تابعونا على المجلس العلمي على Facebook المجلس العلمي على Twitter
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد


النتائج 1 إلى 4 من 4

الموضوع: هنا صفحة تفريغ البحر الرائق في الزهد والرقائق لمعهد ابن تيمية بإشراف الشيخ الحويني

  1. #1
    تاريخ التسجيل
    May 2010
    المشاركات
    994

    Arrow هنا صفحة تفريغ البحر الرائق في الزهد والرقائق لمعهد ابن تيمية بإشراف الشيخ الحويني

    http://www.islamup.com/download.php?id=137094
    تحميل الدرس الأول كملف ورد

  2. #2
    تاريخ التسجيل
    May 2010
    المشاركات
    994

    افتراضي الدرس الثاني

    بسم الله الرحمن الرحيم
    الدرس الثاني
    من البحر الرائق في الزهد والرقائق
    بسم الله الرحمن الرحيم، له الحمد الحسن، والثناء الجميل، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله، اللهم صلى على محمد النبي الأمي وعلى آل محمد وسلم.
    أما بعد نبدأ الدرس الثاني من كتاب البحر الرائق، وكنا ذكرنا أسئلة في الدرس الماضي وهذه الأسئلة تعتبر مهمة ، إن شاء الله يكون منها فهم الموضوع وكذلك حسن الإجابة على الأسئلة في الامتحان إن شاء الله.
    س: ما هي أهمية علم التزكية؟.
    س: ما هو المنهج الصحيح للتزكية، وما هي المحاذير؟
    س: كيف تتيسر نية الإخلاص، وعلى من تشق؟
    س: من تعريف الإخلاص (هو تجريد قصد التقرب إلى الله تعالى عن جميع الشوائب)، اشرح هذا التعريف مع ضرب الأمثلة.
    و للتسهيل تجريد تنفي الشرك، وقصد التقرب ، تخص الطاعات وتخرج المباح، أي أن الإخلاص خاص بموضوع الطاعات والعبادات عن جميع الشوائب تشمل جميع الآفات، لا تخص الرياء فقط، فما معنى تجريد قصد التقرب وما معنى الشوائب؟
    س: قال بعض السلف رب عملٍ صغيرٍ تعظمه النية، ورب عملٍ صغيرٍ تصغره النية اشرح هذه العبارة ومثل لما تقول؟
    الدرس الجديد:
    الشرط الثاني من شروط قبول العمل
    متابعة السنة فالسؤال يكون ما هي شروط قبول العمل؟
    الشيخ حفظه الله يقول الشرط الثاني لقبول العمل(أن يكون العمل مطابقًا لسنة النبي r )سنة النبي rفي الدرس هل كان الصحابة يجلسون في الدرس هكذا مستندين للجدر؟ هل هذه الجلسة سنة أم بدعة؟ وما فائدة أن تجلس مستندا للحائط؟ وما هو هدي النبي r في درس العلم؟ هل كانوا يجلسون متفرقين هكذا أم متقاربين ؟ما الفرق بين الأخ الكريم صاحب الوجه السمح هذا الذي يجلس في الأول، والأخ الكريم صاحب الوجه السمح هذا الذي يجلس في مؤخرة المسجد؟، الفرق كبير، أنت لا تجلس هنا بطبعك اجلس بنيتك ودينك طبعك سيضرك، فالأخوة والحب في الله وعدم التكلف لا يحمل الإنسان على أن يخالف، أدب طلب العلم ولا سنة النبي r فمن بركة هذا العلم أنك تحمل نفسك على أدب العلم، فلا تركن ظهرك إلا لحاجة وعذر وتقترب ولا تجلس بعيد لأن هذا من تعظيم العلم أن تقترب وتهتم،
    (فالشرط الثاني لقبول العمل أن يكون العمل مطابقا لسنة النبي r لحديث عائشة رضي الله عنها قالت: قال رسول الله r«مَنْ أَحْدَثَ فِي أَمْرِنَا هَذَا مَا لَيْسَ مِنْهُ فَهُوَ رَدٌّ»، في أمرنا المراد بأمره هنا دينه وشرعه فهو رد أي غير مقبول، وفي رواية لمسلم:«مَنْ عَمِلَ عَمَلًا لَيْسَ عَلَيْهِ أَمْرُنَا فَهُوَ رَدٌّ»فهذا الحديث أصلٌ عظيم من أصول الإسلام، فكما أن حديث «الأعمال بالنيات» ميزان للأعمال في باطنها فهو ميزان للأعمال في ظاهرها، فكما أن كل عمل لا يراد به وجه الله تعالى فليس لعامله فيه ثواب فكذلك كل عمل لا يكون عليه أمر الله ورسوله فهو مردود على عامله) عندنا حديثين، حديث يقول النية «إنما الأعمال بالنيات» وحديث يقول: «مَنْ أَحْدَثَ فِي أَمْرِنَا هَذَا مَا لَيْسَ مِنْهُ فَهُوَ رَدٌّ» فهما أساسان للعمل ظاهرا وباطنا، فالعمل إن وافق السنة ظاهرا وكان خالصا لوجه الله باطنا فهذا هو العمل المقبول، فقوله rلَيْسَ عَلَيْهِ أَمْرُنَا» إشارة إلى أن أعمال العاملين كلها ينبغي أن تكون تحت أحكام الشريعة فتكون أحكام الشريعة حَاكِمَةً عليها بأمرها ونهيها -أي بأمر الشرع ونهيه- فمن كان عمله جاريا تحت أحكام الشريعة موافقا لها فهو مقبول، ومن كان خارجا عن ذلك فهو مردود.).
    فقوله من أول «لَيْسَ عَلَيْهِ أَمْرُنَا»هذه جملة مهمة إشارة إلى ما ينبغي أن يكون عليه العمل لو سئلت في هذا الحديث في قول النبي r «مَنْ أَحْدَثَ فِي أَمْرِنَا هَذَا مَا لَيْسَ مِنْهُ فَهُوَ رَدٌّ» أو «مَنْ عَمِلَ عَمَلًا لَيْسَ عَلَيْهِ أَمْرُنَا» ماذا يشير إليه هذا القول؟ نقول هذا إشارة إلى أن أعمال العاملين كلها ينبغي أن تكون تحت أحكام الشريعة.
    والمقصود بهذا السؤال وهذه الإجابة التنبيه على الفوائد الموجودة في الحديث التي ينبغي للطالب أن يخرج بها من الدرس في حياته العملية.
    (أخبر النبي r عن السبيل التي ينبغي للعباد أن يسلكوها حتى لا يكونوا يوم القيامة من المغبونين، قال تعالى: ﴿الَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعًا﴾ [الكهف: 104] أبو إسرائيل لما وقف في الشمس وصام وامتنع عن الكلام فالنبي r أقره على بعض الأشياء ونهاه عن بعضها، فالإنسان لو تُرك سيبتدع في الدين ولا يتقرب إلى الله وإنما يبتعد عن الله تبارك وتعالى لأنه يفتح بابا للشيطان يُضله حتى لو كانت له نية حسنة، ما ذنبه وله نية حسنة؟ أنه لم يطلب العلم أو لم يطلب هدي النبي r، وقال تعالى: ﴿الَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعًا﴾ فالسبب هو أنهم لم يتبعوا هدي الأنبياء وإنما اتبعوا أراءهم وما أحدثوه فضلوا وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعا، (قال r في حديث العرباض بن سارية: «فإنه من يعيش منكم فسيرى اختلافا كثيرا، فعليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي عضو عليها بالنواجذ، وإياكم ومحدثات الأمور، فإن كل بدعة ضلالة» فالكلام في الدين «سيرى اختلافا كثيرا»أي في الدين «إياكم ومحدثات الأمور» في الدين في الشريعة، «فإن كل بدعة ضلالة» كل محدثة ضلالة، البدعة هو الأمر المحدث في الدين البدعة الشرعية.
    (فهذا إخبار منه r بما وقع في أمته بعده من كثرة الاختلاف في أصول الدين وفروعه وفي الأعمال والأقوال والاعتقادات، وهذا موافق لما روى عنه من افتراق أمته على بضع وسبعين فرقة) أخطر البدع هي بدع العقائد ولذلك أصحاب الفرق مبتدعة، (وأنها أي الفرق- كلها في النار إلا واحدة وهي ما كان عليه النبي r وأصحابه) لأن من خالف ذلك فقد أحدث، ومن ثبت على هدي النبي وأصحابه فقد ثبت على السنة واستقام (ففي هذا الحديث أمر عند الافتراق والاختلاف بالتمسك بسنته وسنة الخلفاء الراشدين من بعده، والسنة هي الطريق المسلوكة) سلك النبي طريقا، وسلك الصحابة طريقا فهذا الطريق أوصلهم، فأنت تريد أن تصل تسلك طريقهم (والسنة هي الطريق المسلوكة فيشمل ذلك التمسك بما كان عليه النبي r وخلفاؤه الراشدون من الاعتقادات والأعمال والأقوال، وهذه هي السنة الكاملة، ولهذا كان السلف لا يطلقون اسم السنة إلا على ما يشمل ذلك كله)
    س: ما هي السنة الكاملة عند السلف؟
    الجواب: (هي التمسك بما كان عليه النبي r وخلفاؤه الراشدون من الاعتقادات والأعمال والأقوال الظاهرة والباطنة مع اجتناب محدثات الأمور،).
    قوله (مع اجتناب محدثات الأمور)،ما فائدة هذه الزيادة؟ أن الإنسان التوحيد يجد أنه يقول لا إله إلا الله فيها نفي وإثبات، فإثبات التوحيد مع نفي الشرك النفي مع الإثبات مهمين جدا لكمال المعنى، فسلوك الطريق مع اجتناب محدثات الأمور، تحذر أن تحدث في الدين وتجتنب ما أحدثه الناس في الدين (وهذه هي السنة الكاملة) بمفهوم السلف- (وقوله r «عضوا عليها بالنواجذ» كناية عن شدة التمسك بها. والنواجذ: الأضراس) والعض والتمسك الشديد ،فيه دلالة على الخوف والحذر وأن هناك من يريد أن ينزع منك هذا الأمر، يعني أمر أنت تعض عليه بأيديك وأسنانك يبقى لازم فيه دوافع ونوازع وأمور تحاول أن تحول بينك وبين هذا الأمر.
    عضوا عليها بالنواجذ» وقوله: r «إياكم ومحدثات الأمور فإن كل بدعة ضلالة» هذا تحذير للأمة من اتباع الأمور المحدثة والمبتدعة) في الدين لأن الكلام في الإخلاص أي في الدين أي في العبادات والطاعات والكلام عن البدع أي في الدين في العبادات والطاعات، أما البدع فيما ليس دين مثل هذه الأعمدة خراسانية وكانت قبل ذلك مثلا من نوع آخر أو كذا، هذه بدع دنيوية هذه ليست محرمه ولا محظورة، وإنما الكلام في البدع الشرعية في البدعة في الدين وقوله r«فإن كل بدعة ضلالة» فأي إحداث في الدين لا يتوقف عن نية صاحبه حتى نحكم عليه وإنما يحكم عليه بالضلالة سواء كان ذا نية حسنة أو سيئة؛ لأنه ليس له أن يشرع حتى ولا لنفسه، أبو إسرائيل كان واقفا بنية صالحة نحسبه، ولكن هذا باب خطير يكون من خطورته أنه يؤدي إلى نسخ الدين وتشريع دين جديد، فلو كل واحد أحدث أمر ستموت السنة وتنمحي، وسيتجدد للناس دين كل زمان بما يوافق هواه، وما يوافق نشاطه واجتهاده أو كسله، ولذلك النصارى واليهود غيروا الدين بسبب البدع، فأخطر حاجة في البدع أنها تمسخ الدين وتمحوه والرسل هم أعلم الناس بما يرضي الله فكيف يستغني الناس عن شرع الرسل وما جاء بالوحي المعصوم بآرائهم فسواء كانت نيتهم حسنة أو سيئة فإنها ضلالة لأن النتيجة ستؤدي إلى الضلال، فالبدعة لابد أن نحذرها حذرا شديدًا ونكرهها فإن السيئة والمعصية كراهتها واضحة وظاهرة، أما البدعة فأمرها خفي، ولذلك خطرها أشد فيكره البدعة كل عالم فقيه لأن خطورتها أشد صاحب المعصية يتوب لأنه يعلم أنه مخالف إنما صاحب البدعة قد يرضى عن نفسه ويعجب بعمله، فلذلك فإن خير الهدي هدي محمد r كما في الحديث «أن خير الحديث كتاب الله، وخير الهدي هدي محمد r وشر الأمور محدثاتها» الأمور التي في الدين، شر الأمور في الدين محدثاتها «وكل بدعة ضلالة» فهي ضلالة أي بعد عن طريق الحق، وعن طريق الاستقامة.
    (فقوله r «كل بدعة ضلالة» من جوامع الكلم لا يخرج عنه شيء، وهو أصل عظيم من أصول الدين شبيه بقوله r: «من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد») يعني ممكن واحد يحدث ما هو منه؟ نعم، يعني ممكن الدين يسع أن تفعل شيئا من الدين من السنة، ولكن فيه وجه هذا الوجه هو المحدث، ولا يخالف الدين لا في أصله ولا في فرعه، وستأتي أمثلة على ذلك (فكل من أحدث شيئا ونسبه إلى دين ولم يكن له أصل في الدين يرجع إليه فهو ضلالة) إذن لو كان له أصل يرجع إليه بقول العلماء ويوافق فليس ضلالة، فمن أحدث في الدين ما ليس منه (ولم يكن له أصل في الدين يرجع إليه فهو ضلالة والدين بريء منه، وسواء في ذلك مسائل الاعتقاد أو الأعمال أو الأقوال الظاهرة والباطنة، وأما ما وقع في كلام السلف من استحسان بعض البدع فإنما ذلك في البدع اللغوية لا الشرعية) بدعة لغة يعني أمر محدث بالمعنى اللغوي لا بالمعنى الشرعي، أي ليس دينا محدثا، وإنما هو أمر محدث يوافق الدين، ويوافق السنة (ومن ذلك قول عمر t لما جمع الناس في قيام رمضان على إمام واحد في مسجد وخرج ورآهم يصلون كذلك فقال: «نعمت البدعة هذه») فلم تحدث في عهد أبي بكر وإنما كانت كما يذكر : تفسير قوله نعمة البدعة، يقول: (فهذا الفعل وإن لم يكن على هذا الوجه قبل هذا الوقت ولكن له أصل في الشرع يرجع إليه) هذا الأصل هو:
