
    قوله: {لَعَلَّ الساعة قَرِيبٌ} : إنما ذَكَّر «قَريب» وإنْ كان صفةً لمؤنث لأنَّ الساعةَ في معنى الوقتِ، أو البعثِ، أو على معنى النَّسب أي: ذاتُ قُرْب، أو على حَذْفِ مضافٍ أي: مجيء الساعةِ. وقيل: للفرق بينها وبين قرابةِ النسَبِ. وقيل: لأنَّ تأنيثها مجازيٌّ، نقله مكي، وليس بشيءٍ؛ إذ لا يجوز: الشمسُ طالعٌ ولا القِدْرُ فائرٌ.
    .. ... ...
    والعُهدة عليْه؛ فإنه تلميذ أبي حيّان.
    الله يحييكم أخي الكريم الشيخ أبا ورش:
    إنما أحببت المشاركة معكم لأستفيد منكم لا لأفيدكم

    أما بالنسبة للقراءات الشاذة فالاحتجاج بها في إثبات وجه في اللغة أقل رتبة من القراءات المتواترة، والمشكلة عند بعض النحويين أنه إذا رسخت في ذهنه قاعدة نحوية يعتبرها أوثق من القراءات المتواترة ـ بالطبع هو لا يعتبر القراءة متواترة عند الاعتراض عليها، وإنما هي وهم أو لحن من القارئ أو نحو ذلك من العبارات ـ، فإذا جاء ما يخالف القاعدة النحوية من قراءات السبعة أو العشرة حكم عليها بالبطلان، ولا شك أن الحكم على الشاذة بالبطلان ـ عندهم ـ من باب أولى، هذه إجابة عامة.


    أما عن المسألة التي يدور الكلام حولها فلا يوجد في قراءات الأربعة الذين بعد العشرة ـ من الكتب المعتمدة عند أهل القراءات ـ ما يحتج به لهذه المسألة بحسب ما يحضرني الآن، والله تعالى أعلم.

    وأخيراً فهذه بعث الاقتباسات المتعلقة بالآية الكريمة:


    التسهيل لعلوم التنزيل، للجزي:

    لعل الساعة قريب جاء قريب بالتذكير لأن تأنيث الساعة غير حقيقي ولأن المراد به وقت الساعة يستعجل بها أي يطلبون تعجيلها استهزاء بها


    الكشف والبيان، لأبي إسحاق أحمد بن محمد بن إبراهيم الثعلبي النيسابوري:

    ولم يقل قريبة لأن تأنيثها غير حقيقي ، ومجازها الوقت ، وقال الكسائي : إيتائها قريب .

    النكت والعيون، لأبي الحسن علي بن محمد بن حبيب الماوردي البصري:

    وَمَا يُدْرِيكَ لَعَلَّ السَّاعَةَ قَرِيبٌ ( فلم يخبره بها ، ولم يؤنث قريب لأن الساعة تأنيثها غير حقيقي لأنها كالوقت .

    المحرر الوجيز في تفسير الكتاب العزيز، لأبي محمد عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي:
    وقوله " وما يدريك لعل الساعة قريب " وعيد للمشركين أي فانظر في أي غورهم وجاء لفظ " قريب " مذكرا من حيث تأنيث الساعة غير حقيقي وإذ هي بمعنى الوقت.


    بحر العلوم، لأبي الليث نصر بن محمد بن إبراهيم السمرقندي الفقيه الحنفي:

    قوله " وما يدريك لعل الساعة قريب " يعني قيام الساعة قريب وهذا كقوله " اقتربت الساعة " وقال تعالى " لعل الساعة قريب " ولم يقل قريبة لأن تأنيثها ليس بحقيقي ولأنه انصرف إلى المعنى يعني البعث قريب

    أهـــــ.

    يعني أن من وجَّه الآية بأن المؤنث مجازي عدد وليس شخصاً واحداً، وعلى هذا التوجيه المسألة ليست بحاجة إلى تقدير المحذوف الذي يضطر إليه المخطِّئون لمن وجهها بأن السبب كون المؤنث مجازياً.

  18. #18

    Exclamation رد: أبيات من قصيدة عـزاء الغـرباء

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة محمود محمد محمود مرسي مشاهدة المشاركة
    إخواني في الله
    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ، وبعد :
    .............................
    وبهذا يتبينُ أنَّ ما وقعَ فيه أخونا أبو قدامةَ المصريُّ جائزٌ للضرورةِ
    هذا ، والله أعلمُ ، والسلام
    وعليكم السلام و رحمة الله و بركاته ، و بعد :

    جزاك الله خيرًا أستاذنا الفاضل وتشرَّفتُ بفضيلتكم

    و لكن بعد ذلك كله اتضّح أنني بريء سبحان الله العظيم !!

