الأخ الكريم أبا طارق حفظه الله
أظن أن الحوار قد أشرف على غايته، ولكن توجد في جوابك نقاط لا أوافقك عليها
التعارض ليس بين خبرين, لأنَّ (الحاسب) لم يظهر إلى الصحراء ويخبرنا بخبر الهلال، ولا يوجد ههنا (حاسب) باسمه. بل التعارض هو بين خبر الرائي ومعادلات رياضية.البحث سلمك الله وإن طالت ذيوله فهو محصور في التعارض بين خبرين, خبر الرائي وخبر الحاسب
ومناط النزاع ليس ما تفضلتَ به، بل مداره - بيني وبينك على الأقلّ - هو على صحَّة الرؤية.
أنت تقول، فيما أظن: رؤية كرؤية الأعرابي، وأنا أقول: إذا رآه الرائي فيجب أن يريه للواقفين بجواره وإلا فهو واهم
وإذا صحت الرؤية يقينًا وتعارضت مع الحساب بالمرَّة فالحساب باطل ولا كرامة!
وأنا أزعم (وهذه مسألة أخرى لاحقة) أن الرؤية القطعية المؤكدة لا يمكن أن تتعارض مع المعادلات الرياضية القطعية.
كيف يكون الحكم على دقَّة آلة أو معادلة رياضية بحثًا شرعيًّا؟ ولا سيَّما إذا كان بعض طلبة العلم لم يدرس رياضيات ولم ينظر في تلسكوب؟ ولا يريدون (النزول) إلى النظر في هذا الأمر أصلاً؟فبحث القطعي والظني بحث شرعي
مع العلم بأنَّ كثيرًا من المشايخ في بلادنا وفي غيرها يقولون بقطعية الحساب.
وقد بسطت لك الطريقة العلمية في الحكم على أي آلة فلم تعلق عليها!
فأضرب لك مثلاً أوضح:
أجهزة (gps) يستعملها ألوف الناس، ويثقون بها لأنَّهم جربوها ووجدوا دقتها
وأنت أيُّها الأخ الفاضل تحكم على الحساب بأنَّه (ظني)، أي ساقط من الاعتبار
فاسمح لي أن أعيد عليك السؤال:
كيف وصلت إلى هذه النتيجة؟!
ولنضع كلامك بإزاء قول الشيخ عبدالله بن سليمان المنيع عضو هيئة كبار العلماء وعضو لجنة تقويم أم القرى (ولكن يجب أن يعطى طريق إثبات الرؤية ما يستحقه من النظر والتثبت ، فعلماء الفلك في جميع إنحاء المعمورة من مسلمين وغيرهم لا يختلف بعضهم على بعض في توقيت ولادة الهلال – وولادة الهلال تعني انفصال الشمس عن القمر بتقدمها عليه بغض النظر عن إمكان رؤية الهلال بعد الانفصال – واتفاقهم على توقيت الولادة كاتفاق الناس على إن الواحد مع الواحد اثنان وان الخمسة مضروبة في الأربعة عشرون ، والمجادل في ذلك يلزمه التحقق قبل الجدال حتى لا يكون جداله مثار استغراب . أقول فإذا قال علماء الفلك بان الهلال لا يولد (فلكيا) قبل غروب الشمس وجاء من يدعي الرؤية قبل الولادة فدعواه الرؤية دعوى يكذبها الحس والعقل وكل دعوى كانت كذلك يجب ردها على صاحبها مهما كان هذا المدعي،حيث أنها دعوى باطلة).
الشيخ يقول: قطعية الحساب كقطعية 1 + 1 = 2، وهو من كبار العلماء، فإن كان عندك مزيد علم فأظهره لنترك كلامه إلى كلامك.
وألفت نظرك إلى قوله (والمجادل في ذلك يلزمه التحقق قبل الجدال حتى لا يكون جداله مثار استغراب)
شيخ الإسلام عدَّاه العيب، رحمه الله تعالى"فالقطع وعدمه ربما كان بحسب ما وصل إلى الإنسان من الأدلة وبحسب قدرته على الاستدلال، والناس يختلفون في هذا وذاك" قاله شيخ الإسلام
ولكن: ألم يَصِل الإنسان إلى مزيد من الأدلة والدقة منذ عصره إلى يومنا هذا؟!
