تابعونا على المجلس العلمي على Facebook المجلس العلمي على Twitter
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد


صفحة 10 من 14 الأولىالأولى 1234567891011121314 الأخيرةالأخيرة
النتائج 181 إلى 200 من 271

الموضوع: أسطر خطرت ببالي أو قرأتها فأعجبتني..متجدد

  1. افتراضي رد: أسطر خطرت ببالي أو قرأتها فأعجبتني..متجدد

    [82] الإقبال على الله في كل جزء من أجزاء الصلاة


    أولا منازل الإقبال على الله في الصلاة :

    1. إقبال العبد على قلبه فيصلحه من أمراض الشهوات والوساوس والخطرات المبطلة لثواب صلاته أو المنقصة لها.

    2. إقباله على الله بمراقبته فيها حتى يعبد الله كأنه يراه (يستشعر وجود الله).

    3. إقباله على معاني كلام الله وتفاصيله.

    ثانيا كيف يكون الإقبال على الله في كل جزء من أجزاء الصلاة ؟؟

    * فإذا انتصب العبد قائما بين يدي الله فإقباله على قيُّومية الله وعظمته (القيوم قال ابن القيّم هو القائم بنفسه الذي لا يحتاج غيره)

    * وإذا كبَّر الله كان إقباله على كبريائه وإجلاله

    * وإذا استفتح كان إقباله على تسبيحه والثناء عليه بأوصافه وكماله

    * وإذا استعاذ بالله من الشيطان كان إقباله على ركنه الشديد وسلطانه وانتصاره لعبده ومنعه له منه وحفظه م عدوه

    * وإذا تلا كلام الله كان إقباله على معرفته في كلامه كأنه يراه كما قال بعض السلف : ( لقد تجلَّى الله لعباده في كلامه ) .. والناس في ذلك أقسام :
    منهم الأعمى ومنهم الأصم ومنهم الأعمش ومنهم الأعور في إقبالهم على أسمائه وصفاته وأحكامه ونواهيه وأوامره

    * وإذا ركع كان إقباله على عظمة ربه (سبحان ربي العظيم)

    * فإذا رفع رأسه من الركوع كان إقباله على سمع الله لحمده له وثنائه عليه وتفرد الله عز وجل بالعطاء والمنع

    * فإذا سجد كان إقباله على قربه والدنو منه والخضوع له والانكسار بين يديه والتملُّق له

    * فإذا رفع رأسه من السجود جثى على ركبتيه ليغفر له ويرحمه ويعافيه ويهديه ويرزقه

    فعلم العبد بهذا أن ثمرة الصلاة هي الإقبال على الله عز وجلّ فيكون حاله مثل قوله صلى الله عليه وسلم (جعلت قرّة عيني في الصلاة) ولم يقل بالصلاة فإنه يدخل بها كما تقرّ عين المحب بملابسته لمحبوبه..

    عكس الكاره للصلاة فهو في عذاب ما دام فيها وذلك لأن قلبه ممتلئ بغير الله والصلاة قاطعة له عن أشغاله ومحبوباته الدنيوية فهو معذب بها حتى يخرج منها ويظهر ذلك في أحواله من نقرها والتفات قلبه الى غير ربه وترك الطمأنينة والخشوع فيها ولكنه علم أنه لا بد من أدائها فيؤديها على أنقص الوجوه..

    كتاب أسرار الصلاة لابن تيمية بتصرُّف يسير
    ( الإيمان له ظاهر وباطن، وظاهره قول اللسان وعمل الجوارح وباطنه تصديق القلب وانقياده ومحبته فلا ينفع ظاهر لا باطن له) ابن القيم

  2. #182
    تاريخ التسجيل
    Dec 2009
    المشاركات
    305

    افتراضي رد: أسطر خطرت ببالي أو قرأتها فأعجبتني..متجدد

    في شوق لهذه الأسطر ولصاحبتها ...
    حياكِ الله وبياك أم البراء .. في شوق إليكِ أيتها العزيزة

  3. افتراضي رد: أسطر خطرت ببالي أو قرأتها فأعجبتني..متجدد

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة حكمة مشاهدة المشاركة
    في شوق لهذه الأسطر ولصاحبتها ...
    حياكِ الله وبياك أم البراء .. في شوق إليكِ أيتها العزيزة
    اشتاقت لك الجنان أخيتي واشتقت لك فعلا
    بارك الله فيك
    ( الإيمان له ظاهر وباطن، وظاهره قول اللسان وعمل الجوارح وباطنه تصديق القلب وانقياده ومحبته فلا ينفع ظاهر لا باطن له) ابن القيم

  4. افتراضي رد: أسطر خطرت ببالي أو قرأتها فأعجبتني..متجدد

    [83] أنسب الأسماء


    حينَ يحكمُ الواقع الصّعب على مسميّاتِ البعض!

    المرأة تسقط كل ما تسمعه هنا وهناك على زوجها سواء أكان دافعها غلظةٌ فيه أو أناة!
    وإنّي لأظنُّ أنَّ بعضهنّ لجميلِ ما ترى من زوجها من خصال نّبيلة ؛ تودُّ أن تبدلَ اسمَ الشّمسِ فتجعلهُ مكانَها!
    وأخرى لسيِّء ما ترى منه ؛ تودُّ إن سألها عن الاسم الذي كانت ستختاره لو كانَ من الخلفاء العبّاسيين!
    أهو المعتصم بالله! أو الواثق بالله! أو المتوكِّل على الله!
    ودّت تلكَ السّاعة أن تختارَ له اسماً يُحاكي ما ترى منه ؛ فتجيبُه:
    لو كنتَ معهم لما تعدّى اسمك عن اثنين :
    إما العياذ بالله أو الشكوى لله!

    فالحق: أنَّ المرأة هي بمثابة اللسان للقلب! فكما أنَّ اللسان يغترفُ ما في القلب ؛ فالمرأة تغترفُ ما في واقعها الذي تعيشُه!

    ومن يصبر ؛ فهو خيرٌ للصابرين!


    كتبتها : طويلبة علم حنبلية
    ( الإيمان له ظاهر وباطن، وظاهره قول اللسان وعمل الجوارح وباطنه تصديق القلب وانقياده ومحبته فلا ينفع ظاهر لا باطن له) ابن القيم

  5. افتراضي رد: أسطر خطرت ببالي أو قرأتها فأعجبتني..متجدد

    [84] وكأنِّي ما كنتُ أُصلِّي*


    سأحاول أن أسرد لكم تجربتي الشخصية مع الصلاة، كنت في السابق أستيقظ كبقية الناس (الا من رحم ربي) مثقلة بالهموم كسلانة النفس، أصلِّي كيفما كان ،حتى أني أحيانا لا أميّز الكلمات فدائماً أكابد حتى أصحو للصلاة، وأجهّز المنبه وأطلب من صديقتي أن توقظني عن طريق الهاتف، فقد كنتُ دائمة السهر الذي كانت نتيجته تعب مستمر في أوصالي، ثمّ جملة (إنّ الله غفور رحيم) ملتصقة بذاكرتي، فأنسى الأمر وأعيش يومي كيفما كان، لكن هيهات أن يمرَّ يومي بسلام ،بل كأتعس ما يكون ومع ذلك لا أذكر سبب هذه التعاسة ولا أذكر كيف أنِّي ضيَّعتُ الخير كله بتفويت أهم ما أبدأ به نهاري من خشوع وتدبر وتأمل، ليس لأنّي لا أتمنّى ذلك ،بل لأنِّي ببساطة لم أكن أعرف كيف أقدر الله حق قدره، فقررت عندها بعد الاستعانة بالله عز وجل أن أتعرف اليه من خلال دراسة العقيدة وتفسير القرءآن ،حتى أحسستُ أنّ علمي عن الله بدأ يتحسن وبت أعرفه أفضل من السابق، وكلّما زادتْ معرفتي به استحييت ممّا كنتُ أفعل، فقلت لائمة لنفسي كيف كنت سأحبه هكذا وأأتمر بأوامره وأنتهي عن نواهيه وأنا ما كنت قد عرفته بعد؟! وتغيَّرَ حالي حتى فاضت مشاعري بحب لقاءاتي مع الله عز وجل العظيم، ففي كلِّ يوم يمنّ اللهُ عليّ بالاستيقاظ من النوم(الموت الأصغر)، فأجد سعادة تغمرني وأشعر بالغبطة والسرور تملآن قلبي لإيقاظه لي وحبّه لوصلي ،فلو ما أُوْقِظْتُ من نومي لشعرتُ بحسرة تسير في عروقي وكسرٍ في قلبي لن يجبره الا إنابتي الى الله بالتوبة والاستغفار وإحساسي أنّه تاب عليّ وأنّه لن يعاقبني بأن يكره انبعاثي فيُثبِّطني، قال تعالى: (فكره الله انبعاثهم فثبَّطهم) ،حيث أنّي قرّرْتُ في نفسي أن لا أدع سبباً من الأسباب ينكد عليّ يومي، وحرصت كلّ الحرص على أن لا يفوتني موعد مع ربي وملائكة يشهدون جلستي معه عز وجل كما قال في كتابه العزيز : (إنّ قرءان الفجر كان مشهوداً) ،فما بال أقوام يستيقظون للعمل مبكراً بينما يهملون موعدهم مع الله ليُحْرَمُوا تلك اللَّذة التي أتذوقها في الخمسة مواعيد وأنا في حضرته وتقر عيني بمناجاتي له، ففي هذه الجلسات يمتنّ قلبي بما يحضرني من نعمِهِ عليّ، فالقلب مجبول على حبِّ من يحسن اليه، والحقيقة أني لا أستطيع حصر المرّات التي منّ الله بها عليّ ،وأوّلها أنْ جعلني مسلمة، ثم أجهِّز لأوّل لقاء معه، فأبدأُ بتنظيف نفسي وارتداء الملابس الخاصة بالصلاة حتى لا أنشغل بها وأنا بحضرته.
    وفكَّرْتُ مرّةً لو دَعَتْني الأميرة فلانة وذهبتُ اليها بهيئتي العادية وربما كان من المستحسن أن أقلب هيئتي لأتميّز أمامها، فكيف يا ترى سيكون حالي لو دعاني الملك نفسه ! والحقيقة لا أعتقد أنّه سيدعوني، بل لو تمنّيْتُ مقابلته لأرسلتُ رجاءات للديوان الملكي ووسِّطت أناسا لهم منزلة عنده ليوصلوني اليه، فلو رضي بمقابلتي لجلستُ بكلِّ أدب وصمت،وواثقة أنا أنِّي لن أضحك بالرغم من سعادتي ولن ينصرف نظري عن محيّاه أبدا، ثمَّ أنّه لن يطرف لي رمش حتى لا يعتقد أنِّي أستخفّ بوقته الثمين الذي صرفه لي، أو أنّي لا أقدِّر موافقته لرؤيتي، ولربما لانبهاري بهيبته سأنسى ما كنت أرجو أن يتكرَّم به عليّ ، وكم هي فرحتي بشرف اختياره لي من بين كل الناس ليقابلني ويكون معي في نفس المكان ويأذن لي بالتحدّث اليه ويسمعني، لكني واثقة أني سأقف، فقد لا يُسْمَحُ لي بالجلوس!!! وفكّرْتُ للحظة هل سأجرؤ أن أسترسل بشكواي وسرد همِّي أم لن يُسْمَحَ لي سوى بدقائق معدودة وتنتهي المقابلة؟ وماذا لو ردّني خائبة سأزداد غماً بغم ، ثمّ يعود لساني بحمد ملك الملوك ،بتعظيمه، باستشعار نعمته عليّ بأن جعل باب وصاله مفتوحا لي بلا وساطة ولا رجاءات فلا أرجو سواه، ولا يقتصر وقتي معه على دقائق معدودة، فأرتمي بين يديه وأبكي ثم أبكي مرة شوقاً لهذا اللقاء الذي يمسح عني تعب الليل والنهار، ومرّة أشكو من الكبد الذي أعانيه لقوله تعالى : (وخلقنا الانسان في كبد) فكل الناس في كبد، وأحتار من أين أبدأ، هل من رجائي له أن يقرِّب لقائي به (من أحب لقاء الله أحب الله لقاءه) فإن قضى عليَّ الموت لحظتها وأنا في شوق اليه فهل يا ترى سيعذِّبني؟؟؟ حاشاه ، فكم صبرنا على ظلم الظالمين لأجل الجنة، وكم قبضنا على الجمر لأجل الجنة ،وكم نحن غرباء حتى في بيوتنا ومع أهلنا لأجل الجنة ، أم هل أبدأ بموعد الظهر الذي أشعر أنّ الله يبتلينا فيه لكوننا في قمة الانشغال ظهرا ،فهل نريه منّا ما يحبّ ؟ وموعد العصر الذي تتركنا فيه الملائكة راجعة الى الله فيسائلهم وهو أعلم بنّا منهم : كيف تركتم عبادي؟ فكيف أحبّ أن يكون جوابهم يا ترى؟ طبعا أن يقولوا أتيناهم مصلين وتركناهم مصلين*(1)
    ولا أزال أذكر كيف أن السموات ما بقي فيها شبر الا وفيه ملك ساجد، وحقَّ لها أنْ تأطّ*(2)


    وفي موعد الغروب أعود لأستمتع بتلاوة القرءان جهرياً لِمَا أصابني من شوق لقراءته جهرياً منذ صلاة الفجر، وأستشعر حينها حبّ الملائكة لسماع القرءان*(3)

