بسم الله الرحمن الرحيم
علو الهمة فى رمضان
وعلو الهمة : هوأصل الرياسة . فمن علتهمته شرفت نفسه .
فهو استصغار ما دون النهاية من معالى الأمور . أو هو خروج النفس إلى غاية كما لها المُمكن لها من العلم والعمل .
لذلك قيل
العلم والعمل تؤامان أمهما علو الهمة
والجهل والبطالة تؤامان أمهما إيثار الكسل
قد حثنا الشرع على علو الهمة . فقد قال الله عز وجل " هو الذى خلق الموتوالحياة ليبلوكم أيكم أحسن عملاً "
" والذين آمنوا وعملوا الصالحات لنكفرن عنهم سيآتهم ولنجزيهم أحسن الذي كانوا يعملون "
وقال النبى صلى الله عليه وسلم من حديث أبى هريرة " فإذا سألتم الله فسلوه الفردوس فأنه ه الشفاعة
فمن أجل ذلك كان النبى صلى الله عليه وسلم يقوم حتى تورم قدماه
كما فى الصحيحين عن أى هريرة رضى الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال " من أنفق زوجين من شىء فى سبيل الله من الأشياء فى سبيل الله دعى من أبواب يعنى الجنة يا عبد الله هذا خير فمن كان من أهل الصلاة دعى من باب الصلاة ومن كان من أهل الجهاد دعى من باب الجهاد ومن كان من أهل الصدقة دعى من باب الصدقة ومن كان من أهل الصيام دعى من باب الريان فقال أبو بكر ما على هذا الذى يدعى من تلك الابواب من ضرورة
وقال هل يدعى منها كلها أحد يا رسول الله ؟ قال نعم وأرجوا أن تكون منهم يا أبا بكر .
" ما على هذا الذى يدعى ........" ظاهرة أنه ليس عليه ضرورة فى أن يدعى من غيرها وأن الدعاء من واحد يكفى فى التناهى فى الخير وسعة الثواب .
ولا سيما والله عزوجل قال " فمن زحزح عن النار وأدخل الجنة فقد فاز "
ولكنه له همه عالية تنطح السماء فقال . وهل يدعى منها كلها أحد يا رسول الله " .
الثانى هو أنس بن النضر رضى الله عنه
عن أنس بن مالك قال غاب عمر انس بن النضر عن قتال بدر فقال يا رسول الله غبت عن أول قتال قاتلت المشركين لئن أشهدنى قتال المشركين ليرين الله ما أصنع .فلما كان يوم أحد وانكشف المسلمون قال : اللهم إنى أعتذر إليك مما صنع هؤلاء يعنى أصحابه وأبرأ اليك مما صنعوا يعنى المشركبن . ثم تقدم فاستقبله سعد بن معاذ . فقال يا سعد بن معاذ الجنة ورب نضر إنى أجد ريحها من دون أحد.
قال سعد : فما استطعت يا رسول الله ما صنع . قال أنس فوجدنا به بضع وثمانين ضربة بالسيف أو طعنة برمح أو رمية بسهم ووجدناه قد قتل وقد مثل به المشركون فما عرفه أحد إلا أخته ببنانه .
فى الصحيحين من حديث عائشة قالت : فحضطت فلم أطف بالبيت فلما كانت ليلية الحصبة " هى الليلة التى ينزل فيها بالمحصب عند انصرافهم من منى " قالت يا رسول الله يرجع الناس بعمرة وحجة وأرجع أن بحجة
حديث أبى موسى يا رسول الله : أى الاسلام افضل ؟ " قال من سلم المسلمون من لسانه ويده "
حديث أبى هريرة " أى العمل أفضل فقال إيمان بالله ورسوله قيل ثم ماذا قال الجهاد فى سبيل الله قيل ثم ماذا قال حج مبرور .
حديث سعد بن اياس أبى عمرو الشيبانى أن بن مسعود قال سألت النبى صلى الله عليه وسلم أى العمل أحب الى الله وفى رواية مسلم"أى الاعمال أقرب الى الجنة " قال : الصلاة على وقتها قال ثم أى ؟ قال بر الوالدين قال ثم أى قال الجهاد فى سبيل الله .
سئل مسروق أبو سلمة بن عبد الرحمن عائشة أى العمل كان أحب الى النبى صلى الله عليه وسلم قالت الدائن قلت متى كان يقوم ؟ قالت إذا سمع الصراخ .
حديث أبى ذر وأبى هريرة : سألت النبى صلى الله عليه وسلم أى العمل أفضل قال " إيمان بالله وجهاد فى سبيله قلت أى الرقاب أفضل قال " أغلاها ثمناً وأنفسها عند أهلها " .
وحديث أنس قال النبى صلى الله عليه وسلم " أما ترضون أن يرجع الناس بالدنيا وترجعون برسول إلى بيوتكم
* أسبابه :-
1. العلم فهو من أهم الدوافع نحو العلو " إنما يخشى الله من عباده العلماء " " واتقوا الله ويعلمكم الله "
2. الإيمان : قال الله تعالى " إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات "
فالايمان هو الجانب العلمى والدافع إلى كل عمل . " قل آمنت بالله ثم استقم "
3. النظر إلى المآل دون النظر إلى الحال " ولو أنا كتبنا عليهم أن قتلوا أنفسكم "
· قيل للامام أحمد : ميى يجد العبد طعم الراحة ؟ فقال : عند أول قدم فى الجنة وكما قيل " فالعنكبوت من حين يولد ينسج لنفسه بيتاً ولا يقبل منة الأم والحية تطلب ما حفر غيرها إذ طبعها الظلم
والغراب يتبع الحيف والصقر لا يقع إلا على الحى
والأسد لا يأكل البايت والفيل يتملق حتى يأكل
والخنفساء تطرد فتعود
إن الهوان حمار البيت يألفه والحر ينكره والفيل والأسد
ولا يقيم بدار الذل يألفها إلا الذليلان غير الحى والوتد
هذا على الخسف مربوط برمته وذا يشبح فيما يأوى له أحد
وكما قال المتنبى
إذا النفوس كن كباراً تعبتب فى مرادها الأجسام
· علامات علو الهمة
1. كمال العقل والراى بالدون دنىء
ولم أرى فى عيوب الناس عيباً كنقص القادرين على التمام
2. أخ النفس بالعزيمة والجد
3. حملها على المسارعة والمسابقة إلى معالى الأمور
فإن كنت ترجوا معالى الأمور فأعدد لها همة أكبرا
· صور من حياة أصحاب الهمة العالية
* ذكر الذهبى فى ترجمة ثابت البنانى.
عن عفان بن مسلم يحدث عن عن حماد بن سلمة قال قال ثابت " اللهم إن كنت أعطيت أحداً الصلاة فى قبره فأعطنى الصلاة فى قبرى " قال ىالذهبى : فيقال أن هذه الدعوة استجيبتى له وأنه رئى بعد موته يصلى فى قبره فيما قيل .
* ذكر الدارقطنى أن أبا بكر محمد أبن أحمد بن محمد بن جعفر الكنانى المصرى المتوفى سنة 345 هـ قال أحدث نفسى بما رواه الربيع عن الشافعى رحمه الله تعالى أنه كان يختم فى شهر رمضان ستين ختمة سوى ما يقرأ فى الصلاة وفى غير رمضان ثلاثين ختمة قال فأما فى شهر رمضان فلم أقدر على تمام الستين ولكنه ربما قدرت عن تسع وخمسين ختمة و أتيت فى غير رمضان بثلاثين ختمة .
* روى مسلم فى كتاب مواقيت الصلاة قال قال يحيى بن أبى كثير " لا ينال العلم براحة البدن "
* قال جمال الدين القاسمى " فى كتابه الفضل المبين "
" وقد اتفق لى بحمد الله تعالى قراءة صحيح مسلم رواية فى أربعين يوماً وقراءة سنن بن ماجة كذالك فى واحد وعشرين يوماً وقراءة الموطأ فى بضعة عشر يوما وقراءة تهذيب التهذيب مع تصحيح بالقلم فيه وتحسينه فى نحو عشرة أيام 0
* قال شعبة : من طلب الحديث أفلس . ولقد أفلست حتى بيعت طستاَ لأمى بسبعة دنانير .
* قال سفيان : رأيت شعبة فى صحراء عبد القيص فقلت : أين تريد ؟ قال الاسود بن قيس إستشبهت أحاديث سمعتها منه .
* جاء شعبة الى خالد الحذاء وكان عليلا فقال : يا أبا منازل عندى حديث حدثنى به. فقال أنا وجع . فقال شعبة هو واحد فحدثه به فلما فرغا قال : مت إذا شئت
* قال أبو الوفاء بن عقيل
ما شاب عزمى ولا حزمى ولا خلقى ولا وفائى ولا دينى ولاكرمى
وأنما اعتاض شعرى دون صبغته والشيب فى الشعر غير الشيب فى الهمم
* قال الاصمعى كان على خاتم أبى عمرو بن العلاء
إن امراً دنياه أكبر همه لمستسك منها بحبل غرور
كان النووى يكتب أثنى عشر درساً فى يومه .
على قدر أهل العزم تأتى العزائم وتأتى على قدر الكرام المكارم
وتعظم فى عين الصغير صغارها وتصغر فى عيتن الغظيم العظائم
* وذكر الامام أحمد
أن مالك بن دينار قال : دخات على جار لى وهو مريض فقلت عاهد الله تعالى أن تتوب ، فعسى ان يشفيك . قال : هيهات يا أبا يحيى أن ميت ذهبت أعاهد كما كنت أعاهد . فسمعت قائل من ناحية البيت يقول : عاهدناك مرارًا فوجدناك كذوبًا .