والغريب أن البعض يتجاهل كلام شيخ الإسلام إذا لم يوافق رؤية فلان وفلان!
يقول في الفتاوى 25/ 180 (مع العلم بأنَّ الهلال يستسرُّ ليلة تارة، وليلتين أخرى، وقد يستسرُّ ثلاث ليال)، بينما صار الراؤون والمشايخ لا يكترثون للاستسرار مطلقًا (وقد قصصتُ قصَّة هلال 1406 أعلاه)
فماذا تقول في كلام شيخ الإسلام بارك الله فيك؟
صحَّ عندي أيُّها الأخ الكريم أنك لست من أهل هذا الفن، مع علمك بأنَّ الحكم على الشَّيء فرعٌ من تصوُّره!وخذ هذه للدلالة على عدم قطعية الحساب :
فالرؤية لهلال شهر شوال لهذا العام وافقت الحساب الفلكي الذي قام بناء عليه تقويم أم القرى, وفي نفس الوقت زعم حاسبو هذه الأيام أن الرؤية مخالفة للحساب الفلكي عندهم, فأي الحسابين نصدق , دع عندك رؤية صاحب سدير أو غيره, أو ليس الخلاف قائم بيقين الآن بين حساب وحساب؟
فإن قالوا : حساب هذه الأيام أضبط من حساب التقويم !
قلنا : وسيأتي في الأزمان القادمة من يزعم ذلك أيضًا, ويرد حساب هذه الأيام , فمن نصدق ؟
أثْبِتْ هذه الدعوى العظيمة: أنَّه يوجد حسابان، وسأرفع الراية البيضاء!
التقويم يقول: يغرب القمران عن المجمعة الساعة 22 : 6
وقد حرصتُ على أن يكون التقويم أساس كلامي كلّه، ووضعت صورته، لهذا الغرض لا غير!
وصاحب سدير يقول : رأيت الهلال لمدة أربع دقائق بعد الغروب
فأين الحساب الآخر الَّذي يقول 24 : 6 ، أو 25 ، فضلا عن 26 ؟
وقد أوردتُ كلام ابن منيع وفيه أن قطعية الحساب كقطعية 1 + 1 = 2
وهناك غير قليل من علماء الشريعة قديماً وحديثاً يقولون بقوله
فهذه فرصة ذهبية لإثبات ما تقوله من الاختلاف وعدم القطعية، بأن تأتي بالحساب الآخر من أي مصدر معتبر؟!
ثمَّ : أليس هذا خلافًا حقيقيًّا بين علماء الشريعة، بإزاء الخلاف المتوهَّم بين علماء الفلك؟!
وأكرر لك كلام ابن منيع (فعلماء الفلك في جميع إنحاء المعمورة من مسلمين وغيرهم لا يختلف بعضهم على بعض في توقيت ولادة الهلال، واتفاقهم على توقيت الولادة كاتفاق الناس على إن الواحد مع الواحد اثنان وان الخمسة مضروبة في الأربعة عشرون)
وسأشرح لك لماذا جعل التقويم الشهر 29، وأنَّ ذلك لا علاقة له باختلاف حساب!
التقويم - وإن شئتَ نقلتُ لك المادة الخاصَّة بذلك من نظامه - يجعل الشهر 29 إذا غاب الهلال بعد الشَّمس في مكَّة ولو بدقيقة واحدة. بل لو غرب قرص الشَّمس بالكامل مع جزء من قرص القمر فإنَّ الشهر يكون ناقصًا في التقويم
وهذه القاعدة غير صحيحة عند الفلكيين المسلمين، وقد اشترطوا أن يتأخَّر غروب القمر عن الشَّمس بحيث تمكن رؤيته، والمتعارف عليه عندهم نحو نصف ساعة، ولكن رأى القائمون على التقويم - ربَّما مراعاة للمشايخ - عدم اعتبار المدَّة بالمرَّة
وفي هذا العام غاب الهلال بعد الشَّمس بمكة بثلاث دقائق. فلو كان الرائي بمكَّة لربما قيل إنَّه رأى الهلال في هذه الثلاث دقائق، ولكنَّه رآه في سدير!