    أما موعد العشاء فأسمّيه في عرفي وقت السكينة، حيث أنّ جوارحي تسكن، وقلبي يطمئن بعدما أقضي حوائج أولادي، فلا يشغلني أن يكون أحدهم في خطر، أو يشغلني شيطان الصلاة بالموقد فأطفئه وأرتاح*(4) ، ثمّ لا أسمح لأحد أن يقطع خلوتي القصيرة هذه مع الله عز وجل، فإنّها آخر دقائق معه سبحانه، ولربَّما قضى عليّ الموت ليلتها فتكون تلك الصلاة آخر عهد لي مع الله عز وجل


    أم البراء

    ******************************
    * من كتيِّبي (وكأنِّي ما كنتُ أُصلِّي)

    *(1)
    (يتعاقبون فيكم : ملائكة بالليل وملائكة بالنهار ، ويجتمعون في صلاة الفجر وصلاة العصر ، ثم يعرج الذين باتوا فيكم ، فيسألهم وهو أعلم بهم : كيف تركتم عبادي ؟ فيقولون : تركناهم وهم يصلون ، وأتيناهم وهم يصلون .
    الراوي: أبو هريرة المحدث: البخاري - المصدر: صحيح البخاري - الصفحة أو الرقم: 555
    خلاصة حكم المحدث: [صحيح)

    *(2)
    (إني أرى ما لا ترون ، وأسمع ما لا تسمعون ، أطت السماء ، وحق لها أن تئط ، ما فيها موضع أربع أصابع ، إلا وملك واضع جبهته لله تعالى ساجدا ، والله لو تعلمون ما أعلم ، لضحكتم قليلا ، ولبكيتم كثيرا ، وما تلذذتم بالنساء على الفرش ، ولخرجتم إلى الصعدات تجأرون إلى الله
    الراوي: أبو ذر الغفاري المحدث: الألباني - المصدر: صحيح الجامع - الصفحة أو الرقم: 2449
    خلاصة حكم المحدث: حسن

    *(3) أن أسيد بن حضير ، بينما هو ، ليلة ، يقرأ في مربده . إذ جالت فرسه . فقرأ . ثم جالت أخرى . فقرأ . ثم جالت أيضا . قال أسيد : فخشيت أن تطأ يحيى . فقمت إليها . فإذا مثل الظلة فوق رأسي . فيها أمثال السرج . عرجت في الجو حتى ما أراها . قال فغدوت على رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت : يا رسول الله ! بينما أنا البارحة من جوف الليل أقرأ في مربدي . إذ جالت فرسي . فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم " اقرأ . ابن حضير ! " قال : فقرأت . ثم جالت أيضا . فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم " اقرأ . ابن حضير ! " قال : فقرأت . ثم جالت أيضا . فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم " اقرأ . ابن حضير ! " قال فانصرفت . وكان يحيى قريبا منها . خشيت أن تطأه . فرأيت مثل الظلة . فيها أمثال السرج . عرجت في الجو حتى ما أراها . فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم " تلك الملائكة كانت تستمع لك . ولو قرأت لأصبحت يراها الناس . ما تستتر منهم " .
    الراوي: أبو سعيد الخدري المحدث: مسلم - المصدر: صحيح مسلم - الصفحة أو الرقم: 796
    خلاصة حكم المحدث: صحيح

    أنه قال يا رسول الله بينما أنا أقرأ الليلة سورة البقرة إذ سمعت وجبة من خلفي فظننت أن فرسي انطلق فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم اقرأ أبا عتيك فالتفت فإذا مثل المصباح مدلى بين السماء والأرض ورسول الله صلى الله عليه وسلم يقول أقرأ أبا عتيك فقال يا رسول الله فما استطعت أن أمضي فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم تلك الملائكة تنزلت لقراءة سورة البقرة أما أنك لو مضيت لرأيت العجائب
    الراوي: أسيد بن حضير المحدث: المنذري - المصدر: الترغيب والترهيب - الصفحة أو الرقم: 2/314
    خلاصة حكم المحدث: [إسناده صحيح أو حسن أو ما قاربهما]

    *(4) إذا استجنح الليل ، أو : كان جنح الليل ، فكفوا صبيانكم ، فإن الشياطين تنتشر حينئذ ، فإذا ذهب ساعة من العشاء فخلوهم ، وأغلق بابك واذكر اسم الله ، وأطفئ مصباحك واذكر اسم الله ، وأوك سقاءك واذكر اسم الله ، وخمر إناءك واذكر اسم الله ، ولو تعرض عليه شيئا .
    الراوي: جابر بن عبدالله المحدث: البخاري - المصدر: صحيح البخاري - الصفحة أو الرقم: 3280
    خلاصة حكم المحدث: [صحيح]
    ( الإيمان له ظاهر وباطن، وظاهره قول اللسان وعمل الجوارح وباطنه تصديق القلب وانقياده ومحبته فلا ينفع ظاهر لا باطن له) ابن القيم

  6. #186
    تاريخ التسجيل
    Oct 2011
    المشاركات
    111

    افتراضي رد: أسطر خطرت ببالي أو قرأتها فأعجبتني..متجدد

    كلمات ليس لها مكان الا القلب فما ان دخلت حتى تحركت الجوارح ودمعت العين وكأني ما كنت أصلي غفر الله لنا ورزقنا لذة الوقوف بين يديه اللهم امين بارك الله فيك وجزيت خيرا وكتب لك الاجر وجعله في ميزان حسناتك درتي الغالية....
    ياعين قد عفت البرودة فادمعي .... إن ا لدموع حرا رة الوجدان...
    يا قلب حسبك من ضياعك مامضى وكفاك لهوا في دجى العصيان

  7. افتراضي رد: أسطر خطرت ببالي أو قرأتها فأعجبتني..متجدد

    بارك الله فيك يا أم تقى وحفظك من كل سوء
    ( الإيمان له ظاهر وباطن، وظاهره قول اللسان وعمل الجوارح وباطنه تصديق القلب وانقياده ومحبته فلا ينفع ظاهر لا باطن له) ابن القيم

  8. افتراضي رد: أسطر خطرت ببالي أو قرأتها فأعجبتني..متجدد

    [85] أنتَ مَنْ منهم؟


    هل تعلم الفرق بينهمـــآ !! ^ ^ ^

    المشغول بـ جمع حسناته , هو الذي يردد دائما : " إن الله شديد العقاب "

    والمشغول بـ ارتكاب معاصيه , هو الذي يكتفي بترديد : " إن الله غفور رحيم"
    ( الإيمان له ظاهر وباطن، وظاهره قول اللسان وعمل الجوارح وباطنه تصديق القلب وانقياده ومحبته فلا ينفع ظاهر لا باطن له) ابن القيم

  9. #189
    تاريخ التسجيل
    Jan 2010
    المشاركات
    1,435

    افتراضي رد: أسطر خطرت ببالي أو قرأتها فأعجبتني..متجدد

    بوركتِ أم البراء .. وجزيتِ خيراً كثيرا .. ونفع بك
    أقيموا دولة الاسلام في قلوبكم .. تقم لكم على أرضكم ..

