البنية الشرطية في اسلوب الحديث النبوي الشريف / بقلم محفوظ فرج إبراهيم

ـــــــــــــــ ـــــــــــــــ ـــــــــــــ

عن أنس رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ( من أحب أن يبسط له في رزقه، وينسأ له في أثره فليصل رحمه ) صحيح أخرجه البخاري 2067، 5986 رياض الصالحين ص 108 برقم 319



ـــــــــــــــ ـــــــــــــــ ـــــ

جملة شرطية جرت على لسانه الطاهر صلى الله عليه، وسلم ليؤكد على الغرض، ويحتوي اتساع المعنى من خلال فعل الشرط وجوابه . ليضفي عليه من فصاحته وبلاغته ألوانا من الأجراس الصوتية المنغمة، وصورا من البناءات المتوافقة التي تؤدي إلى صلة الرحم، وتشق سلاستها، ورقيها حجب الزمان، والمكان، وتسمو في مدارج الخلود .
من خلال الجملة الواحدة التي لا يحصل فيها فعل الشرط إلا بحصول جوابه .


ولما كان الخطاب غرضه العموم ابتدأ ب ( من ) الشرطية لعموم العاقل، وهو المسند إليه المبتدأ الموجه إليه الخطاب، ثم جاء فعل الشرط ( أحب ) في الزمن الماضي باعتبار أن كل إنسان حاصل حبه لبسط الرزق، وطول العمر لان ذلك من طبيعة الإنسان .
وقد جاءت معمولات ذلك الحب مصادر مؤولة دالة على المستقبل ( مفعول به ) وقع عليها حدث ماض من طبيعة الإنسان وهو الحب ؛ وكان ورود الأفعال مضارعة مبنية للمجهول لم يسم فاعلها، وهو الله سبحانه وتعالى إيجازا، وتعظيما فعل الشرط ( أن يبسط له في رزقه وينسأ له في أثره )، ولابد من ملاحظة العناية الفائقة الموجهة لذات الإنسان أي إنسان من خلال توالي الضمائر العائدة ( الهاء ) ( له ، رزقه ، له ، أثره ) .
ولك أخي المتلقي أن تنظر في البنية من حيث الموسيقى كيف انسجمت مع المدلول حين تلاحظ ( حاء ) الحب مع ( حاء ) الرحم ن والتوازي في ( يبسط له في رزقه ) و ( ينسأ له في أثره ) ، وتلك السين السلسة السهلة التي تسمو بالإنسان حين يصل رحمه ، يبسط ، ينسأ .

وحين كان فعل الشرط ( من أحب أن يبسط له في رزقه وينسأ له في أثره ) جملتين معطوفة إحداهما على الأخرى، وفيها الحياة المرفهة لكل إنسان في هذه الدنيا ورد بعدها جوابه الذي يتحقق له ما أراد، وهو من أسلوب الإنشاء طلب بأمر حقيقي ارتبط بالفاء الواقعة في جواب الشرط متصلا مترابطا ( فليصل ) إذ جاء جواب الشرط متصلا مترابطا مع فعل الشرط متما هيا معه متفقا مع المدلول في الأمر ( ليصل رحمه )

ـــــــــــــــ ـــــــــــــــ ـــــــــــ

الكاتب/ محفوظ فرج إبراهيم ،ماجستير لغة عربية ،جامعة بغداد ،كلية الآداب 1988م/ له مجاميع شعرية، ودر اسات نقدية مطبوعة ،