البارحة لم يزرك النوم ..
تقلبت في الفراش طويلا .. ناديته . أردته من أعماقك . لكن النوم كان بعيدا ، وأنت كأنما على الجمر تكتوين .
ولمَا عجزت ، انسللت من الفراش بهدوء .
كنت خائفة ، ويائسة ، ولاتعرفين إلى أين ستنتهي ليلتك القاسية هذه.
ثم بصوت باك لعنت أيامك ، وناديتني ,وأنت تتمزقين .
كان القلق يتناهبك . وأردت الصراخ بصوت عال ، لكن الدنيا نيام ، وأنت وحيدة وحيدة .
وشعرت لأول مرة _ وكنت تبكين _ بمعنى القلق . وللحظات ظننت أن الليل لن ينتهي ، والنجوم لن تبرح مكانها أبدا..
ولمَا قلت ( النجوم) تذكرت نجمتنا الساهرة ! فابتسمت ، ثم ارتبكت وأنت تنظرين إليها . فهي تشاهدك الآن ، وستنقل أحزانك إلى حبيبك البعيد .
فمسحت دموعك ، وكانت تسيل بلا انقطاع ، وقلت : لن أهنأ حتى بلحظات حزني !
ثم سمعت صوت مزلاج يفتح . فارتبكت . وهرعت نحو الحمَام لتسكبي على وجهك قطرات ماء باردة ، أكسبت أعصابك _ لفترة_هدوءا نسبيا . ثم صليت بخشوع ، ودعوت من أعماقك طويلا طويلا أن ينهي بسلام غربة زوجك..
ثم فكرت بالكتابة . وعلى ضوء خافت كتبت سطرين ، بل ربما كلمتين .ومن أعماقك صدر صوت هامس يقول : لا تؤاخذني يا حبيبي،فأحيانا، أشعر أنني لم أعد أقوى على احتمال بعادي عنك ..لكنني أنا كعهدي معك : سآمل دائما بغد ، وسأراه يقينا ، وسأصبر .
وابتسمت _ كما كل مرة _ وكان قلبك يبكى ويكوى ، وشفتاك تنفرجان عن ابتسامة حانية حانية .
ولم تدر متى عانق هدب عينيك النوم . لكنك نمت بعمق . واستيقظت في ساعة متأخرة وأنت تشعرين بهدوء غريب .
2 /5 / 1984