  10. افتراضي رد: أسطر خطرت ببالي أو قرأتها فأعجبتني..متجدد

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة لجين الندى مشاهدة المشاركة
    بوركتِ أم البراء .. وجزيتِ خيراً كثيرا .. ونفع بك
    وفيك بارك الرحمن غاليتي
    ونفع بك
    ( الإيمان له ظاهر وباطن، وظاهره قول اللسان وعمل الجوارح وباطنه تصديق القلب وانقياده ومحبته فلا ينفع ظاهر لا باطن له) ابن القيم

  11. افتراضي رد: أسطر خطرت ببالي أو قرأتها فأعجبتني..متجدد

    [86] هل لك سريرة ؟

    ينبغي لكل عاقل أن يتخذ لنفسه سريرة يتاجر بها مع ربه جل وعلا،
    فتلك هي التجارة الرابحة التي يحقق الله عز وجل لعبده بها الغايات ويدفع عنه المكروهات،
    وتلك الخبيئة قد لا يدري عنها أقرب الناس إلى صاحبها
    لأنه اتخذها تجارة بينه وبين ربه ابتغاء مرضاته وطلبا لما عنده،
    وبذلك يتحقق المرغوب ويدفع المرهوب بأمر الله تبارك وتعالى.

    قال الإمام الشافعي رحمه الله:

    {من أحب أن يفتح الله له قلبه أو ينوره، فعليه بترك الكلام فيما لا يعنيه،
    وترك الذنوب واجتناب المعاصي،
    وليكن له فيها بينه وبين الله خبيئةٌ من عمل،
    فإنه إذا فعل ذلك فتح الله عليه من العلم ما يشغله عن غيره}

    مناقب الشافعي للبيهقي
    ( الإيمان له ظاهر وباطن، وظاهره قول اللسان وعمل الجوارح وباطنه تصديق القلب وانقياده ومحبته فلا ينفع ظاهر لا باطن له) ابن القيم

  12. افتراضي رد: أسطر خطرت ببالي أو قرأتها فأعجبتني..متجدد

    [87] هل أنتَ مِنْ أُوْلِي الفَضْل؟


    ما أن أشرع في قراءة حادثة الإفك إلّا وتُذْرَفُ دموعي على وجنتيّ
    ففي هذه الحادثة ما فيها من عِبَر، أحكام ،مواساة ، وإنصاف ما يجعلنا نراجع كلماتنا مرّات ومرّات قبل أن ننطق بها ..

    - فها هي أمّنا عائشة يشتدّ عليها المرض بعد أن عَرَفَتْ سرَّ ما شَعَرَتْ من النّبي صلى الله عليه وسلم من اجتنابٍ لها وانكسارٍ لقلبها بسبب عدم تيقُّن زوجها من براءتها ،ومن هنا نأخذ أوّل عبرة من القصة، فحين أنزل الله عز وجل براءتها قرآناً يُتلا إلى يوم القيامة قال لها أبو بكر- رضي الله عنه - قومي إلى رسول الله، فقالتْ: والله لا أقوم إليه ولا أحمد إلا الله[1]* ، فَحَزِنَتْ أنّ الرسول صلى الله عليه وسلم وهو رسول لم يستطع التأكّد من براءتها ولم يستطع الدفاع عنها ، وكذلك أبويها الّلذيْن ربَّيانها ويعرفانها جيداً لم ينطقا بشيء إلّا عندما نزل الوحي ببراءتها، فلربّما بهذا الأمر تهذّب قلبها وتطهّر من أيِّ شائبة تكتنف شدّة حبّها للرّسول صلى الله عليه وسلم ، فإنّ الله يغار على قلب المؤمن أن يكون فيه غيْرُه 2**يقول ابن الجوزي : " تأمّلْتُ .. فإذا الله سبحانه يغار على قلب المؤمن أن يجعل له شيئاً يأنس به ، فهو يكدِّر عليه الدنيا وَأهلها ليكون أُنسه .. بالله وحده" .

    - ثمّ قالت بعد ذلك لم أظنُّ أنْ ينزل فيّ قرآنٌ يُتلا إلى يوم القيامة ، رضي الله عنها كم كانت ذات مكانة عند بارئها سبحانه وتعالى دون أن تعلم !

    - ثمّ جاءَتْ القصّة تهويناً على من يُتَّهَم أو تُتَّهم في عِرضها فترانا نقول هو أو هي ليست أفضل من أمِّنا عائشة فقد حصل لها كذا وكذا ، فيهون علينا الأمر مع صعوبته البالغة !

    - ثمّ الحكم الشرعي المستخلص من إطلاق الألسُن في الأعراض دون شهادة أربعة من الرجال وهو الجَلْد*** ، وهنا أيضا نرى بعض الصحابة ردّدَ هذا الكلام ولم يكن متأكداً منه، كشاعر الرسول صلى الله عليه وسلم الصحابيّ الجليل الذي طالما قال الشِّعر مادحاً النبوَّة والنّبي عليه الصلاة والسلام حسّان بن ثابت رضي الله عنه ونلاحظ أنَّه لم يّكُنْ في صدره حرجٌ من قضاء الله، ونقولها بصوتٍ مرتفع للذين يعتمدون على (إنّ الله غفور رحيم) فقط فهاهو الصحابيّ الجليل يُجْلَد ! إذن لنحرص قبل أن نُطلِق ألسنتنا في أعراض الناس فإنّه من أسهل ما يكون عند بعض الناس اليوم أنْ يقولوا : (فلاناً ابن الحرام) يطعنون في نسب الرجل !! ولا ييأس مِنْ رحمة الله والتوبة والإنابة اليه إنْ فَعَلَها واحداً منّا اليوم، فليس منّا مَنْ هو منزّه وكُلُّنا خطّاؤون ..
    وخير الخطائين التوابون

    - ثمّ جاء الإنصاف مِنْ زينب بنت جحش رضي الله عنها وأرضاها لمّا سألها الرسول صلى الله عليه وسلم : هل عَلِمْتِ شيئاً على عائشة؟
    ( وهي ضرّتها وإنّها فرصتها بالنسبة لبعض الناس !) فردّتْ بِرَدٍّ عجيب وهو : أحمي سمعي وبصري والله ما عَلِمْتُ عليها إلّا خيراً فحماها الله بالورع، وهذا منها قمّة الإنصاف لِمَنْ تُساميها مِن نساء الرسول صلى الله عليه وسلم ، بينما وقع لسان أختها( حمنه بنت جحش) في ترديد الكلام الذي لا أصل له فهلكَتْ في مَنْ هلك .