هل قلت بغير هذا؟الغبار أمر حسي, وهو مانع عن الرؤية بيقين
الَّذي أردتُه أن هؤلاء الأشخاص بأعيانهم يزعمون رؤية الهلال في أيَّام الغبار، وأن شهادتهم قد رُدَّت في بعض السنين
فما حيلتي إذا لم تبصر وجه استدلالي؟!
أيُّها الأخ الكريمالحساب الفلكي قد يصح له إثبات نفي الرؤية في حين, ولكنه لا يصح له ذلك في كل حين, بشكل مطّرد , وهذا كاف في نفي القطعية عنه , ومن زعم غير ذلك فعليه على الأقل نفي الخلاف - ولا أقول إثبات الإجماع - بين الفلكيين على أن الحساب في النفي لا يخطئ مطلقًا وعند ذلك يُسلم لهم بأنه قطعي ويجب الأخذ به في رد شهادة العدول الثقات
إذا لم يصحّ الحساب الفلكي في نفي الرؤية هذا العام في سدير، فمتى يصح؟
وطريقة منكري الحساب: أنَّهم يضعون عبارات فحواها أن أفقهم واسع، وأنهم متحمسون لاستخدام المخترعات الحديثة، واعتبار كلام ألمختصين، وأنَّ هذا لا يتعارض مع الشريعة … إلخ، فإذا جاء وقت التطبيق قالوا: رؤية كرؤية الأعرابي
وأقول مرَّةً أخرى : هل أنت متأكِّد من وجود خلاف بين الفلكيين
وأيهما أعلم بقولهم: أنت أم ابن منيع؟
قد ناقشتُ غيرك فكان جوابه: أن فلانًا قال في الجرائد أن الهلال يرى بينما قال فلان إنَّه لا يرى، فقلت له: ولكن هل بينهما خلاف على وقت ولادة الهلال وغروبه فقال : ما أدري المهمّ عندي خلافهم على إمكان الرؤية!
ويرى القارئ الكريم أن الخلاف بين كلامك وكلام الشَّيخ ابن منيع خلاف حقيقي عظيم، فكيف تحتجّ بالخلاف المتوهَّم بين الفلكيين؟
حفظك الله وبارك لك في حياتك وعلمك ومالك وولدك، ورزقني و إيَّاك الإخلاص في القول والعمل، وآخرُ دعوانا أن الحمدُ لله ربِّ العالمين، وصلَّى الله وسلَّم على نبيِّنا محمَّد وعلى آله وصحبه أجمعين.
أحسن الله إليك وجزاك عني خيرًا وتقبل دعاءك .
نتيجة المعادلات الرياضية إخبار الحاسب بعدم إمكانية رؤية الهلال, والرائي يثبت رؤيته, فكان الخلاف شرعًا بين خبرين, ولا مناص من هذا التقرير والإنطلاق منه لمعرفة الحق, أو على الأقل لمعرفة وجهة النظر الشرعية عند أهل العلم .
لا يلزمهم ذلك حفظك الله, وقد حجرت واسعًا عفا الله عنك, ويلزم من ذلك دراسة غيره من العلوم عند الترجيح بين أقوال أصحابها وهو باطل.
فمعرفة قطعية خبر عن علم من العلوم الطبيعية يُعرف بنفي الخلاف بين أصحاب العلم, فإذا احتاج العالم بالشرع تصور مسألة متعلقة بالطب أو الهندسة أو نحوهما, فيكفيه التحري والسؤال عن آراء أصحاب العلم, فإن اتفقوا كان اتفاقهم حجة لازمة عليه, وإن اختلفوا استوثق من الأعلم فالأعلم , فإن كانت المعلومة المسئول عنها مفتقرة إلى القطع, فلا يتحقق ذلك إلا باتفاقهم وإلا كانت ظنية , والله أعلم .
يا أخي الكريم هناك فرق بين الإخبار عما يسمى بولادة الهلال وبين الإخبار عن رؤيته وعدم إمكانية ذلك, فقطعية الأول لا تفيد قطعية الثاني يقول الدكتور المالكي (دكتوراه في الفلك من جامعة جلاسكو) : حساب رؤية القمر: وهذا النوع يعتمد على النوع الأول من الحساب - يقصد حساب موقع القمر الحقيقي - ، ولكن يُضيف أثار الانكسار وغيرها ما أمكن، فيقدر لنا موقع القمر كما يمكن أن يُرى بالعين المجردة، وهذا النوع من الحساب هو الذي يعتمده أكثر الحاسبين لحساب هلال أول الشهر. وهنا لا يمكن القول بأن الحسابات بدقة عالية كما سبق، حيث أن ظواهر الغلاف الجوي كثيرة ونحن نريد أن نقدر آثارها على امتداد البصر على الأفق، والذي يصل لراصد على سطح البحر لمسافة خمس كيلومترات.
