جمعة مباركة
لماذا النسب إلى هُوَ: هُوِيّ ؟
والقاعدة تقول إن الأسماء الثنائية الوضع إذا ختمت بواو ضعفت عند النسب ؟
لماذا لا نقول: هوِّيّ؟
وشكرا
جمعة مباركة
لماذا النسب إلى هُوَ: هُوِيّ ؟
والقاعدة تقول إن الأسماء الثنائية الوضع إذا ختمت بواو ضعفت عند النسب ؟
لماذا لا نقول: هوِّيّ؟
وشكرا
للرفع لأهميته
سمعتُ مرة الشيخ الشنقيطي اللغوي عدود في ملف فيديو على يوتيوب يغلط قولنا الهُوِيّة بتخفيف الواو المكسورة ويصوّب أن نقول: الـهُـوِّيـة بتشديد الواو كما تفضلت.
شكرا أخي الكريم ، أظن الهوية مصدر صناعي وأظن أن صياغة المصدر الصناعي من الاسم مثل إضافة ياء النسب له مع التاء
أود أن يؤيد كلامي وكلام الأخ بكلام موثق مشكورين
السلام عليكم،في أصل (هُوِيَّة)
هذه حاشية لي في موضوع الهوية كنت كتبتها عندما ذكر زميل أن أصلها سرياني وليس الأمر كذلك بل هي عربية أصيلة لا مراء في ذلك:
إعلم أن كلمة (الهوية) عربية الأصل لا جدال في ذلك بين أحد من اللغويين حسب علمي بالكلمة وتاريخها خصوصا في الفلسفة، وليست من السريانية كما ادعى زميل كريم .. فهي مشتقة من (هُوَ) مكررة هكذا: (هُوَهُوَ) للدلالة على التطابق والتماثل والتجانس. وهي بهذا المعنى ترجمة مستعارة (loan translation) من كلمة يونانية تدل على التطابق والتماثل والتجانس. والترجمة المستعارة ليست اقتراضا فليتبنه إلى ذلك!
ثم إني لم أجد في المعجم السرياني كلمة تشبه هذه الكلمة بهذا المعنى. أما (الهوية) بالسريانية فهي ܗܳܝܟܰܕܗܝܽܬܳܐ = /هيكديوتا/.
وقد أضاف الفلاسفة العرب إلى (هُوَهُوَ) أداة التعريف وضموا الهاء فيها لتصبح الكلمة كما يلي: (الهُوهُو)! ويطلقونها على ما يطابق الشيء من كل وجه أي على الشيء المماثل والمطابق والمجانس لشيء آخر. وقد ترجم هذا (الهُوهُو) العربي كما ورد في كتب ابن سينا وابن رشد التي ترجمت إلى اللاتينية بـ (identicus). (يعني identical بالإنكليزية و identique بالفرنسية).
ثم اشتقوا من هذا (الهُوهُو) مصدرا صناعيا هكذا: (الهُوهُوية) ثم جعلوه (الهُوية) لخفة انذلاق هذه الأخيرة على اللسان.
قال ابن رشد في تفسير ما بعد الطبيعة*: (وإنما اضطر إليه بعض المترجمين، فاشتق هذا الاسم من حرف الرباط، أعني الذي يدل عند العرب على ارتباط المحمول بالوضع في جوهره، وهو حرف /هو/ في قولهم: زيد هو حيوان أم انسان [...] واضطر إلى ذلك بعض المترجمين لأنه رأى دلالته في الترجمة على ما كان يدل عليه اللفظ الذي كان يستعمل في لسان اليونانيين بدل الموجود في لسان العرب بل هو أدل عليه من اسم الموجود وذلك أن اسم الموجود في كلام العرب لما كان من الأسماء المشتقة وكانت الأسماء المشتقة إنما تدل على أعراض خيل إذا دل به في العلوم على ذات الشيء إنما يدل على عرض فيه كما عرض لابن سينا فتجنب بعض المترجمين هذا اللفظ إلى لفظ الهوية إذ كان لا يعرض فيه هذا العرض ..).
وكان ابن سينا استعمل (الماهية) للدلالة على (الهوية) فأنكر عليه ابن رشد ذلك كما نرى خشية من الاشتراك في المعنى الذي يفضل ابن رشد أن يشتق له (الهوية) التي ليس فيها اشتراك معنوي (وهو الاشتراك الذي يسميه ابن رشد "عرض").
وللهوية معان اصطلاحية كثيرة لكن معناها هنا (الهوية/identity) أصله تطابق الذوات أو – كما يقول ابن رشد في الصفحة 560 من المصدر ذاته: (الهوية التي تدل على ذات الشيء). ومن ثمة أصبحت تدل على أناس يلتقون على مبادئ معينة ويتحدون بها وهي إما الجنس (مثلا الجنس الآري في القومية الألمانية/النازية) أو الدين (مثلا الديانة الكاثوليكية في القومية الإيرلندية) أو اللغة والثقافة (مثلا اللغة الفرنسية في القومية الفرنسية) أو الجنس والدين معا (الجنس اليهودي واليهودية في الصهيونية).
ومن الجدير بالذكر أن تفسير ابن رشد الكبير هذا ترجم إلى العبرية فترجمت الهوية إلى العبرية ترجمة مستعارة هكذا: הואהות = /هُوهُوت/. أما (ماهية) ابن سينا فولدت في العبرية: מהות = /ماهوت/ أيضا والمعنى هُوَ هُوَ يعني هُوهُو!
ـــــــــــــــ ـــــــ
* المصدر: ابن رشد (1983).تفسير ما بعد الطبيعة. تحقيق موريس بويجس. الطبعة الثالثة. دار المشرق، بيروت. 4 مجلدات. المجلد الثاني، الصفحة 557. وانظر أيضا باب (القول في الهوية) المجلد الثاني الصفحة 552 وما يليها.
شكرا أستاذنا الفاضل عبد الرحمن،
إن النسب إليها جاء من النسب إلى المركب بجزئيه بداية، فعٌومِلت الواو كواو رابعة كالتي في كنغو فنقول هوهُوِيّ كما نقول: كنغويّ.
ثم خففت ..