    - فسبحان مَنْ نَزَّهَ أَلْسُن ، وسبحان مَنْ أمَرَ أن لا يُقْطَعَ الإحسان عن مَنْ خاض في الأمر، فَنَزَلَتْ (ولا يأتَلِ أولو الفضل منكم)
    ويا لله كم جميلة هذه الآية التي كانت مثالاً لضرب الأخلاق الفاضلة ، و لنتخيّل منّا أباً يعيل شخصاً فقيراً ويقوم بتوفير احتياجاته، ثمّ يعلم أنّ لسان هذا الشخص يردّد اتّهاماً شنيعاً بهذا الخصوص على ابنته، بالله كيف ستكون ردّة فعله !!! لربّما قتله ولن يلومه أحد !
    ونزل العتاب لأبي بكر في هذه الآية يعلِّمه ويعلِّمنا كيفية التعامل مع هؤلاء الناس ( ولا يأْتَلِ أولو الفضل منكم
    ) وصف الله عزّ وجلّ أبا بكر بأنّه ذو فضل فتعزّز هذا الأمر فيه وحلف ألّا يقطع نفقة (مسطح) ما أحياه الله عز وجلّ، فتحققَّتْ حكمة الله عز وجل في استمرار إنفاق أبي بكر رضي الله عنه على من خاض في الكلام على ابنته الحبيبة فالله الرزّاق والناس أسبابٌ لا غير،لذا لو آذانا شخص لطالما أحسنّا إليه لا نقطع إحساننا عنه لإساءته إلينا فليس الواصل بالمُكافئ..!
    وبهذا إن شاء الله ندخل مع أبي بكر رضي الله عنه في وصف أولو الفضل !

    أم البراء
    ****************************** ********

    1*حديث طويل في البخاري يطول ذكره وتخريجه كالتالي :الراوي: عائشة المحدث: البخاري - المصدر: صحيح البخاري - الصفحة أو الرقم: 4141
    خلاصة حكم المحدث: [صحيح]

    2** وغيْرة الله تعالى من جنس صفاته التي يختص بها ، فهي ليست مماثلة لغيرة المخلوق ، بل هي صفة تليق بعظمته ، مثل الغضب ، والرضا ، ونحو ذلك من خصائصه التي لا يشاركه الخلق فيها ، وقد تقرر أنه تعالى ليس كمثله شيء في ذاته ، فكذلك في صفاته ، وأفعاله " . انتهى من " شرح كتاب التوحيد من صحيح البخاري "

    3*** وروى مسلم (1498) عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه أَنَّ سَعْدَ بْنَ عُبَادَةَ رضي الله عنه قَالَ : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، إِنْ وَجَدْتُ مَعَ امْرَأَتِي رَجُلًا أَؤُمْهِلُهُ حَتَّى آتِيَ بِأَرْبَعَةِ شُهَدَاءَ ؟ قَالَ : (نَعَمْ) .
    وثبوت الزنا بشهادة الشهود أمر متعذر ؛ لأنه من الصعب أن يوجد أربعة يشهدون وقوع إيلاج الفرج في الفرج .
    ولهذا قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله : " قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله : ولم يثبت الزنا بطريق الشهادة من فجر الإسلام إلى وقته ، وإنما ثبت بطريق الإقرار ؛ لأن الشهادة صعبة ، " انتهى من "الشرح الممتع" (14/257) .


    ( الإيمان له ظاهر وباطن، وظاهره قول اللسان وعمل الجوارح وباطنه تصديق القلب وانقياده ومحبته فلا ينفع ظاهر لا باطن له) ابن القيم

  13. افتراضي رد: أسطر خطرت ببالي أو قرأتها فأعجبتني..متجدد

    لا تُغضب غالياً . . ثم تؤجّل إرضاءه إلى الغد !!

    ابو فهد زميل عمل يبلغ من العمر نحو 50 عاما
    ..
    في ليلة وبمناسبة سَكَنِهْ في منزل جديد
    أقام مأدبة عشاء للزملاء
    لبيت العزيمة وليتني لم ألبيها
    ..
    يعلم الله اني ندمت على ذهابي
    ..
    خلوكم متابعين وبقولكم لمَ الندم..
    تجمع الزملاء وذهبنا له في منزله
    ..
    بيننا المسن والشاب..
    لفيف من الزملاء أكتظ بهم مجلسه..
    ثلاثة من أطفاله.. أخذوا مكانا في طرف المجلس
    ..
    ..[ محمد و انس و معاذ ]..
    ..
    كان أبو فهد يصب القهوه بشوشا ضاحكا فرحا

    اتت اللحظة الحاسمة والتي قلبت فيها كيانه..
    قلبت فرحه لحزن..
    وأبكيته دون أن أعلم ما يخفي هذا الخمسيني..

    لم يرق لي صب ( أبو فهد ) للقهوة..
    كبير في السن ويصب القهوة لنا الشباب لم اتعودها في محيطي
    وقمت وألحّيت عليه كي أصبها..
    ..
    لكنه حلف وأجبرني على الجلوس
    ..
    قلت له ممتعضا وين فهد ليه ما يجي يقابل الرجال ويساعد أبوه
    ..
    لم أكن أعرف عن فهد إلا أنه ابنه البكر ولهذا تمت تسميته أبو فهد
    ..
    كنت منتقل حديثا للإدارة ولم أعرف أسرار الزملاء ولا أي أمر خاص لهم
    كانوا بالنسبة لي صناديق مغلقه..
    لا أعرف عن حياتهم الخاصة أي شيء..
    عندما سألت عن فهد
    ..
    صمت المجلس عن بكرة أبيه.. وتغيرت ملامح أبو فهد
    ..
    اختفت الابتسامة..
    ولجمت الألسن..
    علمت أني جبت العيد..
    وصمت
    ...
    لاح بوجهه بعد أن وضع الدلة على الطاولة
    وخرج من المجلس وتبعه أطفاله الثلاثة
    //
    التفت على زميلي اللي يجلس إلى جواري..
    وقلت وش فيه..؟؟
    قال: فهد ميت.. وأنت جبت العيد..
    قلت متى؟؟
    ..
    قال من 10 سنوات
    ..
    ياااااااه عشر سنوات وما زال يذكره..
    ..[ يا لرقتك يا ابا فهد ]..

    ..
    عاد ابو فهد بعد أن أفرغ ما به وأثار البكاء باديه على وجهه
    ..
    تعشينا.. واصريت أن أبقى حتى رحيل آخر الضيوف وأقدم له العذر
    ..
    بالفعل عندما رحل آخر الزملاء اقتربت منه
    وقلت: أنا آسف لم أعلم ان فهد ميت..
    هذا قدره..
    وهو طريق سيمشيه الجميع..
    التفت علي وقال.. حصل خير..
    لا تعتذر فذكراه لا تغيب
    ..
    قلت: ولكن يا أبو فهد عشر سنوات.. وانت تبكيه..
    أين الإيمان بالقدر..
    قال.. أنا مؤمن بالقدر
    ..
    حزني . .. لم يكن للوفاه !!!
    فقد فقدت معه طفلة أخرى في حادث وقع لنا ونحن عائدون للرياض قادمين من أبها في إحدى الإجازة الصيفية ولم ابكها كما بكيته
    ..
    مات وهو يبكي..
    مات بعد أن اغضبته..
    مات بعد أن ضربته..
    لم يسعفني القدر لضمه..
    لم يسعفني القدر لتطييب خاطره..
    لم يسعفني القدر لمسح دموعه..
    //
    كان أبو فهد قادما من أبها بصحبة عائلته..
    كان فهد عمره عشر سنوات
    ..
    وكان في المقعد الخلفي لاهيا ومسببا ازعاجا لوالده
    ..
    لم يحتمل أبو فهد الأمر.. ونزل العقال وضربه ضربا مبرحا
    ..
    بكى فهد.. وتألم والده
    ..
    تألم ومع ذلك قال في نفسه..
    سأراضيه في الرياض !!
    ..
    وقع الحادث وفهد يجهش بالبكاء..
    مات فهد وطفلة رضيعة
    ..
    وأصيبت بقية العائلة وتم نقلهم للرياض على طائرة إخلاء طبي..

    //
    يقول أبو فهد..
    ليته يعود لو لساعة
    ..
    مات والحسرة في صدري...
    فقط ارغب في ضمه ومسح دموعة
    ..
    أنا مؤمن بالقضاء والقدر..
    ولكن ما زالت الحسرة في قلبي
    ..
    مات وهو غاضب..
    مات وهو باكٍ
    ..
    مات دون أن اضمه على صدري وأطيب خاطره..
    //
    ليت الليالي تعود..
    : : : * : : :* : :: * : : :

    نقسو على من نحب..
    ونردد الأيام كفيله بإرضائهم
    ..
    ولا نعلم أن الموت ربما يكون أقرب
    ..
    قريب لي ماتت والدته وهي غاضبه عليه
    ..
    ماتت وهو يسوِّف ويقول غدا أطيب خاطرها..
    ماتت قبل غد !!
    وبقيت الحسرة في صدره منذ موتها
    ولن تتركه الحسرة إلاّ برحيله

    منقول

    ( الإيمان له ظاهر وباطن، وظاهره قول اللسان وعمل الجوارح وباطنه تصديق القلب وانقياده ومحبته فلا ينفع ظاهر لا باطن له) ابن القيم

  14. #194
    تاريخ التسجيل
    Oct 2011
    المشاركات
    111

    افتراضي رد: أسطر خطرت ببالي أو قرأتها فأعجبتني..متجدد

    اذا كان هذا حالنا مع البشرنسارع لإرضائهم وبالاخص من يكون رضاهم من رضى رب العالمين وغضبم من غضبه ....
    فكيف من بيده الرضى والغضب لا إله إلا هوفلنستغفر ولنتب قبل فوات الأوان ....بارك الله بنقلك موفقة بإذن الله
    ياعين قد عفت البرودة فادمعي .... إن ا لدموع حرا رة الوجدان...
    يا قلب حسبك من ضياعك مامضى وكفاك لهوا في دجى العصيان

  15. افتراضي رد: أسطر خطرت ببالي أو قرأتها فأعجبتني..متجدد

    [88] هلّا توبة كتوبة الغامدية ؟


    أن ماعز بن مالك الأسلمي أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : يا رسول الله ! إني قد ظلمت نفسي وزنيت وإني أريد أن تطهرني . فرده . فلما كان من الغد أتاه فقال : يا رسول الله ! إني قد زنيت . فرده الثانية . فأرسل رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى قومه فقال ( أتعلمون بعقله بأسا تنكرون منه شيئا ؟ ) فقالوا : ما نعلمه إلا وفي العقل . من صالحينا . فيما نرى . فأتاه الثالثة . فأرسل إليهم أيضا فسأل عنه فأخبروه : أنه لا بأس به ولا بعقله . فلما كان الرابعة حفر له حفرة ثم أمر به فرجم . قال : فجاءت الغامدية فقالت : يا رسول الله ! إني قد زنيت فطهرني . وإنه ردها . فلما كان الغد قالت : يا رسول الله ! لم تردني ؟ لعلك أن تردني كما رددت ماعزا . فوالله ! إني لحبلى . قال ( إما لا ، فاذهبي حتى تلدي ) فلما ولدت أتته بالصبي في خرقة . قالت : هذا قد ولدته . قال ( اذهبي فأرضعيه حتى تفطميه ) . فلما فطمته أتته بالصبي في يده كسرة خبز . فقالت : هذا ، يا نبي الله ! قد فطمته ، وقد أكل الطعام . فدفع الصبي إلى رجل من المسلمين . ثم أمر بها فحفر لها إلى صدرها . وأمر الناس فرجموها . فيقبل خالد بن الوليد بحجر . فرمى رأسها . فتنضح الدم على وجه خالد . فسبها . فسمع نبي الله صلى الله عليه وسلم سبه إياها . فقال ( مهلا ! يا خالد ! فوالذي نفسي بيده ! لقد تابت توبة ، لو تابها صاحب مكس لغفر له ) . ثم أمر بها فصلى عليها ودفنت[1].

    جاء ماعز بن مالك إلى النبي صلى الله عليه وسلم . فقال : يا رسول الله ! طهرني . فقال ( ويحك ! ارجع فاستغفر الله وتب إليه ) قال : فرجع غير بعيد . ثم جاء فقال : يا رسول الله ! طهرني . فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( ويحك ! ارجع فاستغفر الله وتب إليه ) قال : فرجع غير بعيد . ثم جاء فقال : يا رسول الله ! طهرني . فقال النبي صلى الله عليه وسلم مثل ذلك . حتى إذا كانت الرابعة قال له رسول الله صلى الله عليه وسلم ( فيم أطهرك ؟ ) فقال : من الزنى . فسأل رسول الله صلى الله عليه وسلم ( أبه جنون ؟ ) فأخبر أنه ليس بمجنون . فقال ( أشرب خمرا ؟ ) فقام رجل فاستنكهه فلم يجد منه ريح خمر . قال : فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( أزنيت ؟ ) فقال : نعم . فأمر به فرجم . فكان الناس فيه فرقتين : قائل يقول : لقد هلك . لقد أحاطت به خطيئته . وقائل يقول : ما توبة أفضل من توبة ماعز : أنه جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم فوضع يده في يده . ثم قال اقتلني بالحجارة . قال : فلبثوا بذلك يومين أو ثلاثة . ثم جاء رسول الله صلى الله عليه وسلم وهم جلوس فسلم ثم جلس . فقال ( استغفروا لماعز بن مالك ) . قال : فقالوا : غفر الله لماعز بن مالك . قال : فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( لقد تاب توبة لو قسمت بين أمة لوسعتهم ) . قال : ثم جاءته امرأة من غامد من الأزد . فقالت : يا رسول الله ! طهرني . فقال ( ويحك ! ارجعي فاستغفري الله وتوبي إليه ) . فقالت : أراك تريد أن ترددني كما رددت ماعز بن مالك . قال : ( وما ذاك ؟ ) قالت : إنها حبلى من الزنى . فقال ( آنت ؟ ) قالت : نعم . فقال لها ( حتى تضعي ما في بطنك ) . قال : فكفلها رجل من الأنصار حتى وضعت . قال : فأتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال : قد وضعت الغامدية . فقال ( إذا لا نرجمها وندع لها ولدها صغيرا ليس له من يرضعه ) . فقام رجل من الأنصار فقال : إلي رضاعه . يا نبي الله ! قال : فرجمها .[2]