    ما هو المسوغ لصلاة التراويح جماعة في رمضان ؟ لما يلي من الأسباب:
    1-(أن النبي r كان يحث على قيام رمضان ويرغب فيه)، هذا واحد، طيب فالنبي كان يحث على قيام الليل فهل نصلي قيام الليل جماعة؟ لما نقول لك هذا واحد لأن الأسباب ستجتمع كي تفسر النتيجة.
    2- (كان الناس في زمنه يقومون في المسجد جماعات متفرقة ووحدانا) إذا كان فيه جماعة تقام في رمضان في المسجد.
    3- (صلى بأصحابه r غير ليلة) يعني فعله النبي r (ثم امتنع معللا بأنه خشي أن يكتب عليهم فيعجزوا عن القيام به) فلما انقطع الوحي ذهبت العِلة، لم يبقَ هذا الخوف لأنه لا تشريع بعد الوحي، فهذه الأسباب مجتمعة جعلت مسوغ لصلاة التراويح في رمضان جماعة،إذا قوله: «نعمت البدعة» فالبدعة هنا لغة وليست بدعة ضلالة أو بدعة شرعية، 4-(ومنها أنه r أمر بإتباع سنة الخلفاء الراشدين) فلو كان عمر الذي أمر به رضي الله عنه وأرضاه فهو من الخلفاء الراشدين.
    (وروى الحافظ أبو نعيم بإسناده عن إبراهيم بن الجنيد قال سمعت الشافعي يقول: البدعة بدعتان: بدعة محمودة وبدعة مذمومة: فما وافق السنة فهو محمود)، لا يوجد تناقض، ما وافق السنة لا يسمى بدعة، وإنما يمكن أن يُبتدع أمر يوافق السنة يبتدع لغة ويكون اسمه سنة حسنة «من سن في الإسلام سنة حسنة» فهو محمود، وما خالف السنة يعني ليس له أحدث في أمر النبي r وفي دينه أمرا يخالف السنة فهو مذموم وهذا هو البدعة الضلالة،(واحتج الشافعي بقول عمر t «نعمت البدعة» ) .
    نأخذ مثلا الترغيب في إفطار الصائم، تفطير الصائم هذه سنة وأمر مأمور به، فهناك من يصنع طعام أو يجهز سندوتشات ويقفوا على الطريق يوقفوا السيارات ويفطروا الصائم ابن السبيل هذه سنة حسنة لأن لها أصل في الدين موافق أمر النبي r وفعل النبي r، وفعل الصحابة، أما كون أن الآن كثرة السفر ويفعلوا هذه الطريقة تسمى سنة حسنة، وكذلك يقف على باب المسجد ويضع طيب للناس التي تدخل المسجد، ممكن يطيبه، هذه سنة حسنة لأن «إذا عرض عليك الطيب فلا ترده» والطيب مستحب ومرغب فيه فمن فعل هذا يبقى فقد استن سنة حسنة، وكذلك كمن صنع حامل المصحف ، وأتى به إلى المسجد يتقرب به إلى الله U هذا سنة حسنة لأن رفع المصحف وتكريمه وعدم وضعه على الأرض هذه من هدي السلف، وكذلك من السنن الحسنة كمن أعد برنامجا للآذان تنزله على الهاتف يأتي وقت الآذان يؤذن هذه سنة حسنة بالرغم أنها بدعة ، لم يكن فيه هاتف أصلا، فما بالك إذا كان هو جعل الآذان يؤذن في وقت الآذان على الهاتف فهذه سنة حسنة، وكذلك المصحف، لأن لم يكن فيه مصاحف مطبوعة جمعوا المصحف فسنة حسنة، فطباعة المصحف سنة حسنة، فمثل هذه الأمور سنة حسنة.
    (وفي هذا الزمان أو هذه الأزمان التي بعد العهد فيها بعلوم السلف يتعين ضبط ما نُقل عنهم من ذلك ليتميز ما كان من العلم موجودا في زمانهم وما أحدث في ذلك بعدهم فيعلم بذلك السنة من البدعة) ما هي السنة المحمودة حتى نميز بينها وبين السنة الضلالة؟ (صح عن ابن مسعود أنه قال: «إنكم قد أصبحتم اليوم على الفطرة، وإنكم ستحدثون ويحدث لكم، فإذا رأيتم محدثة فعليكم بالعهد الأول») فقد كان الصحابة يمشون مع النساء، والنبي سافر مع نسائه، ، وكان يمشي بجوارها، وكذلك وقف مع صفية في الشارع ،هل ثبت أن امتنع عن وضع العطر أو ثبت مثلا دليل أن النبي r لما يكون واقف مع زوجته كان لا يضع العطر كي لا يشم أحد الرائحة،ثم يشتبه عليه الأمر من الذي وضع العطر الرجل أم المرأة؟ فهذا تنطع، وبدعة لأنه يتقرب به إلى الله،يظن أن هذا نوع من القربى والورع فالبدعة خطورتها ليست عند عوام الناس فقط، وعند المتدين لأن المتدين ممكن ومن السهل جدا أن يبتدع في الدين سواء كان رجلا أو امرأة.
    (وروى ابن حميد عن مالك قال: لم يكن شيء من هذه الأهواء في عهد النبي r وأبي بكر وعمر وعثمان. وكان مالك يشير بالأهواء إلى ما حدث من التفرق في أصول الديانات من أمور الخوارج والروافض والمرجئة ونحوهم ممن تكلم في تكفير المسلمين واستباحة دمائهم وأموالهم، أو في تخليدهم في النار، أو في تفسيق خواص هذه الأمة أو عكس ذلك ممن زعم أن المعاصي لا تضر أهلها، وأنه لا يدخل النار من أهل التوحيد أحد).
    فمثل البدع في الدين الذين يكفرون المسلمون وعلماء المسلمون من التوقف والتبين أو غير ذلك من الفرق التي موجودة الآن التي تصح أن تسمى أهل الأهواء أو أهل البدع لأنهم أحدثوا في أمر الدين ما ليس منه وخالفوا علماء الأمة المشهود لهم بالصلاح والعلة.
    (وقد أمر الله U بإتباع سنة النبي r فقال: تعالى: ﴿ وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانتَهُوا[الحشر: 7]، وقال تعالى: ﴿وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ ولَا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَن يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ وَمَن يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالًا مُّبِينًا[الأحزاب: 36]، بل جعل الله U أتباع سنة نبيه r علامة على محبته U) على محبته للعبد ومحبة العبد له فهي علامة على المحبة على يحبهم ويحبونه، (فقال تعالى: ﴿قُلْ إِن كُنتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ[آل عمران: 31] يبقى أنت لو اتبعت النبي r دل ذلك على محبتك لله، وعلى محبة الله لك، فالموفق من وفق لأتباع السنة.
    (وقال الحسن البصري: ادعى ناس محبة الله U فابتلاهم بهذه الآية: ﴿قُلْ إِن كُنتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ ﴾.
    - قال الزهري: الاعتصام بالسنة نجاة؛ لأن السنة كما قال مالك: مثل سفينة نوح من ركبها نجا، ومن تخلف عنها هلك.
    وعن سفيان قال: لا يقبل قول إلا بعمل، ولا يستقيم قول وعمل إلا بنية، ولا يستقيم قول وعمل ونية إلا بموافقة السنة.
    - وعن ابن شوذب قال: إن من نعمة الله على الشاب إذ نَسُكَ أن يؤاخِي صاحب سنة يحمله عليها) هذا الأمر يعني نحب أن ننبه علي أنه ليس سهلا لأنك تحب السنة وترجو أن تكون من أهل السنة، وتحذر أن تبتدع بسبب التعمق أو الغلو أو الورع الكاذب فاحذر من البدعة لأن فيها سَخط وسُخط فالبدعة تدل على جهل صاحبها، وعلى اتهام صاحبها للنبي r انظر إلى الثلاثة الذين سألوا عن عبادة النبي r وكأنهم تقالوها كيف غضب عليهم النبي r يعني ناس أتوا نيتهم صالحة غضب النبي r يدل على عاقبة البدعة، وعلى ما يؤل إليه الأمر فالغضب فيه زجر فلابد أن تكون يقظا جدا من هذا الباب مسألة أن تحذر أن تكون على بدعة وأنت لا تشعر، بل تحسب أنك تحسن صنعا.
    (وعن المعتمر بن سليمان قال: دخلت على أبي وأنا منكسر فقال لي: مالك؟ قلت: مات صديق لي، فقال: مات على السنة؟ قلت: نعم. قال: تحزن عليه) يعني تفرح لا تحزن عليه فالموت على السنة هذا فوز عظيم.
    (وعن سفيان الثوري قال: استوصوا بأهل السنة خيرا فإنهم غرباء) والإنسان يشعر بالغربة كلما التزم بالسنة،.
    وأما عن ذم البدع والمبتدعين:
    قال الله تعالى: ﴿ وَلَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ تَفَرَّقُوا وَاخْتَلَفُوا مِن بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْبَيِّنَاتُ وَأُولَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ﴾) [آل عمران: 105]. هم تفرقوا واختلفوا في الدين، يبقى تفرقوا واختلفوا في الدين كل حزب بما لديهم فرحون هذا يقول لا نفعل كذا، وهذا يقول نفعل كذا، وهذا الأولى وهذا الأحسن وكذا فتفرقوا واختلفوا في الدين، يبقى لابد أن يكون فيهم من هو متمسك بالأصل والسنة، ومن أحدث في الأمر.
    ﴿يَوْمَ تَبْيَضُّ وُجُوهٌ وَتَسْوَدُّ وُجُوهٌ﴾ [آل عمران: 106] قال ابن عباس رضي الله عنهما تَبْيضُّ وجوه أهل السنة والائتلاف وتسود وجوه أهل البدعة والاختلاف).
    كلما وجدت في قلبك محبة لأهل السنة كنت ممن تبيض وجوههم يوم القيامة فاحذر الفرقة، واحذر تغير القلب بسبب الفرقة فمسألة الفرقة والاختلاف على السنة والبدعة مسألة شرعية بالنسبة لأهل السنة أنهم يفارقون أهل البدعة، أما بالنسبة لمسألة الفرقة والاختلاف التي هي من حظ الشيطان كنزغ الشيطان واختلاف القلوب بسبب النفوس وليس بسبب الحق، بسبب حظوظ النفس، وحظ الشيطان هذا أمر مذموم، والممدوح والمحمود الاختلاف مع أهل البدعة بسبب الثبات على السنة فأنت تخالفهم وتفارقهم لأنك على الحق، أما أهل الحق أنفسهم إذا كان بينهم خلاف سائغ فالمسألة تحتمل رأين وثلاثة أو خلاف في اجتهادات سائغة فإذا أثر هذا الخلاف على القلوب فإن هذا معناه نزغ الشيطان وحظ النفس وضعف الإيمان فهذا أمر مذموم.
    (وعن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما عن النبي r أنه قال: «من رغب عن سنتي فليس مني») فالبدعة زهد في السنة، ورغبة عنها حتى أن الرجل الذي أحيا الليل، وأهمل حق زوجته قال له رسول الله r «أرغبة عن سنتي» سمى هذا الفعل رغبة عن السنة، يرغب عنها وهذا رجل يقيم الليل، ولكنه لم يزنّ فعله بهدي النبي r «من رغب عن سنتي فليس مني» فهذا الذي كان يريد أن يصوم الدهر، وهذا الذي يريد ألا يتزوج حتى يتفرغ لعبادة الله، والذي يريد أن يقوم الليل كله ولا يرقد ويظن أن ذلك يقربه إلى الله تبارك وتعالى سماه النبي r، رغبة عن السنة، أي لم تعجب;، ثم أنت تتصرف بطريقة دبلوماسية ، تقول لا تعجبني هو فعل النبي r قليل ولا فيه نقص، لا استغفر الله، النبي غفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر، وأين نحن ورسول الله r؟فعندما يقول لك الرسول r كان يفعل كذا، بعض الناس يعني هذا وجه آخر لأن المسألة لها وجهين، يقولوا ومن الذي سيفعل مثل النبي؟ أي يعتذر أنه لا يستطيع أن يفعل مثل النبي r،أي يفتح باب التقصير لنفسه، لا نحن نفعل مثل النبي r، لأن النبي r من رحمة الله جعله لنا قدوة وأسوة، فالنبي لم يجتهد في العبادة الاجتهاد الذي هو الغلو حتى نقول ومن يستطيع أن يفعل مثل النبي r، فالنبي r صلى أحد عشر ركعة وكان يصوم كما تعلمون من سنته وهديه r يعني كل ما فعله النبي r المسلم يطيق أن يفعل مثله، إنما أن تقع العبادة على نفس الصفة يعني هذا لا يمكن، لأن هذا النبي r في أعلى المنازل، إنما النبي r مشرع، قدوة، يعني هو المطبق التطبيق العملي للقرآن والسنة، ثم نأتي إلى الذي نظر إلى عبادة النبي r بهذا المنظور أنها تشريع لأنها للأمة كلها، وكأن فيه باب آخر للعبادة هذا أكمل وأتم فأراد أن يزيد فقال النبي r: «من رغب عن سنتي فليس مني» فالبدعة رغبة عن السنة، وأما الاجتهاد في العبادة مثل ما ورد عن أهل العلم سواء كان في ختم القرآن أو كذا، أو صلاة الليل أو من صام أربعين سنة أول شيء هذا ليس تشريع ، لا نقول أبدا من المستحب، السؤال هل يجوز الاجتهاد في العبادة؟ ، إنما لما نأتي نقول الترغيب في العبادات فنتكلم عن السنة هذا هو فعلا السنة وهذا هو المستحب.
