السؤال:
قال السيوطي في (الأشباه والنظائر) «القاعدة العشرون: المتعدي أفضل من القاصر»: "وسئل «أي الأعمال أفضل؟ فقال: إيمان بالله, ثم جهاد في سبيل الله, ثم حج مبرور» وهذه كلها قاصرة" ا.هـ [الأشباه والنظائر ص. 144]
فما وجه جعله الجهاد قاصراً؟!
الجواب:
( المتعدي والقاصر ) المقصود به في الثواب والعقاب ، وليس في أن وراءه من يدافع عنهم . يعني مثلا طلب العلم متعد ؛ لأن العالم يوصل العلم إلى الناس فينتفعوا به ؛ لأن انتفاع الطلاب بالعلم أمر شرعي . أما طلب الرزق فهو قاصر حتى إن كان لديك ذرية ؛ لأن انتفاع الذرية بالطعام أمر دنيوي . وبناء على فهمك للمتعدي لا يمكن أن يوجد قاصر أصلا ؛ لأنه لا يتصور عمل إلا ويتعلق به أناس غير صاحب العمل، بل حتى الإيمان والصلاح في ذات الشخص ينتفع به أبناؤه وأحفاده كما قيل في قوله تعالى : { وكان أبوهما صالحا }.
والله أعلم .