كاتب منصف... قد بدء الكلام برجاء (عدم التعصب في الردود والتشنج)؛ فهذا في حق الرد، أمَا كان أولى به العرض؟... دون تكبير الخطوط وزيادة الكلام حمرة (ابتسامة).
اجعلني أعرض عليك وعلى الأخوة مرةً أخرى
ـــــــ
سير أعلام النبلاء
الحافظ / الذهبي
الجزء الرابع / صفحات: 483 - 484 - 485
النص:
185- الحسن
ابن سبط رسول الله ، السيِّد أبي محمد الحسن ابن أمير المؤمنين أبي الحسن عليِّ بن أبي طالب، الهاشمي، العلوي، المدني، الإمام، أبو محمد.
حدَّث عن أبيه، وعبد الله بن جعفر، وهو قليل الرواية والفتيا مع صدقه وجلالته.
حدَّث عنه ولده عبد الله، وابن عمه الحسن بن محمد بن الحنفية، وسهيل بن أبي صالح، والوليد بن كثير، وفضيل بن مرزوق، وإسحاق بن يسار والد محمد، وغيرهم.
ابن عجلان عن سهيل وسعيد مولى المهري، عن حسن بن حسن بن عليّ أنه رأى رجلاً وقف على البيت الذي فيه قبر النبيِّ يدعو له ويُصلِّي عليه، فقال للرجل: لا تفعل فإن رسول الله قال: (( لا تتخذوا بيتي عِيدًا، ولا تجعلوا بيوتكم قبورًا، وصَلُّوا علىَّ حيث ما كنتم، فإن صلاتكم تُبْلُغني )).
هذا مرسل، وما استدل حسن في فتواه بطائل من الدلالة، فمن وقف عند الحجرة المقدسة ذليلاً مُسَلِّمًا، مصلِّياً على نبيِّه، فيا طوبى له، فقد أحسن الزيارة، وأجمل في التذلل والحب، وقد أتى بعبادةٍ زائدةٍ على من صلَّى عليه في أرضهِ أو في صلاته، إذ الزائر له أجرُ الزيارة وأجر الصلاة عليه، والمُصلِّي عليه في سائر البلاد له أجر الصلاة فقط.
فمن صلى عليه واحدةً صلى الله عليه عشرًا، ولكن من زاره - صلوات الله عليه - وأساء أدب الزيارة، أو سجد للقبر أو فعل ما لا يُشرع، فهذا فعلً حسنًا وسيئًا فَيُعَلَّمُ بِرفق، والله غفور رحيم؛ فوالله ما يحصل الانزعاج لمسلم، والصياح وتقبيل الجدر، وكثرة البكاء، إلا وهو محبٌّ لله ولرسوله؛ فحبه المعيار والفارق بين أهل الجنة وأهل النار؛ فزيارة قبره من أفضل القرب، وشد الرِّحال إلى قبور الأنبياء والأولياء، لئن سلمنا أنه غير مأذون فيه لعموم قوله -صلوات الله عليه: (( لا تشدوا الرحال إلا إلى ثلاثة مساجد )) فشد الرحال إلى نبينا مستلزم لشد الرحال إلى مسجده، وذلك مشروع بلا نزاع، إذ لا وصول إلى حجرته إلا بعد الدخول إلى مسجده، فليبدأ بتحية المسجد، ثم بتحية صاحب المسجد، رزقنا الله وإيَّاكم ذلك آمين.
التعليق:
أورد الحافظ الذهبي في كتابه ( سير أعلام النبلاء ) هذه القصة عن الإمام الحسن بن عليّ بن أبي طالب - رضي الله عنه.
وذكر القصة وما فعله الرجل، فردّ عليه الإمام / الحسن بحديث رسول الله
وهو:
(( لا تتخذوا بيتي عِيدًا، ولا تجعلوا بيوتكم قبورًا، وصَلُّوا علىَّ حيث ما كنتم، فإن صلاتكم تَبْلُغني ))
وهذا يسمى عند المسلمين (دليلاً) فلا نقبل قول بلا دليل.
قال الحافظ: هذا مرسل.
قلنا: هذا الحديث قد رواه كل من عبد الرزاق في مصنفه، وكذا ابن أبي شيبة وكذلك ابن عساكر في تاريخه والقاضي... وله شاهد يتقوى به، فيجعل منه حديث حسن لشواهده.
فإن سلمنا أنه وصل مرسلاً... فليس بدليل عند المتأخر لأنه ربما يكون موصولاً عند المتقدم.
بل ما استدل به الإمام الحسن كان دليلاً من السنة، ورد فتواه لا يقوم على دليل.
وجميع ما أتى بعده مردود لعمل فتوى الإمام الحسن - رضي الله عنه وثبوت الدليل.
ـــــــ
هذا، وقد كان على عهد رسول الله
أناس، اعترفوا بأن عباد الأصنام على الباطل، ولكنهم ذهبوا لقبور الأنبياء والصالحين من موتاهم، ينذرون لهم ويذبحون لهم ويستغيثون بهم ويدعونهم، وهؤلاء هم عبدة الأوثان.
ـــــــ
عندنا نحن أهل السنة والجماعة، ليس كلام أحد الأئمة بِحُجَّة ولا دليل... إنما الدليل قال الله قال الرسول.