تابعونا على المجلس العلمي على Facebook المجلس العلمي على Twitter
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد


النتائج 1 إلى 8 من 8

الموضوع: كلمة شهريَّة لصاحب الفضيلة محمَّد عليّ فركوس -حفظه الله-: حكم مناظرة رؤوس الشيعة.

  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Apr 2009
    الدولة
    الجزائر العاصمة
    المشاركات
    595

    Post كلمة شهريَّة لصاحب الفضيلة محمَّد عليّ فركوس -حفظه الله-: حكم مناظرة رؤوس الشيعة.



    الحمدُ لله ربِّ العالمين، والصلاة والسلام على مَن أرسله اللهُ رحمةً للعالمين، وعلى آله وصحبه وإخوانه إلى يوم الدِّين، أمَّا بعد:
    فعقدُ المناظرات والجلسات عبر القنوات الفضائيَّة مع رؤوس الشيعة وغيرهم من أهل البدع والأهواء:
    إمَّا أنْ تكون مبنيَّةً على دعوة المناداة بالتقريب بين السنَّة والشيعة التي يتبنَّاها العقلانيُّون والعصرانيُّون والعلمانيُّون ومَن على شاكلتهم، فلا يخفى على كلِّ صاحبِ عقلٍ لبيبٍ استحالةُ الجمع بين النقيضين، نظرًا لتمسُّك الشيعة بأصولٍ وقواعدَ غايةٍ في البعد عن منهج السلف الصالح، ومِن أجلى موضوعات الخلاف التي فيها مساسٌ بجناب التوحيد: مغالاةُ الشيعة في مراقد الأولياء مِن الاستغاثة والاستعانة والدعاء والسجود والركوع وغيرِها من أعمال الجاهليَّة، لاعتقادهم بأنَّ الأولياء أفضلُ من الأنبياء، وأنهم يتلقَّوْن العلم اللدني والوحيَ مباشرةً، وهذه المسألة هي من أعظم مواضع الخلاف بين دعاة التوحيد ودعاة الشرك، قال ابن تيميَّة -رحمه الله- عن دولة العُبَيْدِيِّين : «وهُمْ ملاحدةٌ في الباطن، أخذوا مِن مذاهب الفلاسفة والمجوس ما خَلَطُوا به أقوال الرافضة، فصار خيارُ ما يُظهرونه من الإسلام دينَ الرافضة، وأمَّا في الباطن فملاحدةٌ شرٌّ من اليهود والنصارى، وإلاَّ مَن لم يَصِلْ منهم إلى منتهى دعوتهم فإنه يبقى رافضيًّا داخل الإسلام، ولهذا قال فيهم العلماء: «ظاهرُ مذهبهم الرَّفْض، وباطنُه الكفر المحض»، وهُم مِن أشدِّ الناس تعظيمًا للمشاهد ودعوةِ الكواكب ونحوِ ذلك من دِين المشركين، وأبعدِ الناس عن تعظيم المساجد التي أَذِن الله أن تُرفع ويُذكر فيها اسمُه، وآثارُهم في القاهرة تدلُّ على ذلك»(١).
    والتوحيد -عند الشيعة- هو وحدة الوجود، حيث يعتقدون حلولَ جزءٍ من النور الإلهيِّ في عليٍّ رضي الله عنه، فضلاً عن تأويلهم لصفات الله تعالى وتعطيلها(٢)، وادِّعائهم تحريفَ القرآن ونقصانَه فلا يُعتمد عليه، ولا عصمةَ للسنَّة إلا ما جاء عن الأئمَّة منهم، والقولِ بعقيدة الرَّجْعة وبالبَداء على الله تعالى وغير ذلك، فهذا غيضٌ من فيضٍ من أصول الشيعة السقيمة التي تزرعها زورًا وبهتانًا، فأنَّى تتوافق الأصولُ أو تتقارب المبادئ أو تتعانق المعتقدات؟!
    وإمَّا أن تكون المناظرات والجلسات معقودةً لتمكين الشيعة من بثِّ ضلالاتهم وشُبَهِهم مُستهدِفين السُنَّةَ وأهلَها ومصادرَها وأئمَّتَها بالطَّعن والتَّشويه والتَّنقيص، مع سوء الأدب في المحاورة والجدل، فإنَّ المناظراتِ معهم -بهذا المعنى- لا تجوز ولو مع محاولة إظهار الحقِّ؛ لأنها -في الغالب- قليلةُ النفع، عديمةُ الأثر، مُوغرةُ الصَّدر، جارحةٌ لمشاعر أهل السنَّة، لِما فيها مِن الامتهان لمصادرهم، والسُّخريَةِ بأئمَّتهم، والحطِّ من مَنْزلتهم، والمعلومُ أنَّ العدوَّ الوحيد للشيعة هم أهلُ السنَّة ولا يجتمعون معهم على شيءٍ، فيصفونهم بشتَّى النعوت والأوصاف، وكُتُبُ الشيعة القديمةُ والحديثةُ طافحةٌ بغليانِ مراجلِ قلوبِهم بحقدٍ لا مثيلَ له، وتنفث ألسنتُهم السُّمَّ الزُّعاف عليهم، فتراهم يُجيزون الكذبَ على أهل السنَّة، ويُلصقون التُّهَمَ الكاذبة عليهم، ويصفونهم بالفضائح، بل يَقرنون السنِّيَّ بالكافر والمشرك والخنزير، وهم لا يريدون بهذه المناظرات إلاَّ كسْبَ القلوب والمواقع بالتلبيس والتدليس والمراوغة في نشر معتقداتهم الباطلة وضلالاتهم الفاسدة.
    هذا، -وإن كنتُ لا أرى جدوى من عقد المناظرات مع رؤوس الشيعة ومُلاليهم لما تقدَّم بيانُه- إلاَّ أنَّ الردَّ على شُبَهِهم الفاسدة وأصولهم الكاسدة خارجَ ميدان المناظرات والجلسات أمرٌ آكدٌ لكلِّ قادرٍ على دحض ضلالاتهم بالحجَّة والبرهان؛ حفاظًا على سلامة فطرةِ مَن لم يتأثَّرْ بشبهاتهم وضلالاتهم، وتنبيهًا لذوي العقول منهم على مكرِ مُلاَلِيهم ورجال دينهم ومَن سلك طريق غوايتهم عملاً بقوله تعالى: ﴿مَعْذِرَةً إِلَى رَبِّكُمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ﴾ [الأعراف: 164]، وتحقيقًا لقوله تعالى: ﴿قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي وَسُبْحَانَ اللهِ وَمَا أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ﴾ [يوسف: 108].
    أمَّا المنغمسون في الباطل والضلال المبين مِن الشيعة وغيرهم من أهل الأهواء من الفرق العقائدية، وكذا الحركات الباطنية كالنُّصَيْرية والقاديانية والأحباش ومَن شاكلهم؛ فلو ناظرتَ أحدَهم وأتيت له بكلِّ آيةٍ ما تبع الحجَّةَ الدَّامغة، ولا رَجَع عن شبهته إلى الدليل السَّاطع، ولا آمَنَ بالحقِّ الواضح إلا مَن شاء اللهُ، وأكثرُ ضلالهم وبغيِهم قائمٌ على الجهل والهوى، وهُمْ بوصفهم هذا كمن أخبر الله عنهم بقوله: ﴿وَلَوْ أَنَّنَا نَزَّلْنَا إِلَيْهِمُ المَلاَئِكَةَ وَكَلَّمَهُمُ المَوْتَى وَحَشَرْنَا عَلَيْهِمْ كُلَّ شَيْءٍ قُبُلاً مَا كَانُوا لِيُؤْمِنُوا إِلاَّ أَنْ يَشَاءَ اللهُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ يَجْهَلُونَ﴾ [الأنعام: 111].
    والعلم عند الله تعالى، وآخر دعوانا أن الحمد لله ربِّ العالمين وصلَّى الله على محمَّدٍ وعلى آله وصحبه وإخوانه إلى يوم الدين وسلَّم تسليمًا.

    الجزائر في: 07 شعبان 1432ﻫ
    المـوافق ﻟ: 08 جويلية 2011م

    ١- «الاستغاثة في الرد على البكري» لابن تيمية (2/ 494-495).

    ٢- انظر: «التوحيد» لابن بابويه القمِّي (57).







  2. #2

    افتراضي رد: كلمة شهريَّة لصاحب الفضيلة محمَّد عليّ فركوس -حفظه الله-: حكم مناظرة رؤوس الشيعة.

    السلام عليكم
    جزى الله الشيخ خير الجزاء ويبقى ان مناظرة الرافضة لبيان فساد عقائدهم جائزة ودل عليها كتاب الله وسنة النبي صلى الله عليه وسلم وفعل الصحابة رضي الله عنهم وما ذكره الشيخ حفظه الله هي وجهة نظره.

  3. #3
    تاريخ التسجيل
    Apr 2009
    الدولة
    الجزائر العاصمة
    المشاركات
    595

    Post رد: كلمة شهريَّة لصاحب الفضيلة محمَّد عليّ فركوس -حفظه الله-: حكم مناظرة رؤوس الشيعة.

    وعليكم السَّلام ورحمة الله وبركاته...
    أخي أبا قتادة هل سمعت اجتهادًا آخر لأحد مِنَ العلماء يتكلَّم في هذه المسألة ؟
    وخاصَّة ما يجري في السَّاحة مِن مناظرة بعض أهل السُّنَّة غير المتمكِّنين للشِّيعة على الهواء مباشرة، وقد لا يعرفون الرَّدَّ، أو كانوا متمكِّنين ولكنَّه يستمع لهذه القنوات أناس من العوامِّ الذين لا يفقهون الحجَّة، وقد تزل بهم الأقدام، أو تتوغل في قلوبهم الشُّبهة لا سيما وقد نهى السَّلف عن مجادلتهم، فقد قال أبو المظفر السمعاني - رحمه الله - : (و اعلم أنك متى تدبرت سيرة الصحابة و من بعدهم من السلف الصالح، و جدتهم ينهون عن جدال أهل البدعة بأبلغ النهي). وقال البربهاريّ -رحمه الله- : (وإذا أردت الإستقامة على الحق وطريق أهل السنة قبلك فاحذر الكلام وأصحاب الكلام والجدال والمراء والقياس والمناظرة في الدين فإن استماعك منهم -وإن لم تقبل منهم- يقدح الشك في القلب ، وكفى به قبولا ً فتهلك ، وما كانت زندقة قط ، ولا بدعة ، ولا هوى ، ولا ضلالة ، إلا من الكلام والجدال والمراء والقياس ، وهي أبواب البدعة والشكوك والزندقة). وقال : ( وقِفْ عند متشابه القرآن ، والحديث ، ولا تقس شيئا ً ولا تطلب من عندك حيلة ً ترد بها على أهل البدع فإنك أُمِرْت بالسُّكوت عنهم ، ولا تمكِّنهم من نفسك ، أما علمت أنَّ محمد بن سيرين -في فضله- لم يجب رجلا ً من أهل البدع في مسألة واحدة ، ولا سمع منه آية من كتاب الله عز وجل ، فقيل له فقال : أخاف أن يحرِّفها فيقع في قلبي شيء).
    : (لا تتكلف الرد على المبتدع ، ولا تجهد نفسك بمحاورته ، ومناظرته ، فإنه يخاف عليك في ذلك ، وليس هذا يكون لكل الناس ، بل من أنِسَ من نفسه القوة ، والقدرة ، والعلم على مناظرتهم بحجج يقرعهم بها كما فعل شيخ الإسلام ابن تيمية ، فالظاهر أن ذلك جائز ، وبالله التوفيق).

    منع المناظرة على الهواء، كما نقل عنه الشيخ عثمان الخميس، ونصحه أن لا يناظر ولكنه لما لم يستطع إقناعه، قال له: لكنك إذا ناظرت فأدعو الله لك.
    المهمُّ يا أخي، لا أظنُّك تحبُّ أن يشاهد أبناؤك أو إخوتك المناظرة بين الشيعة والسُّنَّة لأنَّك تخاف أن تعلق في أذهانهم بعض الشبهات، أليس كذلك ؟ وأنت تعلم ما ذكر شيخنا ما يجري في هذه المناظرات من الصراخ وسوء الأدب، وتجد الإعلاميّ يقطع حديث أحد المتناظرَيْن ولا يتركه يكمل فكرته، وتراهم ينتقلون من موضوع لآخر ولا يتركه يكمل الرَّدّ إلى غير ذلك، وهذا بِغضِّ النَّظر عن هذه القنوات وما تحويه من شرّ وما تنتهج من منهج، فإنَّ كثيرًا من علمائنا لا يرى الدخول في هذه القنوات ذات المسارات المنحرفة.
    نسأل الله أن يرينا الحقّ حقًّا ويرزقنا اتِّباعه، وأن يرينا الباطل باطلا ويرزقنا اجتنابه. وصلَّى الله وسلَّم على محمَّد وعلى آله وصحبه.







  4. #4

    افتراضي رد: كلمة شهريَّة لصاحب الفضيلة محمَّد عليّ فركوس -حفظه الله-: حكم مناظرة رؤوس الشيعة.

    بل سمعت علماءَ لا يرون بذلك بأسا ومنهم العالم الرباني الشيخ عدنان عرعور حفظه الله وابن تيمية رحمه الله ناظر الصوفية وناظر الجهمية والباطنية وابن القيم ناظر النصارى وابن عباس ناظر الخوارج فما المشكلة في مناظرة أهل البدع وخصوصا الرافضة؟

  5. #5

    افتراضي رد: كلمة شهريَّة لصاحب الفضيلة محمَّد عليّ فركوس -حفظه الله-: حكم مناظرة رؤوس الشيعة.

    بل احب ان يتفرج ابنائي لو كان لي ابناء حتى يعرفوا من هم هؤلاء الرافضة.

  6. #6
    تاريخ التسجيل
    Apr 2009
    الدولة
    الجزائر العاصمة
    المشاركات
    595

    Post رد: كلمة شهريَّة لصاحب الفضيلة محمَّد عليّ فركوس -حفظه الله-: حكم مناظرة رؤوس الشيعة.

    ولكن قبل أنْ تدعهم يتفرَّجوا علِّمْهم عقيدة أهل السُّنَّة والجماعة حتَّى لا يطرأ عليهم الشَّكّ، ثمَّ انتقل بهم إلى دراسة علم الفِرَق؛ والله الموفِّق والحافظ.







  7. #7
    تاريخ التسجيل
    Mar 2010
    المشاركات
    51

    افتراضي رد: كلمة شهريَّة لصاحب الفضيلة محمَّد عليّ فركوس -حفظه الله-: حكم مناظرة رؤوس الشيعة.

    بارك الله في الشيخ فركوس وفيك
    وانا مع القول يجب مناظرتهم وخاصة ان للسنة فرسان كالشيخ عدنان وعثمان الخميس وغيرهم كثير
    واذا لم نبين ضلالهم فمن يبين

  8. #8
    تاريخ التسجيل
    Apr 2009
    الدولة
    الجزائر العاصمة
    المشاركات
    595

    Post رد: كلمة شهريَّة لصاحب الفضيلة محمَّد عليّ فركوس -حفظه الله-: حكم مناظرة رؤوس الشيعة.

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ايوب الجزائري مشاهدة المشاركة
    بارك الله في الشيخ فركوس وفيك
    وانا مع القول يجب مناظرتهم وخاصة ان للسنة فرسان كالشيخ عدنان وعثمان الخميس وغيرهم كثير
    واذا لم نبين ضلالهم فمن يبين
    وفيك يبارك الله.
    المشايخ الذين ذكرناهم لم يمنعوا التَّبيين، والتبيين يقع أيضًا بالكتابات، وهي أدقّ، والخطب، والدروس، والمناظرة لمن تمكَّن، ولا يلزم منها أنْ يشهدها العوامُّ ومَنْ لا يفهم الحجَّة، ولا يلزم أنْ تكون المناظرة على التِّلفاز.







الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •