السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بعض المستشرقين يحاولون دائما تصوير أئمة المسلمين على أنهم مجرد رجال دين لا حض لهم من الكلام في المعقولات و التناظر بالعقليات، بل مجرد حفظة نصوص يؤولون و يعلقون عليها.
و للأسف بعض المنهزمين و المنبهرين في آن واحد ينقلون ذاك الكلام و يببغنونه بدون تفكير.
لنقرأ كيف أنصف إبن تيمية الفلاسفة بعد أن نعرف كيف رد على كثير من المخطئين بأسلوب يجمع النظر العقلي الصريح بالفهم النقلي الصحيح. يقول شيخ الإسلام رحمه الله:
.. و هذا موجود في كلام عامة هؤلاء الذين في كلامهم سنة و بدعه، و لا ريب أنهم يردون على الفلاسفة و غيرهم أموراً، و لكن الفلاسفة ترد عليهم أموراً، و هم ينتصرون في غالب الأمر بالحجة العقلية على الفلاسفة، أكثر مما تنتصر الفلاسفة بالحجة العقلية عليهم، و لكن قد تقول الفلاسفة أموراً باطلة من جنس العقليات فيوافقونهم عليها فيستطيلون بها عليهم، و قد تقول الفلاسفة أموراً صحيحة موافقة للشريعة فيردونها عليهم، و هم لا يصيبون الصدق و العدل إلا إذا وافقوا الشريعة، فإذا خالفوها كان غايتهم أن يقابلوا الفاسد بالفاسد، و الباطل بالباطل، فتبقى الفلاسفة العقلاء في شك، و يبقى العقلاء منهم في شك، لا حصل لهؤلاء نور الهدى و لا لهؤلاء.
يظهر بوضوح كيف أنصف شيخ الإسلام هؤلاء الذين جمعوا السنة بالبدعة و كيف أنصف الفلاسفة.