    س2: هؤلاء الصالحون نحن نحبهم ولا نقلدهم وإنما نتبع النبي r.
    الأمر الثالث: الدفاع عنهم لما هم مثل الشافعي مثل غيره، سفيان الثوري، مثل غيره من أهل العلم المشهور لهم والمشهود لهم بالصلاح والتقوى، ننظر في قول العلماء نجد أن باب الاجتهاد مثلا من العلماء من قال أنهم يطيقون ذلك، ومنهم من قال أن لهم أحوال أنهم معانون يعني يعتذر عنهم بأن لهم أسباب خاصة، ولكن باب تقليدهم مقفول وإنما المفتوح هو باب إتباع النبي r، وهذه المسألة بالذات يعني يمكن تراجع فيها كلام الدكتور سيد عفاني في علو الهمة في الاجتهاد في العبادة فإنه يعني باب جيد يمكن أن تراجعه فيه فوائد عظيمة لأن الدرس لا يتسع لشرح هذه المسألة.
    قال النبي r: «أنا فرطكم على الحوض وليختلجن رجال دوني فأقول: يا رب» والنبي يسبقنا على الحوض وسوف يمنع ويدفع رجال دون الحوض، ودون أن يصلوا للنبي r، «فأقول يا رب أصحابي فيقال: إنك لا تدري ما أحدثوا بعدك» فالإحداث في الدين يمنع الورود على النبي r فهو رغبة عن السنة، وإبعاد النبي r أحب المسلمون إلى النبي r أعظمهم إتباع لسنته r، «وإياكم ومحدثات الأمور فأن كل بدعة ضلالة»
    (وعن عبد الله بن مسعود t قال: «اتبعوا ولا تبتدعوا فقد كفيتم» قاعدة: تريد أن تتقرب إلى الله تبارك وتعالى مادمت وضعت هذه النية فلابد من سؤال نفسك ما لدليل؟تريد أن تتقرب إلى الله بعمل، هذا العمل ستفعل طاعة قربه إلى الله تبارك وتعالى ، تنظر في نفسك أنت استحسنته أم عليه دليل من السنة فلابد أن يكون عليه دليل من السنة أن يطمئن قلبك لهذا تسأل فيه أهل العلم أو يكون هذا من هدي أهل العلم أهل السنة، فمسألة البدعة هذه مسألة التوسع فيها والقراءة فيها مهم يعني لا تقتصر على هذا الباب كأمر لشخصك وإنما تقرأ مثلا شرح الحديث في جامع العلوم والحكم، الحديث الخامس وهو «من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد»تقرأ شرحه في جمع العلوم والحكم وتقرأ في كتاب البدعة تحديدها وموقف الإسلام منها للدكتور عزت عطية أو الإبداع في مضار الابتداع تتوسع في هذه المسألة حتى تحفظ دينك.
    وعن عبد الله بن مسعود t قال: «اتبعوا ولا تبتدعوا فقد كفيتم».
    وعن أيوب السختياني قال: ما ازداد صاحب بدعة اجتهادا إلا ازداد من الله U بعدا.
    وعن سعيد الكوبري قال: مرض سليمان التيمي فبكى في مرضه بكاء شديد فقيل له ما يبكيك أتجزع من الموت، قال: لا ولكن مررت على قَدَرِيٍّ يقول بالقدر- فسلمت عليه فأخاف أن يحاسبني ربي عليه، يعني كان واجب علي أنكر عليه ولا أصافحه، وخشي من هذا الذي فعله أن يحاسب عليه فيعذب.
    وعن الفضيل قال: ( إذا رأيت مبتدعا في طريق فخذ في طريق آخر) يعني أتعلم أن أنت لا تجادل صاحب البدعة، ولا تجالسه، ولا تسمع منه، أصحاب الأهواء وأصحاب البدع وأنت إنسان مسكين وقليل العلم لا تعرض نفسك لهم لأنهم مرضى، هو ليس مثلك لأن هو إنسان مريض القلب صاحب هوى يريد أن يغلبك بالباطل أو بالحق، فأقل شيء يدخل شبهة على قلبك فلعلك لا تستطيع إخراجها، ولكن تترك هؤلاء لأهل العلم الراسخين فهم يعلمون كيف يردون عليك، لا تعرض نفسك لأصحاب البدع ولا تجالسهم ولا تسمع منهم.
    (فإن قال قائل قد مدحت السنة وذممت البدعة فما السنة وما البدعة فإنا نرى كل مبتدع يزعم أنه من أهل السنة؟)
    كنا ذكرنا ضابط مثلا الإخلاص في النية هذا في أعمال الطاعات، وكذلك الكلام في البدعة هذا في الدين.
    (فالجواب: أن السنة في اللغة: هي الطريق ولا ريب في أن أهل النقل والأثر المتتبعين آثار رسول الله r وآثار أصحابه رضي الله عنهم هم أهل السنة؛ لأنهم على تلك الطريق التي لم يحدث فيها حادث، وإنما وقعت الحوادث والبدع بعد رسول الله r وأصحابه رضي الله عنهم).
    يكفيك بدعة خلق القرآن وتمسك الإمام أحمد بن حنبل بالسنة أحدثوا، لما تعلموا علم الكلام وخالفوا السنة أحدثوا بدعة خلق القرآن بسبب قواعد علم الكلام، فيقول: ائتوني بآية من كتاب الله أو حديث من سنة رسول الله r أقول به، هذا هو كان رد الإمام أحمد بن حنبل، فالزم أهل السنة فكل من أحدث في الدين ما لم يأذن به الله ورسوله فهو ضلالة.
    من عمل عملا أصله مشروع ثم أدخل فيه ما ليس بمشروع فهذا أيضا مخالف، الوضوء مرة مرة، اثنين اثنين، ثلاثة ثلاثة، لو أنك تتوضأ أربعة لو تغسل رأسك بدل مسحها هذه كلها بدع لأن هذا أمر لو كان مقصودا به التدين والتعبد فهو بدعة إنما لو غسل أحدنا يده، أكل فسيخ ، وغسل يده أكثر من مرة بنية النظافة إنما الوضوء الأمر التعبدي تلتزم فيه بالسنة.
    (والبدعة: عبارة عن فعل لم يكن يعني على عهد الصحابة رضي الله عنهم- فابتدع، والأغلب في المبتدعات أنها تصادم الشريعة بالمخالفة) هي طريقة في الدين محدثة تضاهي الشرعية، يعني أي بها المبتدع وهي (تصادم الشريعة بالمخالفات، وتوجب الطاعات بالزيادة أو النقصان، فإن ابتدع شيء لا يخالف الشريعة ولا يوجب الطاعات عليها فقد كان جمهور السلف يكرهونه وكانوا ينفرون من كل مبتدع وإن كان جائزا)،كما قلنا أن مسألة السنة الحسنة هذا باب مفتوح ولكن له ضوابط يحدده العلماء، فالإنسان إذا التبس عليه أمر هل هو سنة حسنة أم بدعة يسأل فيه أهل العلم، ومسألة الميكرفون هذا أمر محدث، ولكنه سنة حسنة لأن القصد تبليغ الصوت المؤذن يعني يبلغ ثوابه على قدر ما يبلغ صوته فكون أن يخترعوا شيء يؤازر الشرع يناصر يعين يحقق مقصود الشرع هذا أمر وإن كان محدثا فهو سنة حسنة فهذا له ضوابط وهذه الضوابط يعني كما قلنا إذا التبست على شخص يسأل فيها أهل العلم.
    وزيد بن ثابت، كان عند الصحابة حساسية بالغة من أمر الإحداث في الدين.
    (قال زيد بن ثابت لأبي بكر وعمر رضي الله عنهم حين قالا اجمع القرآن: قال: كيف تفعلان شيئا لم يفعله رسول الله r)، فكان عندهم حذر شديد من البدعة فحتى أطمئنت قلوبهم إلى أن هذا خير وليس فيه مخالفة ففعلوه، ولذلك مثلا عندنا أمور هي عبادة في بعض الأوقات أو في بعض العبادات مثل القيام، أنك تقف هذه عبادة في الصلاة ركن، إنما لو تريد تقرأ قرآن وتخاف أن تنام أو مرهق فمن الممكن أن تقف وتقرأ براحتك إنما لو تقول أنني سأقرأ القرآن وأنا قائم متجها للقبلة بدلا من الجلوس والاستناد وذلك تعظيما للقرآن، فأنت تبتدع، ما لدليل على أن هذا تعظيم للقرآن؟ هل فعله النبي أو الصحابة؟إياك أن تفتح على نفسك باب بدعة لأن أبو إسرائيل لما رأى النبي r واقفا على المنبر قال: النبي واقف وأنا أجلس هل هذا ينفع أنا أقف وبعدين أقف في الشمس، طيب الوقوف في الشمس عبادة في الحج، لما تحرم مثلا تخرج للشمس أحسن من أنك تكون في الخيمة ،في عرفة هذا سنة عن النبي r، ولذلك الصوم في العيد هذا حرام فضلا عن أنه محدث أمر محدث لأن فيه نهي عنه، الصوم عن الكلام، الصمت «فليقل خيرا أو ليصمت» إنما واحد يصوم يتقرب إلى الله بالصوم عن الكلام هذا بدعة.
    (وعن أبي البختري قال أخبر رجل عبد الله بن مسعود أن قوما يجلسون في المسجد بعد المغرب فيهم رجل يقول: كبروا الله كذا، سبحوا الله كذا، احمدوا الله كذا، قال عبد الله: فإذا رأيتهم فعلوا ذلك فأتني فاخبرني بمجالس، فأتاهم فجلس فلما سمع ما يقولون قام فأتى ابن مسعود فجاء وكان رجلا حديدا كان شديدا في الحق- قال: أنا عبد الله بن مسعود يعني أنا صحابي- أنا عبد الله بن مسعود ثم قال والله الذي لا إله غيره لقد جئتم ببدعة ظلما ولقد فضلتم أصحاب محمد علما) أما أنكم أحسن من الصحابة وأعلم، أو أنكم على بدعة، فقالوا: لا نريد إلا الخير، قال كم من مريد للخير لا يبلغه، اتبعوا ولا تبتدعوا (عليكم بالطريق فألزموه ولئن أخذتم يمينا وشمالا لتضلن ضلالا بعيدا.
    وفي الصحيحين عن ثوبان t قال: قال رسول الله r: «لا تزل طائفة من أمتي ظاهرين على الحق لا يضرهم من خذلهم حتى يأتي أمر الله وهم كذلك»، وقال أبو شامة عن مبارك عن الحسن البصري: السنة والذي لا إله إلا هو بين الغالي والجافي)،فالبدعة هي: ما أحدث مما لا أصل له في الشريعة يدل عليه، وقال ابن حجر: ما أحدث على غير مثال سابق أو غير ذلك من التعريف.
    س: مسألة الآذان في الميكرفون والإقامة من غير ميكرفون.
    ج: هذا تحكم لأن الصحابة أيضا يسمعوا الإقامة فهذا تحكم وتحجير واسع،.
    س: الأحزاب هل هي بدعة؟
    ج: هذا أمر محدث يسأل فيه أهل العلم لكن لو أتيت بعلمي أناأحكم فأكون تعنيت ووضعت نفسي فيما لا يصح لي أن أفعل وإنما يستشكل علي الأمر، فاسأل العلماء الراسخين فيجيبوني وأخذ الإجابة سمعا وطاعة لأن هذا أمر يحتاج إلى قياس واستنباط، والترجيح بين مصالح ومفاسد، فطبعا أفتى علماءنا بأن هذا الأمر يعني جائز بهذه الصورة التي فعلوها وللأسباب التي وضحوها وإنما فعلا يستحق لك أن تستشكل ولكن تسأل أهل العلم وتأخذ بفتواهم.
    س: هل المقصود بمن سن سنة حسنة أي أحياها؟
    ج: هذا أيضا مقصود من سن سنة حسنة لأنه لما أحيا السنة فقد سن سنة حسنة، الإحياء نفسه سنة حسنة.
    س: معنى ستحدثون ويحدث لكم؟
    ج: أي يأتي قوم هم الذين يحدثوا ويبتدعوا، ويأتي قوم لا يحدثوا ولا يبتدعوا ولكن تحدث البدع فيتبعوها هذا معنى يحدث لكم، فأنت تجتنب البدعة أي ما أحدث، وتحذر البدعة أي لا تحدث.
    س: كيف أفرق بين البدعة الحسنة والبدعة السيئة؟
    ج: هذا سؤال سيأتي إن شاء الله في الامتحان احتمال، لأن هذا معناه أنك تفهم الموضوع الذي نتكلم فيه، تقول لي شروط البدعة، ومعنى البدعة لغة، وتضرب مثال، وتقول مثلا ما أحدث مما لا أصل له في الشريعة يدل عليه هذا بدعة، أما ما له أصل في الشريعة ولا يخالفها فهذا سنة حسنة، ولما تقرأ في كتاب البدعة في التوسع ستجد هذا التعاريف مشروحة.
    أقول قولي هذا واستغفر الله لي ولكم وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وآله والحمد لله رب العالمين.
    انتهى الدرس الثاني نسألكم الدعاء أختكم أم محمد الظن

  3. #3
    تاريخ التسجيل
    May 2010
    المشاركات
    994

    افتراضي الدرس الثالث

    بسم الله الرحمن الرحيم
    البحر الرائق في الزهد والرقائق
    الدرس[3]
    3_فضل العلم والعلماء
    الحمد لله رب العالمين، الحمد لله عدد ما خلق، الحمد لله ملء ما خلق، الحمد لله عدد ما في السماوات وما في الأرض، الحمد لله عدد ما أحصى كتابه، الحمد لله على ما أحصى كتابه، الحمد لله عدد كل شيء، الحمد لله ملء كل شيء، الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد.
    فضل العلم والعلماء
    ذكرنا الإخلاص والمتابعة، وهذا الدرس لابد أن تبنيه على الإخلاص والمتابعة لأن الدرس كله أدلة على فضل العلم والعلماء فإذا فهمت أن هذا الفضل لذات العلم، ولذات العالم يعني كل من تعلم العلم نال هذا الفضل بغير قيد أو شرط فهذا فهم خطأ؛ لأن الأمر مشروط بالإخلاص والمتابعة، ولذلك لابد وأنت تسمع الأدلة على فضل العلم والعلماء أن تربط هذا الفضل بأنه لمن ابتغى به وجه الله.
    فضل العلم، أي علم نتكلم في فضله؟ العلم النافع، فما هو العلم النافع؟ هو العلم بالله وشرعه، هو معرفة الله وما يستحقه من الأسماء والصفات والأفعال ومعرفة ما يحبه ويرضاه، وما يكرهه ويسخطه من الاعتقادات، والأعمال والأقوال الظاهرة والباطنة، هو علم معاملة العبد لربه يدخل في باب الاعتقاد والأفعال فهو علم نافع، علم شرعي، كتاب الله وسنة رسوله r وفهم الصالحين ومن تبعهم بإحسان، هذا هو العلم النافع.
    فضل العلم والعلماء، والعلماء الربانيين الذين هم شديدي التمسك بدين الله تعالى وطاعته المشهود لهم بالعلم، الذين شهد العلماء لهم بالعلم.
    (قال الله تعالى: ﴿شَهِدَ اللَّهُ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ وَالْمَلَائِكَة ُ وَأُولُو الْعِلْمِ قَائِمًا بِالْقِسْطِ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ﴾ [آل عمران: 18]. شهادة أن لا إله إلا الله هذه أعظم شهادة، فشهد الله وشهدت الملائكة، وشهد أولوا العلم بهذه الشهادة، فالله تبارك وتعالى شرف الملائكة، وشرف أولي العلم بأن قرنهم مع شهادته أنه لا إله إلا الله.
    فهذه الآية دلت على فضل العلم وأهله من وجوه نذكر منها:
    الوجه الأول:(استشهاد العلماء دون غيرهم من البشر) المسلمون كلهم يشهدون أنه لا إله إلا الله، ولكن ذكر الله تبارك وتعالى أو خص أولي العلم تشريفا لهم وإظهارا لمكانتهم.
    الوجه الثاني:(اقتران شهادة العلماء بشهادة الله U وشهادة الملائكة) هذه رفعة.
    ومن الأدلة على فضل العلم: أن الله U أمر نبيه r أن يسأله مزيدا من العلم، والنبي r قد أوتي من العلم ما يفوق غيره من الأنبياء ﴿ولَا تَعْجَلْ بِالْقُرْآنِ مِن قَبْلِ أَن يُقْضَى إِلَيْكَ وَحْيُهُ وَقُلْ رَبِّ زِدْنِي عِلْمًا﴾ [طه: 114]. فإذا كان النبي r يسأل الزيادة من العلم فما بالك بغيره، فهذا يدل على أن باب طلب العلم مفتوح، وأن العلم بحر واسع، وكفى بهذا شرفا للعلم أن أمر الله نبيه أن يسأله المزيد منه،.
    ومن الأدلة أيضا قول الله تعالى ﴿يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ﴾ [المجادلة: 11]. والذين أوتوا العلم من الذين آمنوا ولكنها فئة مخصوصة، ﴿يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ﴾ هذه عامة في المؤمنين ﴿وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ﴾ هذه فئة خاصة من المؤمنين ﴿يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ﴾ فلما رفع الله المؤمنين الذين آمنوا درجات دخل فيهم من؟ أولى العلم ﴿وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ﴾ فالذين أوتوا العلم رفعوا درجتين اثنين، درجة مع عموم المؤمنين لأنهم مؤمنين، ودرجة مخصوصة بهم أنهم من أولى العلم فهذا يبين أن أعلى المؤمنين درجات هم أولى العلم، والعلم النافع بشرط الإخلاص والمتابعة، والعالم الرباني الذي هو شديد التمسك بدين الله تعالى وطاعته، لأن هناك علماء السوء، وعلماء السلطان، وعلماء الدنيا وكذا وكله يتعلم العلم أو يحفظ القرآن بل أول ثلاثة تسعر بهم النار منهم عالم تعلم ليقال عالم، فلابد أن نقرن بين فضل العلم والعمل، والإخلاص فيه، والمتابعة للنبي r.
    ومن الأدلة قال تعالى: ﴿إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ غَفُورٌ﴾ [فاطر: 28]، قول الله حق وصدق، وهذا يفيد الحصر ﴿إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ﴾ فإن وجد عالم لا يخشى الله فليس بعالم، ليس معترفا به عند الله تبارك وتعالى.
    (قال ابن مسعود t «كفى بخشية الله علما وكفى بالاغترار جهلا)، يعني لو وجدت الخشية فهي علم، لأنه لا يخشى إلا على علم ومعرفة بالله تبارك وتعالى وهذا من أجل العلوم العلم بالله U، («وكفى بالاغترار جهلا») يبقى هو لو متعلم وعارف الأدلة والحكم ولا يعمل، يبقى مغتر يبقى جاهل.
    (والعلم هو خشية الله U والعالم من يخشى الله قيل للشعبي: يا عالم قال: إنما العالم من يخشى الله) أي من انتفع بعلمه، وظهر عليه أثره، فالخشية آثر من آثار العلم بالله تبارك وتعالى، من لم ينتفع بعلمه فهو جاهل لأن الجهل نوعان: جهل بمعنى عدم العلم، وجهل بمعنى عدم العمل بالعلم، فالجهل الذي هو بمعنى عدم العمل هذا هو أقبح الجهل، لأن الجهل بمعنى عدم العلم حله أن يتعلم، يرجى أن هو أن تعلم يعمل إنما الذي علم ولم يعمل أضله الله على علمه فهذا جهل قبيح.
    ومن الأدلة كذلك على شرف العلم والعلماء: ما جاء في الصحيحين من حديث معاوية t قال: سمعت رسول الله r يقول: «من يرد الله به خيرا يفقهه في الدين») فلما تجد أن الله تبارك وتعالى شرح صدرك، أنك تطلب العلم وأن تتعلم سيبقى سؤال واحد فقط ما الباعث؟ أنت صدرك منشرح أن تحضر المعهد لماذا؟، هذا سؤال أرجو أنك تكون أجبت عليه وحاسبت نفسك عليه لما أنت منتسب أو طالب وتطلب العلم؟ طبعا الإجابة ممكن تكون إجابة نصية محفوظة تذكر لي فضل العلم والعلماء، إنما نقصد ما الباعث الذي انبعث من قلبك ونهض بك لكي تطلب العلم، نيتك ، ما هي نيتك؟فلابد أن تعلمها وتجد هل فيها شوائب أم لا؟، لأن هي التي سيبنى عليها كل هذا الفضل وستبنى عليها كل البركة التي ستأتي بعدها، فإن وجدت فيها شوائب فاستعن بالله في إصلاحها ، أي اعترف بالذنب وقل اللهم أصلح نيتي يعني لا تيأس، ولا تجزع إن وجدت في نيتك رياء ودنيا، واغترارا وشيئا من هذه الأمور وإنما تعترف به وتقر بذنبك وتسأل الله U أن يصلح نيتك وتستعيذ بالله من شر نفسك وتكره ذلك في نفسك وتستعين بالله في أن ينبعث من قلبك نية صالحة.
    كيف ينبعث من قلبي نية صالحة؟
    هذه مشكلة وحلها مهم، أنت الآن خرجت تدرِّس علم أو تطلب علم ماالباعث؟ دنيا مائة في المائة طيب أنت غير راض عن ذلك، ماذا تريد؟ الباعث أخرك، السؤال كيف انبعث نية الدنيا ؟ الشيطان زين للنفس فرغبت فيها ونهض من القلب باعث وانشراح أن يطلب الدنيا، فأنت تجلس من نفسك مجلس الواعظ فتخوفها، فتقول لو ثبت على هذه النية فإن عاقبتي النار، قال رسول الله r وتخوف نفسك، ستخاف، ثم تذكرها بالإخلاص وثمرة الإخلاص وأن الله تبارك وتعالى يجعل هذا الفضل للمخلصين تجد قلبك ينبعث فيه باعث النية الخالصة لله مثلما ما يكون بالضبط أنت جالس تسمع درس أو خطبة وتكلم عن الصدقة وأنت لم يكن في نيتك صدقة ثم أخذ يذكر الأحاديث والآيات، وفعل الصالحين فسهل عليك وتزين في قلبك ورغبت في الصدقة يعني انبعث باعث من قلبك أنك تتصدق لدرجة أنك ممكن مثلا تجدك تتحسس جيبك يعني انفعال شعوري بأنه انبعث من قلبك باعث للصدقة وتريد أن تتصدق بصدقة هذه النية، تأتي من الموعظة فأنت تعمل ذلك مع نفسك، لما تجد في نفسك باعث الرياء لا تزوغ وتنسى و لا تفكر في هذا الموضوع نهائيًا، ولا تقف معه موقف اليائس وتقول سأدخل النار يبقى خلاص الاثنين خطأ وإنما تعلم أن الشيطان زين الدنيا فانبعث باعث من القلب يطلب الدنيا فتذكرها وتخوفها وترغبها في الإخلاص ينبعث من قلبك باعث الآخرة، بالاستعانة ، ولا تيأس أبدا لأنك عبارة عن وعاء أو جهاز استقبال أو قابل هذا مايك نحن نستخدمه في الدرس وفي القرآن، وناس تستخدمه في الأغاني فهو قابل أن يأخذ الصوت ويخرجه مثل ما دخل له فأنت قابل أنك تأخذ الإخلاص كذلك تستقبل من الله U الإعانة وتكون مخلصا، مقابل أن الشيطان لو أنت مايك أن الشيطان ينفخ فيك ، يخرج آثار هذه النفخة السيئة، فاستعن بالله ولا تعجز .
    «من يريد الله به خيرا يفقهه في الدين» الدين: هو الكتاب والسنة، والفقه في الدين: هو فهم السلف الصالح ومن تبعهم بإحسان وهذا هو الفقه، إنما التنوير الذي يحكون عنه هذا وخالفوا السلف وأسموه تنوير هذا تنوير تضليل وتغيير الأسماء وتسميتها بغير أسمائها.
    (ويدل الحديث بمنطوقه على أن من أراد الله به خيرا فقهه في دينه وبمفهومه على أن من لم يرد الله به خيرًا لم يفقهه في الدين) فالإنسان الذي لا توجد عنده رغبة في التعلم ويتفقه فقط في الدنيا ويدخل عليه أمر الدين فهذا على خطر عظيم.
    وقال الإمام أحمد رحمه الله: (الناس محتاجون إلى العلم أكثر من حاجتهم إلى الطعام والشراب لأن الطعام والشراب يحتاج إليه في اليوم مرة أو مرتين ولم يقل أو ثلاثة- والعلم يحتاج إليه بعدد الأنفاس). وطبعا أنا وقفت عند هذه الكلمة وقلت كيف يحتاج بعدد الأنفاس ؟ وهذا كلام سيدنا الإمام أحمد بن حنبل يعني أريد إسقاط هذه الكلمة على معناها، أحتاج العلم بعدد الأنفاس فإن لله U في كل شيء ٍحكم، والعلم أن تعلم حكم الله في الأشياء وأن تلتزم حكم الله في كل شيء، في النظر، وفي المشي، وفي كل شيء.
