تابعونا على المجلس العلمي على Facebook المجلس العلمي على Twitter
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد


صفحة 2 من 2 الأولىالأولى 12
النتائج 21 إلى 28 من 28

الموضوع: بحث شامل عن ارضاع الكبير ( رد الشبهات ) للشيخ / خالد جميل

  1. #21
    تاريخ التسجيل
    Nov 2010
    المشاركات
    65

    افتراضي رد: بحث شامل عن ارضاع الكبير ( رد الشبهات ) للشيخ / خالد جميل

    أعتذر إلى الإخوة الكرام عن هذا التأخير، كما أعتذر عن إنزال هذا الرد في هذا التوقيت الحرج الذي تمر به مصرنا الحبيبة، وأسأل الله أن يقدر الخير لوطننا العزيز وأن يتقبل أرواح الشهداء في عليين.
    في البداية أشكر الأخ الفاضل ناصر عبد القوي على البحث الذي أشار إليه، وقد اتصلت بابني في مصر وأعطيته أرقام التليفونات للحصول على نسخة، وقد اتصل بالفعل وجاري الترتيب للحصول على النسخة وإرسالها إلي، وهو بحث لاشك أنه سيساعدنا كثيرا على الانتصار لأم المؤمنين مما نسب إليها.
    أخي الكريم / عمرو يس
    مادمنا بصدد البحث الجاد وتمحيص الأدلة فيجب أن يكون واضحا أن كل عالم يؤخذ منه ويرد، فالله تعالى لم يجعل العصمة لأحد، وأحاديث الإفك دخلت على أذهان كثير من الصحابة لكثرة الخائضين، فأين العلماء من الصحابة؟؟
    لقد أمرنا الله تعالى في كثير من آياته أن نعقل ونتدبر "لعلكم تعقلون" "لقوم يعقلون"، وحكم الله سبحانه بأن الشيطان أضل من أضل لأنهم لم يحسنوا استخدام عقولهم "ولقد أضل منكم جبلا كثيرا أفلم تكونوا تعقلون" لكننا رأينا في هذا الزمان من المنتسبين إلى العلم من يهاجم العقل بجهله وكأن بينه وبين العقل خصومة، وقرأت حوارا طويلا على أحد المنتديات السلفية عن مكانة العقل، وللأسف كانت آخر كلمة قول أحدهم إن كلمة عقل لا أصل لها في كتب الفقه إلا بمعنى الدية، فالعقول هي الديات، ولم يعلق أحد، فبحثت في معاجم اللغة حتى علمت أن العقل هو الحبس وقد سمي العقل عقلا لأنه يحبس المرء عن المهالك والأهواء، وسميت الدية عقلا لأنها كانت إبلا تحبس في فناء المقتول.
    لاشك أن القريبين من زمن النبوة أكثر خيرية وأفهم لحدود العقل والنقل ممن جاء بعدهم، لذا فإن الأئمة الأربعة هم فعلا عمالقة الفقه، فهم يدركون مكانة النقل ومكانة العقل، ولا تعارض عندهم بين هذا وذاك فالإمام أحمد الذي ينسب لمدرسة النقل يدرك قيمة العقل، والإمام أبو حنيفة الذي ينسب لمدرسة العقل يدرك قيمة النقل، أما المتأخرين فحظهم في الفقه أقل مع احترامنا لهم. هل تعلم أن الظاهرية كابن حزم وأبي داوود أجازوا إرضاع الكبير مباشرة بالتقام الثدي ومصه وأن ذلك يثبت محرمية أخذا بظاهر الأحاديث؟ فقبل أن يكمل الراضع خمس رضعات ما حكم التقام الثدي ومصه عندهم؟؟؟
    إن إجماع الأئمة الأربعة سواء المنسوب إلى النقل أو إلى العقل على أن رضاع الكبير لا يثبت محرمية وأن الرضاع ما كان في الصغر في سن الرضاع يوضح لنا المكانة السامقة لهؤلاء الأئمة في عالم الفقه، فليس كل حامل فقه بفقيه، وليس كل فقيه أهلا للنظر والتأصيل من ظاهر الأحاديث، فيجب ألا نلتفت إلى تأصيلات الأقزام إذا تعارضت مع تأصيلات الأعلام، وخلاف الأقزام مع الأعلام ليس خلافا معتبرا حتى نقول إنه يحق لنا استثمار الخلاف.
    هناك تأويلات غريبة تصدر عن علماء أجلاء، ولو دخلت في بعض الأمثلة من نقلك عن العلماء لتمحيصه وتحليله لن ننتهي وسيتشعب بنا الحديث، لذا فإني مصر على أن نحسم النقطتين اللتين بدأنا بهما أولا وأرجو منك ومن المتابعين الصبر.
    تقول إنك ذكرت الدخول المشروع للطوافين ومنهم عبد الرحمن بن الأسود لتوضح لنا معنى "إذا أحبت دخول الرجال عليها" فتقول والنص منسوخ من كلامك بأخطائه الإملائية والنحوية:
    الم تكن انت معترض على الجملة واخذتها وادعيت ان كل من يقرائها له ان يأخذها على محمل سىء ؟؟ فكل ما فعلته انا انى اتيت لك من افواه الثقات بنفس الجملة
    ألا ترى فارقا بين الجملتين يا أخي الكريم ... شتان بين دخول ودخول، فإنا إذا قلنا (كان الرجال أو كان عبد الرحمن بن الأسود يدخل على عائشة) تعبير يحمل على الدخول الشرعي بدون خلوة وبضوابط شرعية للتعلم أو للسؤال عن أمر شرعي، أما إذا قلنا كما قال ابن حجر لإكمال حديث البخاري من البرقاني وأبي داوود (كَانَتْ عَائِشَة تَأْمُر بَنَات إِخْوَتهَا وَبَنَات أَخَوَاتهَا أَنْ يُرْضِعْنَ مَنْ أَحَبَّتْ عَائِشَة أَنْ يَرَاهَا وَيَدْخُل عَلَيْهَا وَإِنْ كَانَ كَبِيرًا خَمْس رَضَعَات ثُمَّ يَدْخُل عَلَيْهَا) فهو تعبير لا يمكن حمله على الدخول المشروع، ومن البديهيات أن العالم أو الداعية لا يحب دخول شخص معين من الجنس الآخر لتعليمه في خلوة أو بدون خلوة. وقد اعترفت أنت بذلك إذ تقول في نهاية كلمتك:
    واجابتى انا بايجاز
    نعم اتفقنا ان ما دام اهل العلم تلفظوا بهذه الصيغه اذا فهى تصح وتليق بالحديث عن أم المؤمنين
    وان القصد لم يكن لتأويل الدخول عليها للتعلم مع الخلوة بل كان مثلا لمعنى من معانى الدخول وان كنت ارى وجوب رجوعك الى البحث تحديدا فى نقطة " نهاية المبحث الثانى - موقف السيدة عائشة من رضاع الكبير

    أي معنى من معاني الدخول يمكن فهمه من هذا السياق، هل يقبل مسلم أن يقال نفس اللفظ بنفس السياق عن زوجته أو أمه، أرجو أن تكون صريحا وتجب: هل تقبل أن يقال عن أمك أو زوجتك إنها إذا أحبت دخول الرجال عليها أمرت أختها بإرضاعهم كي يدخلوا عليها لتعليمهم الفقه وأصول الدين؟؟ أرجو أن نتفق على أن مجرد محبة أم المؤمنين دخول الرجال عليها لا يليق بمكانتها وشرفها وثقة نبينا صلى الله عليه وسلم فيها حيث صعد المنبر بعد حديث الإفك وقال "من يعذرني من رجل بلغني أذاه في أهلي فوالله ما علمت على أهلي إلا خيرا" وأصحاب الإفك لم يصرحوا باتهام أم المؤمنين بالزنا، ولكنه كان التلميح والتشهير.
    أما كون كثير من أهل العلم قبل الرواية وتناقلها، فقد ذكرنا أن كثيرا من الصحابة نقلوا كلام المنافقين في حديث الإفك ولاكته ألسنتهم الشريفة، ولكن الله وفق وعصم أبا أيوب حيث قال لزوجته بدون أن يسأل عن المصدر وصحة الرواية (أكنت فاعلة ذلك يا أم أيوب. قالت: لا والله ما كنت لأفعله. قال: فعائشة والله خير منك) فأنزل الله تعالى "لولا إذ سمعتموه ظن المؤمنون والمؤمنات بأنفسهم خيرا وقالوا هذا إفك مبين" وكلمة "لولا إذ سمعتموه" تشير إلى ضرورة رفض الكلام بدون التحقق من الرواة كما فعل أبو أيوب. لذا نفخر بأن الله جعل لنا من بين علماء الحديث قدوة، وقد أجمعت الأمة على أن كتابه أصح كتب الحديث بعد كتاب الله، نفخر بالإمام البخاري ونقول لعله اقتدى بأبي أيوب واستفاد من دروس الإفك وهو أهل لذلك، ونقول لعله أخذ بالموعظة الربانية في قوله تعالى "لولا إذ سمعتموه قلتم ما يكون لنا أن نتكلم بهذا سبحانك هذا بهتان عظيم. يعظكم الله أن تعودوا لمثله أبدا إن كنتم مؤمنين"
    أما إصرارك على أن الحديث رواه البخاري مختصرا فقد ذكرت لك نص روايتي البخاري ولا أريد التكرار، فإذا قال قائل إن البخاري روى حديث تبني سالم مختصرا فلا بأس، أما أن يقول قائل إن البخاري روى أحاديث إرضاع الكبير مختصرا فهذا جهل أو تدليس، لأن الإمام الجليل لم يذكر لفظة إرضاع في هذه الأحاديث وليس عنده باب في إرضاع الكبير، والاختصار هو ذكر النقاط الرئيسية أو الخلاصة وترك التفاصيل فعلى أي أساس نقول إنه روى أحاديث إرضاع الكبير مختصرا.
    أذكرك بأن الموضوع مازال كبيرا، ولكني أردت البدء بهاتين النقطتين، وآمل أن نتفق على أن الله عصم الإمام البخاري من نقل هذا الكلام الذي يسيء إلى أم المؤمنين، كما أرجو ألا نتحاور حوار الخصوم رغبة في الانتصار، بل نتعاون للوصول إلى الحقيقة، فديننا واحد وثوابتنا واحدة وحبنا وثقتنا في أم المؤمنين واحدة.

  2. #22
    تاريخ التسجيل
    Nov 2010
    المشاركات
    65

    افتراضي رد: بحث شامل عن ارضاع الكبير ( رد الشبهات ) للشيخ / خالد جميل

    أخي الكريم / عمرو يس
    لمزيد من الإيضاح لما تصر عليه من أن البخاري روى الحديث مختصرا أقول:
    عندما علقت على قولك:
    واما العزو للبخارى فيعنى عند اهل الصنعه هو وجوده واشتهاره فى دواووين السنه
    بقولي:
    فهل تقصد أن الباحث الإسلامي عندما كتب عقب كلام أم سلمة (صحيح البخاري 5/4800) كان يقصد أن الحديث مشهور في دواوين السنة ولا يقصد صحيح البخاري بعينه ولا رقم 4800 بعينه؟
    قلت بارك الله فيك:
    لا يا اخى عندما كتب عقب كلام أم سلمة (صحيح البخاري 5/4800) كان يقصد البخارى بعينه والحديث بعينه لانه لو توجه احدا ممن درس علم الحديث الى المصدر المعزو له ووجد ما وجدت لفهم فوراً ماقلته لك ان المقصود من العزوا وجوده عند البخارى لاسيما ان الحديث مروى مختصرا
    لذا أكتب للإخوة المتابعين النصين:
    نص كلام أم سلمة الذي كتب تحته الباحث البخاري 4800
    وعن أم سلمة تقول : أَبَى سائر أزواج النبي صلى الله عليه وسلم أن يدخلن عليهن أحد بتلك الرضاعة ، وقلن لعائشة : والله ما نرى هذا إلاّ رخصة أرخصها رسول الله صلى الله عليه وسلم لسالم خاصة فما هو بداخل علينا أحد بهذه الرضاعة ولا رائينا . أ . هـ .
    صحيح مسلم (2/453) ، صحيح البخاري (5/4800)

    نص حديث البخاري 4800
    صحيح البخاري كتاب النكاح/ باب الأَكْفَاءِ فِي الدِّينِ ‏
    4800 حَدَّثَنَا أَبُو الْيَمَانِ، أَخْبَرَنَا شُعَيْبٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، قَالَ أَخْبَرَنِي عُرْوَةُ بْنُ الزُّبَيْرِ، عَنْ عَائِشَةَ ـ رضى الله عنها ـ أَنَّ أَبَا حُذَيْفَةَ بْنَ عُتْبَةَ بْنِ رَبِيعَةَ بْنِ عَبْدِ شَمْسٍ،، وَكَانَ، مِمَّنْ شَهِدَ بَدْرًا مَعَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم تَبَنَّى سَالِمًا، وَأَنْكَحَهُ بِنْتَ أَخِيهِ هِنْدَ بِنْتَ الْوَلِيدِ بْنِ عُتْبَةَ بْنِ رَبِيعَةَ وَهْوَ مَوْلًى لاِمْرَأَةٍ مِنَ الأَنْصَارِ، كَمَا تَبَنَّى النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم زَيْدًا، وَكَانَ مَنْ تَبَنَّى رَجُلاً فِي الْجَاهِلِيَّةِ دَعَاهُ النَّاسُ إِلَيْهِ وَوَرِثَ مِنْ مِيرَاثِهِ حَتَّى أَنْزَلَ اللَّهُ ‏{‏ادْعُوهُمْ لآبَائِهِمْ‏}‏ إِلَى قَوْلِهِ ‏{‏وَمَوَالِيك مْ‏}‏ فَرُدُّوا إِلَى آبَائِهِمْ، فَمَنْ لَمْ يُعْلَمْ لَهُ أَبٌ كَانَ مَوْلًى وَأَخًا فِي الدِّينِ، فَجَاءَتْ سَهْلَةُ بِنْتُ سُهَيْلِ بْنِ عَمْرٍو الْقُرَشِيِّ ثُمَّ الْعَامِرِيِّ ـ وَهْىَ امْرَأَةُ أَبِي حُذَيْفَةَ ـ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم فَقَالَتْ يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّا كُنَّا نَرَى سَالِمًا وَلَدًا وَقَدْ أَنْزَلَ اللَّهُ فِيهِ مَا قَدْ عَلِمْتَ فَذَكَرَ الْحَدِيثَ 3778.
    فهل حديث البخاري هذا اختصار لكلام أم سلمة أعلاه، أم عندك نص آخر لحديث البخاري 4800 فيه أي إشارة من قريب أو بعيد لكلام أم سلمة فتذكره لنا؟؟؟
    أرجو من أحد المتابعين المحايدين أن يخبرنا: هل عزو كلام أم سلمة أعلاه للبخاري مقبول أم جهل أم تدليس؟؟؟


  3. #23
    تاريخ التسجيل
    Nov 2010
    المشاركات
    65

    افتراضي رد: بحث شامل عن ارضاع الكبير ( رد الشبهات ) للشيخ / خالد جميل

    أخي الكريم/ عمرو
    إخواني المتابعين الكرام

    إنني لا أقصد بكلمة الأقزام في عالم الفقه تحقيرا لأحد فإني أعرف مكانة العلماء ومكانة ابن حزم وغيره ولله الحمد، لكني أقصد ملكة الفقه والفهم واستيعاب مكانة العقل والنقل، ودلالات كل منهما، ومعرفة القطعي الدلالة من الظني والتوفيق بين الأدلة، كل هذا إذا قورن بما كان عليه الأئمة الأعلام من ملكات في الفقه. ولتوضيح الفارق أقول: كما أن هناك فارقا بين طلاقة لسان العرب في الجاهلية بلا أخطاء نحوية بدون دراسة وتطبيق لقواعد معينة وبين المتأخرين الذين درسوا قواعد النحو والصرف ويحاولون تطبيقها، كذلك هناك فارق بين فقه الأئمة الأوائل قبل وضع أصول للفقه، وبين المتأخرين الذين درسوا أصولا للفقه يحاولون تطبيقها فخرج من تحتهم مدارس للنقل وأخرى للعقل. وقد وجدت في هذه المسألة مثالا جيدا يوضح الفارق.

  4. #24
    تاريخ التسجيل
    Oct 2011
    المشاركات
    34

    افتراضي رد: بحث شامل عن ارضاع الكبير ( رد الشبهات ) للشيخ / خالد جميل

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة د/حمادة مشاهدة المشاركة
    فيجب ألا نلتفت إلى تأصيلات الأقزام إذا تعارضت مع تأصيلات الأعلام، وخلاف الأقزام مع الأعلام ليس خلافا معتبرا حتى نقول إنه يحق لنا استثمار الخلاف.
    حاول ان تنزل هذه القاعده على هذ الكلام
    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة د/حمادة مشاهدة المشاركة
    ألا ترى فارقا بين الجملتين يا أخي الكريم ... شتان بين دخول ودخول، فإنا إذا قلنا (كان الرجال أو كان عبد الرحمن بن الأسود يدخل على عائشة) تعبير يحمل على الدخول الشرعي بدون خلوة وبضوابط شرعية للتعلم أو للسؤال عن أمر شرعي، أما إذا قلنا كما قال ابن حجر

  5. #25
    تاريخ التسجيل
    Aug 2011
    المشاركات
    6

    افتراضي رد: بحث شامل عن ارضاع الكبير ( رد الشبهات ) للشيخ / خالد جميل

    الأخوان الكريمان عمرو وحمادة
    أتابع حواركما عن كثب منذ شرعتما فيه ولعلكما تذكران مشاركاتي المتواضعة سلفا ، وأعترف بداية بأنه ليس علمكما فيما يتصل بموضوع الحوار لكنه قد أعجبني بحق لغتكما الحوارية الناضجة الواعية المهذبة بيد أنه وجدت في الحوار الأخير نذر لمز في الكلام مقيت إلى نفسي آمل حقا أن أكون واهما بشأنه فما العيب أن نختلف نحن المسلمين في مسألة ولانصل إلى اتفاق حولها ويبقى الود موصولا ؟ وثم أذكركما بما نسب للإمام الشافعي في الإمام أبي حنيفة وبينهما من مسائل الخلاف الفقهي ما بينهما :
    لقد زان البلاد ومن عليها إمام المسلمين أبو حنيفه
    بأحكام وآثار وفقه كآيات الزبور على الصحيفه
    فما بالمشرقين له نظير ولا بالمغربين ولا بكوفه
    فرحمة ربنا أبدا عليه مدى الأيام ما قرئت صحيفه
    لقد جانب د. حمادة التوفيق في التعبير حين وصف بعض الفقهاء بالأقزام وبعضهم بالعمالقة ولكنه سرعان ماانتبه إلى ما قد يفهم من كلامه على غير وجهه وراح يحدد من قصده في الوصف وهو أمر محمود ، أما أخونا عمرو الذي أكن له كل احترام مع الأخ حمادة بالطبع فقد كنت أود ألا يختصر في رده هذا الاختصار المخل ، وليرجع إلى شيخه حتى لايجتهد في تأويل الدخول المذكور في حديث مسلم وغيره أنه كدخول عبد الرحمن بن الأسود وهو تأويل لايتناسب ونص الحديث المشكل ، كما أرجو منه أن يحل لنا لغز أن ينسب حديث إلى البخاري برقمه ولايوجد الحديث في البخاري بهذه الصيغة وإنما هوموجود في مسلم بهذا اللفظ اعتمادا على أن أصله في البخاري وهو ما وقع فيه الأستاذ نهرو عندما فصل بين روايات رضاع الكبير عند البخاري عن روايات رضاع الكبير عند مسلم ثم عزا نص رواية مسلم إلى روايات البخاري

