بسم الله الرحمن الرحيمالحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:
فهذه فوائد مجموعة في مختلف العلوم مما وقع ويقع لي خلال القراءة والبحث، وسأضع فيها - إن شاء الله - ما أستحليه من كلام العلماء والشعراء والأدباء وغيرهم.
وما توفيقي إلا بالله.
*****الفرق بين قولهم: "منكر الحديث"، و "روى أحاديث منكرة":
قال ابن دقيق العيد - رحمه الله -: "مَنْ يُقَالُ فِيهِ: مُنْكَرُ الْحَدِيثِ لَيْسَ كَمَنْ يُقَالُ فِيهِ: رَوَى أَحَادِيثَ مُنْكَرَةً، لِأَنَّ مُنْكَرَ الْحَدِيثِ وَصْفٌ فِي الرَّجُلِ يَسْتَحِقُّ بِهِ التَّرْكَ لِحَدِيثِهِ، وَالْعِبَارَةُ الْأُخْرَى تَقْتَضِي أَنَّهُ وَقَعَ لَهُ فِي حِينٍ لَا دَائِمًا، وَقَدْ قَالَ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ فِي مُحَمَّدِ بْنِ إبْرَاهِيمَ التَّيْمِيِّ: يَرْوِي أَحَادِيثَ مُنْكَرَةً، وَقَدْ اتَّفَقَ عَلَيْهِ الْبُخَارِيُّ وَمُسْلِمٌ، وَإِلَيْهِ الْمَرْجِعُ فِي حَدِيثِ: إنَّمَا الأعمال بالنيات، وكذلك فِي زَيْدِ بْنِ أَبِي أنيسة: في بعض أحاديثه نكارة، وَهُوَ مِمَّنْ احْتَجَّ بِهِ الْبُخَارِيُّ وَمُسْلِمٌ، وَهُمَا الْعُمْدَةُ فِي ذَلِكَ"؛ نصب الراية (1/ 179).