    ومع ذلك فإني لا أحب التوسع في اللجوء إلى الضرورات الشعرية في نظمي ، كيف وقد قلتُ في منظومتي المسماة (( الخلاصة الشافية في العروض والقافية )) :

    مَا سَاغَ لِلْعَرَبِ الأَوَائِلِ مِنْ ضَـرَا ***** ئِـرَ فَـالَّـذِي أَوْلَىٰ بِهِنَّ مُـوَلَّدُ

    وَ الْفَحْـلُ يَأْبَىٰ أَنْ تَمَسَّ ضَـرُورَةٌ ***** أَشْـعَارَهُ فَإِنِ اسْـتَطَعْـتُمْ فَاقْـتَدُوا


    [والمنظومة ما زالت تحت المراجعة والتدقيق]

    ولذلك فقد قررتُ تعديل البيت إلى :

    فَـالْـحَـــقُّ يُـنْـصَــرُ عَــاجـلاً أَوْ آجــلاً *** وَ سَـيُـبْـهَـتُ الـبَّـطَّــالُ بالْـبُـرْهَـــ انِ
    رجــــ عـدم مشاركة الأخوات في موضوعاتي ــــاء

  19. #19

    Lightbulb رد: أبيات من قصيدة عـزاء الغـرباء

    وأخيرًا ...
    أحب أن أشير إلى الجزء المحذوف من هذه المنظومة والذي يتضح به أنها في الأصل منظومة علمية وليست قصيدة شعرية ، كما أشار أستاذنا
    عمر خلوف- أحسن الله إليه -
    وهاكم الجزء المحذوف من أولها :

    عزاء الغرباء
    في محنة الضاد والظاء



    ضَـادُ الْفَـصيحِ وَ ظَـاؤُهُ إنْ أُعْـجـمَا *** صَـوْتـَانِ مُـشْـتَـبهَانِ فِي الآذَانِ

    وَ بدُونَ مَـزْجِ الْمَـخْرَجَـيْ نِ تَــقَــارَبـا *** فِي اللَّـفْظِ ، وَ التَّمْـييزُ بالإمْكَانِ

    لَـكِـنَّـهُ عِــنْـدَ الأَعَـاجـمِ مُــعْـضِـلٌ *** وَ مِنَ الصُّـعُـوبَةِ عِـنْدَهُمْ بمَكَانِ

    وَ لَدَى الْمُـوَلَّدِ مُـشْكِلٌ مُـتَـعَـسِّـرٌ *** إِلاَّ قَــلِـيـلاً مِــنْ ذَوِي الإتْـقَــانِ

    وَ بـذَاكَ نَـصَّ أَئِـمَّـةُ الإسْــلامِ فِي *** آثَـارِهِـمْ مِـنْ سَـالِـفِ الأَزْمَـــانِ

    حَـفِـظُوا الْقَـوَاعِدَ وَ الأُصُـولَ نَقِـيَّةً *** خَـوْفًا مِنَ التَّـحْرِيفِ وَ النِّسْـيَانِ

    فَاغْـنَمْ بمَا قَدْ أَوْدَعُـوا فِي كُـتْبـهِمْ *** تَـنْـعَمْ بـنُـورِ الْحَـقِّ وَ الْـفُـرْقَـانِ

    وَ اظْـفَـرْ بـشَـيْـخٍ حَـاذِقٍ مُـتَمَـكِّنٍ *** مُسْـتَمْـسِكٍ بالْحَـقِّ دُونَ تَـوَانِ

    جَـــمَــعَ الـرِّوايـَةَ وَ الـدِّرايـَةَ دَ يِّـنٍ *** وَ امْـتَـازَ بالتَّـحْـقـيقِ وَ الإمْـعَـانِ

    فَـاقْـرَأ عَــلَـيْـهِ مُــرَ تِّـلاً مُـتَـمَـهِّـلا ً *** مُـتَـأَدِّبـًا مُـسْـتَـحْـضِـ رَ الأذْهَـانِ

    حَـقِّقْ وَ زَيِّنْ كُلَّ حَـرْفٍ وَ اجْــتَهِدْ *** فِي النُّصْـحِ بَعْدَ الْفَهْمِ لِلإخْـوَانِ

    عَــمَـلاً بـقَــوْلِ نَـبـيِّـنَـا أَنْ خَــيْـرُنَا *** مُـتَـعَـلِّـمُ ـو وَ مُـعَـلِّـمُـو الْـقُــرْآنِ