فإذن سيكون حساب أثر الغلاف الجوي بدقة عالية من الأمور شبه المستحيلة، حيث لو افترضنا وجود عاصفة رملية على بعد خمسة كيلومترات عن الراصد للهلال فإنه لن يشعر بـها، وسيكون من الصعب إدخالها في حساباته للهلال، ومثل هذه العاصفة - أو ماشابه - يمكن أن تغير عوامل الرؤية وأثر الانكسار فيصبح الهلال أعلى مما تتوقعه الحسابات التي لم تأخذ أثر الانكسار في الحسبان، فيقال غرب الهلال في الوقت الفلاني، لكن وبسبب الظروف الجوية تكون هناك صورة وهمية للهلال لم تغرب بعد فيراه بعض رائي الهلال. فيقال لذلك أخطأ الحاسبون - ولا مشاحة في الاصطلاح -، لكن هذا ليس خطأ في الحساب بل هو نقص في الفرضيات الابتدائية للحساب، أي أن أثر هذه الظاهرة - العاصفة - لم يُؤخذ في الحسبان، فهو إذًا نقص وليس خطأ، وعليه لا يمكن القول أننا اكتشفنا سنة الله في رؤية الهلال".انتهى وقد نقلته في التعقيب الثالث في هذا الموضوع ولعلك أخي الكريم لم تقرأ كل الذي سبق !
بل كن على يقين من ذلك أخي الفاضل, فالإقرار على النفس خبر قاطع !
ولكني لم أزعم بأني من أهل الفن أصلًا حفظك المولى, ولا يلزم أن أكون من أهله ليثبت عندي عدم قطعيته كما تقدم بيانه .
يا الله حتى عندما يختلف الحاسبون في مقدماتهم وقواعدهم, ترمى التبعة على المشايخ !!
إذن من يضمن لنا عدم اختلاف الحاسبين في المستقبل لأجل المشايخ أيضًا؟
على العموم (ربما) تبقي على الاحتمال حتى تجزم بذلك, ويبقى الأصل وقوع الاختلاف بين حساب التقويم وحساب فلكيي هذه الأيام, بغض النظر عن سبب الاختلاف, بل هذه بعينها تدل على اختلاف في قواعدهم فضلًا عن نتائجهم ودللت عليه بنفسك بقولك أخي الكريم (وهذه القاعدة غير صحيحة عند الفلكيين المسلمين) .
قد تقدم بيان مقصود الشيخ ابن منيع حفظه الله, وهو عن حساب ولادة القمر, لا عن حساب رؤية الهلال, وبينهما فرق .
وأما ثبوت الخلاف بين الفلكيين , فثابت عندي عن اثنين من المتخصصين قد أوردت كلامهما في ثنايا المشاركات المتقدمة, وقد نصا على عدم دقة حساب رؤية القمر ودخول عوامل الاضطراب عليه والمستحيل تفاديه, مما يسقط دعوى القطعية, والله تعالى أعلم وصل اللهم على نبينا محمد واغفر لي ولأخي وللمؤمنين والمؤمنات والحمد لله رب العالمين.
حفظك الله وبارك لك في حياتك وعلمك ومالك وولدك، ورزقني و إيَّاك الإخلاص في القول والعمل، وآخرُ دعوانا أن الحمدُ لله ربِّ العالمين، وصلَّى الله وسلَّم على نبيِّنا محمَّد وعلى آله وصحبه أجمعين.
[/quote]
شكر الله لك هذا الحوار الممتع
وقولي (ربَّما مراعاة للمشايخ) ليس للتشنيع، ولا أن المشايخ قد اعترضوا، بل معناه أن الَّذين صرفوا التقويم من خطّ قرينتش إلى خطّ مكَّة المكرَّمة عام 1420 قرروا عدم اعتماد السبع درجات لئلا يُعترض عليهم بأنَّ الرؤية لا ينبغي أن يُحجر عليها.
وأختم بالتذكير بأنَّ رؤية هذا العام ليست مما يتأثَّر بالانكسار والظواهر الجوية، نظرًا لغروب القمرين في دقيقة واحدة في بلد الرائي
والحمدُ لله ربِّ العالمين
[/quote]
لاحياة لمن تنادي !المؤلف لا يشكك بقطعية الحسابات الفلكية كما تزعم بل هو يتحدث عن الذين ينادون بالأخذ بالحسابات الفلكية فقط و ترك الرؤية و هذه الفئة الاخيرة خارج نقاشنا يا أستاذ أبو طارق.
لازلت تستشهد بكلام بعيد كل البعد عن ما تهدف اليه بل و نفى بعضه كبار الفلكيين منهم البروفيسور ضيف قناة المجد !
جاء في كتاب الحساب الفلكي بين القطعية والاضطراب الذي اجتزأ أبو طارق منه بعض المقاطع :
وقبل الخوض في هذه المسألة أوكد أنه لاخلاف بين علماء الفلك في أن الحساب الفلكي في غاية الضبط وأن الاقتران يحسب بدقة عالية تصل إلى جزء من الثانية وذلك يعتمد على عدد العوامل المأخوذة في برنامج الحساب. وقد تعرض لهذه المسألة وغيرها الدكتور الفاضل محمد بن بخيت المالكي(3).
اذن لا مجال للتشكيك في دقة الحسابات الفلكية لأن هذا فيه اجماع من الفلكيين بالعالم و لن تجدوا فلكياً معتبراً يوافقك على ادعائك
ثم انه اذا كان لدى المؤلف مشكلة مع الحساب كما تتوهم لما اقترح في نهاية بحثه التوفيق بينهما .
يقول :
والذي أراه أنه يمكننا زيادة نسبة التطابق بين الرؤية والحساب إلى نسبة قد تصل إلى التطابق التام بينهما ومن أجل تحقيق ذلك أقترح:
1. إنشاء معهد يشرف عليه مجلس القضاء الأعلى أو إحدى جامعات المملكة لتعليم الرؤية البصرية على أصول علمية غير قابلة للجدل ولا يقبل في هذا المعهد إلا من يوثق في ديانته وعقله وبصره. ذلك أن المحتسبين الثقات في طريقهم إلى الانقراض ولا يمكن التعويل على محتسبين قد يبلغون عن الرؤية وقد لايبلغون.
2. تكوين فريق من الأساتذة المختصين في الفلك من أجل عمل دراسة ميدانية تمسح المملكة بحثا عن أفضل المواقع لرصد الأهلة.
3. إنشاء عدد كبير من المراصد في الأماكن التي يحددها الفريق يعمل فيها خريجوا المعهد الفلكي.
أظن أننا متى قمنا بذلك سوف تقترب الرؤية من اليقين وسوف نضمن بإذن الله أن صيامنا وفطرنا في غاية التثبت والدقة ذلك أنه كلما ازداد عدد الراصدين كلما قل الخطاء وسوف نضمن بعد ذلك عدم التزوير والكذب في الرؤية من أجل مصلحة دنيوية كما يقول الشيخ مصطفى الزرقا رحمه الله.
وأتمنى أن تقوم البلاد المسلمة جميعها بعمل هذا حتى نصل إلى وحدة في صيامنا وفطرنا.
وكما بينا من قبل أن السبب في تمسك القائلين بالحساب هو دقته العالية في حساب الاقتران, فمتى ما قمنا بما اقترحته سوف نصل بإذن الله إلى درجة عالية من الدقة والضبط للرؤية يرتضيها القائلون بالحساب وبذلك نبتعد عن الحساب الفلكي واضطرابه الكبير والله ولي التوفيق.
الشكر لله ثم لكل من تحاور مبتغيًا الحق وزيادة العلم, فشكرًا (خزانة الادب) .
وعلى العموم فالنزاع لم يكن حول إمكانية صحة الحساب لنفي الرؤية في عام دون عام, وإنما هل نتيجة الحساب النافي للرؤية في كل عام كيقيننا بالمعادلة الحسابية 1+1=2 ؟
بالقطع لا , لذا لا يجوز شرعًا, تكذيب من ثبتت عدالته بظن الحساب, والله الموفق وهو أعلم وأحكم.