الحمد لله رب العالمين الذي أنزل القرآن الحكيم على نبيه الكريم مبيناً كذب الكاذبين وطهر وشرف وكرامة زوجته عائشة رضي الله عنها أم المؤمنين أجمعين
والصلاة والسلام على زوجها محمد أطهر وأشرف الخلق أجمعين .
وبعد
الحمد لله القائل" إِنَّ الَّذِينَ يَرْمُونَ الْمُحْصَنَاتِ الْغَافِلَاتِ الْمُؤْمِنَاتِ لُعِنُوا فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ (23) يَوْمَ تَشْهَدُ عَلَيْهِمْ أَلْسِنَتُهُمْ وَأَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُمْ بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ ".
والقائل"إِنَّ الَّذِينَ جَاءُوا بِالْإِفْكِ عُصْبَةٌ مِنْكُمْ لَا تَحْسَبُوهُ شَرًّا لَكُمْ بَلْ هُوَ خَيْرٌ لَكُمْ لِكُلِّ امْرِئٍ مِنْهُمْ مَا اكْتَسَبَ مِنَ الْإِثْمِ وَالَّذِي تَوَلَّى كِبْرَهُ مِنْهُمْ لَهُ عَذَابٌ عَظِيمٌ (11) لَوْلَا إِذْ سَمِعْتُمُوهُ ظَنَّ الْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَات ُ بِأَنْفُسِهِمْ خَيْرًا وَقَالُوا هَذَا إِفْكٌ مُبِينٌ ".
والقائل" الْخَبِيثَاتُ لِلْخَبِيثِينَ وَالْخَبِيثُونَ لِلْخَبِيثَاتِ وَالطَّيِّبَاتُ لِلطَّيِّبِينَ وَالطَّيِّبُونَ لِلطَّيِّبَاتِ أُولَئِكَ مُبَرَّءُونَ مِمَّا يَقُولُونَ لَهُمْ مَغْفِرَةٌ وَرِزْقٌ كَرِيمٌ ".
وبعد
إن الله تعالى خلق الناس مراتب ودرجات وفضل بعضهم على بعض ؛وفضل محمد صلى الله عليه وآله وسلم على سائرالخلق أجمعين
وقدر الله تعالى له عائشة الصديقة بنت الصديق رضي الله عنها وأبيها زوجاً ؛ وأريها في المنام ثلاث مرات في سرقة من حرير قبل أن يتزوجها في كل مرة يقول له الملك
هذه زوجتك ؛ كما في الصحيحين من حديثها رضي الله عنها قالت:قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"أريتك في النوم ثلاث ليال جاءني بك الملك في سرقة من حرير، يقول:
هذه امرأتك، فأكشف عن وجهك، فإذا هي أنت، فأقول:إن يكن هذا من عند الله يمضه ".
الصديقة بنت الصديق عائشة رضي الله عنها حاول المنافقون عليهم لعائن الله المتتالية إلى يوم الدين أن يطعنوا في عرضها بسبب حدث عارض يحدث مع كل الناس
عاليهم وسافلهم شريفهم وخبيثهم ؛ ولكنه النفاق ؛ إنه الحقد الدفين في القلوب السوداء والذي سرعان ما يظهر على الألسن والأفعال جلياً دون مواراة أو مداراة ؛ بمجرد
حدوث أي أمر للمسلمين لهم عليه مدخلاً ولو كذباً محضاً.
إنه الكفر بعينه الذي تخفيه هذه الشرذمة الجبانة المرتدة المتنكرة لجميل ربها تعالى ؛ إنه الكفر الذي تجرأ ونطق بالكذب باتهام سيد الأنبياء في عرضه الطاهر
وزوجته التقية النقية الزاهدة العابدة حينما تخلى المسلمون عن نصرة نبيهم صلى الله عليه وآله وسلم و تخلوا عن الدفاع عن عرضه الطاهر الشريف.
وما هذه الافتراءات التي نسمعها من حين لآخر على الملأ من شرذمة ذليلة حقيرة على عائشة زوج النبي صلى الله عليه وآله وسلم ؛ إلا من أز الشياطين لهؤلاء المرتدين
لينفروا الناس عن دعوة الحق والسلام دعوة الحب والوئام التي تحمل في طياتها كل الخير والإحسان لسائر الخلق والأنام.
وكذلك ما نسمعه إنما هو من اختبار الله تعالى لنا ليرى وهو أعلم هل سننصر نبيه أم نخذله ؛ وليرى وهو أعلم من منا صادق في حبه لرسول صلى الله عليه وآله وسلم
وأهل بيته ومن هو كاذب .
إن هذه الاتهامات لزوج النبي صلى الله عليه وآله وسلم باطلة ...باطلة مخالفة لما في كتاب الله تعالى ومكذبة له فمن قالها أو صدقها أو روج لها كفر بالله تعالى وارتد
بعد إيمانه وكان من أصحاب الجحيم إن مات على ذلك وفي الدنيا هو حلال الدم واجب قتله على من قدر عليه.
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى في كتابه القيم الصارم المسلول ..
"فأما من سب أزواج النبي صلى الله عليه وسلم فقال القاضي أبو يعلى: "من قذف عائشة بما برأها الله منه كفر بلا خلاف"
وقد حكى الإجماع على هذا غير واحد وصرح غير واحد من الأئمة بهذا الحكم.
فروي عن مالك: "من سب أبا بكر جلد ومن سب عائشة قتل قيل له:لم؟ قال:من رماها فقد خالف القرآن لأن الله تعالى قال:
{يَعِظُكُمُ اللَّهُ أَنْ تَعُودُوا لِمِثْلِهِ أَبَداً إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ}".وق ل أبو بكر بن زياد النيسابوري: سمعت القاسم بن محمد يقول لإسماعيل بن إسحاق:
أتى المأمون بالرقة برجلين شتم أحدهما فاطمة والآخر عائشة فأمر بقتل الذي شتم فاطمة وترك الآخر فقال إسماعيل:
"ما حكمهما إلا أن يقتلا لأن الذي شتم عائشة رد القرآن وعلى هذا مضت سيرة أهل الفقه والعلم من أهل البيت وغيرهم".أ-هـ
وقال الإمام الجليل ابن كثير رحمه الله تعالى في التفسير...
قال الحافظ ابن كثير عند قوله تعالى "إن الذين يرمون المحصنات الغافلات المؤمنات لعنوا في الدنيا و الآخرة و لهم عذاب عظيم "
قال:أجمع العلماء رحمهم الله قاطبةعلى أن من سبها بعد هذا ورماها بما رماها به بعد هذا الذي ذكر في هذه الآية ، فإنه كافر لأنه معاند للقرآن ".أ-هـ
وقال العلامة ابن القيم رحمه الله تعالى في زاد المعاد...
".....وكانت أحب الخلق إليه، ونزل عذرها من السماء، واتفقت الأمة على كفر قاذفها، وهي أفقه نسائه وأعلمهن
بل أفقه نساء الأمة وأعلمهن على الإطلاق، وكان الأكابر من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم يرجعون إلى قولها ويستفتونها".أ-هـ
إذاً الطاعن في عرض عائشة رضي الله عنها زوج النبي صلى الله عليه وآله وسلم كافر حلال الدم من قتله دخل الجنة قطعاً كما قال صلى الله عليه وآله وسلم:
"لا يجتمع كافر وقاتله في النار أبداً".
فهيا يا أبناء الإسلام و يا فرسان الميدان قوموا قومة رجل واحد واقتلوا كل من طعن في عرض أمكم عائشة رضي الله عنها وانتصروا لنبيكم صلى الله عليه وآله وسلم.
فهيا يا أبناء العقيدة ويا حماة الدين أروا الله منكم صدق فعال فوالله إنه لمن الخزي والعار أن يطعن كافر في عرض أمنا ثم نحن نراه يصول ويجول ولا نقتله
خوفاً على حياة ذليلة تباً لها إن كانت هذه الحياة ستشغلنا وتجبننا عن قتل من يطعن في عرض نبينا .
فالله الله في دينكم في عرضكم ...
اجعلوا أسلحتكم تبلغ الناس عامة أن من يعتدي على نبينا عليه السلام وزوجه أمنا عائشة رضي الله عنها ليس له عندنا إلا القتل ثم عند الله عذاب أليم خالداً مخلداً فيه.
اجعلوا من يفكر أن يعتدي على نبينا عليه السلام وزوجه أمنا عائشة رضي الله عنها أن يشتري له كفناً يجعله مرافقاً له في حله وترحاله استعداداً لقطف رأسه النجسة.
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً كثيرا
والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون
كتبه
أبو عبد الله المقدسي
فلسطين-غزة
5 شوال 1432هـ