هل روى الإمامُ البخاريُّ عن ابنِ الدُّنيا ؟

قال ابن أبي الدنيا؛ أبو بكر عبد الله بن محمّد في كتابه "مدارة الناس" رقم (136):
حدّثنا عبد الأعلى بن حماد، حدثنا معتمر بن سليمان، قال:سمعتُ عقبة بن محمد المديني،
يحدّث عن عبد الرحمن بن زيد بن أسلم، عن أبي حازم، عن سهل بن سعد الساعدي،
رفع الحديث إلى النبي قال: "قال الله عز وجل: خزائن الخير والشر مفاتيحها الرجال
فطوبى لمن جعله الله مفتاحا للخير مغلاقا للشر وويل لمن جعله الله مفتاحا للشر مغلاقا
للخير." انتهى

وفي ترجمة محمد بن عقبة في "التاريخ الكبير" للبخاري1/200 قال:
" محمد بن عقبة عن أبي حازم، عن سهل بن سعد، عن النبي ، قال:
"إنّ عند الله خزائن الخير والشّر مفاتيحها الرجال". قال لي علي: عن
معتمر بن سليمان، سمع محمّد بن عقبة .
وقال لي أبو بكر: عن عبد الأعلى بن حماد ، عن معتمر ، عن عقبة بن
محمد، عن عبد الرحمن بن زيد بن أسلم ، عن أبي حازم.
قال أبو عبد الله: وعبد الرحمن لا يصح حديثه." انتهى.

قال محقّقُ "المدارة" ؛ محمد خير رمضان يوسف:" لعله يعني ابن أبي الدنيا
فهذه كنيته، وكانا متعاصرين." انتهى

وقال د.محمد بن عبد الكريم بن عبيد، صاحب "تخريج الأحاديث المرفوعة
المسندة في كتاب التاريخ الكبير للإمام البخاري" ص512/رقم 245
" المتبادرُ إلى الذّهن أنّه : عبد الله بن محمد بن أبي شيبة الكوفيّ ، وقد روى عنه
البخاريُّ كثيرا، غير أني لم أقفْ على نصٍّ على روايته عن عبد الأعلى بن حمّاد
البصري ، والعكس ثابت. ويحتمل أن يكون : عبد الله بن محمّد بن الأسـود
وكنيته أبو بكر البصري ، ويحتمل غيره." انتهى

قلتُ : قد روى ابنُ أبي الدُّنيا (208-281هـ) عن البخاريِّ (194- 256هـ)
ذكر ذلك المزّي في ترجمته 16/74 ولا ينكر أنْ يرويَ عنه البخاريُّ الذي يكبره بأربعة
عشر سنة؛ فهذا الحارث بن أبي أسامة(186-282هـ) يروى عنه وهو أكبر منه ببضع
وعشرين سنة ، وروى ابن أبي الدنيا أيضاً عنه انظر الجزء الذي خرّجه الحافظ أبو موسى
المديني في "ذكر ابن أبي الدنيا وحاله وما وقع من حديثه عاليا"ص358-360ضمن الجزء
الأول من "مجموعة أجزاء حديثية" لمشهور حسن.وذكر المزي الحارث بن أبي أسامة فيمن
روى عنه وقال:"وهو من شيوخه"وهذا أبوحاتم الرازي(195-277هـ) ترب البخاري
وقرينه يكتب عنه ؛ قال ابنه عبد الرحمن: عبد الله بن محمد بن أبي الدنيا كتبتُ عنه مع أبي
وسئل عنه أبي فقال:بغدادي صدوق." اه الجرح والتعديل5/163 والبخاري دخل بغدادَ
مرات عديدة ؛قال عن نفسه:" دخلتُ بغداد ثماني مرّات، في كلها أجالس أحمد بن حنبل"
تاريخ بغداد 2/22 وابن أبي الدنيا كان يقيم في بغداد قال الخطيب البغدادي: كان ابن أبي
الدنيا يؤدب غير واحد من أولاد الخلفاء، وبلغني أن مولده كان في سنة ثمان ومائتين وأنه
كوفيّ الأصل." تاريخ بغداد 10/89-90