تابعونا على المجلس العلمي على Facebook المجلس العلمي على Twitter
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد


النتائج 1 إلى 6 من 6

الموضوع: يا لله ، ما أحسنَ إحسانَ الظّنِّ وما أسمى صاحبَه!

  1. #1

    افتراضي يا لله ، ما أحسنَ إحسانَ الظّنِّ وما أسمى صاحبَه!

    ليس أريح لقلب العبد في هذه الحياة ولا أسعد لنفسه من حسن الظن، فبه يسلم من أذى الخواطر المقلقة التي تؤذي النفس، وتكدر البال، وتتعب الجسد.

    إن حسن الظن يؤدي إلى سلامة الصدر وتدعيم روابط الألفة والمحبة بين أبناء المجتمع، فلا تحمل الصدور غلاًّ ولا حقدًا ، امتثالاً لقوله صلى الله عليه وسلم: "إياكم والظن؛ فإن الظن أكذب الحديث، ولا تحسسوا، ولا تجسسوا، ولا تنافسوا، ولا تحاسدوا، ولا تباغضوا، ولا تدابروا، وكونوا عباد الله إخوانًا...".

    وإذا كان أبناء المجتمع بهذه الصورة المشرقة فإن أعداءهم لا يطمعون فيهم أبدًا، ولن يستطيعوا أن يتبعوا معهم سياستهم المعروفة: فرِّق تَسُد ؛ لأن القلوب متآلفة، والنفوس صافية.

    من الأسباب المعينة على حُسن الظن:

    هناك العديد من الأسباب التي تعين المسلم على إحسان الظن بالآخرين، ومن هذه الأسباب:

    1) الدعاء:

    فإنه باب كل خير، وقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يسأل ربه أن يرزقه قلبًا سليمًا.

    2) إنزال النفس منزلة الغير:

    فلو أن كل واحد منا عند صدور فعل أو قول من أخيه وضع نفسه مكانه لحمله ذلك على إحسان الظن بالآخرين، وقد وجه الله عباده لهذا المعنى حين قال سبحانه: {لَوْلا إِذْ سَمِعْتُمُوهُ ظَنَّ الْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَات ُ بِأَنْفُسِهِمْ خَيْراً} [النور:12]. وأشعر الله عباده المؤمنين أنهم كيان واحد ، حتى إن الواحد حين يلقى أخاه ويسلم عليه فكأنما يسلم على نفسه: {فَإِذَا دَخَلْتُمْ بُيُوتاً فَسَلِّمُوا عَلَى أَنْفُسِكُمْ} [النور:61].

    3) حمل الكلام على أحسن المحامل:

    هكذا كان دأب السلف رضي الله عنهم. قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه: "لا تظن بكلمة خرجت من أخيك المؤمن شرًّا، وأنت تجد لها في الخير محملاً".

    وانظر إلى الإمام الشافعي رحمه الله حين مرض وأتاه بعض إخوانه يعوده، فقال للشافعي: قوى لله ضعفك، قال الشافعي: لو قوى ضعفي لقتلني ، قال: والله ما أردت إلا الخير. فقال الإمام: أعلم أنك لو سببتني ما أردت إلا الخير.فهكذا تكون الأخوة الحقيقية إحسان الظن بالإخوان حتى فيما يظهر أنه لا يحتمل وجها من أوجه الخير.

    4) التماس الأعذار للآخرين:

    فعند صدور قول أو فعل يسبب لك ضيقًا أو حزنًا حاول التماس الأعذار، واستحضر حال الصالحين الذين كانوا يحسنون الظن ويلتمسون المعاذير حتى قالوا: التمس لأخيك سبعين عذراً.

    وقال ابن سيرين رحمه الله: إذا بلغك عن أخيك شيء فالتمس له عذرًا ، فإن لم تجد فقل: لعل له عذرًا لا أعرفه.

    إنك حين تجتهد في التماس الأعذار ستريح نفسك من عناء الظن السيئ وستتجنب الإكثار من اللوم لإخوانك:
    تأنَ ولا تعجل بلومكَ صاحبًا .. ... .. لعلَّ لهُ عُذرًا وأنتَ تلوم

    5) تجنب الحكم على النيات:

    وهذا من أعظم أسباب حسن الظن؛ حيث يترك العبد السرائر إلى الذي يعلمها وحده سبحانه، والله لم يأمرنا بشق الصدور، ولنتجنب الظن السيئ.

    6) استحضار آفات سوء الظن:

    فمن ساء ظنه بالناس كان في تعب وهم لا ينقضي فضلاً عن خسارته لكل من يخالطه حتى أقرب الناس إليه ؛ إذ من عادة الناس الخطأ ولو من غير قصد ، ثم إن من آفات سوء الظن أنه يحمل صاحبه على اتهام الآخرين ، مع إحسان الظن بنفسه، وهو نوع من تزكية النفس التي نهى الله عنها في كتابه: {فَلا تُزَكُّوا أَنْفُسَكُمْ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنِ اتَّقَى} [النجم:32].