    نثبت الروايتين في صحيح مسلم وإني قد تأمَّلْتُ فيهما فالذي يهمّ العلماءهو الأصل في ثبوت الحكم الشرعي في حد الزنا الا وهو الرجم ، وقد استوقفني الولاء والبراء عند الغامدية في الروايتين ففي الرواية الأولى جاءت لتتطهر وهي حبلى ولم تهتم لمشاعر الأمومة التي تعتري أي أمّ وحاوَلَتْ تنفيذ الحكم تريد الخلاص من الذنب بأقصى سرعة ممكنة قبل أن تخالطها مشاعر أخرى وتثنيها على العزم عن التطهير ، لكنّ مشيئة الله اقتضت أن تنتظر بألم وهمّ يومي الى أن تكمل رضاعه ووتعلق به وتحنّ عليه ويكبر في حجرها وهي تعلم أنها سترجم بعد ذلك ثم يكون ولاؤها لله أعلى وأكبر من أية مشاعر فتذهب مرة أخرى بكل قسوة وتطلب أن ترجم مع أنها لو لم ترجع لما لاحقها أحد!
    فلربما استحقت بولائها هذا لله عزّ وجلّ أعلى من الفردوس وهي الغرفة!
    أما الرواية الثانية الثابتة أيضا تقول أنها رجمت بعد ولادتها فوراً ولم ترضع وليدها لتكفل رجل من الأنصار نفقة إرضاعه وكان بإمكانها التريث الى أن تتم إرضاعه بنفسها لكن لعلها خافت أن تتعلق به فلا تقوى على العودة لتنفيذ الحكم ، ولعلّ الولاء والبراء هنا أقل درجة من الرواية الأولى فنالت به الفردوس الأعلى فقط !
    فهلّا توبة كتوبة الغامدية؟
    ****************************** *****************

    [1]الراوي: بريدة بن الحصيب الأسلمي المحدث: مسلم - المصدر: صحيح مسلم - الصفحة أو الرقم: 1695
    خلاصة حكم المحدث: صحيح


    [2] الراوي: بريدة بن الحصيب الأسلمي المحدث: مسلم - المصدر: صحيح مسلم - الصفحة أو الرقم: 1695
    خلاصة حكم المحدث: صحيح
    ( الإيمان له ظاهر وباطن، وظاهره قول اللسان وعمل الجوارح وباطنه تصديق القلب وانقياده ومحبته فلا ينفع ظاهر لا باطن له) ابن القيم

  16. افتراضي رد: أسطر خطرت ببالي أو قرأتها فأعجبتني..متجدد

    ليس بالضروري ان يكون
    لديك أصدقاء كثيرون لتكون
    ذو شخصية معروفه ...
    فالأسد يمشي وحيداً ..
    والخروف يمشي مع الجميع...

    الخنصر - البنصر - الوسطى - السبابة .. بجانب بعضها . .

    إلّا « الإبهام »بعيد عنها . .

    و تعجّبت عندما عرفت أن
    » الأصابع «
    لآ تستطيع صنع شيء دون إبهامها البعيد 
    جرّب أن تكتب أو أن تغلق أزرار ثيابك . .
    فَـتَـأكّـد 
    أنه ليست العبرة بَكثرة الآصْحَآبْ حولك
    إنما العبرة أكثرهم حُبَاً و مَنْفَعَةً لك
    حتى وإن كان بعيدآ عنك
    ( الإيمان له ظاهر وباطن، وظاهره قول اللسان وعمل الجوارح وباطنه تصديق القلب وانقياده ومحبته فلا ينفع ظاهر لا باطن له) ابن القيم

  17. #197
    تاريخ التسجيل
    Dec 2009
    المشاركات
    305

    افتراضي رد: أسطر خطرت ببالي أو قرأتها فأعجبتني..متجدد

    كما عهدتكِ .. تبارك الرحمن ؛ رائعة
    حفظكِ الله


    متابعة لكِ

  18. افتراضي رد: أسطر خطرت ببالي أو قرأتها فأعجبتني..متجدد

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة حكمة مشاهدة المشاركة
    كما عهدتكِ .. تبارك الرحمن ؛ رائعة
    حفظكِ الله


    متابعة لكِ
    بارك الله فيك يا غالية طمئنينا عنك
    ( الإيمان له ظاهر وباطن، وظاهره قول اللسان وعمل الجوارح وباطنه تصديق القلب وانقياده ومحبته فلا ينفع ظاهر لا باطن له) ابن القيم

  19. افتراضي رد: أسطر خطرت ببالي أو قرأتها فأعجبتني..متجدد

    (89) لعنةُ الملائكة

    = ولماذا نحن نُلْعَنُ وهم لا يُلْعنون إن رفضونا ؟؟


    -
    هم لا يُلْعَنُون لكن يؤثَمُون إن لم يَكُنْ لهم عذرٌ ، فالزّواج تحصين للطرفين ، فإنْ لم يتمّ الهدف الأساسي من الزّواج وهو التحصين ويُقدَّر الأمر حسب حاجة المرأة جاز لها في حالة رفضه المتكررة طلب الطلاق ، أمّا بالنسبة للسبب أنهم يؤثمون ونحن نُلْعَن فلحكمة الله عزّ وجلّ في طبيعة تكوين الرجل والمرأة ، ولو تراجعين قول النبي صلى الله عليه وسلم : إذا دعا الرجل زوجته لحاجته فلتأته وإن كانت على التّنور (1) لوجدتِ أنَّ توجيه الرسول صلى الله عليه وسلم ما كان عبثاً بأن تترك ما في يدها وتجيب زوجها وذلك لأنّه قيل علمياً أنّ الرّجل إذا لم ينفذ طاقته في الحلال لربّما مع تكرار الأمر يصيبه تَلَفٌ في الدماغ ولربّما ركن الى الحرام فهو سريع الإثارة ليس كالنساء فتَتَسبّب تلك الزوجة بوقوعه في الحرام، أمّا المرأة تستطيع أن تصبر على الأغلب شهراً وشهرين وثلاثة فتكوينها الجسدي يتحمّل بُعْد الرَّجُل عنها فلن تكون طامّة لو رفض الرجل موافاتها لأسبابٍ معتبره فإن لم تكن معتبره يؤثم، وإنْ هي رفَضَتْ دون سبب معتبر كأنْ تكون مريضة أو مجهدة وتقدِّم له الأعذار فينام راضيَ النفس وإلا تُلْعَن ، وأُقرِّب لكِ الأمر بحُكْمٍ آخرَ يتمثّل عدل الله عز وجل فيه وفي كلّ الأحوال والأحكام مثلاً : حُكْم الجَلْد للبكر الزانية وحُكْم الرّجم حتى الموت للثيِّب التي سبق لها الزواج(2) فالأولى كانت خيانتها لله مع تشجيع شريكها على المعصية وغلَبَة شهوتها نظراً لعدم وجود مَنْ يعفّها ، أمّا الثيّب فقد أكرمها ربّها بزوجٍ فكان الشكر لله أنْ خانَتْ الله أولاً ثمّ خانتْ زوجها حياً كان أم ميّتاً ثمّ أساءَتْ لأولادها وقد منحها الله عزّ وجلَّ الحلال فلم تكتفِ فاستحقّتْ العقوبة الأشدّ وهي الرّجم. ومثال آخر: قال صلى الله عليه وسلم : (إذا دعا الرجل امرأته إلى فراشه فأبت فبات غضبان عليها لعنتها الملائكة حتى تصبح»[متفق عليه].
    فما تفسير التفريق بين الغضب واللعن في قوله تعالى:" وَالَّذِينَ يَرْمُونَ أَزْوَاجَهُمْ وَلَمْ يَكُنْ لَهُمْ شُهَدَاءُ إِلَّا أَنْفُسُهُمْ فَشَهَادَةُ أَحَدِهِمْ أَرْبَعُ شَهَادَاتٍ بِاللَّهِ إِنَّهُ لَمِنَ الصَّادِقِينَ (6) وَالْخَامِسَةُ أَنَّ لَعْنَتَ اللَّهِ عَلَيْهِ إِنْ كَانَ مِنَ الْكَاذِبِينَ (7) وَيَدْرَأُ عَنْهَا الْعَذَابَ أَنْ تَشْهَدَ أَرْبَعَ شَهَادَاتٍ بِاللَّهِ إِنَّهُ لَمِنَ الْكَاذِبِينَ (8) وَالْخَامِسَةَ أَنَّ غَضَبَ اللَّهِ عَلَيْهَا إِنْ كَانَ مِنَ الصَّادِقِينَ (9) وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ وَأَنَّ اللَّهَ تَوَّابٌ حَكِيمٌ (10)"[النور]
    وكان اللعن من نصيبـهــــم والغضب من نصيبــــهـــــن

    أم البراء
    ***************************
    (
    1)الراوي: طلق بن علي المحدث: المنذري - المصدر: الترغيب والترهيب - الصفحة أو الرقم: 3/103
    خلاصة حكم المحدث: [إسناده صحيح أو حسن أو ما قاربهما].

    (
    2) ما قصدت المرأة وحدها فالحكم نفسه على الرجل والمرأة اللذين لم يسبق لهما الزواج لهم الجلد واللذين سبق لهما الزواج فلهما الرجم وإن كانا أرملين أو مطلقين
    __________________
    ( الإيمان له ظاهر وباطن، وظاهره قول اللسان وعمل الجوارح وباطنه تصديق القلب وانقياده ومحبته فلا ينفع ظاهر لا باطن له) ابن القيم

  20. افتراضي رد: أسطر خطرت ببالي أو قرأتها فأعجبتني..متجدد

    [90] (فلنحيينّه حياة طيّبة) والطيّبون للطيّبات

    نسمع من يلعن حياته في اليوم عدّة مرّات بسبب الحال والأحوال ولهذا نقول إجعل ذكر الله دائما على لسانك واستبدل لهْوَ الحديث في أقولك بالذِّكر والقول الحسن حتى تخرج من وعيد الله عزّ وجلّ (ومن أعرض عن ذكري فإنّ له معيشة ضنكا) وتضمن بإذن الله حياة طيبة وخاتمة طيبة. .. تسأل الأخت : كيف تكون الحياة طيبة مع ما يشوبها من ابتلاءات ومصائب وكدر وحزن ، وكيف أحياناً يتزوّج أحدهم بفتاة رائعة متديّنة ثمّ لا يتقِّ الله فيها ولا بماله ولا بأولاده فكيف يتوافق ذلك مع الطيّبون للطيّبات؟
    الجواب يكون كالتالي : جُبِلَت الحياة على كَدَر وأصْلُ خَلْقنا للعبادة ( وما خَلَقْتُ الجنّ والإنس إلا ليعبدون ) وال(إلّا) هذه للإستثناء ما خُلِقْنَا لأي غرض سوى لعبادة الله والعبادة تتضمّن مواقفنا في الحياة وما يجري لنا من تقادير الله عزّ وجلّ، قال رسول الله (عجباً لأمر المؤمن . إن أمره كله خير . وليس ذاك لأحد إلا للمؤمن . إن أصابته سراء شكر . فكان خيرا له . وإن أصابته ضراء صبر . فكان خيراً له)
    (1)
    فالذي وعده الله الحياة الطيّبة ولو شابها شائب كالمنغّصات والألم إلّا أنها تبقى طيبة وستكون آنذاك حياته لابدّ طيبة، فترى صاحب المصيبة صابراً شاكراً لا يزيده البلاء إلّا قرباً من مولاه حينها لا يطول الابتلاء فستُفْرَج عليه ويكون حاله عند النّعمة شاكراً صابراً عن استعمال النّعمة في المعصية .
    ولربّما ابتُليَ أحدهم بشريك عاصٍ لله عز وجل فيقلب معيشته الى جحيم لكن تجد المبتلى يتقلّب في نعم الله ولا يضرّه سوء أخلاق زوجه حتى لو أُوذي من قِبَلِه فإن لذة الإيمان في قلبه لا يساومه عليها أحد! ومثال ذلك فرعون وزوجه آسيا هي طيبة وهو خبيث وطيبها جوزيَتْ به الجنة وخبثه جوزي به النار وكذلك زوجة النّبي لوط والنبي نوح عليهما السلام وهكذا يكون معنى الطيّبون للطيّبات القول والفعل الطيّب لا يكون الا من الطيّبين وبالمقابل له الطيّبات في الدنيا ومنها لذّة الإيمان وله في الآخرة الجنة التي لا يدخلها الا الطيّبين ، والقول والفعل الخبيث لا يكون الا من الخبيث وبالمقابل له الخبائث في الدنيا والهمّ والغمّ والضّيق ومصيره يُحشَر في الآخرة أعمى وله جهنّم وبئس المصير

    أم البراء
    *****************************
    (1)الراوي: صهيب بن سنان الرومي القرشي المحدث: مسلم - المصدر: صحيح مسلم - الصفحة أو الرقم: 2999
    خلاصة حكم المحدث: صحيح
    ( الإيمان له ظاهر وباطن، وظاهره قول اللسان وعمل الجوارح وباطنه تصديق القلب وانقياده ومحبته فلا ينفع ظاهر لا باطن له) ابن القيم

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •