تابعونا على المجلس العلمي على Facebook المجلس العلمي على Twitter
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد


النتائج 1 إلى 2 من 2

الموضوع: دلالة الفعل الماضي على المستقبل (1)

  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Sep 2011
    الدولة
    الدار البيضاء. المغرب
    المشاركات
    299

    افتراضي دلالة الفعل الماضي على المستقبل (1)

    وقع خلل في إرسال الموضوعيْن : 1 و 2 ، لذلك يُرجى - لمَنْ أراد الاطلاع على الموضوع - البدء ب 1 ثم إتباعه ب 2 . فمعذرة .

    إن الفعل الماضي معجز من حيث تركيبه في الصيغة القرآنية ، فقد يُلْغَى منه زمنه المتعارف عليه ليدل على أحداث مستقبلية منتظَرَة، لذلك نجد في القرآن الكريم أفعالا ماضية استُعملت للدلالة على المستقبل، حيث إنها ـ وإن جاءت بصيغة الماضي ـ فإنها لم تحدُث بعدُ . ومن هنا فتعبير القرآن الكريم بالماضي عن المستقبل دال على تحقُّق وقوعه ، وهذا من باب مطابقة الكلام لمقتضى الحال .
    ويمكن أن ندرج ضمن دلالة الماضي على المستقبل ثلاثة أصناف من الآيات الكريمة :

    1 - الآيات التي تتحدث عن مشاهد يوم القيامة : و المقصدُ من هذه الآيات استثارةُ العقول للتفكر في هذا الأمر العظيم، و اتخاذ العُدة لمواجهة أهواله، وذلك بالتزود بالعمل الصالح. فهدفها إذن تربوي يهيئ الإنسان للقيام بأعباء الاستخلاف عن الله تعالى بالسعي في الأرض تعميرا لا تدميرا، وإصلاحا لا إفسادا :
    - كقـوله سبحانه و تعالى : ( إذا زلزلت الأرض زلزالها ) الزلزلة / 1 .حيث تزلزل الأرض وتلفظ أمواتها أحياء ، وهذا طبعا لا يكون إلا يوم القيامة وهو غيب مستقبل.
    - وقوله عز و جل : ( كلا إذا دُكَّت الأرض دكا دكا و جاء ربك و الملك صفا صفا ) .الفجر: 21/22 .فالزمن لا يتعلق بالله تعالى مثل تعلقه بسائر المخلوقات ، ذلك أنه سبحانه مطلق متعالٍ عن الزمان والمكان: ( هو الأول و الآخر و الظاهر و الباطن و هو بكل شيء عليم ) الحديد / 3 .و بالتالي فإن المستقبل في حقه - سبحانه و تعالى - ماضٍ، لأنه المطلقُ المستوعبُ لكل الأزمنة، و لذلك كان مجيء الفعل الماضي الدال على الاستقبال مناسباً للمقام الرباني ، إذ دلَّ على عظمته - جل و علا - وعلى أنه مطلق غير محدود بالزمان ولا المكان ، كما أنه ناسب حال المخاطبين بتقريره لحقيقة عقدية وهي البعث والنشور ومشاهد يوم القيامة، التي هي بمثابة غيب مطلق لا يمكن للإنسان أن يقف على ما هي عليه حقيقةً لأنه أسيرُ نسبـيتِه . و النسبيُّ لا يمكن أن يُحيط بالمطلق . وكان منهج السلف الصالح في تفسير مثل هذه الآيات المندرجة ضمن آيات الصفات إجراؤها دائماً كما وردتْ عن الله سبحانه من غير تكييف ولا تشبيه، ولا تأويـل ولا تحريف ولا تعطيل ، فكانوا يقولون : " نُمرُّها كما جاءتْ " أي عن الله تعالى .
    - وقولــه سبحانه : ( إذا السماء انفطرت و إذا الكواكب انتثرت ) الانفطار : 1 / 2 .
    - وقوله جل و علا : ( حتى إذا رأوا ما يوعدون ) مريم / 76 .
    - وقوله عز و جل : ( فإذا برق البصر و خسف القمر و جمع الشمس و القمر) القيامة : 7 / 8 / 9 .
    - وقولـه : ( إذا الشمس كورت و إذا النجوم انكدرت ) التكوير : 1 / 2 .
    - وقوله تبارك و تعالى : ( فإذا جاءت الصاخة ) عبس / 33 .
    وغيرها من الآيات التي جاء فعلُها ماضياً دالاًّ على المستقبل لتُحَدِّثنا عن يوم القيامة ، فاحتوت كل واحدة منها على مشهد من مشاهد هذا اليوم العظيم تصف لنا أهواله ، وما سيكون عليه ذلك اليوم العصيب ، وقانا الله و إياكم أهواله . آمين

  2. #2

    افتراضي رد: دلالة الفعل الماضي على المستقبل (1)

    جزاك الله خيرا

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •