تخريج حديث أبي هريرة إذا سافرتم فليؤمكم أقرؤكم ...

[عدلان الجزائري]

كنت قد خرجت في هذا المجلس المبارك أثرين مهمين في الباب وهما أثران صحيحان ثابتان
1/ أثر عمر بن الخطاب رضي الله عنه وهو تحت هذا الرابط
http://majles.alukah.net/showthread.php?t=78950
2/ أثر عبد الله بن مسعود رضي الله عنه وهو تحت هذا الرابط
http://majles.alukah.net/showthread.php?t=77956

حديث أبي هريرة رواه عنه أبو سلمة بن عبد الرحمن ورواه عنه فيما وقفت عليه اثنان 1/ مهاصر بن حبيب
ورواه عن ثور بن يزيد جماعة واختلفوا عنه فرواه محمد بن الزبرقان عن ثور بن يزيد عن مهاصر بن حبيب عن أبي سلمة بن عبد الرحمن عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : إذا سافرتم فليؤمكم أقرؤكم وإن كان أصغركم وإذا أمكم فهو أميركم.
أخرجه البزار في المسند (8577) ثنا محمد بن حميد القطان الجنديسابوري ثنا عبد الله بن رشيد ثنا محمد بن الزبرقان ثنا ثور بن يزيد به

وتابع محمد بن حميد السري بن سهل
أخرجه الديلمي كما في الغرائب الملتقطة (516) نا أبي نا أبو علي بن البناء نا أبو الحسين بن بشران نا عبد الصمد بن علي بن مكرم ني السري بن سهل ثنا عبد الله بن رشيد ثنا محمد بن الزبرقان به

قال البزار : وهذا الحديث بهذا اللفظ لا نعلمه يروى عن النبي صلى الله عليه وسلم إلا من رواية أبي هريرة بهذا الإسناد وقد روى أبو هريرة وغيره بعض هذا الكلام فأما بهذا اللفظ فلا ولا روى مهاجر بن حبيب عن أبي سلمة غير هذا الحديث.

محمد بن الزبرقان هو أبو همام الأهوازي وثقه ابن المديني والدارقطني وقال ابن معين لم يكن صاحب حديث ولكن لا بأس به وقال البخاري معروف الحديث وقال أبو حاتم صالح الحديث صدوق وقال أبو زرعة صالح هو وسط وذكره ابن حبان في الثقات وقال ربما أخطأ

[عدلان الجزائري]

وخالف محمد بن الزبرقان عبد الرزاق فرواه في المصنف (9256) عن ثور بن يزيد عن مهاصر بن حبيب الزبيدي قال : اجتمع أبو سلمة بن عبد الرحمن وسعيد بن جبير فقال سعيد لأبي سلمة حدث فإنا سنتبعك قال أبو سلمة قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا كان ثلاثة في سفر فليؤمهم أقرؤهم وإن كان أصغرهم فإذا أمهم فهو أميرهم قال أبو سلمة فذاكم أمير أمره رسول الله صلى الله عليه وسلم

وتابع عبد الرزاق جماعة
1/ سفيان الثوري
أخرجه عبد الرزاق في المصنف أيضا (3812) عن الثوري عن ثور عن مهاجر بن ضمرة به

أقول : كذا ورد في المطبوع وصوابه مهاصر أبي ضمرة وسيأتي مزيد إيضاح بعد

2/ وكيع بن الجراح
أخرجه ابن أبي شيبة في المصنف (3476) ثنا وكيع عن ثور الشامي عن مهاجر بن حبيب به

3/ عيسى بن يونس
أخرجه ابن نصر في قيام رمضان (ص 242) ثنا إسحاق نا عيسى عن[1] ثور بن يزيد عن مهاجر بن حبيب قال جلست إلى أبي سلمة رحمه الله وسعيد بن جبير به

فهؤلاء أربعة عبد الرزاق والثوري ووكيع وعيسى بن يونس روواه عن ثور بن يزيد عن مهاصر بن حبيب عن أبي سلمة بن عبد الرحمن مرسلا

أقول : هذا مرسلا هو الصحيح المحفوظ عن ثور ومحمد لا بأس به مقبول الحديث لكن وصله هذا الحديث منكر لا يحتمل منه فإنه سلك الجادة السهلة ولزم الطريق المعتادة وقد خالف أربعة من أركان الحديث الواحد منهم يقدم عليه منفردا فكيف بهم مجتمعين
يتبع إن شاء الله
[1] تصحف في المطبوع إلى " بن "

[عدلان الجزائري]

تنبيه مهم :
قال الدارقطني في العلل : اختلف فيه على أبي سلمة فرواه المهاصر بن حبيب عن أبي سلمة عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قاله ثور بن يزيد عنه.

أقول : ولم يحك أبو حاتم الرازي كما في العلل لابنه عن ثور غير الرواية المرسلة والجمع بين قوليهما أن ثورا اختلف عنه كما تقدم على قولين غير أن الصحيح عنه الرواية المرسلة إذ هي قول الحفاظ عنه

قال أبو حاتم في العلل لابنه (2/ 76) : ومما يقوي قولنا أن معاوية بن صالح وثور بن يزيد وفرج بن فضالة حدثوا عن المهاصر بن حبيب عن أبي سلمة عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم هذا الكلام.

أقول : في قول أبي حاتم هذا ذكر متابعتين لثور لم يحكهما الدارقطني وهما مما يقوي أيضا ترجيح الرواية المرسلة عنه والله أعلم

[عدلان الجزائري]

فهؤلاء ثلاثة ثور بن يزيد ومعاوية بن صالح وفرج بن فضالة رووه عن المهاصر بن حبيب عن أبي سلمة عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم مرسلا

ومهاصر بن حبيب هو أبو ضمرة وأخو ضمرة بن حبيب الزبيدي الشامي قال ابن سعد كان معروفا وقال أبو حاتم لا بأس به ووثقه العجلي وذكره ابن جبان في الثقات

تنبيهان :
1/ قال ابن أبي حاتم في بيان خطأ البخاري (1/ 125) : مهاصر بن حبيب أبو ضمرة الزبيدى وإنما هو أخو ضمرة سمعت أبي يقول كما قال.

قال المعلمي متعقبا : وكون مهاصر أخا لضمرة لا يمنع أن تكون كنيته أبا ضمرة وقد جزم بذلك ابن حبان في الثقات وعليه فلا خطأ

أقول : وسبق ابن حبان في ذلك الإمام مسلم قال في الكنى (1/ 454) : أبو ضمرة مهاصر بن حبيب الشامي الزبيدي روى عنه معاوية بن صالح والأحوص بن حكيم

2/ قال الحافظ في تبصير المنتبه (4/ 1326) : وبصاد مُهاصر بن حبيب تابعي.

أقول : تصحف في مواضع عديدة تعيي عن التتبع إلى مهاجر بالجيم فكن منه على ذكر وسل الله السداد

[عدلان الجزائري]

تنبيه : ذكر الشيخ هذا الحديث في الضعيفة (6/130) من طريق البزار وقال : وهذا إسناد ضعيف رجاله ثقات غير عبد الله بن رشيد وهو الجنديسابوري قال ابن حبان في الثقات مستقيم الحديث وقال البيهقي لا يحتج به ومحمد بن حميد القطان هذا لم أعرفه ... والحديث أخرجه الديلمي أيضا (1/1/162) .

أقول : لم يتبين الشيخ هنا علة هذا الحديث الحقيقية وهي مخالفة محمد بن الزبرقان للثوري في آخرين إذ وصله هو وأرسله الجماعة وهم أحفظ منه وأكثر وقد صحح الشيخ في موضع آخر المرسل من بعض طرقه فكأنه لم يستحضره في هذا الموضع والله أعلم