    وأنكر سبحانه على اليهود هذا المسلك: {أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ يُزَكُّونَ أَنْفُسَهُمْ بَلِ اللَّهُ يُزَكِّي مَنْ يَشَاءُ وَلا يُظْلَمُونَ فَتِيلاً} [النساء:49].

    إن إحسان الظن بالناس يحتاج إلى كثير من مجاهدة النفس لحملها على ذلك، خاصة وأن الشيطان يجري من ابن آدم مجرى الدم ، ولا يكاد يفتر عن التفريق بين المؤمنين والتحريش بينهم ، وأعظم أسباب قطع الطريق على الشيطان هو إحسان الظن بالمسلمين.


    رزقنا الله قلوبًا سليمة ، وأعاننا على إحسان الظن بإخواننا ، والحمد لله رب العالمين
    .

    ممّا استوقفني أثناءَ تصفُّحي للشّبكة ..

    قلتُ لنفسي ولأخيّاتي الطيّبات : اللهَ اللهَ في حُسنِ الظنّ ؛ فإنّه (والله) لا يأتي إلّا بخير ..ويا لها من لذَّة -لا تعدلها لذّة- حينَ تُسيءُ النّفسُ الظنَّ ؛ فتُكَفُّ وتُردَع ، ويُقال لها :
    " كُفِّي يا نفسي عن هذا "!

    - ويا حبّذا لو أتتْنا أخيّاتُنا الخيِّرات المُباركات بشيءٍ منَ اللفتاتِ والوقفات مع مواقفَ في حُسنِ الظّنّ ، لنتوقّف عندَها معاً ..

  2. #2

    افتراضي رد: يا لله ، ما أحسنَ إحسانَ الظّنِّ وما أسمى صاحبَه!

    من عجيبِ ما قرأتُ في حُسنِ الظنّ!
    قال الشيخ عبد العزيز السدحان في برنامجه ( سمعت ورأيت ) ( ترجمة الشيخ ابن باز – رحمه الله - ) عند (35:16) وهو يتكلم عن أخلاق الشيخ : مما اشتهر به الشيخ :
    المحمل الحسن ، وحسن الظن ، وعدم التسرع في توزيع التهم عن المسلمين ، وعدم قبول الإشاعات .

    تعود الجميع أن الشيخ إذا نقل له خبر ، أو كتب قال :
    "إن صح ما يقوله" ،" إن ثبت ما قال" ، أو" ثبت ما نسب إليه" ، أو "إن ثبت الخبر بما كتبه ، أو بما أفتى به ، أو بما قاله" .

    يذكر أن رجلا دخل عند الشيخ عبد العزيز – رحمه الله تعالى - وكان في ملابسه رائحة الدخان ؛ فتسرع أحد الحاضرين الجالسين – لما خرج الرجل - قال : يا شيخ ! هذا مدخن !
    فقال الشيخ – رحمه الله -: أرأيته يدخن ؟
    قال : لا .
    يقول المعترض : يا شيخ ! إن رائحته ...
    فقال الشيخ : لعله جالس مدخنا ، لعله دخل في مكان فيه رائحة الدخان ؛ فتلوثت ثيابه بتلك الرائحة!

    وهذا دليل على حسن المحمل ، وليس من باب إهمال النصح حاشا وكلا !
    لكن هذا من باب بُعْدِ نظر الشيخ ، ومن باب تعويد ، أو من باب تربية هذا المعترض ، أو هذا المتكلم على حسن الظن ، وعلى الأسلوب الشرعي في التعامل مع الناس .


    وانظر ص (38) من كتاب ( الإمام ابن باز : دورس ومواقف وعبر ) للسدحان / طبعة دار ابن الأثير / الطبعة الثانية .

  3. #3

    افتراضي رد: يا لله ، ما أحسنَ إحسانَ الظّنِّ وما أسمى صاحبَه!

    تقولُ إحدى أخيّاتِنا الخيِّرات:
    "موقف حصل لي أسأت الظن فيه بصاحبتي - غفر الله لي - .
    كنتُ قد اتفقت معها على إلقاء دورة على الزميلات ، ولضيق الوقت قررنا التدرب على إلقائها في الهاتف ، فاتصلت بها ليلًا فرد علي أحد أهل بيتها ، فلما ذهب لمناداتها سمعتها تقول : مين ؟؟ فلانة ؟؟ قولوا لها نائمة !!
    أنا ارتفع ضغطي من القهر وغضبت ، لأني كنت حريصة وهي بكل برود تقول قولوا لها نائمة !

    من الغد صارحتها بالموضوع بنبرة عتاب ، بينت لي أن التي قالت ذلك الكلام هي أختها وأنها فعلًا كانت نائمة
    "!

