من الكنوز المستفادة من كتاب
تيسير الكريم الرحمن في تفسير كلام المنان
خطورة الشرك
أبو مريم محمد الجريتلي
إنَّ الحمد لله نحمدُه، ونستعينُه ونستغفرُه، ونعوذ بالله من شرور أنفسِنا ومن سيِّئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضلَّ له، ومن يُضلِل فلا هادي له، وأشهدُ أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهدُ أن محمدًا عبده ورسوله.
أما بعد:
لقد حفظ الله - عزَّ وجلَّ - دينه بحفظ كتابه وسنة نبيه - صلى الله عليه وسلم - وحِفْظُهما ليس حفظًا للألفاظ فحسب، بل حفظ الألفاظ والمعاني؛ فلقد لقي الكتاب والسنة من العناية ما لم يلقه كتاب قديمًا أو حديثًا، يعلم ذلك القاصي والداني، بل ويشهد بذلك أعداء الإسلام أنفسهم، فلله الحمد والمِنَّة.
ومِن حفظ الله لكتابه ذلك الرصيدُ الضخم لكتب التفاسير من عصر الصحابة إلى يومنا هذا، فالمكتبة الإسلامية عامرة بكتب التفاسير - فضلاً عما هو مخطوط يحتاج لمن يكشف عنه الحجاب - ومن هذه التفاسير تفسير "تيسير الكريم الرحمن في تفسير كلام المنان" المعروف بين طلبة العلم بـ"تفسير السعدي" - رحمه الله - ذلك التفسير العظيم الذي جمع عقيدة السلف في أسلوب رائق جذَّاب ليس بالطويل المُمِل ولا القصير المُخِل، زيَّنه صاحبه بإخلاص القول فيه - نحسبه كذلك والله حسيبه - وقد أفاد طلبة العلم منه أيما إفادة[1]، ولقد يسَّر الله للعبد الفقير كاتب هذه الأسطر جمع معانٍ مشتركة في مواطن متفرقة؛ فكانت بمثابة السلك للؤلؤات صاحب التفسير، فالفضل لله ثم لصاحب التفسير، رحمه الله وجعل الجنة مثواه.
هذه المعاني تدور حول قضية من أخطر القضايا التي تكلَّم عنها القرآن في مئات من الآيات وهي قضية الشرك، وقد اقتصرت على أربع نقاط - مخافة الإطالة - وهي:
أولاً: الشرك لم ينزل الله به سلطانًا.
ثانيًا: الشرك تخرُّص بغير علم.
ثالثًا: الشرك محض افتراء على الله.
رابعًا: الإضلال عقوبة وليس حجة لصاحب الشرك.
رابط الموضوع: http://www.alukah.net/Sharia/0/26737/#ixzz1b3WJvdch