من قس بن ساعدة إلى كاشغري الكذّاب ..
بسم الله الرّحمن الرحيم
من قس بن ساعدة إلى كاشغري الكذّاب لا سلام ولا كلام أما بعد :
أرجُو أنْ لا تَعتَبرَ نفسَكَ مُهماً إذ أكتبُ إليكَ ، فأنتَ حينَ ترتفعُ أسعارُ الرِّجالِ لا تُساوي عندي ثمنَ ورقةٍ بيضاءَ ونقطةِ حبر !
كل ما في الأمرِ أنّ المرءَ يضطرُّ أحياناً لقتلِ ذُبابة لأنَّ طنينها مزعجٌ ، وهذا الأمرُ لا يجعلها نَداً ! ولا يجوزُ لها أن تدَّعيَ أنّها خاضَتْ حرباً ، فالذُّباب يُقتل ولكنه لا يستحقُّ شرفَ أن يُدعى عدواً ! وهذا شأنكَ في هذه الرِّسالة .
هذا من الإعتذار لمعشرِ الذُّباب ، فالذُّباب يطيرُ وأنتَ تزحف ! وأحدُ جناحيه دواءٌ وأنتَ داءٌ في هيئة إنسان !
أمّا شأني فسأغتسلُ فورَ الإنتهاءِ من هذه الرّسالة ، فقد أخبرنا الفُقهاءُ أنّ الأشياءَ تنجسُ بالمجاورةِ ، وأخافُ أن يصيبني شيءٌ منك ! وسأغسلُ دفتري سبعاً إحداهنّ بالترابِ لمجيء اسمك عليه !
أعرفُ يا حمزة أن لا جدوى من الكتابةِ إليكَ ، فأنتَ لن تقرأ ، فأمثالكَ عبيدٌ لما يُحْشَونَ به وأنا لستُ مُتنفذاً عند إبليسَ لأطلبَ منه أن يستخدمَ أحد أسيادكَ ليحشُوكَ بهذه الرّسالة !
ولكن إن وصلكَ كتابي هذا فلا بأس أن تقرأه ، رسالةٌ واحدة خارج المنهاجِ لن تقتلكَ ، هذا بالطبع لا يعني أنّ حياتكَ مهمّة عندي ولكن على مثلكَ أن يعيشَ ليذوقَ ذُلّ الدنيا قبل ذُلِّ الآخرة !
أنا يا حمزة إذ أكتبُ إليكَ فلا لأُدافع عن سيّد الناس ، فحاشاه بأبي هو وأمي أن يكونَ في معرض التهمةِ ، ولكن كلانا يعرفُ _ على افتراض أنك تعرف _ أنّ العرب قالت :
" لا بدَّ لكلِّ قافلة تسيرُ من كلاب تنبح خلفها "
وقافلته عليه الصلاة والسّلام تسير منذ أربعة عشر قرناً كما أراد ربُّ القافلة أن تسير وحدهم الكلابُ يتبادلون الأدوار !
فانبح ما شئتَ فلن تعدوَ قدّركَ ولن تعلوَه ولو جئتَ بالمحافظين الجدد والليبراليين قبيلاً !
ولا يغرّنكَ يا حمزةَ أنّكَ صرتَ مشهوراً ، فالذين يعرفون الطاعون والسِّلَ عددهم أكبر من الذين سمعوا يوماً باسمكِ ! وغوغل يملك في محرّك بحثه معلوماتٍ عن السيدا أكثر مما يملكُ عنك !
يا لتعاستكَ ، حتى شهرة وباءٍ لم تنلْ !
ولا يغرّنك يا حمزة أن يهبَّ شياطين هيومن رايتس وتش للدفاع عنك ، فهذه المنظمة تركت اهتمامها بالبشرِ منذ فترة ، واهتمامها منصبُّ هذه الأيام على حماية الحيوانات المهددة بالإنقراض !
ألا ترى معي أنه استفزها مقتل القذافي ولم تحرّك فيها مذابح حمص شعرة !