الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده محمد رسول الله وعلى آله وصحبه
يقول النبي صلى الله عليه وسلم ( .... الرؤيا ثلاثة فرؤيا الصالحة بشرى من الله و رؤيا تحزين من الشيطان و رؤيا مما يحدث المرء نفسه .... ) مسلم
وعلى هذا الأساس نقسم الرؤيا الى : -
الأول / رؤيا من الله سبحانه يبشر بها عباده الصالحين أو ينزل الطمأنينة والسكينة عليهم
الثاني / رؤيا من الشيطان حيث أن الشيطان يتمثل للانسان وهو نائم فيما يكره ويحدثه بما يكره من اجل ادخال الحزن عليه , لأن الشيطان يحب ان يدخل الحزن والأنقباض على الأنسان وألا يُسرالانسان بشئ لأنه عدوٌ { إِنَّ الشَّيْطَانَ لَكُمْ عَدُوٌّ فَاتَّخِذُوهُ عَدُوًّا إِنَّمَا يَدْعُو حِزْبَهُ لِيَكُونُوا مِنْ أَصْحَابِ السَّعِيرِ (6) }فاطر
الثالث / رؤيا مما يحدث به نفسه , فأن الانسان اذا اهتم بشئ وصار يحدث به نفسه قد يتعرض لرؤيته في المنام ولهذا يقال احلام الناس من حديث قلوبهم معنى أن الأنسان اذا كان مهتماً بالشئ فأنه لقوة ما في قلبه من الهم فيه والتفكير فيه قد يراه في المنام .
والضابط في الأحلام أرشد اليه النبي صلى الله عليه وسلم في قوله : ( الرؤيا الصالحة من الله فاذا رأى أحدكم ما يحب فلا يحدث بها الا من يحب , وأن رأى ما يكره فليتفل عن يساره ثلاثاً و ليتعوذ بالله من شر الشيطان وشرها ولا يحدث بها أحداً فأنها لن تضره ) البخاري ومسلم
وفي رواية اخرى و ليتحول عن جنبه الذي كان عليه .
فهذه اربعة اشياء , التفل على اليسار , الأستعانة بالله من شر الشيطان ومن شرما رأى , الأنقلاب على الجنب الثاني , ألا يحدث بها احداً لأنه لو حدث بها احداً ثم فسرها ( أي عبرها ) فأنها تقع لان الرؤيا ما دامت لم تعبر فأنها لا تقع باذن الله فأذا عبرت وقعت , قال الصحابة رضي الله عنهم كنا نرى الرؤيا فنمرض أياماً من شدة أثرها عليهم فلما حدثهم النبي صلى الله عليه وسلم بهذا الحديث وذكر لهم هذا الدواء استراحوا , فصار الأنسان اذا رأى ما يكره عمل بما أرشد اليه النبي صلى الله عليه وسلم , فيستريح .