نصوص نادرة لابن حزم في السياسةالشرعية من كتبه المفقودة
قام أخونا أبو عبد الله المغربي بنشر النصوص التالية في موضوع له باسم: قطوف من كتاب [السياسة] للإمام ابن حزم الأندلسي :
وهذه هي النقول عنه...تابع المشاركات التالية...
كتب يقول :
أحببت وضع هذا الموضوع هنا للتدارس والإفادة؛ ولم أعتمد إلا على ثلاث أو أربع كتب. ومما لا يشك فيه أن هناك نصوصاً أخرى متناثرة في الكتب والمخطوطات. بل لا يستبعد أن يكون هذا الكتاب نفسه موجودا في دهاليز المكتبات التي لم تفهرس أوالتي يرفض أصحابها نشر حتى أسماء ما عندهم من مخطوطات، ويفضلون تقديمها قرابين للأرضة على أن يستفيد منها غيرهم، بِزعم أنه إرث الأجداد الذي لا يباع ولا يشترى ولا يكترى ولا يعار ولا يقرأ ولا ينظر فيه ولا يمس ...ولكن يترك حتى ينحل في الصناديق، ويصبح غبارا يتبرك به !!.
هذا وقد اعتمدت من الكتب على:
«الشهب اللامعة في السياسة النافعة» لأبي القاسم ابن رضوان المالقي (تـ:783هـ). [تحقيق: د.علي سامي النشار؛ دار الثقافة – الدار البيضاء – المغرب. ط.1: 1404 هـ/1984م]
«بدائع السِّلك في طبائع المُلك» أبو عبد الله محمد بن الأزرق الأندلسي (تـ:896هـ) دراسة وتحقيق: د.محمد بن عبد الكريم ـ؛الدار العربية للكتاب ـ ليبيا، تونس.
«نوادر ابن حزم» ج2 ـ أبو عبد الرحمن بن عقيل الظاهري ـ ط1: 1405
واستخرجت نصا مختصرا من الكتاب النفيس « الدوحة المشتبكة في ضوابط دار السكة مما اقتطفه من الروضة الغضة في معرفة أحكام الذهب والفضة" تأليف الشيخ الفهيم الإمام أبي الحسن علي بن يوسف الحكيم. اهـ »
وقد سبق للأستاذ الفاضل الباحث المتفنن "عبد الرحمان المغربي" أن نشر النص المطول الذي ساقه السبتي من كتاب "السياسة" لابن حزم رحمه الله.
وقد آثرت قبل البدء في إيراد هذه النصوص أن أقوم بمحاولة للبحث حول مسألتين اثنتين، وهما:
1- تاريخ تأليف كتاب "السياسة" لابن حزم.
2 - هل كتاب "السيــاسة" هو نفسه كتاب " الإمامة والسياسة في قسم سير الخلفاء ومراتبها والندب إلى الواجب منها" ؟.
فأقول وبالله تعالى أستعين:
1- تاريخ تأليف كتاب "السياسة" لابن حزم.
قال الشيخ الدكتور إحسان عباس – رحمه الله – في "مقدمة التقريب" (ب؛ ج)ولا نعرف تاريخ تأليفه لهذين الكتابين [يعني: السياسة و أخلاق النفس] أيضا ولكن يبدو أن التقريب سابق لهما لأنه إذا ذكرهما قال " على ما نبين في... " فعلق كلامه بالمستقبل، ودل على أنه لم يكن قد أخذ في تأليفهما حينئذ وإنما حدد لنفسه منهجا هنالك.).
قال أبو عبد الله: يكون كلام الدكتور إحسان صحيحا، لو كان ابن حزم ذكر الكتابين، ولكن في الموضع المذكور (ص 72) لم يذكر إلا كتابه في أخلاق النفس، وهو كتاب:"مداواة النفوس".
أما كتاب "السياسة" فلم يذكره.
وعلى ذلك فلا يمكن القطع بأنه ألف أولا كتاب "التقريب" قبل كتاب "السياسة" ولا حتى كتاب"أخلاق النفس" الذي هو "مداواة النفوس" وكل ما يمكن القطع به، أنه لم يتم بعد الفصل الذي أحال عليه في كتاب "مداواة النفوس". أما قبل ذلك الفصل فلا يمكن أن يقطع بأنه لم يؤلفه. لأن من عادة ابن حزم -كما يقول ابن عقيل - أنه يراوح في التأليف بين كتبه، وربما راجع الكتاب بعد الفراغ منه بمدة فأضاف أو أملى إحالات إلى مؤلفات له نجزت بعده.
قال أبو عبد الله: ولذلك فإحالة الإمام إلى كتاب السياسة في كتابه "التقريب" لا يستفاد منه إلا أنه أتم ما أحال إليه منه فقط. أما الكتاب كله، ففي ذلك نظر.
ولهذا لما وجدناه في "التقريب" (ص 72 - إحسان) يحيل إلى أنه سيبين في كتابه في أخلاق النفس، عاد في (ص 180) ليقول: [والكلام في هذا وغيره مما هو متصل به، مستوعب - إن شاء الله تعالى - في كتابنا " في أخلاق النفس" ] مما يدل على أنه عندما وصل إلى هذا المكان من "التقريب" ، كان قد أتم الكلام عن "حد العقل" في كتابه "الأخلاق والسير" ومثل ذلك يقال في كتاب "السياسة".
فقد قال الإمام – رحمه الله – (ص 579):"... وليس هذا من العقل في شيء. وبيان هذا مذكور في كتابنا في " أخلاق النفس والسيرة الفاضلة " وفي كتابنا في " السياسة " إن شاء الله ـ عز وجل ـ، والله ـ تعالى ـ الموفق لكل فضيلة."
قال أبو عبد الله: وهذا ذكره في أواخر الكتاب.
وكتاب "التقريب" ألفه يقينا بين [414 هـ و 425هـ]، وبيقين ألفه قبل "الفصل في الملل والنحل" وقبل "الإحكام". وكتابه في "السياسة" مؤلف في تلك المدة التي ألف فيها "التقريب" فعلى ذلك يكون متقدما ككتاب "التقريب". وهذا كل ما ظهر لي في تاريخ تأليفه لهذا الكتاب.
2 ـ هل كتاب "السيــاسة" هو نفسه كتاب
" الإمامة والسياسة في قسم سير الخلفاء ومراتبها والندب إلى الواجب منها" ؟.
قال الشيخ أبو عبد الرحمن ابن عقيل: "كتاب «السياسة» أشار إليه أبو محمد في كتابه (التقريب) ص: 181. وقال الدكتور إحسان عباس بآخر كتاب (التقريب) ص: 211 : لعله هو المذكور في المصادر باسم كتاب الإمامة والسياسة في قسم سير الخلفاء ومراتبها والندب إلى الواجب منها.
قال أبو عبد الرحمن: ليس هذا ببعيد، لأن النصوص التي جمعها الشيخ محمد إبراهيم الكتاني ـ من هذا الكتاب ـ توحي بأن البحث عن مراتب الأحكام التكليفية .. لسياسة الخلفاء .. وهذا ما يدل عليه عنوان الكتاب الذي ذكره ابن بسام وأشار إليه إحسان عباس آنفاً .. وقد جمع الكتاني نتفاً من هذا الكتاب عن رسائل ابن عباد الصري وعن الشهب اللامعة لابن رضوان .. وعن بدائع السلك لابن الأزرق .. إلا أن ما نقله عن ابن عباد موجود في مداواة النفوس لابن حـزم .. وإذن فليس هو من السياسة. " اهـ
"مصنفات ابن حزم المفقودة" مقال بمجلة الفيصل ع26 ص 61- 62.
قال أبو عبد الله: يقصد الشيخ بالنصوص التي جمعها الشيخ محمد إبراهيم الكتاني: ما نشر في "مجلة معهد مولاي الحسن للأبحاث المغربية، كلية الآداب" تطوان: العدد 5؛ (1960م) (ص95 – 107) باسم: " بين يدي شذرات من كتاب السياسة المفقود لابن حزم"؛ لكن - مع الأسف - لم أطلع على هذا البحث.
كذلك لم أطلع على "رسائل ابن عباد الرندي"؛ ومادام ما نقل منه الشيخ الكتاني موجود في "مداواة النفوس"، فهذا يعني أنه لا جديد فيها من كلام ابن حزم غير موجود فيما بيننا من كتبه.
وقد عاد الدكتور إحسان عباس ليرجح أن كتاب "السياسة" غير كتاب : "الإمامة والسياسة في قسم سير الخلفاءء ومراتبها والندب إلى الواجب منها".
قال ـ رحمه الله ـ في "مقدمة رسائل ابن حزم" (1/ص5): " كتاب الإمامة والسياسة في قسم سير الخلفاء ومراتبها والندب إلى الواجب منها (الذخيرة 1/ 1: 143، والنفح 1: 365 باسم كتاب الإمامة والخلافة .. الخ، وقد ذكر ابن حزم كتاب السياسة في التقريب: 181، وهو يدل على أن السياسة بمعنى التدبير، وذكره ابن عباد الرندي في الرسائل الصغرى: 51 ونقل منه شيئاً في بعض أحوال النفس الإنسانية. وهذا يدل على أن كتاب " السياسة " مختلف في موضوعه عن كتاب " الخلافة والإمامة "".اهـ.
وتبعه الشيخ ابن عقيل فقال.. وهذا يقين وليس ترجيحا؛ ..).
وانظر "التقريب لحد المنطق .." (ص 30؛ 97؛ 579 – التركماني).
ويظهر من تعليق الشيخ التركماني علي "التقريب" (ص 579) أنه هو الآخر لم يطلع على "رسائل ابن عباد"، حيث اقتصر على نقل ترجيح الدكتور إحسان أن كتاب "السياسة" غير كتاب" الإمامة والسياسة...". وقد نص الشيخ ابن عقيل كما مرَّ آنفاً أن ما في "رسائل ابن عباد" موجود في "مداواة النفوس".
أما كتاب " سياسة الإمامة وتَدْبير المملكةِ" فالظاهر أنه نفسه كتاب "السياسة"، فإن النص الذي ذكره منه أبو العباس السبتي مطولا، وذكر أبو الحسن بن يوسف الحكيم قطعة صغيرة منه، يشبه نصوصه الأخرى من كتاب "السياسة" ، حيث يبدأ المسألة بقوله: و"يجب على الإمام..." أو يقول: "ويلزم الإمام ..أن يفعل كذا .."أويقول:" ينبغي للإمام...الخ". وهو نفسه ما ابتدأ به النص المقتطف من "سياسة الإمامة وتدبير المملكة".
وابن حزم رحمه الله نقل في "مداواة النفوس" كلاما له علاقة بالسياسة والملك، كالذي نقله ابن الأزرق.
قال أبو عبد الله: ومن الكتب التي تنقل عن ابن حزم في كتابه "السياسة": كتاب "الذخائر والأعلاق في آداب النفوس ومكارم الأخلاق" لأبي الحسن الباهلي الإشبيلي
فلنأتي الآن لذكر تلك النصوص: