مقتبسة من كتاب سنن يومية للشيخ عبد الله بن حمود الفريح

فيه عدة أعمال هي من هدي النبي صلى الله عليه وسلام :-
أ- الأذان وفيه عدة سنن :
1- متابعة المؤذِّن
لحديث عَبْدِ اللّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ ، أَنَّهُ سَمِعَ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلام يَقُولُ: «إِذَا سَمِعْتُمُ الْمُؤَذِّنَ فَقُولُوا مِثْلَ مَا يَقُولُ ...». رواه مسلم .
- قال ابن القيم في زاد المعاد 2/391 : " .... وهذا مقتضى الحكمة المطابقة لحال المؤذن والسامع فإن كلمات الأذان ذكر فسن للسامع أن يقولها ، وكلمة الحيعلة دعاء إلى الصلاة لمن سمعه فسن للسامع أن يستعين على هذه الدعوة بكلمة الإعانة وهي لاحول ولا قوة إلا بالله العظيم " .
- عند التثويب لصلاة الفجر فإنه من تابع الأذان يقول مثل ما يقول المؤذن ( الصلاة خير من النوم )
قال الشيخ محمد بن إبراهيم في فتاويه 2/135 : " قوله صلى الله عليه وسلام : " فقولوا مثل ما يقول " يدل على أنه يقول : الصلاة خير من النوم "
- قال ابن حجر: عن ابن جريح أنه قال : حدثت أن الناس كانوا ينصتون للمؤذن إنصاتهم للقراءة .
( انظر الفتح , حديث ( 611 ) , باب ما يقول إذا سمع المنادي )
2- قول هذا الذكر بعد الشهادتين
يُسن أن يقال بعد ما يقول المؤذن ( أشهد أن محمداً رسول الله ) الثانية ما جاء في حديث سعد عن رسول الله صلى الله عليه وسلام أنه قال : «مَنْ قَالَ حِينَ يَسْمَعُ الْمُؤَذِّنَ: أَشْهَدُ أَنْ لاَ إِلهَ إِلاَّ الله وَحْدَهُ لاَ شَرِيكَ لَهُ، وَأَنَّ مُحَمَّداً عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ، رَضِيتُ بِالله رَبَّاً وَبِمُحَمَّدٍ رَسُولاً وَبِالإِسْلاَمِ دِيناً، غُفِرَ لَهُ ذَنْبُهُ» رواه مسلم .

3- الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلام بعد الأذان
لحديث عبدالله بن عمرو رضى الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلام : «إِذَا سَمِعْتُمُ الْمُؤَذِّنَ فَقُولُوا مِثْلَ مَا يَقُولُ، ثُمَّ صَلُّوا عَلَيَّ، فَإِنَّهُ مَنْ صَلَّى عَلَيَّ صَلاَةً صَلَّى الله عَلَيْهِ بِهَا عَشْراً، ثُمَّ سَلُوا الله لِي الْوَسِيلَةَ، فَإِنَّهَا مَنْزِلَةٌ فِي الْجَنَّةِ لاَ تَنْبَغِي إِلاَّ لِعَبْدٍ مِنْ عِبَادِ الله، وَأَرْجُو أَنْ أَكُونَ أَنَا هُوَ، فَمَنْ سَأَلَ لِيَ الْوَسِيلَةَ حَلَّتْ له الشَّفَاعَةُ» رواه مسلم .
وأفضل أنواع الصلاة ، الصلاة الإبراهيمية " اللهم صل على محمد وعلى آل محمد كما صليت على إبراهيم..."
4- قول الدعاء الوارد بعد الأذان

لحديث جابررضى الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلام : «من قال حِينَ يَسمعُ النِّداءَ : اللهمَّ ربَّ هذه الدعوةِ التامَّة والصَّلاةِ القائمةِ آتِ محمداً الوسيلةَ والفضيلةَ، وابعثْه مَقاماً محموداً الذي وَعدْتَه، حلَّتْ لهَ شَفاعَتِي يومَ القيامة». رواه البخاري .
5 – الدعاء بعد الأذان
فائدة : الخروج من المسجد بعد الأذان منهى عنه .
ويدل على ذلك : ما رواه مسلم من حديث أَبِي الشَّعْثَاءِ ، قَالَ: كُنَّا قُعُوداً فِي الْمَسْجِدِ مَعَ أَبِي هُرَيْرَةَرضى الله عنه . فَأَذَّنَ الْمُؤَذِّنُ. فَقَامَ رَجُلٌ مِنَ الْمَسْجِدِ يَمْشِي. فَأَتْبَعَهُ أَبُو هُرَيْرَةَ رضى الله عنه بَصَرَهُ حَتَّى خَرَجَ مِنَ الْمَسْجِدِ. فَقَالَ أَبُو هُرَيْرَةَرضى الله عنه : أَمَّا هَـذَا فَقَدْ عَصَى أَبَا الْقَاسِمِ صلى الله عليه وسلام .
ب- سنة الفجر وفيها عدة سنن :

وسنة الفجر هي أول السنن الراتبة التي يعملها العبد في يومه , وفيها عدة سنن , وقبل بيان هذه السنن , لابد من بيان بعض ما يخص السنن الرواتب , والسنة الراتبة هي السنة الدائمة التابعة للفرائض .
- اختُلف في عدد السنن الرواتب على قولين :
القول الأول : أن عددها عشر ركعات: ركعتان قبل الفجر وركعتان قبل الظهر وركعتان بعدها وركعتان بعد المغرب وركعتان بعد العشاء، وهذه العشر ركعات متفق عليها بين العلماء كما نقل ذلك ابن هبيرة في الإفصاح 1/151.

والقول الثاني : أن عددها اثنتا عشرة ركعة وأن قبل صلاة الظهر أربع ركعات لا ركعتين , وهذا القول هو الأظهر والله أعلم .
- الأفضل أن تؤدى السنن الرواتب في البيت
- سنة الفجر تختص بعدة أمور:
أولاً: مشروعيتها في السفر والحضر كما سبق، أما غيرها من السنن الرواتب فالسنة تركها في السفر كراتبه الظهر والمغرب والعشاء .

ثانياً: ثوابها بأنها خير من الدنيا وما فيها كما تقدم .
ثالثاً: يسنُّ تخفيفها وتقدم دليل ذلك.
خامساً: يسن الاضطجاع على الشق الأيمن بعد سنة الفجر
ويدل على ذلك:
1. حديث عائشة : « كان النبيُّ صلى الله عليه وسلام إذا صلَّى رَكعتَي الفَجرِ اضْطَجَعَ على شِقِّهِ الأيمنِ ». متفق عليه.
- الأفضل في صلاة الفجر تعجيلها بأن تُصلى بِغلس ( أي بالظلمة) في أول وقتها وبه قال الجمهور.
جـ- الذهاب إلى المسجد وفيه عدة سنن :
وبما أن صلاة الفجر هي أول صلاة في اليوم يذهب فيها الرجل للمسجد فإن للذهاب إلى المسجد أمور يُسنُّ أن يأتي بها:
1- يسنُّ التبكير بالذهاب إلى المسجد
2- أن يخرج من بيته متطهراً لتكتب خطاه
3- أن يخرج إلى الصلاة بسكينة ووقار
4- أن يقول عند خروجه من بيته ما ورد .
وهو :-
- ما ثبت في صحيح مسلم من حديث ابن عباسرضى الله عنه وفيه : فَأَذَّنَ الْمُؤَذِّنُ فَخَرَجَ – أي رسول الله صلى الله عليه وسلام - إِلَى الصَلاَةِ . وَهُوَ يَقُولُ «اللَّهُمَّ اجْعَلْ فِي قَلْبِي نُوراً، وَفِي لِسَانِي نُوراً، وَاجْعَل فِي سَمْعِي نُوراً، وَاجْعَلْ فِي بَصَرِي نُوراً، وَاجْعَلْ مِنْ خَلْفِي نُوراً، وَمِنْ أَمَامِي نُوراً، وَاجْعَلْ مِنْ فَوْقِي نُوراً، وَمِنْ تَحْتِي نُوراً. اللَّهُمَّ أَعْطِنِي نُوراً» رواه مسلم .
5- تقديم الرجل اليمنى عند دخول المسجد وتقديم اليسرى عند الخروج منه

6- أن يقول الذكر الوارد عند دخول المسجد وعند الخروج منه
لحديث أَبِي حُمَيْدٍ أَوْ أَبِي أُسَيْدٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللّهِ صلى الله عليه وسلام : «إِذَا دَخَلَ أَحَدُكُمْ الْمَسْجِدَ، فَلْيَقُلِ: اللّهُمَّ افْتَحْ لِي أَبْوَابَ رَحْمَتِكَ. وَإِذَا خَرَجَ، فَلْيَقُلِ: اللّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ مِنْ فَضْلِكَ». رواه مسلم .
7- أن يصلي ركعتين تحية للمسجد
وهذا إذا جاء مبكراً للصلاة فإنه يُسن له ألا يجلس حتى يصلي ركعتين لحديث أبي قتادة رضى الله عنه قال: قال النبيُّ صلى الله عليه وسلام «إذا دَخَلَ أحَدُكُم المسجدَ فلا يَجلِسْ حتّى يُصلِّيَ رَكعتَينِ». متفق عليه .
ويكفي عن تحية المسجد السنة القبلية للصلاة إن كان لها سنة قبلية كالفجر والظهر , أو سنة الضحى إن دخل المسجد ضحى , أو الوتر إن صلاه في المسجد , أو الفرض , لأن المقصود من تحية المسجد ألا يجلس حتى يصلي , لما في ذلك من عمارة المساجد بالصلاة لئلا يرتادها من غير صلاة .

8- يسن للرجال المبادرة إلى الصف الأول فهو أفضل الصفوف وللنساء أفضلها آخرها .
لحديث أبي هريرة رضى الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلام قال «خَيْرُ صُفُوفِ الرِّجَالِ أَوَّلُهَا، وَشَرُّهَا آخِرُهَا، وَخَيْرُ صُفُوفِ النِّسَاءِ آخِرُهَا، وَشَرُّهَا أَوَّلُهَا». رواه مسلم ، [ خيرها : أي أكثرها ثواباً وفضلاً ، وشرها : أي أقلها ثواباً وفضلاً ]
وهذا الحديث فيما إذا صلى الرجال والنساء جماعة وليس بينهما حائل من جدار ونحوه فتكون خير صفوف النساء آخرها ؛ لأنه أسترُ لهن عن أعين الرجال ، وأما إذا كان بينهما حائل كجدار ونحوه , أو كما يكون في كثير من مساجدنا اليوم بأن يُخصص للنساء مصلى مستقل ففي هذه الحالة تكون أفضل صفوف النساء أولها ؛ لانتفاء علة القرب من الرجال ؛ لأن الحكم يدور مع علته وجوداً وعدما ، ولعموم فضل الصف الأول في أحاديث منها .
9- يسن للمأموم أن يكون قريباً من إمامه