    من تزِدْنا!؟
    قال شميط بن عجلان رحمه الله :
    يا بن آدم إنك ما سكت فأنت سالم ، فإذا تكلمت فخذ حذرك إما لك وإما عليك
    جامع العلوم والحكم

  4. #4
    سارة بنت محمد غير متواجد حالياً مشرفة سابقة بمجالس طالبات العلم
    تاريخ التسجيل
    Dec 2007
    المشاركات
    3,129

    افتراضي رد: يا لله ، ما أحسنَ إحسانَ الظّنِّ وما أسمى صاحبَه!

    ولم نزيدك وأنت في ازدياد؟؟بارك الله فيك موضوع جميل جدا ...متابعة معك
    عن جعفر بن برقان: قال لي ميمون بن مهران: يا جعفر قل لي في وجهي ما أكره، فإن الرجل لا ينصح أخاه حتى يقول له في وجهه ما يكره.

    السير 5/75

  5. #5
    تاريخ التسجيل
    Sep 2007
    المشاركات
    2,172

    افتراضي رد: يا لله ، ما أحسنَ إحسانَ الظّنِّ وما أسمى صاحبَه!

    قلتُ لنفسي ولأخيّاتي الطيّبات : اللهَ اللهَ في حُسنِ الظنّ ؛ فإنّه (والله) لا يأتي إلّا بخير ..ويا لها من لذَّة -لا تعدلها لذّة- حينَ تُسيءُ النّفسُ الظنَّ ؛ فتُكَفُّ وتُردَع ، ويُقال لها :
    " كُفِّي يا نفسي عن هذا "!
    نعمتْ النصيحة ونعم الكلام
    بارك الله فيكِ ونفع بكِ وشكر لكِ أختنا المفضال

    نقلتْ أختنا - أم عائشة - هنا قصة لطيفة عن ذلك:
    http://majles.alukah.net/showthread.php?92150
    أرجو من أخواتي الفاضلات قبول عذري عن استقبال الاستشارات على الخاص.
    ونرحب بكن في قسم الاستشارات على شبكة ( الألوكة )
    انسخي الرابط:
    http://www.alukah.net/Fatawa_Counsels/Counsels/PostQuestion.aspx

  6. #6
    تاريخ التسجيل
    Aug 2011
    الدولة
    لن ألبَثَ كثيرًا حتّى أكونَ تحتَ التُّراب.
    المشاركات
    603

    افتراضي رد: يا لله ، ما أحسنَ إحسانَ الظّنِّ وما أسمى صاحبَه!

    أحسَنَ اللهُ إليكِ أُختنا الكريمة، ونفعَ بكِ الأُمّة...
    وهذا الحديثُ عن رسولِ اللهِ صلّى اللهُ عليهِ وسلّمَ ما أعجبَه سُبحانَ الله!
    حَدَّثَنِي مَحْمُودُ بْنُ غَيْلَانَ ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ ، أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ ، عَنْ الزُّهْرِيِّ ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ حُسَيْنٍ ، عَنْ صَفِيَّةَ بِنْتِ حُيَيٍّ قَالَتْ: "كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مُعْتَكِفًا فَأَتَيْتُهُ أَزُورُهُ لَيْلًا فَحَدَّثْتُهُ، ثُمَّ قُمْتُ فَانْقَلَبْتُ فَقَامَ مَعِي لِيَقْلِبَنِي وَكَانَ مَسْكَنُهَا فِي دَارِ أُسَامَةَ بْنِ زَيْد، فَمَرَّ رَجُلَانِ مِنْ الْأَنْصَارِ، فَلَمَّا رَأَيَا النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَسْرَعَا، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "عَلَى رِسْلِكُمَا إِنَّهَا صَفِيَّةُ بِنْتُ حُيَيٍّ"، فَقَالَا : سُبْحَانَ اللَّهِ يَا رَسُولَ اللَّهِ، قَالَ: إِنَّ الشَّيْطَانَ يَجْرِي مِنَ الْإِنْسَانِ مَجْرَى الدَّمِ، وَإِنِّي خَشِيتُ أَنْ يَقْذِفَ فِي قُلُوبِكُمَا سُوءًا أَوْ قَالَ شَيْئًا
    "

    سُبحانَ اللهِ عليكَ أن تخشَى على أخيكَ المُسلِمِ مِن سوءِ الظّنّ ومن إثمِ ذلكَ، فتَسعَى لتوضِيحِ مواقِفَكَ وكلماتِك، لا أن تلتفِتَ إلى حُظّ نفسِكَ فقط، فتقول: عليهِ أن يفهَمَ وحدَه، ليسَ لهُ أن يظُنّ بِي ذلك... وكأنّكَ تتعامَلُ معَ ملََكٍ ليس معَ بشرٍ يُخطِئُ ويُصيبُ، وخطؤُهُ أكثرُ من صوابِه!

    اللهُمّ طهّر قُلوبَنا، وارزُقنا صِدقَ الأُخوّةِ فيك

    أُحبُّكُم في الله()
    إن وعدْتُ بعودةٍ أو مُشاركةٍ ولم أعُد، أو كانَ لأختٍ حقٌّ عليّ فلتُحلّلني، أستودعُكُنّ الله .

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •