الشيخ على بن حسن الحلبي ممن اشتهر بين الناس بطلبه للعلم وخاصة علم الحديث
والذي يراجع تحقيقاته وتخريجاته وتأليفه يرى انه شخص يحسن التلخيص لافكاره غيره فان احسن الاول احسن هو وان اساء فهو على الدرب وصل
لكنه اذا اجتهد جاءك بآبدة تدل على العلم الذي وصل اليه وبه الى تلك المنزلة التي خدعته وخدعت به غيره
واليك نموذجا تستدل به على ما اقول ولو بحثت لوجدت في الزوايا خبايا
في نكته على نزهة النظر ((109 ))(110)) طبعة دار ابن الجوزي 1430هـ
قال الحافظ بن حجر "ومن القرائن التي يدرك بها الوضع : ما يؤخذ من حال الراوي كما وقع لمأمون بن أحمد ((3)) أنه ذكر بحضرته الخلاف في كون الحسن سمع من ابي هريرة او لا ؟ فساق في الحال إسنادا الى النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : سمع الحسن (1) من ابي هريرة (2)" ا.هـ
قال علي الحلبي في التعليق رقم 3 في صفحة 109 :ترجمته في ((ميزان الاعتدال )) (3/429) و((لسان الميزان )) (5/7) و((المجروحون)) (3/45) ((والمدخل الى الاكليل )) (ص 22) و ((الموضوعات )) (ص22) و((الكشف الحثيث )) (ص213)
وهو من مشاهير الكذابين
قال ابن عساكر في(( تاريخ دمشق)) (57/3) : (( يستحق من الله ،والرسول ،ومن المسلمين اللعنة )) =
وانظر -لخبره - ((النكت على ابن الصلاح )) (2/842)) للمؤلف رحمه الله و((اللآلئ المصنوعة )) (1/43)-للسيوطي- و((تنزيه الشريعة المرفوعة )) (1/6) -لابن عراق-
وحصلت القصة -نفسها- مع احمد الجويباري، كما في ((لسان الميزان) (1/496)
وفي الحاشية رقم((3)) صفحة 110قال : ............وقد خلط بعض المحققين -والمؤلفين- بين خبر الجويباري -هذا- وخبر مأمون -غير- المأمون !ذاك!!
فانظر :((حديث الجويباري)) (2\216-217) -((مجموعة اجزاء حديثية)) بتحقيق الاخ الشيخ مشهور حسن
نقلت اليك ايها القارئ كلام الشيخ على حسن الحلبي بفصه ونصه لم انقص منه شيئا
واليك مخالفة في التحقيق العلمي في فن الحديث ومن خلاله سوف تعرف بعض ما خفي عليك مما غاب عنك
اولا : هل القصة لمأمون بن أحمد او هي لاحمد بن عبدالله الجويباري ؟
اجاب الشيخ على بن حسن الحلبي بـ: وحصلت القصة -نفسها- مع احمد الجويباري، كما في ((لسان الميزان) (1/496)
اذا الشيخ علي يراها قصتين لكل من مأمون بن احمد واحمد بن الله الجويباري
ثانيا : تعالوا نحقق الامر
قال الشيخ على في الحاشية رقم(( 3)) صفحة 109 : :ترجمته في ((ميزان الاعتدال )) (3/429) و((لسان الميزان )) (5/7) و((المجروحون)) (3/45) ((والمدخل الى الاكليل )) (ص 22) و ((الموضوعات )) (ص22) و((الكشف الحثيث )) (ص213)
1- ميزان الاعتدال : لم يذكر فيها القصة
2- لسان الميزان : لم يذكر القصة
3- المجروحون :لم يذكر القصة
4- المدخل الى الاكليل : لم يذكر القصة
5- الموضوعات : لم يذكر القصة
6- الكشف الحثيث : لم يذكر القصة
فهذه ترجمته كما نقلها الشيخ على بن حسن الحلبي لم يذكروا قصة سماع الحسن من ابي هريرة
ثالثا : قال على بن حسن الحلبي : قال ابن عساكر في(( تاريخ دمشق)) (57/3) : (( يستحق من الله ،والرسول ،ومن المسلمين اللعنة ))
مع ان الحافظ ابن عساكر اسندها الى ابي نعيم الحافظ وهي هناك كهذا : .......... قال لنا أبو نعيم الحافظ مأمون بن أحمد السلمي من أهل هراة خبيث وضاع يروي عن الثقات مثل هشام ابن عمار ودحيم الموضوعات يستحق من الله ومن الرسول ومن المسلمين اللعنة
وذكر ابو نعيم هذا الكلام في كتابه الضعفاء في مأمون بن احمد ترجمة 247 ونقلها عنه الحافظ ابن حجر في اللسان 6/447
** ولم يذكر الحافظ ابن عساكر في ترجمة مأمون بن احمد القصة
رابعا : وانظر -لخبره - ((النكت على ابن الصلاح )) (2/842)) للمؤلف رحمه الله و((اللآلئ المصنوعة )) (1/43)-للسيوطي- و((تنزيه الشريعة المرفوعة )) (1/6) -لابن عراق-
هنا يتضح ان ((الهاء )) تعود لمأمون بن احمد في كلمة ((لخبره )) ولما ذهبنا الى تلك الاحالات وهي :
1- ((النكت على ابن الصلاح )) (2/842)) للمؤلف رحمه الله ((هاك الذي وجدناه هناك )) : والأولى أن يمثل لذلك بما رواه البيهقي في المدخل بسنده الصحيح أنهم اختلفوا بحضور أحمد بن عبد الله الجويباري في سماع الحسن من أبي هريرة - رضي الله عنه - فروى لهم حديثا بسنده إلى النبي - صلى الله عليه وسلم -قال: "سمع الحسن من أبي هريرة - رضي الله عنه -"
2- و((اللآلئ المصنوعة )) (1/43)-للسيوطي- (( هاك ما وجدناه هناك )) : قال البيهقي أما الجويباري فإني أعرفه حق المعرفة بوضع الحديث على رسول الله فقد وضع عليه أكثر من ألف حديث وسمعت الحاكم يقول اختلف الناس في سماع الحسن من أبي هريرة فحكى لنا أنه ذكر ذلك بين يدي الجويباري فروى حديثا بسنده إلى النبي قال سمع الحسن من أبي هريرة
3- و((تنزيه الشريعة المرفوعة )) (1/6) -لابن عراق- (( وهذا الذي وجدناه هناك )) : وقال الحافظ ابن حجر في نكت ابن الصلاح الأولى أن يمثل لهذه الأمارة بما رواه البيهقي في المدخل بسنده الصحيح أنهم اختلفوا بحضور أحمد ابن عبد الله الجويباري في سماع الحسن من أبي هريرة فروى لهم بسنده إلى النبي سمع الحسن من أبي هريرة
خامسا : وحصلت القصة -نفسها- مع احمد الجويباري، كما في ((لسان الميزان) (1/496)
هنا وجدنا توقيع الشيخ علي بن حسن الحلبي فقد اوضح ان القصة وقعت للاثنين (( مأمون بن احمد )) و (( احمد بن عبدالله الجويباري ))
مع ان كل التراجم وكل كتب المصطلح والعلل تقول ان هذه القصة وقعت للجويباري فقط ((وبهذا يتضح ان الحافظ ابن حجر وهم في ذكر مأمون بن احمد وانه ذكره بنسبته الصحيحة في كتابه النكت على ابن الصلاح ))
واتى الشيخ على بن حسن الحلبي فاوهم انها قصتان وقعتا في الكتب
سادسا : وفي الحاشية رقم((3)) صفحة 110قال : ............وقد خلط بعض المحققين -والمؤلفين- بين خبر الجويباري -هذا- وخبر مأمون -غير- المأمون !ذاك!!
فانظر :((حديث الجويباري)) (2\216-217) -((مجموعة اجزاء حديثية)) بتحقيق الاخ الشيخ مشهور حسن
رجعنا الى كتاب الاجزاء الحديثية للشيخ مشهور فوجدنا : ذكر قصة الجويباري في سماع الحسن من ابي هريرة ثم قال في الحاشية رقم ((1)) من صفحة 217 : هذه الرواية ذكرها الحافظ في ((النكت على كتاب ابن الصلاح )) (ص395)) وقال بأن البيهقي رواها في ((المدخل )) بسند صحيح
وقد نقلها ابن عراق في ((تنزيه الشريعة )) (1\6) عن كتاب (( النكت )) كذلك ولم اجد هذه الرواية في المطبوع من (( المدخل الى السنن )) تصنيف البيهقي وهو ناقص
بعد هذا العرض السريع اتضح لي أن الاخ الشيخ على بن حسن الحلبي خالف التحقيق العلمي رغم قوله في نهاية كتابه النكت على نزهة النظر في الحاشية رقم ((1))
ثم راجعتها ودققت النظر فيها -بعد نحو من عشرين عاما- وذلك قبيل صلاة عصر يوم الاثنين في السابع من شهر جمادى الاخرة سنة ثلاثين بعد الاربع مئة والالف من الهجرة النبوية الشريفة