1- حديث (لاعدوى ولا طيرة ولا هامة ولا صفر) رواه البخاري ومسلم .
يدل أن المراد نفي تأثير هذه الأسباب بنفسها من غير اعتقاد أنها بتقدير الله وقضائه

2- من أضاف شيئاً من النعم إلى غير الله مع اعتقاده أنه ليس من الله فهو مشرك حقيقة ، ومع اعتقاد أنه من الله فهو نوع شرك خفي

3- قوله (لا عدوى)المعنى:ان المرض يتعدى من صاحبه إلى من يقارنه من الأصحاء فيمرض بذلك،وكانت العرب تعتقد ذلك في أمراض منها الجرب
وقوله (لاعدوى) خبر محض لا يمكن نسخه ، إلا أن يقال : هو نهي عن اعتقاد العدوى لا نفي لها
وأظهر ما قيل في قوله(لاعدوى)أنه نفي لما كان يعتقده أهل الجاهلية من أن الأمراض تعدي بطبعها من غير اعتقاد تقدير الله لذلك

4- قول النبي عن الإبل الصحيحة تخالط الأجرب فتجرب(فمن أعدى ألأول)مراده:أن الأول لم يجرب بالعدوى بل بقضاء الله وقدره فكذلك الثاني

5- حديث (لايورد ممرض على مصح) وحديث (فر من المجدوم) ... أشكل على الناس فهمها حتى ظن أنها ناسخة لقوله(لاعدوى)ودخ ول النسخ فيها لا معنى له

6- نهيه عن إيراد الممرض على المصح ودخول موضع الطاعون وأمره بالفرار من المجذوم من باب اجتناب الأسباب التي جعلت سببا للهلاك والأذى

7- العبد مأمور باتقاء أسباب البلاء إذا كان في عافية منها

8- إن التوكل أعظم الأسباب التي يستجلب بها المنافع ويستدفع بها المضار

9- لايشرع ترك الأسباب الظاهرةإلا لمن تعوض عنها بالسبب الباطن وهو تحقيق التوكل عليه فإنه أقوى من الأسباب الظاهرة لأهله وأنفع منها

10- (التوكل) علم وعمل .
فالعلم : معرفة القلب بتوحيد الله بالنفع والضر .
والعمل : هو ثقة القلب وفراغه من كل ما سواه .

11- (الأسباب نوعان) الأول : أسباب الخير .. والثاني : أسباب الشر
أسباب الخير: المشروع أن يفرح بها ويستبشرولايسكن إليها بل إلى خالقها ومسببها، وذلك هوتحقيق التوكل على الله والإيمان به ومنه الفأل
وأسباب الشر : لا تضاف إلاإلى الذنوب لأن جميع المصائب بسببهاوالمشروع اجتناب ماظهرمنهاواتقاؤ ه بقدرماوردت به الشريعة،كاتقاء المجذوم

12- الفأل : هي الكلمة الصالحة يسمعها طالب الحاجة

13- أكثر الناس يركن بقلبه إلى الأسباب وينسى المسبب لها وقلَّ من فعل ذلك إلا وكل إليها وخذل لأن جميع النعم من الله وفضله

14- لا تضاف النعم إلى الأسباب بل إلى مسببها ومقدرها ،، للحديث الصحيح (مطرنا بفضل الله ورحمته)

15- قوله (الطيرة) من أعمال أهل الشرك والكفر،وقدحكاها الله في كتابه عن قوم فرعون وصالح وأصحاب القرية التي جاءها المرسلون، وقد ثبت عن النبي (لا طيرة) .

16- جاءت الشريعة بالاشتغال بمايدفع البلاء من الدعاء والذكر والصدقة وتحقيق التوكل على الله والإيمان بقضائه وقدره لا بالبحث عن أسبابه

17- حديث(الطيرة على من تطير) معناه:أن من تطيرتطيرامنهياع نه وهويعتمدعلى مايسمعه أويراه حتى يمنعه ممايريدمن حاجته فإنه يصيبه مايكرهه

18- من توكل على الله ووثق به بحيث علق قلبه بالله خوفاورجاءوقطعه عن الالتفات إلى الأسباب المخوفة وقال ما أمر به ومضى فإنه لايضره

19- إن الله هوالفاعل لمايشاءولكنه يعقدأسبابا للعذاب يخوف بهاعباده مثل:كسوف الشمس والقمر،وأسبابا للرحمةيُرجي بهاعباده كنزول المطر

20- قوله (ولاهامة) نفي لما كانت تعتقده الجاهلية من أن الميت إذامات صار روحه أوعظامه"هامة"وهو طائر يطير، وهوشبيه باعتقاد أهل التناسخ
و (التناسخ)هو أن أرواح الموتى تنتقل إلى أجساد حيوانات من غير بعث ولا نشور،وكل هذه اعتقادات باطلة جاء الإسلام بإبطالها وتكذيبها

21- قوله (ولا صفر) اختلف العلماء في تفسيره فقيل: هو داء في البطن، وقيل : هو شهر صفر ، وهو أشبه الأقوال .

22- كثير من الجهال يتشاءم بصفروربما ينهى عن السفرفيه،والتشا ؤم بصفرمن جنس الطيرةالمنهي عنها،وكذلك التشاؤم بيوم من الأيام كالأربعاء
23- حديث (الشؤم في ثلاث ... ) قيل : الشؤم في المرأة إن كانت غير ولود،وفي الفرس إذا لم يكن يغزى عليه في سبيل الله،وفي الدار بجار السوء .
والجمع بين حديث (الشؤم في ثلاث) و(لاشؤم وإن يكن اليمن في شيء ففي ثلاثة) أن هذه الثلاث أسباب قدر الله بها الشؤم واليمن ويقرنه بها .

24- تخصيص الشؤم بزمان دون زمان غيرصحيح لأن الزمان كله خلق الله وفيه تقع أفعال العبادفمن شغله بطاعة فهو زمن مبارك عليه ومن شغله بمعصية فهو مشئوم

25- الشؤم في الحقيقة هو معصية الله تعالى .
ولا شؤم إلا في المعاصي والذنوب فإنها تسخط الله فإذا سخط على عبدشقي في الدنيا والآخرة كما انه إذارضي عن عبدسعدفي الدنيا والآخرة
قال أبو حازم : كل ما شغلك عن الله من أهل أو ولد أو مال فهو عليك شؤم .
وقال بعض السلف : شيطان الجن تستعيذ بالله منه فينصرف ، وشيطان الإنس لا يبرح حتى يوقعك في المعصية
والعاصي مشئوم على نفسه وعلى غيره فإنه لا يؤمن أن ينزل عليه عذاب فيعم الناس خصوصاً من لم ينكر عليه عمله فالبعد عنه متعين
وهجران أماكن المعاصي وأخوانها من جملة الهجرة المأمور بها ، فإن المهاجر من هجر ما نهى الله عنه
قال إبراهيم بن أدهم : من أراد التوبة فليخرج من المظالم وليدع مخالطة من كان يخالط وإلا لم ينل ما يريد .

26- مجالس الذكر مارستانات الذنوب يداوى فيها أمراض القلوب كما تداوى أمراض الأبدان في مارستانات الدنيا

( كتاب لطائف المعارف لابن رجب " ص 101 – 116 " ) .

الجمعة : 5 / 2 / 1433هـ