بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله القائل على لسان نبيه موسى عليه السلام( قَالَ رَبِّ اشْرَحْ لِي صَدْرِي (25) وَيَسِّرْ لِي أَمْرِي (26) ) وَاحْلُلْ عُقْدَةً مِّن لِّسَانِي (27) يَفْقَهُوا قَوْلِي (28) .. طه.. واصلي واسلم على نبينا محمد أرشدنا حق الإرشاد وبين لنا حق البيان ولم يتركنا هملا" صلى الله عليه وسلم تسليما" كثيرا ... هو القائل: هلك المتنطعون، قالها ثلاثا" . رواه مسلم.... المتنطعون هم المبالغون في الكلام وغيره ... الذين يخطئون الغاية والهدف لا يصال البيان السليم بدون لبس أو سوء فهم يصعب على العوام فهمه فلأجل إيصال معلومة يتكلف ويؤلف ويدخل في موضوع إلى موضوع ويحدث زوبعة في فكر القارئ دون الوصول إلى هدفه الأمر الذي ينفر من التمسك بالدين واستمرار الاطلاع ويدب اليأس في النفوس الضعيفة حديثة العهد قليلةالايمان ..
روى أبو داوود والترمذي وحسنه عن ابن عمر رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: إن الله يبغض البليغ من الرجال الذي يتخلل بلسانه كما تخلل البقرة ... وعن جابر رضي الله عنه- أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: إن أحبكم إلي وأقربكم مني مجلسا" يوم القيامة احاسنكم أخلاقا"، وأبغضكم إلي وأبعدكم عني مجلسا يوم القيامة الثرثارون والمتشدقون والمتفيهقون، قالوا يارسول الله قد علمنا الثرثارون والمتشدقون فما المتفيهقون، قال المتكبرون . والثرثار:هو كثير الكلام تكلفا" والمتشدق: المتطاول على الناس بكلامه، ويتكلم بمليء شدقه تفاصحا" وتعظيما" لكلامه.
والمتفيهق.. أصله من الفهق: وهو الامتلاء وهو الذي يملاء فاه بالكلام ويتوسع به تكبرا وارتفاعا"، وإظهارا" للفضيلة على غيره.
وروى الطبراني بأسانيد احدها صحيح عن واثلة بن الاسقع رضي الله عنه قال :كنت في أصحاب الصفة، ولقد رأيتنا ومامنا إنسان عليه ثوب تمام، وأخذ العرق في جلودنا طرقا" من الغبار والوسخ، إذ خرج علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: بشر فقراء المهاجرين إذا أقبل عليه رجل عليه شارة حسنة ، فجعل النبي صلى الله عليه وسلم لا يتكلم بكلام إلا كلفته نفسه ولاياتي بكلام يعلو على كلام النبي صلى الله عليه وسلم ، فلما انصرف قال : إن الله لا يحب هذا وضربه ، يلوون ألسنتهم للناس لي البقرة بلسانها المرعى، كذلك يلوي الله ألسنتهم ووجوههم في النار..
من الأسباب التي أدى انتشار هذه النوعية من البشر وخاصة من الذين يحسبون على الدين غياب الوعي والغفلة وقلة العلم والجري وراء المعلوم من الدين واضافة اليه ما ليس منه وهجر الأحاديث التي تبين دقائق الأمور وخاصة علم اصل الاصول التوحيد والاستهانة به و التي قد تودي بهلاك المخالف لأنها تعد من الكبائر وهو لا يعلم نسأل الله السلامة والعفو والعافية وان لا يجعلنا من الذين وصفهم رسول الله صلى الله عليه وسلم بتلك الصفات وتوعدهم.. وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين