وحدة الصياغة في أسلوب الحديث النبوي الشريف /بقلم محفوظ فرج إبراهيم


قال الرسول (صلى الله عليه وسلم)

(المؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعضه بعضا) وشبك بين أصابعه

صحيح البخاري المظالم والغضب 2314 ومسلم 6750 ، الترمذي البر والصلة 1928 ، النسائي الزكاة 2560 ، وأحمد 4/ 405

ـــــــــــــــ ــــــ
وحدة الصياغة




المتدبر في أحاديث الرسول صلى الله عليه وسلم أول ما يلفت نظره هو الوحدة الموضوعية فالكلمات يأخذ أحدها برقاب بعض وهي في الحديث تشكل كلا واحدا لا يتجزأ هذا على مستوى التعبير النبوي أما في ما يتعلق في الحديث الذي نحن بصدده فيتناول علاقة المؤمن بالمؤمن إذ المؤمنون يشكلون وحدة متماسكة كما هو تعبير النبي الكريم في تماسك بناءات أحاديثه من حيث الصورة والإيقاع وانسجام وتناسق العبارات والملاحظ على بناء الأحاديث القصيرة المكثفة المعنى قائمة على جملة اسمية المبتدأ والخبر فيها يثبتان حقيقة وقد ورد الخبر شبه جملة هي أداة التشبيه والمشبه به(المؤمن للمؤمن كالبنيان )والمشبه به عادة يكون موصوفا بجملة فعلية تدل على الاستمرار والتجدد(يشد بعضه بعضا)وقد كان لتكرار المفردات أثر كبير في إبانة المعنى وتجليه مع ما للتوافق الصوتي من جرس موسيقى يشنف الأسماع وينسجم إيقاعه مع معنى التآلف التوحد بين المؤمنين وفي هذا الحديث الشريف لم يكن بناء الجملة الاسمية قائما على القصر بالنفي والاستثناء وإنما قد استعاض عن ذلك بطريقة تربوية من خلال حركة كفيه الطاهرتين (وشبك بين أصابعه)


محفوظ فرج / سامراء 2011م
ـــــــــــــــ ــــــــــــ
من كتابي الجزء الأول(من ملامح الصورة الفنية في الأحاديث النبوية) تأليف محفوظ فرج إبراهيم ، بغداد ، دار الأرقم، مجمع باب المعظم، 2006م