شرح ديوان المتنبي
للواحدي
....... وفضل من بينها اللغة العربية إذ خصها بخصائص ليست لغيرها من اللغة وجعل فضلها في أقصى الغايات حين أنزل القرآن العظيم وبعث الرسول اللذين جعلهما عربيين فشرفت بهما اللغة العربية وثبتت لها الفضيلة والمزية هو الآله القادر الجبار يخلق ما يشآء ويختار له الحمد عليا كبيرا وصلواته على المبعوث بشيرا ونذيرا محمد وآله واصحابه وسلم تسليما كثيراً.
أما بعد فان الشعر أبقى كلام وأحلى نظام وأبعده مرقىً في درجة البلاغة وأحسنه ذكرا عند الرواية والخطابة وأعلقه بالحفظ مسموعا وأدله على الفضيلة العزيزة مصنوعا وحقا لو كان الشعر من الجواهر لكان عقيانا أو من النبات لكان ريحاناً ولو أمسى نجوما لما خمد ضيآؤها أو عيونا لما غار مآؤها فهو ألطف من در الطل في أعين الزهر إذا تفتحت عيون الرياض غب المطر وأرق من أدمع المستهام ومن الراح ترقرق بماء الغمام وهذا وصف أشعار المحدثين الذين تأخروا عن عصر الجاهلية وعن نأنأة الإسلام إلى ايام ظهور الدولة العباسية فأنهم الذين أصبح بهم بحر الشعر عذبا فراتا بعد ما كان ملحا أجاجاً وأبدعوا في المعاني
طرائف الطرف وظرائف النطف
بسم الله الرحمن الرحيم
أما بعد حمدُ الله أولى ما أفتتح به كل مقال والصلاة على نبيه المصطفى محمد وآله خير آل
فإني أردت أن أجمع طرفا من الطرف من درة تاج وواسطة العقد وما خلص على سبيل النقد
أكثرها لأهل العصر والقريبي العهد ممن أدركنا زمانه وقرأت عليه ديوانه ....