وقال ابن القيم أيضا في زاد المعاد :
وَلَمْ يَكُنْ يَجْلِسُ يَقْرَأُ عِنْدَ الْقَبْرِ وَلَا يُلَقّنُ الْمَيّتَ كَمَا يَفْعَلُهُ النّاسُ الْيَوْمَ وَأَمّا الْحَدِيث الّذِي رَوَاهُ الطّبَرَانِيّ فِي " مُعْجَمِهِ " مِنْ حَدِيثِ أَبِي أُمَامَةَ عَنْ النّبِيّ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ إذَا مَاتَ أَحَدٌ مِنْ إخْوَانِكُم ْ فَسَوّيْتُمْ التّرَابَ عَلَى قَبْرِهِ فَلْيَقُمْ أَحَدُكُمْ عَلَى رَأْسِ قَبْرِهِ ثُمّ لْيَقُلْ يَا فُلَانُ فَإِنّهُ يَسْمَعُهُ وَلَا يُجِيبُ ثُمّ يَقُولُ يَا فُلَانُ بْنُ فُلَانَةَ فَإِنّهُ يَسْتَوِي قَاعِدًا ثُمّ يَقُولُ يَا فُلَانُ بْنُ فُلَانَةَ فَإِنّهُ يَقُولُ أَرْشِدْنَا يَرْحَمُك اللّهُ وَلَكِنْ لَا تَشْعُرُونَ ثُمّ يَقُولُ اُذْكُرْ مَا خَرَجْتَ عَلَيْهِ مِنْ الدّنْيَا : شَهَادَةُ أَنْ لَا إلَهَ إلّا اللّهُ وَأَنّ مُحَمّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ وَأَنّكَ رَضِيتَ بِاَللّهِ رَبّا وَبِالْإِسْلَام ِ دِينًا وَبِمُحَمّدٍ نَبِيّا وَبِالْقُرْآنِ إمَامًا فَإِنّ مُنْكَرًا وَنَكِيرًا يَأْخُذُ كُلّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا بِيَدِ صَاحِبِهِ وَيَقُولُ انْطَلِقْ بِنَا مَا نَقْعُدُ عِنْدَ مَنْ لُقّنَ حُجّتَهُ فَيَكُونُ اللّهُ حَجِيجَهُ دُونَهُمَا . فَقَالَ رَجُلٌ يَا رَسُولَ اللّهِ فَإِنْ لَمْ يَعْرِفْ أُمّهُ ؟ قَالَ فَيَنْسِبُهُ إلَى حَوّاءَ : يَا فُلَانُ بْنُ حَوّاءَ . [ ص 504 ] فَهَذَا حَدِيثٌ لَا يَصِحّ رَفْعُهُ، وَلَكِنْ قَالَ الْأَثْرَمُ : قُلْتُ لِأَبِي عَبْدِ اللّهِ فَهَذَا الّذِي يَصْنَعُونَهُ إذَا دُفِنَ الْمَيّتُ يَقِفُ الرّجُلُ وَيَقُولُ يَا فُلَانُ بْنُ فُلَانَةَ اُذْكُرْ مَا فَارَقْت عَلَيْهِ الدّنْيَا : شَهَادَةُ أَنْ لَا إلَهَ إلّا اللّهُ . فَقَالَ مَا رَأَيْتُ أَحَدًا فَعَلَ هَذَا إلّا أَهْلُ الشّامِ حِينَ مَاتَ أَبُو الْمُغِيرَةِ جَاءَ إنْسَانٌ فَقَالَ ذَلِكَ وَكَانَ أَبُو الْمُغِيرَةِ يَرْوِي فِيهِ عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ أَبِي مَرْيَمَ عَنْ أَشْيَاخِهِمْ أَنّهُمْ كَانُوا يَفْعَلُونَهُ .