    (ومن الأدلة كذلك على شرف العلم وأهله: ما أخرجاه في الصحيحين من حديث ابن مسعود t قال: قال رسول الله r الله r: «لا حسد إلا في اثنتين) الحسد بمعنى الغبطة تمني أن يكون لك مثل ما لأخيك («لا حسد إلا في اثنتين رجل آتاه الله مالا فسلطه على هلكته في الحق» طيب هل سيهلكه في الحق بجهل ولا بعلم، لأن لو لم يكن عنده علم فلن يقدر أن يهلكه في الحق «ورجل آتاه الله الحكمة فهو يقضي بها ويعلمها» الحكمة هذه ثمرة العلم يقضي بها ويعلمها يعني ينتفع وينفع، فرجل على علم وليس عنده مال، ورجل عنده مال وعلم فالحسد أن تتمنى أن يكون لك مثل ما له لأنه تمني ما ينفعك في الآخرة، يعني تمني المال ليس للمال وإنما لأنه يهلكه في الحق، وتمني الحكمة لأنه يقضي بها ويعلمها ليس تمني منزلة في الدنيا، وإنما هو تمني ما ينفع في الآخرة ما يرضي الله U، فمن تمنى ذلك فهو مأجور ومثاب وله نفس الأجر، إنما الذي يتمنى المساكن، والمراكب، والملابس، ومثل هذه الزينة فهو مثل الذين يريدون الحياة الدنيا ﴿قَالَ الَّذِينَ يُرِيدُونَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا يَا لَيْتَ لَنَا مِثْلَ مَا أُوتِيَ قَارُونُ إِنَّهُ لَذُو حَظٍّ عَظِيمٍ* وَقَالَ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ وَيلَكُمْ ثَوَابُ اللَّهِ خَيْرٌ لِّمَنْ آمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا﴾ [القصص: 79 ، 80]. فالذين أوتوا العلم لا يتمنون الدنيا يعني لا يغترون بها فهم يرون ثواب الله U ويمدون أنظارهم إلى الآخرة، أما الدنيا فإنها بالنسبة لهم مركب إلى الآخرة يستعملونها إلى الآخرة.
    (ومن الأدلة كذلك: ما رواه أبو هريرة قال رسول الله r: «ومن سلك طريقا يلتمس فيه علما سهل الله له طريقا إلى الجنة»)، وسهل الله له طريقا فهو يلتمس علم هذا العلم فيه بيان وتوضيح وتسهيل طريق الجنة يصف طريق الجنة، ويصف السلوك في هذا الطريق ويبين المشكلات ويبين الحلول، ويبين العقبات، ويبين التسهيلات هذا واضح جدا أن «من سلك طريقا يلتمس فيه علما سهل الله له طريقا إلى الجنة» فالعلم كما جاء في أحاديث النبي r تتعلم آية من كتاب الله، تتعلم حديث من رسول الله r، يأتي ليسأل عن حديث النبي r يكون طالب العلم يأتي المسجد يتعلم آية أو آيتين يكون طالب علم هذا هو العلم إذا أطلق فالمراد به العلم الشرعي إنما لو نريد علم آخر ، نقيد، نقول مثلا علم الزراعة، علم الهندسة، علم الطب بالتقييد، إنما العلم وفضل العلم فهو العلم الشرعي.
    (ومن الأدلة كما ذكرنا: قول النبي r: «ومن سلك طريقا يلتمس فيه علما سهل الله له طريقا إلى الجنة» والحديث حسن (وقد تظاهر الشرع والقدر على أن الجزاء من جنس العمل، فكما سلك طريقا يطلب فيه حياة قلبه ونجاته من الهلاك سلك الله به طريقا يحصل له ذلك) يعني العلم يحملك على العمل، ما المطلوب؟ النية الصالحة أنت تطلب العلم بنية صالحة تجد العلم يحملك على العمل ويطهر قلبك ويقدمك في الصالحات يعني فيه ناس رفعهم الله بالعلم ويوجد من هو أكثر منهم علما ولكن لم يرفعهم الله، يعني عندنا مثلا الأستاذ الدكتور رئيس القسم ومش لازم أقول فلان أو فلان هذه أمثلة موجودة في العلوم الشرعية وهو متأخر بل ربما يكون مذموما، بل ربما يكون منزلته منكوسة عند أهل الإيمان هؤلاء هم الميزان، الميزان ميزان شرعي يعني يضع الله له القبول في الأرض في قلوب المؤمنين مشايخنا في قلوبنا إنما لهم أعداء يعني حين يرونهم يعني يشتد غيظهم، فالمنزلة في قلوب أهل الإيمان.
    فكلما ازددت علما بالله تبارك وتعالى زادك الله رفعة، ولكن مع الإخلاص والمتابعة لأن هناك من هم على علم ظاهر يحفظون القرآن، والكتب الستة، والمتون، وكلما ازدادوا علما ازدادوا بعدا، وسقطوا ولم يرتفعوا، وكلما حاولوا الارتفاع يتكلموا عن أنفسهم يفعلوا كذا يفعلوا كذا تزداد القلوب لهم كرها لأنهم من أهل الدنيا، يريدون الدنيا والمنزلة عند الناس ويراءون بعلمهم بل ربما يحاربون بذلك العلم الإسلام ويصدون الناس عن الحق.
    (وكذلك من الأدلة على شرف العلم وفضله: ما رواه مسلم عن أبي هريرة t عن النبي r أنه قال: «إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث: صدقة جارية أو علم ينتفع به أو ولد صالح يدعو له») أو علم ينتفع به يعني تؤلف كتاب مثلا، يكون شرائط، طبعا هذا المعنى صحيح الذي يؤلف كتاب وله شرائط مثل كتب الأئمة ابن تيمية وغيره، وابن القيم أو الأئمة الأربعة هذا صحيح إنما نحن نتكلم على وضعنا ،أنت تريد أن يكون لك حظ من الحديث ماذا تفعل؟ ممكن تحفظ أحد الفاتحة، تحفظه حديث «بني الإسلام على خمس» تحفظ أولادك ، تعمل أي شيء ثم اتركها لله، يعني أنت تريد علم ينتفع به، أنت لو علمت ولد الفاتحة يصلي بها طوال عمره، لو علمته الوضوء هذا علم ينتفع به فاحرص على نصيبك ولا تجعل المعنى الكبير يحجبك، المعنى الكبير هذا لا يحجبك عن مطلق المعنى يعني أي شيء يتحقق فيه هذا المعنى فإنه ينفعك إن شاء الله تبارك وتعالى «إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث: صدقة جارية أو علم ينتفع به أو ولد صالح يدعو له».
    (ومن الأدلة كذلك على شرف العلم وشرف طلبه :هو حديث رواه الإمام أحمد والترمذي وصححه الحاكم وصححه من حديث أبي كبشة الأنماري قال: قال رسول الله r: «إنما الدنيا لأربعة نفر: عبد رزقه الله مالا وعلما فهو يتقي في ماله ربه ويصل فيه رحمه ويعلم لله فيه حقا هذا بأحسن المنازل عند الله، ورجل آتاه الله علما ولم يؤته مالا فهو يقول لو أن لي مالا لعملت بعمل فلان فهو بنيته وهما في الأجر سواء» فالموضوع هذا أمره سهل نحن نرى ناس من أهل اليسار ولهم نفقات عظيمة جدا يسهل عليك طبعا أن تقول أنا لو عندي مال أعمل مثله طيب هل هذه هي نيتك فعلا، هذا هو السؤال، يعني أنت فعلا ناوي ذلك، لو قلت لك أنا لو أعطيتك مائة ألف جنيه ماذا تعمل بها؟ تقول لي حاجات، أقول لك اكتبها وهات الورقة وسأحتفظ بها ، لو أتتك المائة ألف جنيه فعلا وأخذتهم في يدك الورقة التي معي لن تجد فيها أي نية من النيات الجديدة التي تأتي لك، ستأتي نيات جديدة مع المال فأنت ماذا تفعل؟ تعرف هل فعلا نيتك كذلك أم لا؟ بالعملية النسبية، أنت لو حافظ قرآن ماذا تعمل؟، تقول أصلي بالليل، طيب أنت حافظ كم معين هل تصلي به، انظر لعملك في حالك الذي أنت فيه، وشيء ثاني تأكد أن ربنا سيمتحنك فلله الحجة البالغة يعني لو قلت لو أن لي مثل مال فلان لعملت مثل ما عمل ستمتحن ليس أن يكون لك مثله ستمتحن امتحان بسيط جدا فيه نفس المعنى بالضبط نفس المعنى ثم تجيب على الامتحان إن صدقت فربنا يثبتك والدعوة سهلة فالله تبارك وتعالى يمتحن العبد لإظهار صدق النية ولا يترك العبد لدعواه، فهذه مسألة أولى، أنك تمتحن يعني ممكن تقول أريد أن أصلي بالليل والله يوقظك إما أن يا تقوم تصلي إما أن تنام ثاني، تعرف ربنا لم يوقظك لما تثبت ، يتصدق عليك إذا شاء أنه يتصدق عليك وتظل نائما إنما نحن موهمون بأنا نصدق أنفسنا في ، السخاء بالعزم مادام أنه كلام فقط يبقى سهل يعني ممكن تتكلم تقول أنا أصلي، وأنا أصوم، وأنا أتصدق، والله لو معي أعطي، إنما النفس لما يكون كلام فقط سهل جدا يسهل عليك أنك تتكلم وتقول ماتريد.
    الأمر الثاني: فيه فرق أن فيه عمل وفيه نية بمعنى ، أن العمل نفسه فيه درجات ﴿لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا﴾ [هود: 7]. العمل يعني واحد يهم بحسنة ولم يعملها يأخذ أجر على الهم، وإن عملها يأخذ عشرة أو أضعاف مضاعفة، فهذه المضاعفات ، أنت لما تتمنى أن تعمل عمرة وشاهدت واحد طلع عمرة يعني إن شاء الله ربنا يكتب لك عمرة ويجعلك صادق، طيب الذي ذهب وراح وعمل عمرة فهذا سيبتلى ابتلاءات وأعمال زائدة فالله تبارك وتعالى يجزي على الخير وإن كان مثقال ذرة، فالمفهوم من الحديث أن نيتك هذه عمل صالح ولكن اعلم أنها ليست أمرا سهلا وأنك ممتحن فإذا أردت فعلا هذه الحسنة فعليك بمراقبة هذه النية واليقظة للامتحان حتى تحقق هذا الأجر ولا يكن هناك إيه مجرد دعوة.
    «ورجل آتاه الله مالا ولم يؤته علما فهو يخبط في ماله لا يتقي فيه ربه ولا يصل فيه رحمه ولا يعلم لله فيه حقا فهذا بأسوأ المنازل عند، ورجل لم يؤته الله مالا ولا علما فهو يقول لو أن لي مالا لعملت بعمل فلان فهو بنيته وهما في الوزر سواء» يعني عزم ليس مجرد خاطر أيضا ولا مجرد وسواس وإنما هو انعقد عزمه لأن هذا أيضا من عمل القلب وليس مجرد خواطر وحديث نفس لا لو تمكن مثل أن ذهب انقطاع في الصوت؟؟؟
    وهذا الحديث فيه مقاطع هي صحيحة وليست مجرد حسن لغيره هي صحيحة الإسناد فهذا الحديث من ناحية الإسناد حسن لغيره إلا أن معناه ثبت في أحاديث أخرى صحيحة أيضا، ولذلك قال الألباني حسن لغيره.
    «من سلك طريقا يطلب فيه علما سلك الله به طريقا من طرق الجنة، وإن الملائكة لتضع أجنحتها رضا لطالب العلم» يعني ﴿وَالطَّيْرُ صَافَّاتٍ﴾ [النور: 41]. ﴿وَسَخَّرْنَا مَعَ دَاوُدَ الْجِبَالَ يُسَبِّحْنَ وَالطَّيْرَ﴾ [الأنبياء: 79]. يقولوا الطير تكون طائرة ولما داود u يقرأ ويرتل تصف وتقف فكأن ، لله ملائكة سياحين بمجرد طلبك للعلم تنزل الملائكة تضع أجنحته أي تمتنع عن الطيران والسياحة وتنزل تحف بك، ولذلك أنا أقول لك قرب مني كي تحفنا الملائكة أريدك أن تجعل هذه المعاني راسخة في قلبك أنك تقترب في جلسة علم وتتحلق وتتداخل وتحس أن هذا له أثر تربوي أنت تريد الجلوس براحتك وهذه صفة من صفات الكسل، وليست من تعظيم العلم، ولا بركة العلم هذا أمر له علاقة بالنشأة لأننا نشأنا وتعودنا نعيش على راحتنا لم ننشأ على لزوم الأدب فأريدك أن تربي نفسك وتؤدب نفسك أن تحملها أن لا تأخذ راحتها في سوء الأدب وخاصة في درس العلم هذا سيؤثر جدا على قلبك ستجد نفسك تحس، بشعور في قلبك فيه مسكنة، وفيه افتقار، النفس لها سلطان يبقى لا تنتفع، النفس تنكسر ولا تأخذ هواها وأنت الذي تكسرها وتلزمها طبعا وأنت تجر نفسك كي تأتي بجانبي هنا وتسمع كلامي تأتي ببطء وتثاقل شديد جدا ، صفة نفس يعني لا يسهل عليها الاستجابة للكلام يعني تتحرك بصعوبة أنا أريدك أن تنتبه من هذه الصفة، هذه نفسك ماذا تعمل معها خذ منها موقف قوي خلي السلطان للإيمان، والعلم، والقلب.
    وصلى الله على الصفوف الأولى، فعلا معنى فعلا يشعر به القلب الأخوة الذين في الصفوف الأولى هؤلاء عليهم صلوات الله وملائكته،لأنهم قدوة، وأسوة، وتعدوا مرحلة، ومازال العبد يتقدم يتقدم يتقدم حتى يقدمه الله، ولازال العبد يتأخر يتأخر يتأخر حتى يؤخره الله، تجده مثلا جاء المسجد مبكرا في صلاة الجمعة ومع ذلك تجده يجلس في مؤخرة المسجد، لا يريد الزحام طالما أنه سيسمع الخطبة لا مانع أن يجلس في المؤخرة في المكان الفارغ ، هذه صفة في منتهى السوء هذا بالنسبة لطالب العلم إنما هو أحسن من غيره كثير، غيره يصلي في الشارع وقبل أن يُملأ المسجد حجز له مكان علي الرصيف وينتظر حتى تأتي الصفوف بجواره ما تأتي لعنده هذا يعني إيه، هذا كسل وغفلة، وهذا قلة فقه، الله المستعان.
    «وإن الملائكة لتضع أجنحتها رضا لطالب العلم، وإن العالم يستغفر له من في السماوات ومن في الأرض والحيتان في جوف الماء وإن فضل العالم على العابد» استغفار الحيتان للعالم هذا ثابت في حديث أيضا حديث صحيح لكنه أمر يبين لك مدى هذا الأمر عند الله U يعني هذا العلم فيه حفظ الأرض والبحر والدواب، هذا العلم فيه بركة عمارة الأرض.
    «وإن فضل العالم على العابد كفضل القمر ليلة البدر على سائر الكواكب» فالليل يمثل الظلام والفتن والعلم يمثل النور، والعالم يمثل المنير للناس فلو لم يوجد قمر ونحن في آخر الشهر الناس تتخبط في الظلام، هذه الكواكب علامات مميزة كيف يتجه؟ يمنة يسرة ، إنما يريد تمشي في طريق وأنت البدر، البدر الذي ينير للناس طريقهم «وإن فضل العالم على العابد كفضل القمر ليلة البدر على سائر الكواكب، وإن العلماء ورثة الأنبياء» الذي يرثك ابنك أنت نسبتك للنبي العلم، ترث العلم أنت ابنه يعني أنت أقرب الناس له، النسب الذي بينك وبين النبي ، العلم الرباني «وإن الأنبياء لم يورثوا دينارا ولا درهما وإنما ورثوا العلم فمن أخذه أخذ بحظ وافر».
    ونأتي لكلام سيدنا الإمام علي بن أبي طالب رضي الله عنه وأرضاه وهو يتكلم عن العلم يقول: (القلوب أوعية فخيرها أوعاها احفظ عني ما أقول لك: الناس ثلاثة: عالم رباني، ومتعلم على سبيل نجاة وهمج رعاع أتباع كل ناعق يميلون مع كل ريح) عالم رباني هذا سبيلك فإن لم تكنه، فتكن متعلم على سبيل نجاة فإن سبيل نجاتك العلم، لأنك تجد الناس ثلاثة فإما أن يكون عالم، أو متعلم، أو همج، وهمج رعاع، الهمج الرعاع اتصفوا بهذا الوصف لأنهم ليس عندهم علم ولم يطلبوه ولم يتعلموا، فوصف تارك العلم وتارك التفقه هجم رعاع.
    ما أثر جهل هؤلاء وما هي مظاهر الهمجية؟ أتباع كل ناعق، كل من يصيح بهم بمبدأ بفكرة بكذا لا يوجد عندهم نور يميزوا به بين الحق والباطل، فهؤلاء يروحوا لبراليين، علمانيين، اشتراكيين، ديمقراطيين، لا يوجد عندهم نور يتخبطون في الظلام (أتباع كل ناعق يميلون مع كل ريح) يعني يميلون مع الهوى، يحركهم الهوى، الريح تميل الأغصان فهم مثل الغصن والريح مثل الهوى فتأتي أي ريح يميل معها، يميلون مع أهوائهم، لماذا؟ (لم يستضيئوا بنور العلم ولم يلجأوا إلى ركن وثيق) فهو نور يستضيئوا به فيتبعوه ويتبعوا الهدى، وركن وثيق يحميهم من الأهواء (العلم خير من المال) يعني طلب العلم خير من طلب المال، فلا يشغلك طلب المال عن طلب العلم (والعلم يحرسك وأنت تحرس المال) العلم يجعلك سيدا، يحرسك يقف عليك حارس يحفظك، والمال يجعلك عبدا يستخدمك في حراسته وهذه المقارنة لإظهار فضل العلم وأما المال هنا يتمحض في صورة الدنيا، أما المال كما سبق معنا في الحديث إذا كان معه العلم (ونعم المال الصالح للعبد الصالح) وكان إنفاقه في الخير فليس بمذموم، (العلم يزكو على الإنفاق وفي رواية «على العمل») تحفظ قرآن وتريد أن تثبت في قيام الليل والمراجعة تحفظ أحاديث، تحفظ علم تريد أن يزكو يبقى تدرسه وتعلمه «خيركم من تعلم القرآن وعلمه» فتعلم العلم وتدرس العلم، وتعمل بالعلم يزكو العلم، يزداد ويثبت ويبارك (والمال تنقصه النفقة) وتنقصه النفقة ،مطلق النفقة وليست الصدقة لأن الصدقة فإنها لا تنقص المال، لأن الله تبارك وتعالى يخلف ويبارك (العلم حاكم) فالعلم يقول افعل ولا تفعل حلال حرام حاكم، (والمال محكوم) ليس حاكما فلو صار المال حاكما يصير حاكما طاغيا، لأنه خلق ليكون مخلوقا ولا يكون حاكما (والمال محكوم عليه، ومحبة العلم دين يدان بها) هذا عبادة قال معاذ بن جبل «تعلموا العلم فإن تعلمه لله خشية، وطلبه عبادة، ومدارسته تسبيح، والبحث عنه جهاد، وتعليمه لمن لا يعلمه صدقة، وبذله لأهله قربى،_فالعلم يبين الحلال والحرام_ فهو الأنيس في الوحشة، والصاحب في الخلوة، وبه حياة القلوب، ونور الأبصار، وبه يطاع الله U وبه يعبد وبه يعرف الحلال من الحرام»
    ويقول الإمام علي رضي الله عنه وأرضاه: (محبة العلم دين يدان بها العلم يكسب العالم الطاعة في حياته وجميل الأحدوثة بعد وفاته) ﴿وَاجْعَل لِّي لِسَانَ صِدْقٍ فِي الْآخِرِينَ﴾ [الشعراء: 84]. (وصنيعة المال تزول بزواله) واحد عنده مال وكريم تجد له أصحاب وأحباب وناس تخدمه افتقر يزول عنه بزوال المال إنما صنيعة العلم لا تزول أبدا ولا بزوال الشخص نحن نظل نذكر مشايخنا وندعو لهم حتى بعد وفاتهم يعني لما نقول هذا الحديث صححه الألباني رحمه الله، قال ابن تيمية قدس الله روحه، قال ابن القيم رحمه الله، الشافعي رحمه الله، عمر بن الخطاب رضي الله عنه وأرضاه، نظل نذكر لأهل العلم فضلهم، إنما أصحاب المال لما يفتقروا الناس تنفض عنهم (ومات خُزَّان الأموال وهم أحياء، والعلماء باقون ما بقي الدهر، أعيانهم مفقودة وأمثالهم في القلوب موجودة) ثم أشار إلى صدره وقال، سيدنا علي t (وأشار بيده إلى صدره إن هاهنا علما) وهاه هذه يتنهد (إن هاهنا علما لو أصبت له حملة) هذه الكلمة معناها مثل التحسر أنه لا يجد له حملة، (لو أصبت له حملة، بل أصبته) .
    من هم الحملة الذين يقصدهم؟ ومن هم الحملة الذين لا يعترف بهم؟ هذه كلام سيدنا علي هذا مهم جدًا يقول: (بل أصبته لقنا غير مأمون عليه يستعمل آلة الدين للدنيا) ذكي وحفيظ ويريد بالعلم الدنيا، متعجل ويريد أن يصل لأي شيء دنيوي فإنا لله وإنا إليه راجعون (يستظهر بحجج الله على كتابه) تجده يخرج في القناة ولا يزال يحاج ويجادل يبطل دين الله U وهو ذو لحية ومظهره ، مظهر سني ويتكلم عن المشايخ ويتكلم عن العلماء ويضللهم ويخطئهم (يستظهر بحجج الله على كتابه وبنعمه على عباده) والاستظهار يعني الظهير النصير يأخذ هذا العلم يستنصر به على القرآن والسنة، وعلى عباد الله المساكين (أو منقادا لأهل الحق لا بصيرة له في أحنائه ينقدح الشك في قلبه بأول عارض من شبهة) يحب المشايخ ويحب أهل الحق وعندما تأتي أول شبهة تنقدح في قلبه وينقلب، رغم أنه كان منقادا لأهل الحق، فما الذي قلبه؟ (لا بصيرة له في أحنائه ينقدح الشك في قلبه بأول عارض من شبهة لاذا ولا ذاك) ليس هؤلاء الذين يحملون العلم، لانريد أناس حفظة للعلم ، وناس أذكياء وتجادل، وناس تريد الدنيا نحن نريد علماء ربانيين عاملين متبعين لسنة النبي r متأدبين مع مشايخهم (من لم يرى مفلحا لا يفلح،) لابد أن يكون لك شيخ يهذبك ويربيك ويعلمك ويأخذ بيدك لأنه قطع الطريق قبلك فقاسى ما قاسى حتى بلغ ما بلغ (أو منهوما للذات سلس القياد للشهوات أو مغرى بجمع الأموال والادخار) هذه كلها صفات لناس،ممكن يحضروا مجالس العلم ويحفظوا الأحاديث وكل هذا وهذه صفاتهم والعلم بالنسبة لهم ما هو إلا وسيلة تمكنهم من هذه الصفات كأن يجمع المال أو كذا أو كذا، كم يحفظ القرآن بالسند العالي ويحصل علي الإجازات في كتاب الله وما طلب ما طلب إلا للتحايل لكسب المال، كقارئي الإذاعة الذين يقرؤون القرآن بالألوف المؤلفة، وله مكانته ويركب آخر الموديلات ويسكن في أفخم الأماكن وإذا نظرت حاله في الصلاة تجد أمرا عجيبا الله أعلم به، إنما يحسن تلاوة القرآن للمال ، وكذلك الشهادات لمن طلبها للوظائف والمال وكذا.
    (يجمع الأموال ليسوا من دعاة الدين، أقرب شبهًا بهم الأنعام السائمة؛ لذلك يموت العلم بموت حامليه) على الرغم من بقاء الكتب وبقاء العلم المحفوظ إنما حامل العلم العالم الرباني يعني ممكن لا يبقى وراءه عالم رباني يعني إنا لله وإنا إليه راجعون يعني عندنا عالم وطالب علم، ممكن يموت العالم فيموت العلم، لأن هذا العالم صادق والذي طلب منه العلم صاحب دنيا فالعلم الحقيقي لأن القلب يتأثر بالعلم حسب تأثر المعلم، لما تتأثر بموعظة ونفس الموعظة من شخص آخر بليغة ولا تتأثر،؟ لأنها خرجت من قلب متأثر بها فعلى قدر ما في قلبه من الرصيد يؤثر في الناس فهؤلاء هم الذين ينفعون الناس بالعلم.
    ونكتفي بهذا المقدار ونختم به الدرس في فضل العلم والعلماء وأرجو أن لا ننسى أن هذا الفضل لمن ابتغى به وجه الله وعمل بما علم، وتأدب بأدب الطلب.
    الأسئلة:
    س: عند الكلام عن القضايا الفكرية مع الشباب أو مناقشتهم في الليبرالية وغيرها لا استطيع الإخلاص وأشعر أنه بعيد جدا عني ولا أفكر إلا في الكلام الذي أقوله؟
    ج: ربنا أعطاك مثلا فهم وأعطاك حسن عرض و تتكلم عن الشباب فيأتي لك الشيطان يقول أنت ممتاز انظر لنفسسك أنت سعيد وهم سعداء، ومعجبون بك، فماذا تريد أن تفعل؟ أنت مرائي أترك كل هذا الكلام،لا تتكلم معهم مادمت وجدت نفسك ،أنت مرائي وتحس وأنت تتكلم بإعجابهم بك،لا تتكلم معهم واتركهم كي يضلوا و اجلس في بيتك حتى يصلح ربنا قلبك، ما رأيك في هذه الإجابة، لا تنفع أليس كذلك؟اعلم أن ربنا جعل لك في قلبك أمارة أنك مؤمن، فما هي هذه الأمارة؟ أن قلبك يكره هذا الخاطر في بداية مجيئه لقلبك، ينغص عليك و تحس أن عملك سيحبط، وربنا لا يقبل عملك، وأن هذا فعلا نفسك وأنت لا تستطيع فعل شيء و لا حول لك ولا قوة، هذه هي إمارة الإيمان، مالذي عليك فعله؟ أن تثبت على هذا الكره ، تكره هذا الخاطر ولا تقبله، ولا تنفعل به، لا تقع تحت سلطانه، وتثبت على ما أنت فيه من الكلام وترغم الشيطان هم مسرورون بطريقتك حسنها مثل واحد راكع ثم أتى واحد فقام أول خاطر في قلبه أن يعدل نفسه في الركوع فأول ما أتى له هذا الخاطر وأحس به حزن؟ لأن هذا خاطر رياء كونه زعل فهذا كره، لم يرضاه رفضه، صلي وأطل في الركوع واترك الشيطان يُحرق ،ليه؟ لأن هو سيحترق فعلا، تعلم إرغام الشيطان لا تجعله هو الذي يرغمك، وتثبت على الرغم من ذلك سيظل معك الوجل فتستغفر الله تبارك وتعالى.
    س: قوله تعالى ﴿وَلَا تَتَمَنَّوْا مَا فَضَّلَ اللَّهُ بِهِ بَعْضَكُمْ عَلَى بَعْضٍ﴾ [النساء: 32]. هل يراد بذلك أمور الدنيا فقط؟
    ج: قوله تعالى ﴿وَلَا تَتَمَنَّوْا مَا فَضَّلَ اللَّهُ بِهِ بَعْضَكُمْ عَلَى بَعْضٍ﴾ من التفضيل القدري، هذا رجل وهذه امرأة ، فكل إنسان يرضى بما قدره الله وقضاه له من الأمور القدرية إنما مثلا هذا عالم وحافظ قرآن وأنت تتمنى أن تكون مثله وتسعى هذا تمني محمود بل مطلوب.
    س: الحسد في هذا الحديث محمودا أو مذمومًا؟
    ج: لا حسد إلا في اثنتين هذا حسد محمود بمعنى تمني مثل ما له من الخير لأنه في صورة طيبة وأنت تريد مثله ولا تستطيع فيرفعك الله تبارك وتعالى لدرجته بالنية الصادقة.
    وسبحانك اللهم ربنا وبحمدك، أشهد أن لا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك
    انتهى الدرس الثالث نسألكم الدعاء أختكم أم محمد الظن


  4. #4
    تاريخ التسجيل
    May 2010
    المشاركات
    994

    افتراضي الرابع

    بسم الله الرحمن الرحيم، له الحمد الحسن، والثناء الجميل، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله، والصلاة والسلام على خاتم النبيين سيدنا محمد اللهم صلي عليه وآله وسلم تسليما.
    أما بعد:
    نواصل درس البحر الرائق في الزهد والرقائق، كنا ذكرنا في الدرس الماضي نقطة وقلنا إنها مهمة ونضع على هذه النقطة سؤال .
    س: أذكر صفات من لا يصلح لحمل العلم؟ الصفات التي ذكرها أمير المؤمنين علي t لكُميل بن زياد؟
    ج:1- هذه الصفات هي أن يكون غير مأمون عليه، أي غير مأمون على العلم، يستعمل آلة الدين بالدنيا. 2- يستظهر بحجج الله على كتابه وبنعمه على عباده.
    3- أن يكون منقادا على غير بصيرة، ينقدح الشك في قلبه بأول عارض من شبهة.
    4- أن يكون منهوما للذات سلس القياد للشهوات.
    5- أن يكون مغرم بجمع الأموال.
    آداب طالب العلم وآداب العالم.
    1- إحسان النية. 2- تجنب الشواغل وحفظ الوقت والحذر من أكل الحرام. 3- التخلية قبل التحلية. 4- التواضع للعلم والمعلم. 5- توقير المعلم. 6، 7- احترام الدرس والطلبة. 8- بذل الجهد واستفراغ الوسع.
    ______________الشرح:_____ ______
    الأدب الأول:حسن النية: أن تريد بالعلم وجه الله، تريد الدار الآخرة لا تريد به الدنيا، وإنما تريد به التقرب إلى الله تعالى، وإحسان عبادته وإحياء شريعته ونشر العلم، انتبه فهذه نيتك التي تبعثها من قلبك، أن تطلب به وجه الله والتقرب إليه، لا تطلب به الدنيا ولا مجارات السفهاء ولا مماراة العلماء ولا الشهرة ولا كذا، أن تكون نيتك التقرب إلى الله وإحسان عبادته، وإحياء شريعته ونشر العلم.
    يقول الشيخ: (ينبغي لطالب العلم أن يعلم أن الله U فرض عليه عبادته والعبادة لا تكون إلا بعلم والمؤمن لا يحسن به الجهل فطلبه للعلم لينفي عن نفسه الجهل وليعبد الله U كما أمر وليس كما تهوى نفسه فكان هذا مراده في السعي في طلب العلم معتقدا الإخلاص في سعيه لا يرى لنفسه الفضل في سعيه بل يرى لله U الفضل عليه، إذ وفقه لطلب العلم ولطلب ما يعبد الله به من أداء الفرائض واجتناب المحارم. واتقاء الوقوع في البدع وغير ذلك).
    الأدب الثاني :وهو تجنب الشواغل وحفظ الوقت والحذر من أكل الحرام: فإن أكل الحرام يمنع الفهم ويمنع القبول ويمنع السداد والتوفيق)، وهذا غير موجود في الكتاب هذه زيادة نذكرها لكم. يقول الشيخ حفظه الله، ينبغي لطالب العلم أن يتجنب الأسباب الشاغلة عن التحصيل.
    والأسباب الشاغلة عن التحصيل تنقسم إلى قسمين:1- أسباب في الدرس2- وأسباب خارج الدرس. أسباب خارج الدرس: أسباب عامة كمن عنده عمل كثير، أو عنده مشروع معين فهذه الأسباب الشاغلة خارج الدرس، يتجنبها يقول: (إلا سببا لابد منه للحاجة ويعني أن يعف نفسه وأهله) فهذا المعنى يجتنب الأسباب الشاغلة عن التحصيل والأسباب الشاغلة وقت الدرس هي إما أسباب متعلقة بالنظر أو بالسمع أو بالقلب، أما النظر فهو أن يكون في المكان شيء يشغله، السمع أن يكون فيه ضوضاء أو شيء يشغل سمعه، أما القلب أن يكون خاطره مشوش،كل هذا يجعله يؤثر على استفادته ويشغل قلبه، وشغل القلب أخطر،فيتعمد قطع الشواغل،فهذا له بركة عليه في الاستفادة من العلم؛ لأن العلم معه الفهم، فأنت تسمع ثم يعطيك ربنا الفهم، ومعه الحفظ تسمع وربنا يعطيك الحفظ فلا تنسى، تعلم أنك تعلم أنك تعامل ربنا سبحانه وتعالى، والله تبارك وتعالى مطلع على نيتك وقلبك فلما تكون في درس العلم ينبغي أن تكون حاضر القلب، حاضر الذهن، منتبه إلى هذا الدرس، لأنه عبادة، و الله U: ﴿ مَا جَعَلَ اللَّهُ لِرَجُلٍ مِّن قَلْبَيْنِ فِي جَوْفِهِ﴾ [الأحزاب: 4]فالإنسان لما يكون صاحب بالين لا يستطيع أن يركز في الشيء وإنما يكذب على نفسه مهما توزعت الفكرة قصرت عن درك الحقائق ولذلك قيل: ( العلم لا يعطيك بعضه حتى تعطيه كلك،) هل ممكن العلم يعطيك كله، هذا ليس موجود لا أحد يستطيع أن يحصل العلم كله؛ لأن مهما بلغ فهو في حاجة إلى الزيادة من العلم ولا يحيط بالعلم ولا يحيط بالأشياء علما، وممكن لو إنسان مشغول بالذكر أو الاستغفار أثناء المادة العلمية لأنها سهلة،فانشغاله بالذكر والاستغفار يمنعه من السرحان أو جولان الخواطر بعيدا عن الموضوع،لكن هذه أحوال خاصة تخالف القاعدة التي هو ينتبه بقلبه وذهنه إنما لو وجد من نفسه حالا خاصا، هذه أحوال خاصة ربما يحققها بعض الناس أن يكون في الذكر وهو يستمع العلم.
    أسباب الانشغال أو السرحان عن الدرس
    1- أنه غير فاهم لما يقال.
    2- أو أن ما يقال سهل جدا، فيقول هذا الكلام أنا أعرفه.
    3- أو أنه مشغول بأمر يهمه وقد سيطر عليه، يعني باله مشغول.
    4- هناك مؤثر خارجي يشوش عليه مثل صور أو أصوات.
    5- أو أن المعلم غير مقبول عنده، يعني لا يحب شرحه، أو يعني ثقيل على قلبه، .وهذه المسألة من موانع الفهم وموانع الاستفادة فالإنسان لابد أن يغض طرفه عن عيب المعلم حتى يستطيع أن ينفتح قلبه للعلم.
    6- أو أن الموضوع المذكور لا يروق له.
    الأدب الثالث التخلية قبل التحلية:يقول الشيخ: (ينبغي له أي لطالب العلم أن يقدم طهارة النفس عن رذائل الأخلاق ومذموم الأوصاف، إذ العلم عبادة القلب وصلاة السر وقربة الباطن إلى الله تعالى، وكما لا تصح الصلاة التي هي وظيفة الجوارح الظاهرة إلا بتطهير الظاهر عن الأحداث والأخباث) الصلاة وظيفة الجوارح ووظيفة القلب، فإذا كان العبد يدخل إلى الصلاة بالوضوء لطهارة جوارحه فلابد أن يدخل بتوبة لطهارة قلبه،فالمعاصي رجس نجس، عندما نريد أن تصلي فتوضأت طهرت أعضاء الوضوء فلو قلبك مصرا على معصية فأنت بذلك تدخل فيها بغير طهارة القلب لأن فيه إصرار على المعصية. فقال بعض أهل العلم، لابد أن تفطن إلى طهارة القلب مع طهارة الجوارح، أن تدخل الصلاة بتوبة.
    يقول: (العلم وظيفة الباطن فلابد من تطهير الباطن ولا تصح عبادة الباطن وعمارة القلب بالعلم إلا بعد طهارته) لأن القلب مثل الأرض، والعلم مثل الماء، والقلب له بذور والبذور مختلطة الماء ينزل تنبت البذور فلو أن إنسان عنده عجب حفظ القرآن، سيزداد العجب،آخر عنده كبر سيزداد الكبر، لأنه لم يتطهر منه، يتعالى بالعلم كما يتعالى صاحب المال بالمال وصاحب الجاه بالجاه، فلابد من تطهير القلب من البذور الخبيثة وزرع البذور الطيبة فيه، حتى إذا جاء ماء العلم، نبتت البذور الطيبة، ولم تكن هناك بذور خبيثة لتنبت فلابد من تطهير القلب من الآفات حتى يصلح لحمل العلم ويزكوا بالعلم.
    كما قال: (يطيب القلب للعلم كما تطيب الأرض للزراعة) هو لا يريد إلا قمح لو أن هناك شيء آخر مع القمح ،ستنبت مع القمح ولو فيه أي شيء في الأرض ستنبت مع القمح؛ لأن الري ينبت البذور، فلابد من تطهير القلب من الآفات، فإذا وجد آفة وشعر بها مع العلم،ازداد حفظ فازداد عجبا، أو اكتشف عجب فإذا كان فيه آفة يقلعها، وينبغي التخلية قبل التحلية، فهذا معناه التخلي عن الآفات و أنت لما تتخلى عن الآفات تتخلى بالعلم، ولكن هو كمنظومة وتقريب للمعنى وينبغي له كذلك، لأن علم التحلية أو علم التخلية علم التزكية هو العلم الذي يسبق هو علم التهيئة لطلب العلوم الشرعية مثل الفقه وغيره.
    الأدب الرابع: التواضع للعلم والمعلم. (وينبغي له كذلك ألا يتكبر علي العلم ، ويتواضع لمعلمه) لا تمنعه عزة نفسه من السؤال عما لا يعلم، وليس له سبيل آخر، أن يتعلم فبعض الناس ليس عنده همه يستسهل الأمور فيسأل بدلا من أن يبحث والثاني لو مانع الحرج أو الحياء أن يبحث أو يجتهد هذا مانع إيجابي سيفيده، إنما لو المانع عنده كبر في نفسه لابد أن يعالجه لأنه سيكبر هذا معه هذا المانع ويؤدي إلى سوء فهم وإلى حرمان من كثير من العلم.
    (وأن يتواضع لمعلمه ،ويلقي إليه زمام أمره بالكلية في كل تفصيل) هذه مسألة خطيرة، أي يلقي إليه زمام أمره بالكلية في كل تفصيل بمعنى يجادله ولا يماريه وإنما يفهم ما عنده بحسن الأدب لا بالتقليد، فلا يكون مجادل للمعلم لأنه يتلقى منه العلم، ما كان من خلل أو خطأ أو مخالفة لمن هو أعلم منه وسأل فيه بأدب، لا يناقشه إنما يسأله بأدب ووجد أنه يعني على رأيه مصر ولم يكن ساهيا أو مخطئا فلا يقلده وإنما يلزم معه الأدب وهو يلقي إليه زمام أمره بالكلية في كل تفصيل أي يترك الدرس ماشي على حسب اختيار ومنهج المعلم. لا يدخل مع المعلم أو الشيخ الذي يربيه ويعلمه في جدال ومراء وإنما يقبل خطة المدرس وخطة الشيخ (ويذعن إليه إذعان المريض الجاهل للطبيب المشفق) لأن رؤية الشيخ والعالم أوسع وأكثر خبرة وقد جرب الطريقة قبله وبذل فيه جهد ويعلم من آفات الطريق عقباته ما لا يعلمه الطالب، والطالب مستعجل لا يعقل طبعا الولد يشرح له كل حاجة، فإنما هو يلزم خطة المدرس وأمر الشيخ بالتفصيل وهذا لا يعني أبدا مخالفة السنة ولا الإتباع في المعاصي أو البدع أو كذا وإنما يعني المنهج والخطة التربوية أو العلمية التي يلزم بها الشيخ الطالب.
    (وإن كان معلمه أصغر منه سنا أوأقل شهرة ونسبا، فليتواضع له وليصبر على ذل التعليم -إذا صح التعبير- حتى يعطيك المعلم كل ما عنده) أنت لو تجلس تتعلم كأنك لا تعلم شيء بالمرة ، ستأخذ كل الفوائد التي عند المدرس، لو ظهرت أنك مذاكر وعارف، فستجد انغلاق أبواب كثيرة جدا بدون قصد؛ لأن هذا سبب تلقائي، لما يجد عندك تلقي تكون أنت مثل الإسفنجة، أي شيء تشربه، فيسخوا بما عنده من العلم، لما يجد عندك معنى أنك مذاكر وعندك معلومات فتأتي لتتعلم المعلومة يظن أن المعلومة عندك أو أنت تعرفها، أو يتكلم في أمر معين ويكمل الكلام فيظن فيه أنه عنده علم فينقبض عنه، فلابد من لزوم الأدب والتواضع للعلم بأن تسأل عما لا تعلم وتبحث وللمعلم بأن تعطيه سمعك وفهمك والفرصة لأن يعطيك كل ما عنده، (وقال ابن عباس رضي الله عنهما: زللت طالبا فعززت مطلوب)، الذي يبدأ بهذا يعزه الله إنه يحصل العلم وبركة العلم، والجزاء من جنس العمل، من تواضع لله رفعه، فمن تواضع للعلم آتاه الله العلم ورفعه بالعلم.
    (وينبغي كذلك لطالب العلم أن يجتهد في اختيار من يتعلم منه) هذه مسألة مهمة جدا، أن يجتهد في اختيار من يتعلم منه، (ولا يتعلم إلا ممن كملت أهليته، وظهرت ديانته، وتحققت معرفته، واشتهرت صيانته) عندنا هنا نقطة مهمة،.
    اذكر صفات من تتعلم منه؟ (فهذا شرح لقول مالك بن أنس إن هذا العلم دين فانظروا عمن تأخذوا دينكم) لو جاءتك هذه العبارة والسؤال اذكر صفات من تأخذ عنه دينك؟- كملت أهليته: وظهرت ديانته: أي تقواه لله U وتحققت معرفته: أي ثبت ورسخ، واشتهرت صيانته: أي شهد له العلماء بأنه عالم، وليس عنده ما يشينه سواء كان من الآفات أو الأفعال أو كذا.
    ومعنى أن( هذا العلم دين فانظروا عمن تأخذوا دينكم)، لابد أن تحرص أن تحسن اختيار من تتعلم منه له أثر كبير جدا، على قلبك، وعلى مستقبل أخلاقك وعلمك وعطائك له أثر فيه. .
    الأدب الخامس توقير المعلم: (ينبغي له أن ينظر إلى معلمه بعين الاحترام والتوقير فإن هذا أقرب إلى الانتفاع به وكان بعض المتقدمين إذا ذهب إلى معلمه تصدق بشيء اللهم استر عيب معلمي عني، ولا تذهب بركة علمه مني) فلو رأيت العيب ذهبت بركة العلم، فلو لم يعجبه المدرس، ولو لم يحترمه،فإن هذا يذهب عنه بركة العلم، فهذا الطالب يقول أنا أتصدق وأدعو الله اللهم أستر عيب معلمي عني، ولا تذهب بركة علمه مني، (وقال: الربيع صاحب الشافعي رحمهما الله: ما اجترأت أن أشرب الماء والشافعي ينظر إلي هيبة له) وذكر أيضا عن الشافعي في مجلس مالك مثل هذه الأشياء فهذه الهيبة عند الطالب إنما هي من تعظيم حرمات الله، وذاك السلطان الذي للعالم إنما يكون للصادق المخلص الذي له جهد في طاعة الله U وكل شيء يقدر بقدره، يعني ممكن أنت مع الشيخ مثلا تكون في وضع لما يأتي مثلا الشيخ فلان يمكن وضعك يختلف بالزيادة أو النقص لأن عندك الشيخ فلان هذا أعظم قدرا وأعظم علما، فهذا أمر من غير تفكير، هيبة العالم كلما كان راسخا في العلم ربانيا صادقا مخلصا له جهد مع الله U، هذا يلزمك الأدب من غير تفكير، وإذا أساء الأدب يكون إما لسوء خلق الطالب وهذا يمحق بركة العلم منه أو لتفريط العالم في أمر الله U، يكون غير ملتزم بآداب العالم ويقول: (روي عن علي بن أبي طالب وهذه نقطة أيضا مهمة: من حق المعلم عليك:1- أن تسلم على الناس عامة وتخصه دونهم بتحية، 2-وأن تجلس أمامه، 3-ولا تشيرن عنده بيدك) لا تقول أنا طبيعتي كذلك، تتكلم مع الشيخ كما تتكلم مع صديقك ، وترفع يدك ،هذا كلام لابد أن تنتبه له، وهذه الآداب طبعا تكون مع الأكبر منك سنا ومع الوالد ومع المدرس وتستعمل في كل من له حق عليك (ولا تشيرن عنده بيدك،4- ولا تغمزن بعينك) فهذا يحدث عندما يحدث خطأ من الأخطاء من المعلم، ولكن يزداد قبحا من طالب العلم الشرعي،وسوء أدب، (ولا تغمزن بعينك، 5-ولا تقولن قال فلان خلاف ما تقول) كمن يسأل عالم معين في مسألة فقهية معينة، مثلا : هو الأفضل للمسافر أيفطر أم يصوم؟ الجواب: يفطر، تقول لماذا يفطر؟ أنا سألت فلان فقال يصوم، ما مطلوبك، ما مقصودك ؟ هل أنت تسأل كطالب وأنت تستفتيه أو ترى رأيه فتكتفي بمعرفة رأيه، إنما مسألة فلان يقول كذا، هذه مسألة مخالفة لأدب طلب العلم، لا تقولن قال فلان خلاف ما تقول هذا أمر لا تقع فيه (6-ولا تغتابن عنده أحدا)، ولا تنم توشي فلان قال عليك أو تذكر غيبة أحد عند العالم (7-ولا تشاور جليسك في مجلسه) لا تتحدث مع جليسك في مجلس العالم، وإنما تركز معه (8-ولا تأخذ بثوبه إذا قام) يعني قمت وأنت ماسك في القميص تقول والله نريدك تجلس معنا أكثر من ذلك، أنت ممكن تقول من غير ما تأخذ بثوبه لأن الأخذ بالثوب هذا فيه نوع من سوء الأدب. (9-ولا تلح عليه إذا كل، 10-ولا تعرض يعني لا تمل ولا تشبع من طول صحبته) يعني لما الدرس تطول تجتهد أنك تصبر لا تظهر الملل، كل هذا يحفظ لك بركة العلم، ويفتح لك أبواب الخير، من الله تبارك وتعالى، ينفعك الله بهذه الآداب، اجعل هذه الآداب ليست مجرد حق المعلم وإنما هي عبادة وخلق تتقرب إلى الله تبارك وتعالى به. حتى إذا كان المعلم يطالبك بحقه أو لا يطالبك فهناك من المعلمين من فيهم مسامحة، يعني أنت تجلس براحتك تمدد رجلك تتكلم، تقوله لا فلان قال كذا لا يرد عليك، كل هذا مسامحة، ليس معنى هذه المسامحة أنك لا تتأثر بهذه الإساءة وإنما معنى هذه المسامحة أن العالم يأخذ بآداب العالم وإنما قلة البركة ستكون عند الطالب.
    فمن أراد بركة العلم فليلتزم بهذه الآداب بدون إسراف، ليس معني ذلك التعامل بسوء أدب مع من ليسوا بعلماء من الطبقة الأولى أو لا أعطيه أي حق ولا أهتم به أبدا، لا أقول هذا وإنما أقول أن تنزل الناس منازلهم وأن تتعامل باتزان، فأنا أنصح بعدم تقبيل الرأس وعدم تقبيل اليد لمن هم في وسطنا معروفين أنهم مجتهدون في سد الخلل وليسوا علماء وإنما هذا هو الموجود هو هذا جهد المقل هو هذا المستطاع، فالاحترام ألا نبالغ في مسألة الآداب وإنما نضع الأمور في نصابها الصحيح وفي ميزانها الدقيق.
    6، 7- الأدب السادس والسابع: احترام الدرس واحترام الطلبة: فمن احترام الدرس المحافظة على الوقت ومن احترام الطلبة، حسن المعاملة معهم، (فينبغي لطالب العلم أن يدخل على شيخه كامل الخصال متطهرا فارغ القلب من الأمور الشاغلة، ولا يدخل بغير استئذان إذا كان الشيخ في مكان يحتاج فيه إلى استئذان، وأن يسلم على الحاضرين إذا دخل ويخصه دونهم بتحية، لا يتخطى رقاب الناس بل يجلس حيث ينتهي به المجلس إلا أن يأذن له الشيخ في التقدم، أو يعلم من حال الجالسين إيثارهم له بذلك، ولا يقيم أحدا من موضعه) واحد متميز حافظ، يذاكر، الشيخ مثلا يريده أمامه وهو معروف بهذا فهذا يسمح له بالتقدم بإذن الشيخ أو برضا الحاضرين، (فإن آثره غيره لم يقبل اقتداء بابن عمر رضي الله عنهما، إلا أن يكون في تقديمه مصلحة) لما إنسان يؤثرك بالصف الأول أو كذا لا تقبل إلا أن يكون فيه مصلحة، كمن يقدم للصلاة من هو أحفظ لكتاب الله. (أو أمره الشيخ بذلك) لما يقول لك تقدم صلي تستجب، لما يقول لك اجلس أمامي تجلس أمامه لأن التورع أو الحياء في هذه الأمور يكون فيه فهم خطأ يعني الإمام يصلي التراويح ويبحث عن الناس الذين يحفظون القرآن الذين هم معلمين أدب الرد ويريدهم خلفه،إنما الفهم الخطأ يجعل الأمور تكون فيها ربكة، نجد أن خلف الإمام يتنافس فيه ناس غير حافظين بدرجة جيدة، إنما أنت تقف إذا أمرك الشيخ بأن تقف خلفه تقف خلفه وتحرص على ذلك، لأن هذا فيه تعليم، ليلني منكم أولو الأحلام والنهى.
    (وينبغي أن تأدب مع الرفقة وحاضري مجلس الشيخ فإن ذلك تأدب مع الشيخ وصيانة لمجلسه، ولا يرفع صوته رفعا بليغا من غير حاجة، ولا يضحك ولا يكثر الكلام من غير حاجة، ولا يعبث بيده، ولا يلتفت يمينا ولا شمالا من غير حاجة، بل يكون متوجها إلى الشيخ مصغيا إلى الكلام)
    8- الأدب الثامن: بذل الجهد واستفراغ الوسع. يبقى (ينبغي أن يكون حريصا على التعلم) فالذي لا يذاكر إلا عند الاختبار ، ليس فقيها هذا طالب أكاديمي ربي على المدارس وعمل الجامعات العلم الشرعي يحتاج إلى تعظيم لشعائر الله وحرمات الله عبادة يذاكر وهذه عبادة ويذاكر العلم، ويعطي للعلم حقه حتى يبارك الله فيه، (فلا يقتنع بالقليل مع تمكنه من الكثير)، يعني أنت ذاكرت هذا الموضوع فيه كتب فيه آداب طالب العلم فيه فصول في آداب طالب العلم، استزد فيه مسألة فيها بحث في الفقه في مسائل أنت تأخذها تزود من هذا البحث (ولا يقتنع بالقليل مع تمكنه من الكثير ولا يحمل نفسه ما لا يطيق) يعني يكون وسط مخافة الملل (وهذا يختلف باختلاف الناس والأحوال، وينبغي أن يأخذ نفسه بالاجتهاد في التحصيل في وقت الفراغ والنشاط وقوة البدن ونباهة الخاطر وقلة الشاغلات) وينبغي أن يطلب العلم ويحرص عليه قبل أن يكلف بمسئولية،فاحرص على اغتنام الفرصة في الطلب لأن الإنسان إذا كلف ينشغل أكثر عن الطلب.
    هل يمكن أن نأخذ آداب المعلم؟ انتبه أنت طالب ومعلم، ثم لما تترقى تظل طالب ومعلم،فيلزمك آداب الطالب وآداب المعلم، لأنك أنت كم واحد إمام مسجد، فأنت إمام مسجد أنت معلم، كم واحد يقرأ درس بعد الفجر أو بعد العشاء أو بعد العصر، معلم، الذي يقرأ الدرس هذا معلم ، كم واحد يقف مع الشباب يأمرهم بالمعروف وينهاهم عن المنكر، معلم، فأنت في حاجة إلى تعلم آداب المعلم، كما أنت في حاجة إلى تعلم آداب طالب العلم لأن حياتك يلزمها هذه الآداب كلها، أنت في حياتك تجد نفسك طالب علم تتلقى ومعلم بتعلم. فينبغي لك أن تحرص على هذه الآداب إنك ستحتاجها آجلا وعاجلا.
    (ينبغي للمعلم أن يقصد بتعليمه وجه الله U، ولا يطلب بعلمه شرف المنزلة عند الناس أو عند الملوك، ولا يأخذ على العلم ثمنا) فلا يجعل العلم حرفة للكسب، لا تكون هذه نيته ولا الباعث، أما ما يؤخذ من الدولة أو المؤسسات لأن الدولة إن لم تنفق على العلماء وعلى العلم لن ينتشر العلم، لغلبة الجهل وقلة اهتمام الناس بالعلم، فلابد أن تفرغ المعلمين فتعطيهم رواتب وكذلك العالم يستعين على التفرغ مثلا الذي يحتفظ بحقوق المشايخ الذين لهم مؤلفات ولهم حقوق ويحتفظوا بها لماذا؟ لأنهم يستعينوا بذلك على التفرغ للعلم ولا يطلب العلم للمال، وإنما هذه وسيلة للتفرغ للعلم، يريد مخطوطات ويريد يحقق ويريد ينفع الأمة، من أين ينفق فيحتفظ بهذه الحقوق ،مثلا شيخنا الشيخ الألباني فهذا لم يطلب العلم حرفة للكسب، نحسبه ولا نزكي على أحدا، وإنما هذا الأمر يستعان به على التفرغ للطلب،لا يأخذ على العلم ثمنا هذا مثل بعض أهل العلم أغناه الله U فهو يجتهد في التعليم ونشر العلم ولا يأخذ أجرا، هذا شيء أعلى المنازل احتاج فيأخذ للتفرغ لخدمة العلم ونشره حتى يحصل له أي دخل ولكن لا يتعلم العلم كحرفة للكسب، (ولا يقرب أبناء الدنيا ويباعد الفقراء) من هم أبناء الدنيا؟الذين يزهون بها ويحرصون عليها، والواضح أنه غالب في الأغنياء والوجهاء، إذا كانوا أغنياء ووجهاء يزهون بالدنيا ويعجبون بها ويفخرون بها يستعلون بها فهم من أبناء الدنيا، أما إذا كانوا أغنياء ووجهاء ومتواضعين ومتقين وحريصين على الآخرة فهم من أبناء الآخرة.
    وإذا كان فقير وعنده لو اشتغل ساعة بعشرين جنيه أحسن له من الذي أنتم فيه فهذا من أبناء الدنيا، (ولا يقرب أبناء الدنيا ويباعد الفقراء وينبغي له أن يتخلف بالمحاسن التي ورد الشرع بها، والخصال الحميدة والشيم المرضية التي أرشده الله إليها من الزهد في الدنيا) والزهد في الدنيا هو وزن الدنيا في القلب هذا هو الزهد في الدنيا، ألا يكن للدنيا قيمة في قلبك حتى وإن كانت في يدك تملكها ولا تملكك تفرقها ولا تفرقك هذا الزهد، أما أن تخلوا اليد ويمتلئ القلب بحب الدنيا هذا هو الحرص والطمع وطول الأمل.
    (ويكون فيه السخاء والجود ومكارم الأخلاق وطلاقة الوجه من غير خروج إلى الخفة وغير ذلك وأن يكون متصفا بالحلم والصبر والتنزه عن دني المكاسب وأن يكون ملازما للورع والخشوع والسكينة والوقار والتواضع، ويجتنب كثرة الضحك والإكثار من المزاح وملازمة السنن الشرعية كقص الشارب وتقليم الأظافر وتسريح اللحية وإزالة الروائح الكريهة)فالقصد في كل شيء مثلا في تسريح اللحية ،وكذلك القميص والعطر وغيره القصد القصد، (وأن يكون ظاهره وباطنه وباطنه مزينا بسنة النبي r وأن يتنزه عن المكروهات وفضول المباحات أمام تلامذته وأن يحرص على أن يروه دائما في طاعة الله مكثرا من الذكر) هل هذا رياء؟ أن يقول: (وأن يتنزه عن المكروهات وفضول المباحات أمام تلامذته وأن يحرص على أن يروه دائما في طاعة الله مكثرا من الذكر) لا يخفي عنهم عبادته؛ لأنهم يتعلمون منه ويقتدون به فتكون نيته التعليم وحسن الاقتداء، (وينبغي للمعلم أن يكون رفيقا بمن يتعلم منه وأن يرحب بهم ويحسن إليهم بحسب حالهم ويبذل لهم النصيحة، قال النبي r: «الدين النصيحة لله ولكتابه ولرسوله ولائمة المسلمين وعامتهم» وينبغي أن يشفق على من يطلب منه العلم ويعتني بمصالحه كما يعتني بمصالح ولده ومصالح نفسه وأن يتواضع لمن يتردد عليه ويتعلم منه، وكل هذا تذكره وأنت في مسجد وأنت مع الشباب) وأنت الواحد هو في الجامعة ومدين له خمسة من الطلبة من الإعدادي أو من الثانوي يعلمهم هو شيخ وعالم بالنسبة لهم فلابد أن يحرص على هذه الآداب في تعامله مع الناس، حتى مع عموم الناس الذين يقولون له يا شيخ فلان، يا شيخ فلان هذا يعني على علم، فيكون حريص على هذه الآداب، (وأن يكون حريصا على تعليم تلامذته مؤثر ذلك على مصالح نفسه، وأن يفرغ قلبه في حال جلوسه معهم من الأسباب الشاغلة، ويعطي كل إنسان منهم ما يليق به، فلا يكثر على من لا يحتمل الإكثار، ولا يقصر لمن يحتمل الزيادة) مثال حفظ القرآن يعطي لواحد صفحة ممكن يعطي لواحد ربع ممكن يعطي لواحد خمس آيات كمثال توضيحي.
    (ويثني على من ظهرت نجابته ما لم يخش عليه الفتنة، ويعنف من يستحق التعنيف بلطف ما لا يخشى عليه النفور، فلابد أن يراعي قلوبهم وأحوالهم فهم بمنزلة الولد ويعود من فضيلته أي منزلة المتعلمين إلى المعلم في الآخرة الثواب الجزيل) يعني ممكن تترك بصمة وأثر طيب في بعض الناس والله يفوقك في العلم وفي الأثر ويذكرك بظهر الغيب ويدعوا لك، ويقول رحم الله فلان حفظ الله فلان غفر الله لفلان، لأنك تركت فيه آثرا طيبا. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
    انتهى الدرس الرابع أختكم أم محمد الظن
    http://tafregh.a146.com/index.php
    لتحميل المباشر للتفريغات مكتبة التفريغات الإسلامية

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •