تابعونا على المجلس العلمي على Facebook المجلس العلمي على Twitter
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد


النتائج 1 إلى 2 من 2

الموضوع: برد اليقين بكشف الكمين

  1. #1

    افتراضي برد اليقين بكشف الكمين

    برد اليقين بكشف الكمين


    الحمد لله وحده ، و الصلاة و السلام على من لا نبي بعده ، و بعد :

    فإعلم ان فرض التعددية الحزبية على الدول الضعيفة هو لون من ألوان الإستعمار الجديد ، و ذلك لما فيها من تحقيق مبدئِه القائل " فرِّق تَسُدْ " ، و قديماً مزَّقَ المملكة الإسلامية الى دول بل دُويلاتٍ مستقل بعضها عن بعض ، حتى أضحت كلُ دويلة ترى نفسها شعب الله المختار ، فأنت تجد كل بلد مسلمة تَذمُ أختها - إلا ما شاء الله - حتى لا ترى على وجه الأرض أحسن من نفسها ، و اليوم يمزق الإستعمار الجديد الدويلة المسلمة الواحدة الى أحزاب ، و ( كُلُّ حِزْبٍ بِمَا لَدَيْهِمْ فَرِحُونَ ) ، و قد فعل بهم هذا لأنه ضاق زرعاً بالدعوة الإسلامية التي تُدخل في دين الله من الملل الاخرى سنوياً أعداداً كبيرة ، فاهتدوا الى وسيلة التعددية الحزبية ليظفروا من المسلمين بأمرين :


    الأول : صرف الدُعاة عن الدعوة الولود بإشغالهم بالمهاترات البرلمانية العقيمة ، لأن في العمل السياسي شغلاً يُنسي مُمَارِسْهُ أهله خاصة ، فكيف بدعوة الناس عامة ؟ّ!

    الثاني : إطماعهم في الرئاسة بُغية تقريبهم ( من إقامة دولة إسلامية ) مما يُسهل تفريق صفهم ، بعد ان كانوا أهل دين واحد و شريعة مُحكمة واحدة ، ليصبحوا أمة متفرقة فاشلة ، قال تعالى : ( وَلاَ تَنَازَعُواْ فَتَفْشَلُواْ وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ ... ) ( الأنفال : 46 ) .

    و لذلك وجدنا العَلمانيين في كثير من بلاد المسلمين قد اجتهدوا في توقيف توسع الدعوة الإسلامية ، ووأد نشاطها فلم يُفلحوا في كبير شيء ، بعد أن تمكنوا من كل شيء !
    فأوحى إليهم الشيطانُ بهذه الفكرة ، ليبثوها في المسلمين ، ألا وهي " الحزبيةُ السياسية " ، و سمَّاها أولئك لهؤلاء ، أسامي زُور، ودلاهم فيها الشيطانُ بحبل غرور، فقال : هذا سبيلُ العدل ، وشفافية العَذْل ، وحرية التعبير، و ديمقراطية التفكير ، و صيانة حقوق الإنسان ، و ضمان عيش الأقليات بأمان ، كلُّ ذلك ليس الا إعمالاً لمبدئهم القائل " فرِّق تَسُدْ " ، فترى الأمة لم تجن منه سوى الفتن : بدايته التفرق ، ونهايته الإقتتال بعدَ التمزق ، كل هذا وغيرُه من فعل الأحزاب في الأمة المسلمة : اقتسموا أموالَها ، وشتتوا آراءها ، فَمَسُّوها بفقر ، ووعدوها بقصر، وكلٌّ منهم يقول للشعب : اخرج متظاهرًا أمامي ، فالسعادةُ تحت أقدامي !!
    و يقابلهم آخرون يقولون : قطعُ الرقاب لكل مشاركٍ في الانتخاب .
    وهذا كله من الفتن الغَوية ، و الناس يحسبونه جهادًا في سبيل إقامة الدولة الإسلامية .


    و اما من يعتزل فيرمى بالغائب عن الواقع المرير ، " السَّلبيِّ " في التأثير ، و من يتنحى يُقال له : فارٌ من الزحف ! و طاعنٌ من خلف ! ، و هو ما زاد على ان اخذ بالكتاب الكريم الذي نهى عن التفرق ، قال تعالى : (وَلاَ تَكُونُواْ كَالَّذِينَ تَفَرَّقُواْ وَاخْتَلَفُواْ مِن بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْبَيِّنَاتُ وَأُولَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ ) ( آل عمران : 105 ) .


    و قال : ( وَلَا تَكُونُوا مِنَ الْمُشْرِكِينَ * مِنَ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكَانُوا شِيَعًا كُلُّ حِزْبٍ بِمَا لَدَيْهِمْ فَرِحُونَ ) ( الروم : 31-32 )

    .
    و قال : (إِنَّ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكَانُوا شِيَعًا لَسْتَ مِنْهُمْ فِي شَيْءٍ ... ) ( الأنعام : 159 ) .


    و تأسى بالرسول صل الله عليه و سلم الذي كان ينهى عن طلب الإمارة فيقول صل الله عليه و سلم : ( لا تسألِ الإمارةَ ، فإنكَ إن أُعطيتها من غير مسألةٍ ، أُعنتَ عليها ، و إن أُعطيتها عن مسألةٍ وُكلتَ إليها ) متفق على صحته .


    و لا تجد حجة عند اي حزب الا ترديدُ قولٍ واحدٍ : إلى مَن تتركون البرلمان ؟! ولم يتساءلوا : إلى مَن تتركون دعوةَ الناس إلى الرحمن ؟!

    بل لو سألوا أنفسهم سؤالاً واحدًا لزالت عنهم الحَيرة ، و هو : هل قام النبي - صل الله عليه وآله وسلم - بالإصلاح الذي قام به عن طريق الإصلاح السياسي أم عن طريق الإصلاح التربوي العَقَدي ؟!


    و بطريقةٍ أخرى يُقال : هل بدأ النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - بإصلاح دولته أم بدأ بإصلاح أمته ؟!
    سؤالٌ جوابُه لا يختلف فيه اثنان ، ولا ينتطح فيه عَنْزان !


    ولا ينبغي ان يُقال : كيف تصلون إلى تحكيم الشريعة إذا لم تشاركوا في البرلمان ؟!

    و لكن يُقال : هل شاركَ رسولُ الله - صل الله عليه وآله وسلم - كفارَ قريشٍ في حكمهم حتى وصل إلى تحكيم شريعة الرحمن ؟! و قد عرضوا عليه قائلين : إذا اردت ملكاً ملكناك .

    و المقام لا يحتمل الإطالة فاكتفيت بالإشارة .

    و صل الله على محمد و على آله و صحبه و سلم .


    جمع و ترتيب
    وليد بن سعد

  2. #2

    افتراضي رد: برد اليقين بكشف الكمين

    للفائدة و التذكير

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •