بين الإمامين الليث بن سعد ومالك في الجمع بين المغرب والعشاء في المطر.
قال الليث بن سعد (1) رحمه الله في رده على رسالة الإمام مالك ...
وقد عرفت أيضاً أن مما عبت إنكاري إياه أن يجمع أحد من أجناد المسلمين بين الصلاتين ليلة المطر، ومطر الشام أكثر من مطر المدينة بما لا يعلمه إلا الله عز وجل !
ولم يجمع إمام قط في ليلة المطر .
وفيهم :
خالد بن الوليد .
ويزيد بن أبي سفيان .
وأبو عبيده بن الجراح .
وعمرو ابن العاص .
و معاذ بن جبل, وقد بلغنا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال أعلمكم بالحلال والحرام معاذ وقال: يأتي معاذ يوم القيامة بين يدي العلماء برتوة .
وفيهم شرحبيل بن حسنة .
وأبو الدرداء .
وبلال بن رباح .
وقد كان أبو ذر بمصر .
والزبير بن العوام , وسعد بن أبي وقاص .
وبحمص سبعون من أهل بدر .
وبأجناد المسلمين كلها
وبالعراق ابن مسعود, وحذيفة بن اليمان, وعمران بن حصين.
ونزلها علي بن أبى طالب عشر سنين بمن كان معه من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فلم يجمعوا بين المغرب والعشاء قط !!
[ ذكر هذه الرسالة الشيخ أبو غدة في كتاب ( نماذج من رسائل الأئمة الأسلاف وأدبهم العلمي )]
قلت : فهذه نقول عن نحو مئة من الصحابة ما جمعوا هذا الجمع ولا عرفوه ولو عرفوه لما وسعهم تركه وترك العمل به وتبليغه للناس, ومن ثم يجهله كل هؤلاء الصحابة ويقول به من بعدهم !! هذا لا يكون أبداً.
وكلام الليث ورده على مالك في المغرب والعشاء كون الإمام مالك لا يرى الجمع بين الظهر والعصر . فتأمل يا رعاك الله.
____________
(1) قال الأمام الشافعي رحمه الله في الليث بن سعد رحمه الله في غير ما موضع : (إن الليث بن سعد أَفقه من مالك إلا أن أصحابه لم يقوموا به ) [أي لم يحفظوا علمه ويدونوه ] توفي في ( 175 هـ ) ودفن في مصر.