{الْحَمْدُ للّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ * الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ * مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ} [الفاتحة: 2-4].. وأشهد أن لا إله إلا الله ولي الصالحين وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله إمام المتقين وقائد الغر المحجلين إلى جنات النعيم فصلى الله عليه وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد:
فيا أمة الإسلام، إن ما يحدث في سوريا اليوم لممّا يندى له الجبين، وإنها صورة من صور الظلم في الأرض لا أقول من النظام السوري بل من العالم بأسره؛ إذ تقف الجامعة العربية والعالم متفرجًا على ما يحدث ليس عنده إلا الكلام في أحسن الأحوال، أما النظام النصيري الذي قتل حتى الآن أكثر من خمسة آلاف من المتظاهرين، وهو نظام معروف بدمويته، وما هذه إلا إضافة لتاريخه الدموي فقد قتل هذا النظام في (حماة) أكثر من عشرين ألف من النساء والأطفال والشيوخ والرجال وكذلك قتل في (تدمر) خيرة شباب سوريا، وهو اليوم يقدم هذه المجزرة، لقد فعل بالمسلمين في سوريا ما لم تفعله يهود في (غزة) ويكفيه أنه يجمع سوءات ثلاث؛ كل سوءة من هذه السوءات تخرجه من الإسلام فهو نظام نصيري بعثي اشتراكي، والنصيرية لا يؤمنون باليوم الآخر وهم فرقة باطنية تنتسب للشيعة لا يؤمنون باليوم الآخر ويقولون بتناسخ الأرواح ويعتقدون ألوهية علي رضي الله عنه، أما البعثية فهم الذين كانوا ينادون في شعاراتهم:
آمنت بالبعث ربًا لا شريك له *** وبالعروبة دينًا ما له ثاني