ولم أتبين بأي العلتين ضعفه الشيخ أبعبد الله بن رشيد المختلف فيه أم بشيخ البزار فإن كان الأول فليس تضعيف البيهقي مقدما على توثيق ابن حبان فقوله مستقيم الحديث يدل على معرفة بالرجل وحديثه وقد وثقه غيره قال أبو عوانة في المسند حدثني جعفر بن محمد الجوزي قال حدثنا عبد الله بن رشيد وكان ثقة
وإن كان الثاني ففيه نظر أيضا فقد توبع والشيخ نفسه ذكر أن الديلمي أخرجه وفيه متابعة السري بن سهل لمحمد بن حميد

ثم قال : ومحمد بن حميد القطان هذا لم أعرفه وكأن الحافظ الهيثمي أشار إليه بقوله في المجمع (5/255) رواه البزار وفيه من لم أعرفه ومنه يتبين أن قوله في مكان آخر (2/64) رواه البزار وإسناده حسن أنه غير حسن.

أقول : الأشبه أن الهيثمي عنى بقوله " وفيه من لم أعرفه " عبد الله بن رشيد لا محمد بن حميد ولعل مما يرجح ذلك أن الهيثمي ذكر في المجمع (5/ 24) حديثا آخر لعبد الله فقال : رواه البزار وفيه عبد الله بن رشيد ومجاعة أبو عبيدة البصري ولم أعرفهما وبقية رجاله ثقات.

[عدلان الجزائري]

2/ نافع مولى ابن عمر ورواه عنه جماعة
1/ أسامة بن زيد الليثي وغيره
أخرجه ابن وهب في الجامع (420) عن أسامة بن زيد الليثي وغيره عن نافع أن أبا سلمة بن عبد الرحمن أخبره أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : إذا خرج ثلاثة نفر في سفر فليؤمهم أحدهم .

2/ بكير بن عبد الله بن الأشج
أخرجه ابن وهب في الجامع (421) عن مخرمة بن بكير عن أبيه عن نافع عن أبي سلمة بن عبد الرحمن عن النبي صلى الله عليه وسلم بهذا وقال هو أميرهم


يتبع برواية ابن عجلان وتحرير الخلاف فيها بإذن الله تعالى

[ابو عبد القهار القرشي]

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

بارك الله فيكم استاذنا الفاضل ونفع بكم

[المتأني]

ومهاصر بن حبيب هو أبو ضمرة وأخو ضمرة بن حبيب الزبيدي الشامي قال ابن سعد كان معروفا وقال أبو حاتم لا بأس به ووثقه العجلي وذكره ابن جبان في الثقات

الدعاء (ص: 252)
793 - حدثنا عبيد بن غنام والحضرمي قالا ثنا أبو بكر بن أبي شيبة ثا أبو خالد الأحمر عن المهاجر بن حبيب قال سمعت سالم بن عبد الله بن عمر يقول سمعت ابن عمر يقول سمعت عمر رضي الله عنه يقول سمعت رسول الله يقول من دخل سوقا من الأسواق فقال لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شي قدير كتب الله له ألف ألف حسنا ومحا عنه ألف ألف سيئة

في مسند الفاروق لابن كثير

قال ابو خالد الحمر عن المهاجر ابن حبيب عن سالم عن أبيه عن جده ورواه غيره عن المهاجر فلم يقل عن جده قال علي بن المديني في مسند عمر واما حديث مهاجر عن سالم فيمن دخل السوق فإن مهاجر بن حبيب ثقة من أهل الشام ولم يلقه أبو خالد الأحمر وإنما روى عنه ثور بن يزيد والأحوص بن حكيم وفرج بن فضالة وأهل الشام وهذا حديث منكر من حديث مهاجر من أنه سمع سالما

[المتأني]

للفائدة
توثيق مهم من علي بن المديني

ومهاصر بن حبيب هو أبو ضمرة وأخو ضمرة بن حبيب الزبيدي الشامي قال ابن سعد كان معروفا وقال أبو حاتم لا بأس به ووثقه العجلي وذكره ابن جبان في الثقات

في الدعاء
793 - حدثنا عبيد بن غنام والحضرمي قالا ثنا أبو بكر بن أبي شيبة ثا أبو خالد الأحمر عن المهاجر بن حبيب قال سمعت سالم بن عبد الله بن عمر يقول سمعت ابن عمر يقول سمعت عمر رضي الله عنه يقول سمعت رسول الله يقول من دخل سوقا من الأسواق فقال لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شي قدير كتب الله له ألف ألف حسنا ومحا عنه ألف ألف سيئة

في مسند الفاروق لابن كثير

قال ابو خالد الحمر عن المهاجر ابن حبيب عن سالم عن أبيه عن جده ورواه غيره عن المهاجر فلم يقل عن جده قال علي بن المديني في مسند عمر واما حديث مهاجر عن سالم فيمن دخل السوق فإن مهاجر بن حبيب ثقة من أهل الشام ولم يلقه أبو خالد الأحمر وإنما روى عنه ثور بن يزيد والأحوص بن حكيم وفرج بن فضالة وأهل الشام وهذا حديث منكر من حديث مهاجر من أنه سمع سالما

[عدلان الجزائري]

وفيكم بارك الله أخي الكريم أبا عبد القهار وجزاكم الله خيرا أخي المتأني وزادكم أناة وحلما على هذا النقل العزيز

[عدلان الجزائري]

3/ محمد بن عجلان
ورواه عن ابن عجلان جماعة واختلف عنه ورواه عنه حاتم بن إسماعيل واختلف عنه فرواه علي بن بحر القطان عن حاتم بن إسماعيل ثنا ابن عجلان عن نافع عن أبي سلمة عن أبي هريرة وقال حاتم مرة عن أبي سعيد الخدري أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : إذا كان ثلاثة في سفر فليؤمروا أحدهم
قال نافع : فقلنا لأبي سلمة فأنت أميرنا.

ورواه عن علي بن بحر جماعة بعضهم مجموعا وبعضهم مفرقا
1/ طريقا أبي هريرة وأبي سعيد معا رواهما محمد بن يحيى الذهلي كما نقدم
أخرجه البغوي في شرح السنة (2676) نا أحمد بن عبد الله الصالحي أنا أبو بكر أحمد بن الحسن الحيري أنا حاجب بن أحمد الطوسي نا محمد بن يحيى نا علي بن بحر[1] القطان نا حاتم بن إسماعيل به

2/ طريق أبي هريرة وحده
أخرجه أبو داود في السنن (2609)
وأخرجه أبو عوانة في المسند (7539) ثنا هلال بن العلاء
وأخرجه البيهقي في الكبرى[2] (103499) نا الروذباري أنا الصفار ثنا محمد بن عبيد الله بن يزيد ثلاثتهم قالوا ثنا علي بن بحر ثنا حاتم بن إسماعيل ثنا محمد بن عجلان عن نافع عن أبي سلمة عن أبي هريرة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم
ومن طريق أبي داود أخرجه البيهقي في الكبرى (10350)

3/ طريق أبي سعيد الخدري وحده
أخرجه أبو داود في المسند (2608)
وأخرجه أبو عوانة في المسند (7538) ثنا هلال بن العلاء
وأخرجه الطحاوي في شرح مشكل الآثار (4620) ثنا محمد بن علي بن داود البغدادي ثلاثتهم قالوا ثنا علي بن بحر بن بري ثنا حاتم بن إسماعيل ثنا محمد بن عجلان عن نافع عن أبي سلمة عن أبي سعيد الخدري عن رسول الله صلى الله عليه وسلم
ومن طريق أبي داود أخرجه البيهقي في الكبرى (10351) وابن عبد البر في التمهيد (20/ 7)

قال الدارقطني في الغرائب أطرافه (2/ 231) : تفرد به حاتم بن إسماعيل عن ابن عجلان عنه.

[1] في المطبوع يحيى وهو مصحف عن بحر
[2] وفي الآداب (648)

[عدلان الجزائري]

وتابع علي بن بحر جماعة
1/ محمد بن عباد ورواه عنه على الوجهين مفرقا
1/ طريق أبي سعيد الخدري
أخرجه أبو يعلى في المسند (1054)
وأخرجه الطبراني في الأوسط (8093) ثنا موسى بن هارون قالا ثنا محمد بن عباد المكي ثنا حاتم بن إسماعيل عن ابن عجلان عن نافع عن أبي سلمة عن أبي سعيد الخدري عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم

2/ طريق أبي هريرة
أخرجه البيهقي في الكبرى (103499) نا أبو الحسن بن عبدان أنا أحمد بن عبيد ثنا أبو جعفر بن مساور ومحمد بن الفضل بن جابر قالا ثنا محمد بن عباد ثنا حاتم ثنا ابن عجلان عن نافع عن أبي سلمة عن أبي هريرة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم

تنبيه مهم :
وأخرج هذا الحديث الطبراني في الأوسط أيضا (8094) ثنا موسى بن هارون نا محمد بن عباد نا حاتم بن إسماعيل عن محمد بن عجلان عن نافع عن أبي سلمة عن أبي سعيد الخدري أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : « إذا كان ثلاثة في سفر فليؤمروا عليهم أحدهم »

قال الطبراني : لم يرو هذين الحديثين عن محمد بن عجلان إلا حاتم بن إسماعيل

أقول : رواهما الطبراني بإسناد واحد ولفظهما متقارب ومعناهما واحد ! قال في الأول « إذا خرج ثلاثة في سفر فليؤمروا أحدهم » وقال في الثاني « إذا كان ثلاثة في سفر فليؤمروا عليهم أحدهم »

أقول : عد هذين اللفظين حديثين لا يظهر وحل هذا الإشكال عندي بأحد أمرين :
1/ أن يكون قوله في الحديث الأول " فليؤمروا " مصحفا عن " فليؤمهم " فإنه بهذا اللفظ رواه أبو يعلى وهما لفظان متقاربا رسما
2/ أن يكون أحدهما من مسند أبي سعيد الخدري والثاني من مسند أبي هريرة كما هو الواقع في رواية محمد بن عباد فوقع خلط في الصحابي وهذا أظهر والله أعلم

[عدلان الجزائري]

3/ محمد بن الحسن المدني رواه عن أبي سعيد وحده
أخرجه أبو يعلى في المسند (1359) ثنا زهير ثنا محمد بن الحسن بن أبي الحسن المدني حدثني حاتم بن إسماعيل عن ابن عجلان به

4/ عبد الرحمن بن يونس رواه عن أبي سعيد وحده
أخرجه الطحاوي في شرح مشكل الآثار (4620) ثنا محمد بن علي بن داود البغدادي ثنا أبو مسلم عبد الرحمن بن يونس ثنا حاتم بن إسماعيل به

[عدلان الجزائري]

الخلاصة أن حاتم بن إسماعيل رواه عن ابن عجلان عن نافع عن أبي سلمة بن عبد الرحمن عن أبي هريرة ورواه مرة أخرى فقال عن أبي سعيد الخدري عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم

أقول : هذا الاختلاف من حاتم نفسه لا ممن دونه وقد بين ذلك محمد بن يحيى الذهلي غاية البيان في روايته وقد حكى عن حاتم الوجهين الرازيان والدارقطني
قال ابن أبي حاتم في علل الحديث (2/ 75) : وسألت أبي وأبا زرعة عن حديث رواه حاتم بن إسماعيل عن محمد بن عجلان عن نافع عن أبي سلمة عن أبي هريرة عن النبي قال : إذا كان ثلاثة في سفر فليؤمهم أحدهم ؟
فقالا : روي عن حاتم هذا الحديث بإسنادين فقال بعضهم عن حاتم عن ابن عجلان عن نافع عن أبي سلمة عن أبي سعيد وقال بعضهم عن أبي هريرة

وقال الدارقطني في العلل : فرواه حاتم بن إسماعيل عن ابن عجلان عن نافع عن أبي سلمة عن أبي هريرة وأبي سعيد وقيل عنه عن أبي هريرة وحده.

[عدلان الجزائري]

وخالف حاتم بن إسماعيل يحيى بن سعيد القطان فرواه عن ابن عجلان حدثني نافع عن أبي سلمة قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : إذا كانوا ثلاثة في سفر فليؤمروا عليهم أحدهم.
أخرجه مسدد كما في إتحاف الخيرة (4185)
وأخرجه الدارقطني في العلل (9/ 327) ثنا القاضي وابن مبشر وعبد الملك قالوا ثنا حفص بن عمرو
وأخرجه الدارقطني في العلل أيضا (9/ 327) ثنا يعقوب بن إبراهيم ثنا عمر بن شبة ثلاثتهم قالوا ثنا يحيى عن ابن عجلان به

وقال أبو زرعة في علل الحديث لابن أبي حاتم (2/ 77) : وروى أصحاب ابن عجلان هذا الحديث عن أبي سلمة مرسلا.
قلت : من ؟ قال : الليث أو غيره

ورواه عن ابن عجلان مرسلا أيضا يحيى بن أيوب علقه عنه أبو حاتم في العلل لابنه (2/ 76) ولم أقف عليه موصولا

[عدلان الجزائري]

أقول : حاتم بن إسماعيل تفرد بوصل هذا الحديث ثم اضطرب فيه فكان مرة يقول عن أبي سعيد ومرة عن أبي هريرة وله في هذا الحديث إسناد آخر
أخرجه البزار في المسند (5850) ثنا إبراهيم بن المستمر ثنا عبيس بن مرحوم ثنا حاتم بن إسماعيل عن ابن عجلان عن نافع عن ابن عمر أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : إذا كانوا ثلاثة فلا يتناجى اثنان دون الثالث وإذا كانوا ثلاثة في سفر فليؤمهم[1] أحدهم

قال الحافظ في مختصر الزوائد : صحيح !

[1] في كشف الأستار (1673) وفي مختصر الزوائد (1171) " فليؤمروا " من الإمارة لا الإمامة

يتبع متى يسر الله ذلك

[أم البراء وعائشة]

طيب الخلاصة من يؤم القوم أقرأهم أم أسنهم أم أكثرهم علما ودراية أم أحفظهم لكتاب الله ؟ بوركتم

[عدلان الجزائري]

وفيكم بارك الله هاتان مسالتان مختلفتان
1/ تخريج حديث أبي هريرة هذا وبيان المحفوظ فيه وهذا الذي كتبنا البحث فيه وبابه تخريج الأحاديث ولم يلتزم اهل العلم فيه ببيان فقه الحديث
2/ بيان فقه الباب وهذا محله كتب الفقه ومن نافلة القول أقول : أولى الناس بإمامة الصلاة أقرؤهم لكتاب الله لحديث أبي سعيد عند مسلم وغيره إذا كانوا ثلاثة فليؤمهم احدهم وأحقهم بالإمامة أقرؤهم ولحديث أبي مسعود عند مسلم أيضا يؤم القوم أقرؤهم لكتاب الله وأقدمهم قراءة فإن كانت قراءتهم سواء فليؤمهم أقدمهم هجرة فإن كانوا في الهجرة سواء فليؤمهم أكبرهم سنا ولحديث عمرو بن سلمة عند البخاري قال : قدم أبي من عند النبي صلى الله عليه وسلم فقال إنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول : إذا حضرت الصلاة فليؤمكم أكثركم قرآنا قال فنظروا فلم يجدوا أحداً أكثر مني قرآنا فقدموني وأنا ابن ست أو سبع سنين)
والمسألة مختلف فيها في فروع الفقه ويشهد لتقديم الأقرأ هذه الأحاديث والله أعلم

[أم البراء وعائشة]

وفيكم بارك الله هاتان مسالتان مختلفتان
1/ تخريج حديث أبي هريرة هذا وبيان المحفوظ فيه وهذا الذي كتبنا البحث فيه وبابه تخريج الأحاديث ولم يلتزم اهل العلم فيه ببيان فقه الحديث
2/ بيان فقه الباب وهذا محله كتب الفقه ومن نافلة القول أقول : أولى الناس بإمامة الصلاة أقرؤهم لكتاب الله لحديث أبي سعيد عند مسلم وغيره إذا كانوا ثلاثة فليؤمهم احدهم وأحقهم بالإمامة أقرؤهم ولحديث أبي مسعود عند مسلم أيضا يؤم القوم أقرؤهم لكتاب الله وأقدمهم قراءة فإن كانت قراءتهم سواء فليؤمهم أقدمهم هجرة فإن كانوا في الهجرة سواء فليؤمهم أكبرهم سنا ولحديث عمرو بن سلمة عند البخاري قال : قدم أبي من عند النبي صلى الله عليه وسلم فقال إنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول : إذا حضرت الصلاة فليؤمكم أكثركم قرآنا قال فنظروا فلم يجدوا أحداً أكثر مني قرآنا فقدموني وأنا ابن ست أو سبع سنين)
والمسألة مختلف فيها في فروع الفقه ويشهد لتقديم الأقرأ هذه الأحاديث والله أعلم

جزيتم خيرا

[عدلان الجزائري]

أقول : حاتم وإن وثق في الجملة قد لين أيضا وكانت فيه غفلة وقد أسند أحاديث وقفها غيره كما في ترجمته وهذا الحديث عنه موصولا عن أبي سعيد أو أبي هريرة أو ابن عمر من خطئه ووهمه فقد خالفه الحفاظ من أصحاب ابن عجلان القطان وغيره فرووه عن ابن عجلان مرسلا وهو الصحيح المحفوظ ويقوي ترجيح المرسل أنه قول أسامة بن زيد الليثي وبكير بن عبد الله وغيرهما عن نافع كما تقدم وأنه قول المهاصر بن حبيب أيضا عن أبي سلمة ثم إن تصحيح المرسل هو قول أيمة العلل الرازيين والدارقطني

قال الرازيان في العلل (2/ 76) : والصحيح عندنا والله أعلم عن أبي سلمة أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم ... مرسل
قال أبو حاتم : ورواه يحيى بن أيوب عن ابن عجلان عن نافع عن أبي سلمة أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم ... وهذا الصحيح.
ومما يقوي قولنا أن معاوية بن صالح وثور بن يزيد وفرج ابن فضالة حدثوا عن المهاصر بن حبيب عن أبي سلمة عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم

وقال الدارقطني في العلل (9/ 326) : وخالفه ( حاتما ) يحيى القطان فرواه عن ابن عجلان عن نافع عن أبي سلمة مرسلا وهو الصواب.

وقال ابن القطان في بيان الوهم والإيهام (2/ 522) : ذكره (عبد الحق)[1] من طريق أبي داود من رواية نافع عن أبي سلمة عن أبي هريرة.
ثم قال : هذا يروى مرسلا عن أبي سلمة والذي أرسله أحفظ

وقال ابن القطان في بيان الوهم والإيهام (5/ 289) : وهذا الحديث إنما يرويه أبو داود من طريق حاتم بن إسماعيل عن ابن عجلان عن نافع عن أبي سلمة عن أبي هريرة وفي رواية عن أبي سعيد الخدري وجعل أبا سعيد بدلا من أبي هريرة ذكر الطريقين أبو داود فأورد الدارقطني أن يحيى بن سعيد رواه عن ابن عجلان فجعله مرسلا عن أبي سلمة لم يذكر لا أبا هريرة ولا أبا سعيد وقال إنه الصواب.
هذا والله أعلم لمكان يحيى بن سعيد القطان من الحفظ والإتقان والتقدم في ذلك على حاتم بن إسماعيل وعلى غيره.
وحاتم بن إسماعيل وإن كان ثقة فإنه فيما زعموا كانت فيه غفلة وكتابه صحيح فإذا حدث من كتابه فحديثه صحيح وهو عندهم في هذا المعنى أحسن من الدراوردي.
فهذا والله أعلم هو الذي عنى أبو محمد بقوله إن الذي أرسله أحفظ من الذي وصله.

[1] لم أنشط للرجوع إلى كتاب الأحكام فنقلته بنزول