    و أرجو أن تُفهم الأبيات فهمًا صحيحًا حتى لا تُثار الفتنة مرةً أخرى ، فهناك أكثر من 95 عالمًا صنَّفوا في الفرق بين الضاد والظاء ، وأثبتوا التشابه الواقع بين الحرفين الذي لا ينكره إلا مَن يعجز عن نطقهما نطقًا صحيحًا ، أمَّا مَن ينجح في إخراج كل منهما من مخرجه الدقيق ويحقق صفات كل منهما فلا بد أن يلحظ ذلك التشابه الذي نص عليه العلماء وأهل الأداء كالإمام مكي القيسي (ت437هـ) في الرعاية ، والمحقق ابن الجزري (ت833هـ) في التمهيد ، وغيرهما كثير حتى شيخ الإسلام ابن تيمية في مجموع الفتاوى قد أشار إلى ذلك التشابه .

    وغلقًا لباب الفتن ابتداءً أؤكد أنه تَشابُه وليس تماثلاً ولا امتزاجًا ولا إشابة ولا اختلاطًا ، بل هو مُجرَّد تشابه كالذي بين السين والصاد في كلمتَيْ : {محسنين}{محصِنين} مع ملاحظة أن الصاد مكسورة فتكون في أقل مراتب التفخيم .

    ولا أقول أبدًا بأنَّ الضاد في القرآن تُقلب ظاءً !!
    كيف وقد أنزل الله - عز و جلَّ - قراءتين في سورة التكوير قراءة بالضاد وأخرى بالظاء : {ضنين} و {ظنين} فلو كانا حرفًا واحدًا ما اختلفت القراءتان ، وكذلك لا أقول بأنَّ الضاد تُنطق ممزوجة أو مشوبةً أو مُشَمَّاة بالظاء المعجمة ، لم أقل بذلك أبدًا .

    وإنما نص العلماء على تشابه بين الصوتين وليس تطابقًا ، أما مزج الضاد بالطاء المهملة كما هو حال كثير من القراء الآن ، فلم ينص عليه أحد من أهل العلم ، بل النصوص مستفيضة في التحذير من ذلك فهو أحط مراتب الخطإ في نُطق الضاد .

    والخلاصة أن الضاد الفصيحة ليست ظائية ولا طائية ولا دالية ، بل يجب أن تكون خالصةً من شوائب تلك الحروف وأن تتحقق فيها رخاوتها واستطالتها وسائر صفاتها .

    والتشابه بين الضاد والظاء المعجمتين ليس غاية في ذاته ، بل هو نتيجة وملاحظة .

    وهذه المنظومة كانت إعلانًا لمنهجي في التمييز بين الضاد والظاء المعجمتين مع إثبات نوع تشابه بينهما كما نص عليه جمع غفير من أهل العلم دون مزج المخرجين ، فجاءت الأبيات ردًا على من اتهمني - في بلدتي - بقلب الضاد ظاءً معجمة دون أن يستمع لتلاوتي ولو مرة واحدة وبعضهم لم يكن يحفظ جزء عمَّ بل سمعوا أني أدعو إلى الاهتمام بنطق الضاد المعجمة وتخليصها من الطاء المهملة فأوحى إليهم شيطان محسوب على القراء أنني أنادي بقلب الضاد ظاءً معجمة حتى وصل الحال ببعضهم أنَّ كفَّرني !!
    والله حسبي ونعم الوكيل .

    وكان ذلك في أواخر عام 1427 هـ ، ولكن زالت الغمة بفضل الله وتبين الحق بل وصار الذين اتهموني بالأمس يحاولون إخراج الضاد الفصيحة وبعضهم يعجز فيُخرجها ظائية أو ظاءً خالصةً ولا ينكر عليه أحد لأنه مشهور في بلدتنا ولا حول ولا قوة إلا بالله .

    أعتذر عن الإطالة في هذه الفضفضة وأرجو أن يكون الأمر قد اتضح
    بحيث لا يُفتح باب الجدال في المسألة من جديد .
    و بَقِيَ أن أشير إلى سبب استخدامي لكلمة "الحجة الوضاء" ، ففيها إشارة من بعيد إلى كتاب : (( الحجة الوضاء في إثبات الشبه بين الضاد والظاء ))
    ل
    لدكتور/ محمود عبد الرحمن اليحيى .

    وجزاكم الله خيرًا ووفقنا وإياكم لما يحب ويرضى

    رجــــ عـدم مشاركة الأخوات في موضوعاتي ــــاء

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •