السلام عليكن ورحمة الله وبركاته,,
كنت أشتري بعض الأغراض وحين هممت بالانصراف سارع البائع بتجميع أغراضي وتخليص إجرائي قبل بقية الزبائن, فدفعت المُستحق وقلت له: شكرًا.
فبادرني بنبرة بها تعجب: الشكر لله.
هممت أن أقول له: وما المانع أن يكون الشكر للناس, فلا أعلم أن الله - سبحانه وتعالى - قد اختص به دون خلقه, لكن لم أشأ فتح حوار معه.
وفي مرة أخرى كنت أتحدث في الهاتف لأسأل عن أمر ما فشكرت محدثي وأنا أنهي الحوار, فسارع: الشكر لله!
وأخيرًا قالتها لي إحدى الفتيات فاغتنمت الفرصة وقلت لها: قال الله - تعالى: {أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ} [لقمان/14]
وقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم: ((من لا يشكر الناس لا يشكر الله)), رواه الترمذي وصححه الألباني.
فمن الذي حرّم أو أنكر شكر الناس على ما يصنعون من معروف؟
ولعل البعض يقصد أن يتواضع وأن ما فعله لا يستحق الشكر؛ كقول البعض: لا شكر على واجب, والعجيب أن الشكر على الواجب معلوم وثابت في الدين؛ فالمسلم يصلي فرضه ويصوم ويفعل ما أوجبه الله عليه, ويشكر الله له ذلك؛ فمن العجيب حقًا أن تكون لدينا بعض القناعات التي لا أساس لها من الصحة وتتناقلها ألسنتنا دون تفكر.