  6. #26
    تاريخ التسجيل
    Nov 2010
    المشاركات
    65

    افتراضي رد: بحث شامل عن ارضاع الكبير ( رد الشبهات ) للشيخ / خالد جميل

    الأخ الكريم عمرو
    أنت تعتمد في المقام الأول على أن علماء أجلاء قالوا، وقد ذكرت لك أن الله لم يجعل العصمة لأحد وأن الصحابة أنفسهم قالوا عن عائشة بسبب ألاعيب المنافقين... أرجو عدم التهرب من النقطة الرئيسية التي أردت البدء بها وهي ما عبر عنها الأخ الفاضل أبو شهادة بكلمة (الحديث المشكل) وأضيف إلى كونه مشكلا أنه مسيء أيضا وفيه تشهير بأم المؤمنين لا يرضاه أحدنا عن أمه أو زوجته، وقد وجهت سؤال أبي أيوب لكل من يرى أن النص ليس فيه إساءة لأم المؤمنين "أكانت أمك فاعلة ذلك إذا أحبت أن يراها الرجال"؟؟؟

    أما ذكري للأقزام فإني أقصد أقزاما في التأصيل نسبة إلى غيرهم وذلك لأن الأئمة الأربعة وجمهور الفقهاء أصلوا أن إرضاع الكبير لا يثبت محرمية ولكننا نرى في هذا الزمان من يؤصلون لكونه يثبت محرمية. والسبب عندي هو الجهل بقيمة الثوابت القطعية بدلالة العقل والتي يعضدها نصوص من الكتاب والسنة أشار إليها الإمام الشافعي في هذه المسألة بقوله تعالى "والوالدات يرضعن أولادهن حولين كاملين لمن أراد أن يتم الرضاعة" فرأى هو وجمهور الفقهاء أن الرضاعة تتم وتنتهي ولا تكون إلا في الصغر. ومعلوم أن القطعي يقدم على الظني سواء كان القطعي أو الظني بدلالة العقل أو النقل كما قال ابن تيمية في درء التعارض.


    أنقل لكم نصوص أحاديث البخاري ومسلم بأسانيدها كما نسختها عندي منذ سنوات ربما من المكتبة الشاملة أو الموسوعة الشاملة لا أتذكر. وقد نقلتها لنلاحظ أن الرواية الأخيرة في صحيح مسلم وهي الكلام المنسوب لأم سلمة هو النص الذي عزاه الباحث الإسلامي للبخاري، فبدلا من أن يشير إلى ضعف الرواية لأن الإمام مسلم ذكرها في آخر الباب كما هو منهج الإمام مسلم حيث يذكر الروايات المعلولة في آخر الباب، وقد أشار إلى ذلك الأخ الفاضل ناصر عبد القوي، نراه يقويها بعزوها إلى البخاري، فهل هذا العزو مقبول أم خطأ أم تدليس؟؟؟


    وهذه هي روايات البخاري ومسلم

    صحيح مسلم كتاب الرضاع

    باب رَضَاعَةِ الْكَبِيرِ

    3673 - حَدَّثَنَا عَمْرٌو النَّاقِدُ، وَابْنُ أَبِي عُمَرَ، قَالاَ حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، بْنِ الْقَاسِمِ عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ جَاءَتْ سَهْلَةُ بِنْتُ سُهَيْلٍ إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فَقَالَتْ يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنِّي أَرَى فِي وَجْهِ أَبِي حُذَيْفَةَ مِنْ دُخُولِ سَالِمٍ - وَهُوَ حَلِيفُهُ ‏.‏ فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم ‏"‏ أَرْضِعِيهِ ‏"‏ ‏.‏ قَالَتْ وَكَيْفَ أُرْضِعُهُ وَهُوَ رَجُلٌ كَبِيرٌ فَتَبَسَّمَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَقَالَ ‏"‏ قَدْ عَلِمْتُ أَنَّهُ رَجُلٌ كَبِيرٌ ‏"‏ ‏.‏ زَادَ عَمْرٌو فِي حَدِيثِهِ وَكَانَ قَدْ شَهِدَ بَدْرًا ‏.‏ وَفِي رِوَايَةِ ابْنِ أَبِي عُمَرَ فَضَحِكَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم ‏.‏

    3674 - وَحَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْحَنْظَلِيُّ، وَمُحَمَّدُ بْنُ أَبِي عُمَرَ، جَمِيعًا عَنِ الثَّقَفِيِّ، - قَالَ ابْنُ أَبِي عُمَرَ حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ الثَّقَفِيُّ، - عَنْ أَيُّوبَ، عَنِ ابْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ، عَنِ الْقَاسِمِ، عَنْ عَائِشَةَ، أَنَّ سَالِمًا، مَوْلَى أَبِي حُذَيْفَةَ كَانَ مَعَ أَبِي حُذَيْفَةَ وَأَهْلِهِ فِي بَيْتِهِمْ فَأَتَتْ - تَعْنِي ابْنَةَ سُهَيْلٍ - النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم فَقَالَتْ إِنَّ سَالِمًا قَدْ بَلَغَ مَا يَبْلُغُ الرِّجَالُ وَعَقَلَ مَا عَقَلُوا وَإِنَّهُ يَدْخُلُ عَلَيْنَا وَإِنِّي أَظُنُّ أَنَّ فِي نَفْسِ أَبِي حُذَيْفَةَ مِنْ ذَلِكَ شَيْئًا ‏.‏ فَقَالَ لَهَا النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم ‏"‏ أَرْضِعِيهِ تَحْرُمِي عَلَيْهِ وَيَذْهَبِ الَّذِي فِي نَفْسِ أَبِي حُذَيْفَةَ ‏"‏ ‏.‏ فَرَجَعَتْ فَقَالَتْ إِنِّي قَدْ أَرْضَعْتُهُ فَذَهَبَ الَّذِي فِي نَفْسِ أَبِي حُذَيْفَةَ ‏.‏

    3675 - وَحَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، وَمُحَمَّدُ بْنُ رَافِعٍ، - وَاللَّفْظُ لاِبْنِ رَافِعٍ - قَالَ حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ، أَخْبَرَنَا ابْنُ أَبِي مُلَيْكَةَ، أَنَّ الْقَاسِمَ بْنَ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي بَكْرٍ، أَخْبَرَهُ أَنَّ عَائِشَةَ أَخْبَرَتْهُ أَنَّ سَهْلَةَ بِنْتَ سُهَيْلِ بْنِ عَمْرٍو جَاءَتِ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم فَقَالَتْ يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّ سَالِمًا - لِسَالِمٍ مَوْلَى أَبِي حُذَيْفَةَ - مَعَنَا فِي بَيْتِنَا وَقَدْ بَلَغَ مَا يَبْلُغُ الرِّجَالُ وَعَلِمَ مَا يَعْلَمُ الرِّجَالُ ‏.‏ قَالَ ‏"‏أَرْضِعِيهِ تَحْرُمِي عَلَيْهِ"‏‏ قَالَ فَمَكَثْتُ سَنَةً أَوْ قَرِيبًا مِنْهَا لاَ أُحَدِّثُ بِهِ وَهِبْتُهُ ثُمَّ لَقِيتُ الْقَاسِمَ فَقُلْتُ لَهُ لَقَدْ حَدَّثْتَنِي حَدِيثًا مَا حَدَّثْتُهُ بَعْدُ ‏.‏ قَالَ فَمَا هُوَ فَأَخْبَرْتُهُ ‏.‏ قَالَ فَحَدِّثْهُ عَنِّي أَنَّ عَائِشَةَ أَخْبَرَتْنِيهِ .‏

    3676 - وَحَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّى، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ حُمَيْدِ بْنِ نَافِعٍ، عَنْ زَيْنَبَ بِنْتِ أُمِّ سَلَمَةَ، قَالَتْ قَالَتْ أُمُّ سَلَمَةَ لِعَائِشَةَ إِنَّهُ يَدْخُلُ عَلَيْكِ الْغُلاَمُ الأَيْفَعُ الَّذِي مَا أُحِبُّ أَنْ يَدْخُلَ عَلَىَّ ‏.‏ قَالَ فَقَالَتْ عَائِشَةُ أَمَا لَكِ فِي رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم أُسْوَةٌ قَالَتْ إِنَّ امْرَأَةَ أَبِي حُذَيْفَةَ قَالَتْ يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّ سَالِمًا يَدْخُلُ عَلَىَّ وَهُوَ رَجُلٌ وَفِي نَفْسِ أَبِي حُذَيْفَةَ مِنْهُ شَىْءٌ ‏.‏ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم ‏"‏ أَرْضِعِيهِ حَتَّى يَدْخُلَ عَلَيْكِ ‏"‏ ‏.‏

    3677 - وَحَدَّثَنِي أَبُو الطَّاهِرِ، وَهَارُونُ بْنُ سَعِيدٍ الأَيْلِيُّ، - وَاللَّفْظُ لِهَارُونَ - قَالاَ حَدَّثَنَا ابْنُ وَهْبٍ، أَخْبَرَنِي مَخْرَمَةُ بْنُ بُكَيْرٍ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ سَمِعْتُ حُمَيْدَ بْنَ نَافِعٍ، يَقُولُ سَمِعْتُ زَيْنَبَ، بِنْتَ أَبِي سَلَمَةَ تَقُولُ سَمِعْتُ أُمَّ سَلَمَةَ، زَوْجَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم تَقُولُ لِعَائِشَةَ وَاللَّهِ مَا تَطِيبُ نَفْسِي أَنْ يَرَانِي الْغُلاَمُ قَدِ اسْتَغْنَى عَنِ الرَّضَاعَةِ.‏ فَقَالَتْ لِمَ قَدْ جَاءَتْ سَهْلَةُ بِنْتُ سُهَيْلٍ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَقَالَتْ يَا رَسُولَ اللَّهِ وَاللَّهِ إِنِّي لأَرَى فِي وَجْهِ أَبِي حُذَيْفَةَ مِنْ دُخُولِ سَالِمٍ ‏.‏ قَالَتْ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم ‏"‏أَرْضِعِيهِ "‏ ‏.‏ فَقَالَتْ إِنَّهُ ذُو لِحْيَةٍ ‏.‏ فَقَالَ ‏"‏أَرْضِعِيهِ يَذْهَبْ مَا فِي وَجْهِ أَبِي حُذَيْفَةَ‏"‏. فَقَالَتْ وَاللَّهِ مَا عَرَفْتُهُ فِي وَجْهِ أَبِي حُذَيْفَةَ.‏

    3678 - حَدَّثَنِي عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ شُعَيْبِ بْنِ اللَّيْثِ، حَدَّثَنِي أَبِي، عَنْ جَدِّي، حَدَّثَنِي عُقَيْلُ بْنُ خَالِدٍ عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، أَنَّهُ قَالَ أَخْبَرَنِي أَبُو عُبَيْدَةَ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ زَمْعَةَ، أَنَّ أُمَّهُ، زَيْنَبَ بِنْتَ أَبِي سَلَمَةَ أَخْبَرَتْهُ أَنَّ أُمَّهَا أُمَّ سَلَمَةَ زَوْجَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم كَانَتْ تَقُولُ أَبَى سَائِرُ أَزْوَاجِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم أَنْ يُدْخِلْنَ عَلَيْهِنَّ أَحَدًا بِتِلْكَ الرَّضَاعَةِ وَقُلْنَ لِعَائِشَةَ وَاللَّهِ مَا نَرَى هَذَا إِلاَّ رُخْصَةً أَرْخَصَهَا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم لِسَالِمٍ خَاصَّةً فَمَا هُوَ بِدَاخِلٍ عَلَيْنَا أَحَدٌ بِهَذِهِ الرَّضَاعَةِ وَلاَ رَائِينَا

    صحيح البخاري كتاب النكاح

    باب الأَكْفَاءِ فِي الدِّينِ ‏
    4800ـ حَدَّثَنَا أَبُو الْيَمَانِ، أَخْبَرَنَا شُعَيْبٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، قَالَ أَخْبَرَنِي عُرْوَةُ بْنُ الزُّبَيْرِ، عَنْ عَائِشَةَ ـ رضى الله عنها ـ أَنَّ أَبَا حُذَيْفَةَ بْنَ عُتْبَةَ بْنِ رَبِيعَةَ بْنِ عَبْدِ شَمْسٍ،، وَكَانَ، مِمَّنْ شَهِدَ بَدْرًا مَعَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم تَبَنَّى سَالِمًا، وَأَنْكَحَهُ بِنْتَ أَخِيهِ هِنْدَ بِنْتَ الْوَلِيدِ بْنِ عُتْبَةَ بْنِ رَبِيعَةَ وَهْوَ مَوْلًى لاِمْرَأَةٍ مِنَ الأَنْصَارِ، كَمَا تَبَنَّى النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم زَيْدًا، وَكَانَ مَنْ تَبَنَّى رَجُلاً فِي الْجَاهِلِيَّةِ دَعَاهُ النَّاسُ إِلَيْهِ وَوَرِثَ مِنْ مِيرَاثِهِ حَتَّى أَنْزَلَ اللَّهُ ‏{‏ادْعُوهُمْ لآبَائِهِمْ‏}‏ إِلَى قَوْلِهِ ‏{‏وَمَوَالِيك مْ‏}‏ فَرُدُّوا إِلَى آبَائِهِمْ، فَمَنْ لَمْ يُعْلَمْ لَهُ أَبٌ كَانَ مَوْلًى وَأَخًا فِي الدِّينِ، فَجَاءَتْ سَهْلَةُ بِنْتُ سُهَيْلِ بْنِ عَمْرٍو الْقُرَشِيِّ ثُمَّ الْعَامِرِيِّ ـ وَهْىَ امْرَأَةُ أَبِي حُذَيْفَةَ ـ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم فَقَالَتْ يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّا كُنَّا نَرَى سَالِمًا وَلَدًا وَقَدْ أَنْزَلَ اللَّهُ فِيهِ مَا قَدْ عَلِمْتَ فَذَكَرَ الْحَدِيثَ‏ 3778.‏

    كتاب المغازي

    باب شهود الملائكة بدرا
    3778- حدثنا يحيى بن بكير: حدثنا الليث، عن عقيل، عن ابن شهاب: أخبرني عروة بن الزبير، عن عائشة رضي الله عنها، زوج النبي صلى الله عليه وسلم: أن أبا حذيفة، وكان ممن شهد بدرا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، تبنى سالما، وأنكحه بنت أخيه هند بنت الوليد بن عتبة، وهو مولى لامرأة من الأنصار، كما تبنى رسول الله صلى الله عليه وسلم زيدا، وكان من تبنى رجلا في الجاهلية دعاه الناس اليه وورث من ميراثه، حتى أنزل الله تعالى: {ادعوهم لآبائهم}. فجاءت سهلة النبي صلى الله عليه وسلم: فذكر الحديث 4800.

  7. #27
    تاريخ التسجيل
    Aug 2011
    المشاركات
    6

    افتراضي رد: بحث شامل عن ارضاع الكبير ( رد الشبهات ) للشيخ / خالد جميل

    أخي عمرو السلام عليك ورحمة الله وبركاته
    أحسب أن الأمر قد استبان بعد أن عرض الأخ حمادة لروايات مسلم والبخاري لنتأكد أن البخاري لم يذكر مسألة رضاع سالم أو غيره وأن العزو إليه بالرقمين المذكورين سلفا لم يكن صحيحا وليس معنى هذا أنني أتفق مع الدكتور في تضعيف باقي الروايات ولكنها مسألة ينبغي أن نتجاوزها ثم ليأت لنا الدكتور بما يفيد علة روايات مسلم وغيره من كلام الأئمة الأعلام

  8. #28
    تاريخ التسجيل
    Nov 2010
    المشاركات
    65

    افتراضي رد: بحث شامل عن ارضاع الكبير ( رد الشبهات ) للشيخ / خالد جميل

    إخواني الكرام

    أوضحنا أن تلك النصوص فيها تشهير بأم المؤمنين يدفعه أحدنا إن قيل عن أمه أو زوجته، ونحن نعلم أن أم المؤمنين أشرف وأفقه من نسائنا وأمهاتنا وقد أمرنا الله أن نحسن الظن بأنفسنا، وأن نرد التشهير فور سماعه ولا نتناقله.

    وقررنا ما قرره ابن تيمية من وجوب تقديم القطعي على الظني في كون إرضاع الكبير يثبت محرمية أم لا، سواء كان القطعي أو الظني بدلالة العقل أم بدلالة النقل.


    لذا ننتقل إلى المبحث التالي لتقرير حقيقة اتفق عليها جمهور الفقهاء، ولكن خالفهم بعض العلماء، وتبع القلة قطاع كبير من السلفيين اليوم وأصلوا لقولهم وكأنه حقيقة متفق عليها، لذا أتوقع اعتراض البعض هنا، ولكن أرجو أن نناقش المسألة بصدر رحب وبأسلوب علمي لا يحمل تعصبا لمذهب معين أو لعلماء نجلهم، أرجو أن نناقش من أجل الحقيقة بعيدا عن التعصب، فالحقائق لا تصطدم إلا عند العقول العليلة التي تريد ستر جانب من الحقيقة بدعوى عدم التشكيك في الأحاديث.


    والمبحث هو:

    هل أحاديث الآحاد وإن كانت في البخاري ومسلم قطعية الثبوت أم ظنية الثبوت؟؟

    لقد ذهب ابن الصلاح وأحمد شاكر إلى كونها قطعية الثبوت توجب العلم والعمل، ورغم أن الإمام النووي تأثر كثيرا بابن الصلاح إلا أنه والإمام ابن عبد البر ذكرا أن جمهور العلماء والمحققين على خلاف ذلك وأنها ظنية الثبوت يجب العمل بها ولكن ليس مقطوعا بأنها من كلام النبي صلى الله عليه وسلم.

    في شرح النووي لصحيح مسلم (1/19، 20) (قال الشيخ أبو عمرو بن الصلاح رحمه الله: جميع ما حكم مسلم رحمه الله بصحته في هذا الكتاب فهو مقطوع بصحته والعلم النظري حاصل بصحته في نفس الأمر وهكذا ما حكم البخاري بصحته في كتابه وذلك لأن الأمة تلقت ذلك بالقبول سوى من لا يعتد بخلافه ووفاقه في الإجماع ... والأمة في إجماعها معصومة من الخطأ) لكن الإمام النووي رد على ذلك فقال في نفس الصفحة (وهذا الذي ذكره الشيخ في هذه المواضع خلاف ما قاله المحققون والأكثرون فإنهم قالوا أحاديث الصحيحين التي ليست بمتواترة إنما تفيد الظن فإنها آحاد والآحاد إنما تفيد الظن على ما تقرر ولا فرق بين البخاري ومسلم وغيرهما في ذلك وتلقي الأمة بالقبول إنما أفادنا وجوب العمل بما فيهما... ولا يلزم من إجماع الأمة على العمل بما فيهما إجماعهم على أنه مقطوع بأنه كلام النبي صلى الله عليه و سلم)

    وقال ابن عبد البر في التمهيد (وأجمع أهل العلم من أهل الفقه والأثر في جميع الأمصار فيما علمت على قبول خبر الواحد العدل وإيجاب العمل به إذا ثبت ولم ينسخه غيره من أثر أو إجماع) (1/2) ثم قال بعدها (واختلف أصحابنا وغيرهم في خبر الواحد العدل هل يوجب العلم والعمل جميعا أم يوجب العمل دون العلم والذي عليه أكثر أهل العلم منهم أنه يوجب العمل دون العلم وهو قول الشافعي وجمهور أهل الفقه والنظر) (1/7)


    أرى لهذه الحقيقة سببا جليا عند المنصفين، كما أن علماء الحديث بنوا عليها نتيجة هامة.

    أما السبب فقد بنيت هذه الحقيقة على بديهية، وهي أن علم رجال الحديث اجتهاد بشري، وأن عدالة الباطن مهما اجتهدنا فيها ليست يقينية، فالإخلاص سر بين العبد وربه، وقد يكون العالم الجليل يشار إليه بالبنان ولكنه طلب العلم ليقال عالم (سواء لمكانة عند الناس أو عند الحكام أو ليدس سمومه أو سموم جهة يعمل لها)، والدليل قول المصدوق الذي أوتي جوامع الكلم صلى الله عليه وسلم في الحديث "وقد قيل" أي قيل إنه عالم، والكرم وإظهار التواضع أشياء تدعم ثقة الناس فيه، ولكنها هينة عليهم لأنها من لوازم إثبات الذات، أو من لوازم المهمة ويكون الكرم حينها من جيوب الحكام أو الجهة التي يعمل لها. وقد حذر الله رسوله وأمته شر المنافقين، ورسول الله صلى الله عليه وسلم لم يكن يعرفهم جميعا على التعيين، ففي قوله تعالى "وممن حولكم من الأعراب منافقون ومن أهل المدينة مردوا على النفاق لا تعلمهم نحن نعلمهم" قال ابن كثير: (وقوله "لا تعلمهم نحن نعلمهم" لا ينافي قوله تعالى "ولو نشاء لأريناكهم فلعرفتهم بسيماهم ولتعرفنهم في لحن القول" الآية [محمد : 30]؛ لأن هذا من باب التوسم فيهم بصفات يعرفون بها، لا أنه يعرف جميع من عنده من أهل النفاق والريب على التعيين). فإذا كان النبي صلى الله عليه وسلم لا يعرفهم فكيف يعرفهم علماء الحديث يقينا؟؟

    إن معرفة المنافق في لحن القول أمر لا يعتد به علماء الحديث لأن جرحه يكون مبهما غير مفسر السبب، قال ابن حجر في ترجمة سعيد بن سليمان الواسطي قال الدارقطني: يتكلمون فيه، فقال ابن حجر: وهذا تليين مبهم لا يقبل، وفي صحيح مسلم شرح النووي (1/24&25) (عاب عائبون مسلما بروايته في صحيحه عن جماعة من الضعفاء والمتوسطين الواقعين في الطبقة الثانية الذين ليسوا من شرط الصحيح ولا عيب عليه في ذلك بل جوابه من أوجه ذكرها الشيخ الإمام أبو عمرو بن الصلاح رحمه الله أحدها أن يكون ذلك فيمن هو ضعيف عند غيره ثقة عنده ولا يقال الجرح مقدم على التعديل لأن ذلك فيما إذا كان الجرح ثابتا مفسر السبب). لا أريد الخوض كثيرا، ولكن كل من يقرأ بحياد في علم الرجال والاختلافات حول كثير من الرجال يعلم أنه جهد بشري مشكور غير معصوم.

    أما نتيجة هذه الحقيقة فهي أن العلماء اشترطوا لصحة الحديث شروطا في المتن غير شروط السند وهي خلو المتن من شذوذ أو علة. والشذوذ هو مخالفة الثقة لمن هو أوثق منه، أما علل الحديث فعيب يبصره المحققون يضعفون به الحديث الصحيح الإسناد، فإذا كان الحديث الصحيح الإسناد قطعا من كلام النبي صلى الله عليه وسلم فكيف يكون شاذا أو معلولا. قال السيوطي في "تدريب الراوي" (إن الوضع يعرف بقرينة في الراوي أو المروي، وذكر قول ابن الجوزي: إذا رأيت الحديث يباين المعقول، أو يخالف المنقول، أو يناقض الأصول، فاعلم أنه موضوع).

    ونضرب أمثلة للاختلاف حول بعض الرجال من أحاديث إرضاع الكبير التي رواها مسلم:

    (1) وَحَدَّثَنِي أَبُو الطَّاهِرِ، وَهَارُونُ بْنُ سَعِيدٍ الأَيْلِيُّ- وَاللَّفْظُ لِهَارُونَ - قَالاَ حَدَّثَنَا ابْنُ وَهْبٍ، أَخْبَرَنِي مَخْرَمَةُ بْنُ بُكَيْرٍ عَنْ أَبِيهِ قَالَ سَمِعْتُ حُمَيْدَ بْنَ نَافِعٍ يَقُولُ سَمِعْتُ زَيْنَبَ، بِنْتَ أَبِي سَلَمَةَ تَقُولُ سَمِعْتُ أُمَّ سَلَمَةَ زَوْجَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم تَقُولُ لِعَائِشَةَ وَاللَّهِ مَا تَطِيبُ نَفْسِي أَنْ يَرَانِي الْغُلاَمُ قَدِ اسْتَغْنَى عَنِ الرَّضَاعَةِ.‏ فَقَالَتْ لِمَ قَدْ جَاءَتْ سَهْلَةُ بِنْتُ سُهَيْلٍ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَقَالَتْ يَارَسُولَ اللَّهِ وَاللَّهِ إِنِّي لأَرَى فِي وَجْهِ أَبِي حُذَيْفَةَ مِنْ دُخُولِ سَالِمٍ‏.‏ قَالَتْ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم ‏"‏أَرْضِعِيهِ "‏ فَقَالَتْ إِنَّهُ ذُو لِحْيَةٍ.‏ فَقَالَ‏"‏أَرْضِعِيهِ يَذْهَبْ مَا فِي وَجْهِ أَبِي حُذَيْفَةَ‏"‏‏ فَقَالَتْ وَاللَّهِ مَا عَرَفْتُهُ فِي وَجْهِ أَبِي حُذَيْفَةَ.
    هذه الرواية في سندها مخرمة بن بكير وقد روى عن أبيه وقد ورد مخرمة في (الضعفاء والمتروكين لابن الجوزي 3/110) وقال فيه: (3264 مخرمة بن بكير بن عبد الله بن الأشج؛ قال يحيى: ضعيف وقال مرة: ليس بشيء؛ وقال أحمد: هو ثقة لكنه لم يسمع من أبيه شيئا)

    (2) حَدَّثَنَا عَمْرٌو النَّاقِدُ، وَابْنُ أَبِي عُمَرَ، قَالاَ حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْقَاسِمِ عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ جَاءَتْ سَهْلَةُ بِنْتُ سُهَيْلٍ إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فَقَالَتْ يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنِّي أَرَى فِي وَجْهِ أَبِي حُذَيْفَةَ مِنْ دُخُولِ سَالِمٍوَهُوَ حَلِيفُهُ‏.‏ فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم ‏"‏أَرْضِعِيهِ" ‏‏.‏ قَالَتْ وَكَيْفَ أُرْضِعُهُ وَهُوَ رَجُلٌ كَبِيرٌ فَتَبَسَّمَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَقَالَ ‏"‏قَدْ عَلِمْتُ أَنَّهُ رَجُلٌ كَبِيرٌ"‏‏.‏ زَادَ عَمْرٌو فِي حَدِيثِهِ وَكَانَ قَدْ شَهِدَ بَدْرًا‏.‏ وَفِي رِوَايَةِ ابْنِ أَبِي عُمَرَ فَضَحِكَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم.

    (3) وَحَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، وَمُحَمَّدُ بْنُ رَافِعٍ، - وَاللَّفْظُ لاِبْنِ رَافِعٍ - قَالَ حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ، أَخْبَرَنَا ابْنُ أَبِي مُلَيْكَةَ، أَنَّ الْقَاسِمَ بْنَ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي بَكْرٍ، أَخْبَرَهُ أَنَّ عَائِشَةَ أَخْبَرَتْهُ أَنَّ سَهْلَةَ بِنْتَ سُهَيْلِ بْنِ عَمْرٍو جَاءَتِ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم فَقَالَتْ يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّ سَالِمًا - لِسَالِمٍ مَوْلَى أَبِي حُذَيْفَةَ - مَعَنَا فِي بَيْتِنَا وَقَدْ بَلَغَ مَا يَبْلُغُ الرِّجَالُ وَعَلِمَ مَا يَعْلَمُ الرِّجَالُ ‏.‏ قَالَ ‏"‏أَرْضِعِيهِ تَحْرُمِي عَلَيْهِ"‏‏ قَالَ فَمَكَثْتُ سَنَةً أَوْ قَرِيبًا مِنْهَا لاَ أُحَدِّثُ بِهِ وَهِبْتُهُ ثُمَّ لَقِيتُ الْقَاسِمَ فَقُلْتُ لَهُ لَقَدْ حَدَّثْتَنِي حَدِيثًا مَا حَدَّثْتُهُ بَعْدُ.‏ قَالَ فَمَا هُوَ فَأَخْبَرْتُهُ .‏ قَالَ فَحَدِّثْهُ عَنِّي أَنَّ عَائِشَةَ أَخْبَرَتْنِيهِ .‏

    وفي سند الحديث (2) سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، وهو مدلس وقد عنعنه، وفي سند الحديث (3) عبد الرزاق وهو مدلس أيضا ولم يصرح بالسماع. ففي شرح ألفية السيوطي لأحمد شاكر ص20 (وقد وقع في الصحيحين أحاديث كثيرة من رواية بعض المدلسين الثقات، ولم يصرحوا فيها بالسماع كقتادة وسفيان الثوري وسفيان بن عيينة وعبد الرزاق) ولكنك ترى التكلف من أحمد شاكر في قوله بعد ذلك أن هذا محمول على ثبوت السماع من جهة أخرى غير التي ذكرها صاحب الصحيح، وكلمة المدلسين الثقات فيها خلاف أيضا وقد ذكر ابن الصلاح أن بعض العلماء يرى عدم قبول رواية المدلس مطلقا وإن صرح بالسماع، ولكنه دافع عن القول الآخر.
    أود التنبيه إلى أن ابن الصلاح تكلف في الدفاع عن البخاري ومسلم ولا يقصد إثبات صحة ما يروى ولكنه يقصد الحفاظ على سلسلة الإسناد كخصيصة لهذه الأمة. ففي صحيح مسلم شرح النووي (1/12، 13) (قال الشيخ الإمام أبو عمرو بن الصلاح رحمه الله: اعلم أن الرواية بالأسانيد المتصلة ليس المقصود منها في عصرنا وكثير من الأعصار قبله إثبات ما يروى إذ لا يخلو إسناد منها عن شيخ لا يدري ما يرويه ولا يضبط ما في كتابه ضبطا يصلح لأن يعتمد عليه في ثبوته وإنما المقصود بها إبقاء سلسلة الإسناد التي خصت بها هذه الأمة) فهل نطعن في شرف أم المؤمنين، للحفاظ على سلسلة الإسناد التي خصت بها هذه الأمة؟؟

    وأخيرا ينبغي التنبيه إلى حقيقة هامة وهي أن الله تعالى أمرنا باتباع نبيه صلى الله عليه وسلم في مواضع كثيرة من كتابه الكريم، وهذا محمول على ما تواتر عنه صلى الله عليه وسلم كعدد وصفة الصلاة وغير ذلك، وكذلك على كل حديث آحاد صحيح الإسناد ليس فيه شذوذ أو علة لأنه ظني الثبوت فلا ينبغي أن يباين المعقول أو يخالف الأصول، ولا يرفض الأحاديث كلها بلا شذوذ أو علة إلا زنديق ضال.

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •