بسم الله الرحمن الرحيم
ذكر الشيخ الجليل صالح بن فوزان الفوزان في كتاب إعانة المستفيد شرح كتاب التوحيد في باب النهي عن سب الريح مما يستفاد من حديث : ( لا تسبوا الريح ...... ) قال حفظه الله :

المسألة الثالثة : في الحديث دليل على أن المسلمين عند الشدائد يتوجهون إلى الله بالدعاء و التضرع و التوحيد ، و لا يتركون الدعاء ، و لا يتوجهون إلى غيره ، كحالة مشركي هذا الزمان الذين إذا وقعوا في شدة فإنهم ينادون بالشرك و يدعون غير الله سبحانه و تعالى ، يدعون من يخلصهم من الموتى و من الأولياء و الصالحين ، يهتفون بأسمائهم ، و يذكرون أسماءهم حتى يخلصوهم ، و يتواصون بذلك .
فالواجب على الدعاة أن يهتموا بهذا الأمر ، أن يحذروا الناس ، و أن يبينوا للناس ، و أن يدعوا الناس إلى توحيد الله ، و أن يقوموا بتبليغ هذا الدين إلى الناس و يوضحوا العقيدة على الوجه الصحيح الخالص ، هذا هو الحل ، فالذي يريد أن يحل مشاكل المسلمين هذا هو الحل .
و لو قام بهذا واحد مخلص لأنقذ الله به أمه من الأمم أو أجيالا من الناس كما حصل على أيدي الدعاة المخلصين وهم أفراد ، و الآن هناك جماعات للدعوة و هناك إمكانيات هائلة و هناك أموال و هناك و هناك ، لكن أين الآثار ؟ لو كان هناك داعية واحد يقوم على المنهج الصحيح و يدعو إلى الله على المنهج الصحيح لحصل به النفع الكثير .
و الآن كثر الدعاة و كثرت الجماعات و كثرة التنظيمات ، و لكن أين الجدوى و أين الثمرة ؟ الشر يزيد و الشرك ينتشر ، لأن الدعوات هذه في الغالب ليست على أساس صحيح و لو كانت على أساس صحيح ، و منهج سليم فواحد من المخلصين يكفي على ألف داعية ، كما هو معروف من سير الدعاة المصلحين السابقين .