تابعونا على المجلس العلمي على Facebook المجلس العلمي على Twitter
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد


النتائج 1 إلى 11 من 11

الموضوع: حصري: الدراسة التي قمت بها أثناء تحقيقي لرسالة الإمام الواسطي في الصفات.

  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Aug 2008
    الدولة
    بلاد الحرمين
    المشاركات
    3,043

    افتراضي حصري: الدراسة التي قمت بها أثناء تحقيقي لرسالة الإمام الواسطي في الصفات.

    تنويه:
    هذا الموضوع حصريٌ فقط لهذا المنتدى المبارك، ولا أسامح من تخوله نفسه سرقة العمل ونسبته إليه، ولولا محبتي لكم ولهذا المنتدى المبارك لما تقدمت بنشر هذه الدراسة حتى يكتب لها النشر والطبع.
    ومن أراد التنويه على هذه الدراسة فله ذلك بكل محبة بشرط أن ينسب ويحيل.
    والله فوق الجميع يرى ويطلع
    حسدوا الفتى إذ لم ينالوا سعيه فالقوم أعداءٌ له وخصوم
    كضرائر الحسناء قلن لوجهها حسداً وبغضاً إنه لذميم

  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Aug 2008
    الدولة
    بلاد الحرمين
    المشاركات
    3,043

    افتراضي رد: حصري: الدراسة التي قمت بها أثناء تحقيقي لرسالة الإمام الواسطي في الصفات.

    بسم الله الرحمن الرحيم

    الحمد لله المنزه عن المثل والنظير، المنفرد بالخلق والتدبير، من له الصفات العلى، والأسماء الحسنى، ليس كمثله شيء وهو السميع البصير.
    والصلاة والسلام على أشرف الخلق أجمعين، موضح طريق الحق للسالكين، إمام الهدى وسيد المرسلين، نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين؛ أما بعد..
    فهذه رسالة صغيرة الحجم، غزيرة العلم، كثيرة النفع، تحدثت عن ثلاث مسائل هي من أهم وأدق المسائل العقائدية التي خاض فيها الخائضون، وتوهم فيها المتوهمون، وتهوك فيها المتهوكون.. فجانبوا فيها طريق الحق والصواب، وقالوا بقبيح القول والخطاب، فما قدروا الله حق قدره، سبحانه وتعالى عما يقولون علوا كبيرا.
    وهذه الثلاث مسائل هي:
    - مسألة الصفات لله سبحانه وتعالى.
    - مسألة الفوقية والعلو.
    - مسألة الحرف والصوت.
    فجاءت هذه الرسالة البليغة جواباً عن إشكالات هذه المسائل خير جواب، وفي أجمل عبارة وأحسن خطاب، فأتت على صغرها جامعة كافية، لمن أراد الحق والوقوف عليه بعبارة وافية، فقد جمع فيها مصنفها بين الدليل النقلي والعقلي في تقرير كلامه، ورده على أهل التأويل والتعطيل.
    وإن كانت لا تخلو من بعض المخالفات التي لم تزل مترسّخة في قلب الشيخ رحمه الله وفكره من جراء تأثره الطويل لما عليه أشياخه المتكلمين من معتقدات؛ وإن كان حاول جاهداً أن يتخلص منها، ويبيت عورها، فإن رسالته هذه رحمه الله كان قد كتبها في عنفوان شبابه حالة تبصره ووقوفه على الحق في مسائل الصفات لما أن كان على مذهب الإمام الشافعي رحمه الله.
    ومع هذا فإن هذه الهفوات لا تقلل من شأن وأهمية هذه الرسالة، فهي تدخل تحت باب: (وشهد شاهدٌ من أهلها)، فقد رد الشيخ رحمه الله على أشياخه المتكلمين ومتبعيهم بما يعري سترهم، ويفضح شأنهم؛ فقد أجاد في هذا رحمه الله.

    كل هذا وغيره دعاني للعمل على تحقيق هذه الرسالة الجليلة، وإخراجها للناس بحلة قشيبة، فشرعت في جمع نسخٍ لها؛ فوفقني الله تعالى للحصول على سبع نسخ؛ وسيأتي وصفها بإذن الله تعالى.

    هذا.. وقد وقفت على كلامٍ لمتعالمٍ صفيقٍ من متبجحي الأشعرية يتنقص به من هذه الرسالة، ويقلل من شأنها، في محاولة منه لصرف نسبتها عن أبي محمدٍ الجويني والد إمام الحرمين؛ بما أنه أحد شيوخ الأشعرية وأئمتهم.. فأخذ يهرف بغير علمٍ ولا سلطان، فافترى على الحق وتطاول باللسان؛ وما ذلك ببعيد عليه لمّا وجد هذه الرسالة تنسف مذهبه ومعتقده الباطل في صفات الله تعالى وذاته؛ فلم يستطع أن يتحمل ذلك؛ فما وجد إلا حيلة الطعن والتشويه، وهيهات هيهات أن يُطمس الحق من جاهل أرعن.
    حسدوا الفتى إذ لم ينالوا سعيه فالقوم أعداءٌ له وخصوم
    كضرائر الحسناء قلن لوجهها حسداً وبغضاً إنه لذميم

  3. #3
    تاريخ التسجيل
    Aug 2008
    الدولة
    بلاد الحرمين
    المشاركات
    3,043

    افتراضي رد: حصري: الدراسة التي قمت بها أثناء تحقيقي لرسالة الإمام الواسطي في الصفات.

    مصنف الرسالة:
    قد حصل اضطراب كبير في تعيين من هو صاحب هذه الرسالة، بل تطور الأمر إلى السب والطعن بين طلبة العلم على اختلاف مشاربهم في محاولة تعيين من هو صاحبها.
    ومنشأ هذا الاختلاف والاضطراب؛ ناتج عن عدم اتفاق النسخ الخطية على تعيين اسم صاحب هذه الرسالة.. ففي بعضها أنه والد إمام الحرمين (عبد الله بن يوسف الجويني)، وفي بعضها الآخر أنه ابن شيخ الحَزَّامين (أحمد بن إبراهيم الواسطي).. ويبدو أن هذا الاختلاف واقعٌ من الوهم في قراءة الخط المنتسخ للقب المصنف؛ فإنك عندما تنظر للقبين تقف على وجه التشابه الشديد بينهما؛ بين لفظة (الحرمين) ولفظة (الحَزَّامين).

    ومن خلال دراستي لهذه الرسالة، ومعايشتي لها فترة من الزمن؛ أستطيع أن أجزم بلا تردد أن مصنفها هو الشيخ العالم القدوة (عماد الدين أحمد بن إبراهيم الواسطي) ابن شيخ الحَزَّامين رحمه الله تعالى، وليست هي للعلامة الجويني والد إمام الحرمين، وسأذكر ما يؤيد كلامي هذا بإذن الله تعالى على شكل نقاط؛ فأقول:
    - أولاً: بعد أن تحصلت على مخطوطات الرسالة؛ عملت على فرزها ودراستها، فوجدت أنها تنقسم إلى قسمين: متقدمة، ومتأخرة _ وكل هذا نسبياً طبعا _، ووجدت أن بعضها متفق على الاستنساخ من أصلٍ واحدٍ تقريبا.
    فقد أتى في النسخ القديمة _ وهي نسخٌ متقنةٌ مقابلةٌ _ أن المصنف هو (ابن شيخ الحَزَّامين) عماد الدين أحمد بن إبراهيم الواسطي.. وأتى في النسخ المتأخرة أنه (والد إمام الحرمين) عبد الله بن يوسف الواسطي.
    وهذا كله وهمٌ وقع فيه أحد نساخ الرسالة إما لعدم تمكنه، أو لسهو نظره، أو لأي سبب آخر، فكتب اسم المصنف على أنه (والد إمام الحرمين) بدلاً من جعله (ابن شيخ الحَزَّامين) وتابعه عليه من أتى بعده ممن انتسخ الرسالة عنه، ومن وقف على طرر النسخ عرف صحة كلامي؛ ففيها من التخبط ما الله به عليم؛ فتارة يجعل والد إمام الحرمين، وتارة إمام الحرمين نفسه!

    - ثانياً: أنه لم يعرف للإمام الجويني والد إمام الحرمين _ مع قدر هذا الرجل وشهرته، وتهافت الطلبة على كتبه ورسائله _ مؤلفٌ ولو صغير الحجم في هذا الباب الذي طرقته الرسالة، إذ لو عرف أنه ألف مثل هذه الرسالة بهذا المضمون لطارت في الآفاق، وتناقلها الناس.
    بل وكان لها الأثر الأكبر في تغيير عقيدة ومنهج الابن نفسه (إمام الحرمين)؛ والذي لم يشر إلى رسالة من هذا النوع لوالده لا من قريب ولا من بعيد.

    - ثالثاً: أسلوب الرسالة لا يشابه أسلوب أبي محمد الجويني رحمه الله في كتاباته؛ بل هي إلى أسلوب عماد الدين الواسطي ابن شيخ الحَزَّامين أقرب وألصق.. وذلك من ناحية الاختصار وعدم التطويل، ومن ناحية تقسيم المؤلف إلى فصول؛ فهذه تكاد تكون سمة لابن شيخ الحزَّامين في مصنفاته؛ فأغلبها رسائل صغيرة الحجم؛ مقسمة إلى فصول.
    كما أنك تجد ذكراً لطرفٍ من هذه الرسالة في ترجمة الشيخ عماد الدين الواسطي لنفسه؛ حيث أتى في ترجمته لنفسه في الكتاب الماتع المهم المطبوع باسم "العماديات"([1])، فتجد فيها التشكي من الحيرة والاضطراب في الوقوف على الحق والصواب؛ وذلك كما في ص46، وتجد بعض الكلمات التي يتميز بها وتكاد تكون في أكثر مصنفاته؛ كقوله: (وجهٌ ثان) و(مشايخنا) كما في ص49، بل وفي غير هذه الترجمة لنفسه؛ فكثيراً ما يقول في رسائله: (فإذا علمت هذا) أو (إذا علمت ذلك) وهكذا، بل وتجد نبذة من ألفاظ هذه الرسالة قد أودعها ترجمته كما في ص47.

    - رابعاً: أن العلامة الشيخ محمد السفاريني المتوفى سنة 1188هـ قد ذكر هذه الرسالة ونقل منها([2])؛ فنسبها إلى صاحبها فقال: (ذَكَرَ الْإِمَامُ أَبُو الْعَبَّاسِ عِمَادُ الدِّينِ أَحْمَدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْوَاسِطِيُّ الصُّوفِيُّ الْمُحَقِّقُ الْعَارِفُ، تِلْمِيذُ شَيْخِ الْإِسْلَامِ ابْنِ تَيْمِيَّةَ _ قَدَّسَ اللَّهُ سِرَّهُمَا، الَّذِي قَالَ فِيهِ شَيْخُ الْإِسْلَامِ: إِنَّهُ جُنَيْدُ زَمَانِهِ _ فِي رِسَالَتِهِ نَصِيحَةِ الْإِخْوَانِ مَا حَاصِلُهُ فِي مَسْأَلَةِ الْعُلُوِّ وَالْفَوْقِيَّة ِ وَالِاسْتِوَاءِ ، هُوَ أَنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ كَانَ وَلَا مَكَانَ، وَلَا عَرْشَ، وَلَا مَاءَ...).
    وقد أخذ هذا النقل عن العلامة السفاريني كلٌ من: العلامة الألوسي([3])، والشيخ محمد رشيد رضا([4]).
    كما نقل منها قبله العلامة مرعي بن يوسف الكرمي المتوفى سنة 1033هـ في كتابه "أقاويل الثقات" نقولاً متفرقة، ولم ينسبها لأحد لعدم معرفته ووقوفه على اسم صاحبها؛ ولو كان يعلم لما توانى في ذكره([5])، فتارة يقول: (وقال بعض من انتصر لمذهب السلف رداً على الخلف...)([6])، وتارة يقول: (وقال بعض المحققين...)([7])، وتارة يقول: (وقال بعض المحققين من الشافعية...)([8])، وانظر نقولاً متفرقة من رسالتنا عنده في ص87 وص93 وغيرها.

    - خامساً: أن أقدم نسخةٍ حصلت عليها لهذه الرسالة قد كتبها الشيخ الجليل محمد بن أحمد بن محمد بن منيف بن بسام النجدي؛ القاضي الحنبلي المتوفى سنة 993هـ _ وستأتي ترجمةٌ له بإذن الله تعالى _ كتب في طرة المخطوط: (هذه رسالة في إثبات الفوقية وتنزيه الباري سبحانه عن الحصر والتمثيل والكيفية؛ للإمام العلامة الحافظ المتقن الزاهد العابد العارف الناقد الشيخ عماد الدين أحمد بن إبراهيم بن عبد الرحمن الواسطي الشافعي رضي الله عنه) وهذه كتابة متثبت متأكد عارف لم يعتريه شك. فتأمل
    وهو كذلك في النسخة القديمة الأخرى التي انتسخها الأحسائي في سنة 1131هـ؛ فقد صرح بأنها للشيخ عماد الدين أحمد بن إبراهيم الواسطي.

    ([1]) طبع دار الكتب العلمية عام 2010م؛ بتحقيق الفاضل أبو الفضل القونوي محمد بن عبد الله أحمد.

    ([2]) لوامع الأنوار البهية (1/210).

    ([3]) في "غاية الأماني في الرد على النبهاني" (1/631).

    ([4]) في "تفسير المنار" (3/169).. وأيضاً ذكر طرفاً كبيراً منها في (9/155).

    ([5]) فقد قال في مقدمة كتابه: (هذا ولم أقف في هذا الفن على مصنف، ولم أظفر فيه بمؤلف، وإنما جمعته من كلام الأئمة مفرقا، وضممته هنا ملفقا).

    ([6]) "أقاويل الثقات" ص76.

    ([7]) "أقاويل الثقات" ص140.

    ([8]) "أقاويل الثقات" ص202.
    حسدوا الفتى إذ لم ينالوا سعيه فالقوم أعداءٌ له وخصوم
    كضرائر الحسناء قلن لوجهها حسداً وبغضاً إنه لذميم

  4. #4
    تاريخ التسجيل
    Aug 2008
    الدولة
    بلاد الحرمين
    المشاركات
    3,043

    افتراضي رد: حصري: الدراسة التي قمت بها أثناء تحقيقي لرسالة الإمام الواسطي في الصفات.

    وقفات:
    يحسن قبل الشروع في التحقيق، وقبل وصف الأصول الخطية؛ أن نقف عدة وقفات مهمة:
    الأولى: أن المؤلف رحمه الله تعالى لم يسم رسالته هذه باسم تتميز به، وكل من وضع لها اسما فهو من اجتهاده هو، ولم أقف إلا على صنيع العلامة السفاريني لمّا ذكر اسمها فقال كما سبق: (ذَكَرَ الْإِمَامُ أَبُو الْعَبَّاسِ عِمَادُ الدِّينِ أَحْمَدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْوَاسِطِيُّ الصُّوفِيُّ الْمُحَقِّقُ الْعَارِفُ، تِلْمِيذُ شَيْخِ الْإِسْلَامِ ابْنِ تَيْمِيَّةَ _ قَدَّسَ اللَّهُ سِرَّهُمَا، الَّذِي قَالَ فِيهِ شَيْخُ الْإِسْلَامِ: إِنَّهُ جُنَيْدُ زَمَانِهِ _ فِي رِسَالَتِهِ نَصِيحَةِ الْإِخْوَانِ...) فسماها رحمه الله بـ"نصيحة الإخوان".
    والمتأمل للرسالة والواقف عليها يستشف منها إمكانية ورود هذا العنوان؛ فإن المصنف رحمه الله قال فيها: (...فهذه نصيحة كتبتها إلى إخواني في الله...) ومن هنا يصدق تسميتها بهذا الاسم، وهو العنوان الذي صدرت به طرة الكتاب مذيلاً بمضمون النصيحة.
    وقد تنبه الشيخ زهير الشاويش وفقه الله إلى هذا الأمر؛ ففعل في طبعته ذلك([1]).

    الثانية: ما قام به الشيخ زهير الشاويش وفقه الله في طبعته من محاولة الجمع بين الاختلاف في تعيين صاحب الرسالة _ من جراء اختلاف النسخ الخطية _ يعتبر صنيعاً منه مجانباً للصواب، بعيداً عن قواعد التحقيق، كيف وقد نسب للإمام عماد الدين الواسطي ما لم يفعله!!
    فقد قام الشيخ زهير عفا الله عنه بتبني فكرة تقضي على الإشكال _ بزعمه غفر الله له _ الحاصل في مسألة تعيين صاحب الرسالة، إذ رأى هداه الله أن يجعل المصنف هو الإمام عماد الدين الواسطي؛ وأنه ضمن رسالته هذه عقيدة الإمام الجويني والد إمام الحرمين!!
    وهل عُرِفَ هذا النص أصلاً الذي تضمنته الرسالة بأنه من قول الجويني؟! حتى يكون الإمام الواسطي ناقلاً له في رسالته!!
    ولم أجد غير الشيخ زهير قال هذا الكلام وقرره.. ولا يخفاك أنه محاولة منه عفا الله عنه غير موفقه؛ بل هي مجانبةٌ للواقع والحقيقة.

    الثالثة: أتى في النسخ الثلاث المتأخرة (هـ) و(ق) و(م)؛ التي انتسخت من أصلٍ واحد زيادة مقحمة ليست في الأصول القديمة للرسالة (ص1) و(ص2) و(ب)؛ وهي قوله: (قال الإمام الحافظ عبد الغني في عقيدته لما ذكر حديث الأوعال؛ قال: رواه أبو داود والترمذي وابن ماجة. وقال: حديث الروح رواه أحمد والدارقطني).
    وهذه الزيادة قد أشكلت على كثيرٍ ممن تعرض للرسالة سواءً تحقيقاً أو مطالعةً، ولا ألومهم في ذلك؛ فإنه مع عدم الاطلاع على أصولٍ أقدم من تلك الأصول المتأخرة المتداولة أدى إلى عدم تمييز هذه الزيادة ومعرفة أنها مدرجة في أصل الرسالة.
    ولا أشك في هذا؛ وأنها مدرجةٌ من هامش نسخة سابقة، وهذا راجع إلى عدم الإتقان في النسخ.
    وهذه الزيادة جعلت بعض المحققين للرسالة، وكذا بعض القراء المطّلعين المهتمين يختلفون في تعيين من هو هذا الحافظ عبد الغني؛ وذلك باختلافهم في تعيين مصنف الرسالة، فمن جعله الإمام الجويني جعل الحافظ عبد الغني هذا هو "الأزدي"، ومن جعل المصنف هو الإمام الواسطي جعله "المقدسي"، وكل هذا ضرب من الوهم والغلط صححته النسخ الأقدم تأريخاً ولله الحمد والمنة.

    ([1]) الطبعة الرابعة لعام 1405هـ عن المكتب الإسلامي.
    حسدوا الفتى إذ لم ينالوا سعيه فالقوم أعداءٌ له وخصوم
    كضرائر الحسناء قلن لوجهها حسداً وبغضاً إنه لذميم

  5. #5
    تاريخ التسجيل
    Aug 2008
    الدولة
    بلاد الحرمين
    المشاركات
    3,043

    افتراضي رد: حصري: الدراسة التي قمت بها أثناء تحقيقي لرسالة الإمام الواسطي في الصفات.

    ترجمة المصنف([1]):

    · اسمه ونسبه:
    هو الشَّيْخ الإِمَام الْقدْوَة الزَّاهِد العابد العالم عماد الدّين أَبُو الْعَبَّاس أَحْمد بن الشيخ العارف أبي إسحاق إبراهيم بن عبد الرحمن بْن مَسْعُود بْن عُمَر الوَاسِطِيّ الحَزَّامي _ بالفتح والشد _([2])؛ الْمَعْرُوف بِابْن شيخ الحَزَّامين، ويقال: ابن شيخ الحَزَّامية، نزيل دمشق. ومحلة الحَزَّامين وَاسِعَة كَبِيرَة وَهِي فِي شَرْقي وَاسِط في العراق.
    ولد في حادي عشر؛ أَوْ ثاني عشر ذي الحجة سنة سبع وخمسين وستمئة بشرقي واسط. وقال ابن تغري بردي: مولده في حدود الأربعين وستمئة.

    · سيرته ومكانته:
    كَانَ رجلا صَالحا، ورعا، كَبِير الشَّأْن، مُنْقَطِعًا إِلَى الله، متوفراً على الْعِبَادَة والسلوك.
    تَفَقَّهَ، وتأدب، وَكتب الْمَنْسُوب _ خط ينسب إلى ابن مقلة _، وتجرد، وَلَقي الْمَشَايِخ، وترك الرياسة، وتزهد وَتعبد، وقطع العلائق وتجرد، وَشَارَكَ فِي الْفَضَائِلِ، وَصَحِبَ الْكِبَارَ.
    وَكَانَ يَقْتَاتُ مِنَ النَّسْخِ ويتبلغ منه بصيد فخه، وَلَهُ أَحْوَالٌ وَمَقَامَاتٌ، وَكَانَ دَاعِيَةً إِلَى السُّنَّةِ وَمُتَابَعَةِ الآثَارِ.
    كان لَا يحب الخوانك وَلَا الاحتجاز؛ قال الإمام الذهبي: (جالسته مَرَّات وانتفعت بِهِ، وَكَانَ منقبضاً عَن النَّاس، حَافِظًا، تسلَّك بِهِ جمَاعَة، وَكَانَ ذَا ورع وإخلاص، ومنابذة للاتحادية وَذَوي الْعُقُول، وقال فيهم ما أحبّ أن يقول).
    كان من سادة السالكين، له مشاركة في العلوم، وعبارة عذبة، ونظم جيد، قال الإمام ابن ناصر الدين: (وقفت لَهُ على كَلَام فِي التصوف عَجِيب، وَمِنْه مَا وجدته بِخَط الْمُحدث أبي عبد الله مُحَمَّد بن طولوبغا؛ وَذكر أَنه وجده بِخَط الشَّيْخ أبي الْعَبَّاس الوَاسِطِيّ رَحْمَة الله عَلَيْهِ).
    وقد وصفه الإمام الذهبي في "الطب النبوي" بأنه كان بصيراً بالطب.

    كَانَ أبوه شيخ الطائفة الأحمدية، ونشأ الشيخ عماد الدين بينهم، وألهمه اللَّه من صغره طلب الحق ومحبته، والنفور عَنِ البدع وأهلها، فاجتمع بالفقهاء بواسط كالشيخ عز الدين الفاروتي وغيره. وقرأ شَيْئًا من الفقه عَلَى مذهب الشَّافِعِي، منها الروضة والرافعي.
    ثُمَّ دَخَلَ بغداد، وصحب بها طوائف من الْفُقَهَاء، وحج واجتمع بمكة بجماعة مِنْهُم.
    وأقام بالقاهرة مدة ببعض خوانقها، وخالط طوائف الْفُقَهَاء، وَلَمْ يسكن قلبه إِلَى شَيْء من الطوائف المحدثة. واجتمع بالإِسكندرية بالطائفة الشاذلية، فوجد عندهم مَا يطلبه من لوائح المعرفة، والمحبة والسلوك، فأخذ ذَلِكَ عَنْهُم، وانتفع بهم، واقتفى طريقتهم وهديهم.
    ثُمَّ قدم دمشق، فرأى الشيخ تقي الدين ابْن تيمية وصاحبه، فدله عَلَى مطالعة السيرة النبوية، فأقبل عَلَى سيرة ابْن إِسْحَاق تهذيب ابْن هِشَام، فلخصها واختصرها، وأقبل عَلَى مطالعة كتب الْحَدِيث والسنة والآثار، وتخلى من جميع طرائقه وأحواله، وأذواقه وسلوكه، واقتفى آثار الرسول صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وهديه، وطرائقه المأثورة عَنْهُ فِي كتب السنن والآثار، واعتنى بأمر السنة أصولًا وفروعا، وشرع فِي الرد على طوائف المبتدعة الذين خالطهم وعرفهم من الاتحادية وغيرهم، وبين عوراتهم، وكشف أستارهم، وانتقل إِلَى مذهب الإمام أَحْمَد.
    قال الحافظ ابن رجب: (بلغني: أَنَّهُ كَانَ يقرأ فِي "الكافي" عَلَى الشيخ مجد الدين الحراني الآتي ذكره إن شاء الله تَعَالَى. واختصره فِي مجلد سماه "البلغة").

    كَانَ الشيخ تقي الدين ابْن تيمية يعظمه ويجله، وَيَقُول عَنْهُ: هُوَ جنيد وقته. وكتب إِلَيْهِ شيخ الإسلام كتابا من مصر أوله " إِلَى شيخنا الإِمام العارف القدوة السالك ".
    قَالَ العلامة البرزالي عَنْهُ فِي معجمه: (رجل صَالِح عارف، صاحب نسك وعبادة، وانقطاع وعزوف عَنِ الدنيا. وَلَهُ كَلام متين فِي التصوف الصحيح، وَهُوَ داعية إِلَى طريق اللَّه تَعَالَى، وقلمه أبسط من عبارته.
    واختصر السيرة النبوية، وَكَانَ يتقوت من النسخ، ولا يكتب إلا مقدار مَا يدفع بِهِ الضرورة. وَكَانَ محبا لأهل الْحَدِيث، معظما لَهُمْ، وأوقاته محفوظة).
    وَقَالَ الإمام الذهبي: (كَانَ سيدا عارفا كبير الشأن، منقطعا إِلَى اللَّه تَعَالَى. وَكَانَ ينسخ بالأجرة ويتقوت، ولا يكاد يقبل من أحد شَيْئًا إلا فِي النادر.
    صنف أجزاء عديدة فِي السلوك والسير إِلَى اللَّه تَعَالَى، وَفِي الرد عَلَى الاتحادية والمبتدعة. وَكَانَ داعية إِلَى السنة، ومذهبه السلف الصالح في الصفات، يُمِرها كَمَا جاءت، وَقَد انتفع بِهِ جَمَاعَة صحبوه، ولا أعلم خلف بدمشق محْي طريقته مثله).
    قال الحافظ ابن رجب: (كتب عَنْهُ الذهبي والبرزالي، وسمع منه جَمَاعَة من شيوخنا وغيرهم، وَكَانَ لَهُ مشاركة جيدة فِي العلوم، وعبارة حسنة قوية، وفهم جيد، وخط حسن فِي غاية الْحَسَن.
    وَكَانَ معمور الأوقات بالأوراد والعبادات، والتصنيف، والمطالعة، والذكر والفكر، مصروف العناية إِلَى المراقبة والمحبة، والأنس بالله، وقطع الشواغل والعوائق عَنْهُ، حثيث السير إِلَى وادي الفناء بالله، والبقاء بِهِ، كثير اللهج بالأذواق والتجليات، والأنوار القلبية، منزويا عَنِ النَّاس، لا يجتمع إلا بمن يحبه، ويحصل له باجتماعه بِهِ منفعة دينية).

    ·مصنفاته([3]):
    لَهُ تَوَالِيفٌ كثيرة نَافِعَةٌ فِي السُّلُوكِ والمحبة، وفي تبيين الطريقة النبوية والسلوك الآثري والفقر المحمدي؛ وَهِيَ من أنفع كتب الصوفية للمريدين، انتفع بها خلق من متصوفة أهل الْحَدِيث ومتعبديها؛ فمن مصنفاته:
    - شرح منازل السائرين.. شرح أكثرها ولم يتمه.
    - مختصر دلائل النبوة.
    - مختصر السيرة لابن إسحاق بتهذيب ابن هشام.
    - البيان المفيد في الفرق بين الإلحاد والتوحيد.
    - لوامع الاسترشاد في الفرق بين التوحيد والإلحاد.
    - أشعة النصوص في هتك أستار الفصوص.
    - البلغة والإقناع في حل شبهة مسألة السماع.
    - مدخل أهل الفقه واللسان إلى ميدان المحبة والعرفان.
    - مفتاح طريق الأولياء وأهل الزهد من العلماء.
    - مِفْتَاح طَرِيق المحبين وَبَاب الانس بِرَبّ الْعَالمين الْمُؤَدى إِلَى احوال المقربين.
    - البلغة في الفقه. وهو مختصر لكتاب الكافي لابن قدامة الحنبلي.
    - السر المصون في العلم المخزون.
    - ميزان الحق والضلال في تفصيل أحوال النجباء والأبدال.
    - ميزان الشيوخ.
    - تلقيح الأسرار بلوامع الأنوار للعلماء الأنوار.
    - حياة القلوب وعمارة الأنفاس في سلوك الأذكياء الأكياس.
    - عمدة الطلاب من مؤمني أهل الكتاب.
    - محمل تلقيح الأفهام في مجمل طبقات الإسلام.
    - رسالة النصيحة في إثبات الصفات. وهي رسالتنا هذه.
    - وله عدة رسائل ونصائح متفرقة مختلفة المضامين.
    - وله ما يقارب الخمسين قاعدة متفرقة المعاني والمضامين.

    · وفاته:
    لم يزل على حاله إلى أن التقمته الأرض، وأودعته بطنها إلى يوم العرض. توفّي آخر نهار يَوْم السبت السَّادِس وَالْعِشْرين _ وقيل: السادس عشر _ من شهر ربيع الآخر من سنة إِحْدَى عشرَة وَسَبْعمئة، بِالْمَارِسْتَا نِ الصَّغِيرِ بدمشق، وصُلِّي عَلَيْهِ من الغد بالجامع الأموي، ودفن بِسَفْحِ قَاسِيُونَ قبالة زاوية السيوفي رحمه اللَّه عن أربعٍ وخمسين سنة _ هكذا ورد في بعض مصنفات الذهبي _، وقال الصفدي نقلاً عنه: عاش بضعاً وسبعين سنة.

    · ومن نظمه:
    قال الإمام الذهبي: أَنْشَدَنَا لِنَفْسِهِ رَحِمَهُ اللَّهُ تَعَالَى:
    مَا زَالَ يَعْشَقُهَا طَوْرًا وَيُلْهِيهَا ... حَتَّى أَنَاخَ بِرَبْعِ الْحُبِّ حَادِيهَا
    يَشْكُو إِلَيْهِ كَلالَ السَّيْرِ مِنْ نَصَبٍ ... وَعْدُ الْوِصَالِ يُمَنِّيهَا فَيُحْيِيهَا
    هَبَّ النَّسِيمُ فَأَهْدَى طِيبَ نَشْرِهِمُ ... فَهَيَّجَ الْوَجْدَ مِنْ أَقْصَى دَوَاعِيهَا
    إِنْ رُمْتَ سَيْرًا فَصَفِّ الْقَلْبَ مِنْ دَنَسٍ ... مَعَ الْجَوَارِحِ كَيْ تَنْفِي مَسَاوِيهَا
    وَجَانِبِ النَّهْيَ حَسْبَ الْجَهْدِ مُمْتَثِلًا ... نُجْجَ الأَوَامِرَ كَيْ يَنْفَكَّ عَانِيهَا
    وَاقْصِدْ إِلَى السُّنَّةِ الْغَرَّاءِ تَفْهَمُهَا ... فَهْمَ الْخُصُوصِ فَتَعْلُو فِي مَبَانِيهَا
    وَدَاوِمِ الذِّكْرَ بَعْدَ الْعَقْدِ مِنْ سُنَنٍ ... عَقْدَ ابْنِ حَنْبَلٍ للأَمْرَاضِ يَشْفِيهَا
    لا يَعْرِفُ الشَّوْقَ إِلا مَنْ يُكَابِدُهُ ... وَلا الصَّبَابَةَ إِلا مَنْ يُعَانِيهَا

    وَمن إنشاده فِي مَرَاتِب الْمحبَّة:
    من كَانَ فِي ظلم الدياجي ساريا ... رصد النُّجُوم وأوقد المصباحا
    حَتَّى إِذا مَا الْبَدْر أرشد ضوؤه ... ترك النُّجُوم وراقب الإصباحا
    حَتَّى إِذا انجاب الظلام بأسره ... وَرَأى الصَّباح بأفقه قد لاحا
    ترك المسارح وَالْكَوَاكِب كلهَا ... والبدر وارتقب السنا الوضاحا

    ([1]) انظر الكلام عنه رحمه الله تعالى في:
    العقود الدرية من مناقب شيخ الإسلام أحمد بن تيمية لابن عبد الهادي (ص: 355)، معجم الشيوخ الكبير للذهبي (1/ 29)، تذكرة الحفاظ = طبقات الحفاظ للذهبي (4/ 191)، الطب النبوي للذهبي (ص: 228)، العبر في خبر من غبر (4/ 29)، المشتبه في الرجال للذهبي (1 / 224)، تاريخ الإسلام ت تدمري (48/ 331)، الوافي بالوفيات (6/ 140)، أعيان العصر وأعوان النصر (1/ 153)، مرآة الجنان وعبرة اليقظان (4/ 188)، ذيل طبقات الحنابلة (4/ 380)، الرد الوافر (ص: 71)، توضيح المشتبه (3/ 165)، الدرر الكامنة في أعيان المائة الثامنة (1/ 103)، المنهل الصافي والمستوفى بعد الوافي (1/ 210)، فوات الوفيات (1/ 56)، المقصد الارشد (1/ 73)، المنهج الأحمد (4/ 384)، القلائد الجوهرية في تاريخ الصالحية (2 / 479)، الدارس في تاريخ المدارس (1/ 555)، شذرات الذهب في أخبار من ذهب (8/ 45)، تاج العروس (31/ 483) وغيرها من المصادر المتفرقة.
    وبالمناسبة؛ فإنه توجد ترجمة للشيخ رحمه الله ترجم بها لنفسه، وذكر فيها أحواله كلها، حري بها أن تقرأ ولا تهمل، ولولا خشية الإطالة لذكرتها كاملة هنا.. ولكن أكتفي بالإحالة عليها في كتاب الأخ الفاضل أبو الفضل القونوي " العماديات" فقد ذكرها هناك كاملة وفقه الله وأيده.

    ([2]) قال ياقوت الحموي في معجم البلدان (2/ 252):
    [الحزَّامُونَ]: بالفتح والتشديد: محلّة في شرقي واسط واسعة كبيرة، لها ذكر في التواريخ كثير، كأنها منسوبة إلى الذين يحزمون الأمتعة أي يشدونها، والله أعلم.

    ([3]) استفدت في هذا الباب من تعداد الأخ الفاضل النبيه أبي الفضل القونوي في تعريفه لمصنفات الإمام الواسطي في كتابه "العماديات" فإن له عناية خاصة بابن شيخ الحَزَّامين.
    حسدوا الفتى إذ لم ينالوا سعيه فالقوم أعداءٌ له وخصوم
    كضرائر الحسناء قلن لوجهها حسداً وبغضاً إنه لذميم

  6. #6
    تاريخ التسجيل
    Aug 2008
    الدولة
    بلاد الحرمين
    المشاركات
    3,043

    افتراضي رد: حصري: الدراسة التي قمت بها أثناء تحقيقي لرسالة الإمام الواسطي في الصفات.

    وصف النسخ المعتمد عليها:

    بعد البحث والتتبع والسؤال والاطلاع ظفرت ولله الحمد بسبع نسخٍ اعتمدت عليها بحمد الله تعالى على إخراج هذه الرسالة بحلة قشيبة كما وضعها مؤلفها بإذن الله تعالى؛ وإليك وصفاً لها:
    · النسخة الأولى:
    وهي من أقدم النسخ التي تحصلت عليها، نسخة كاملة وخطها نسخ جيد، من محفوظات .............................. .....، تقع في (13) ورقة؛ في كل ورقةٍ وجهان ما عدا طرة الغلاف والورقة الأخيرة.
    ناسخها هو الشيخ العالم القاضي محمد بن أحمد بن محمد بن منيف بن بسام النجدي الحنبلي([1]).
    وقد نسخها من أصلٍ قديم؛ فإن علامات المقابلة والمراجعة واضحة عليها.. وقد رمزت لها برمز (ص1).

    · النسخة الثانية:
    وهي أيضاً من أقدم النسخ التي تحصلت عليها، نسخة ناقصة الأول وخطها نسخ جيد، تبدأ من قوله: ({أأمنتم من في السماء ان يخسف بكم الأرض فإذا هي تمور * أم أمنتم من في السماء أن يرسل عليكم حاصبا}...).
    من محفوظات .............................. .....، تقع في (8) ورقات؛ في كل ورقةٍ وجهان ما عدا الورقة الأولى.
    ناسخها هو الشيخ العالم القاضي محمد بن أحمد بن محمد بن منيف بن بسام النجدي الحنبلي أيضا.
    وقد نسخها من أصلٍ قديم مختلفٍ عن الأصل السابق؛ وعلامات المقابلة والمراجعة واضحة عليها.. وقد رمزت لها برمز (ص2).

    · النسخة الثالثة:
    وهي نسخة قديمةٌ نسبيا، ضمن مجموعٌ شخصي كتبه بيده لنفسه محمد بن عبد الله حميدي، وهي نسخة ناقصة الأول وذلك راجعٌ إلى أن صاحب المجموع انتقى من الرسالة أكثرها وأغلبها؛ فلم ينسخ أولها.
    والذي يظهر أن صاحب المجموع ليس من المتقنين في النسخ والنقل؛ ففيه من السقط والتحريف والتصحيف الشيء الكثير.
    أصل هذا المجموع من محفوظات .............................. ......، تقع رسالتنا فيه في (5) ورقات؛ في كل ورقةٍ وجهان ما عدا الورقة الأخيرة.
    ناسخ الرسالة الأصلي هو محمد بن ثنيان بن مسلم بن لحيدان بن مطلق الجمافي الأحسائي المالكي سنة 1131هـ.

    · النسخة الرابعة:
    النسخة التي طبعت قديماً ضمن كتاب "أربح البضاعة" الطبعة الأولى بمطبعة البيان ببومبي بالهند سنة 1316هـ؛ بعناية الشيخ الفاضل علي بن سليمان بن حلوة اليوسف التميمي البغدادي المتوفى سنة 1337هـ، وإشراف الشيخ العلامة محمد بن عبد العزيز بن مانع.
    وهي نسخة قيمة مهمة قد اعتنى بها الشيخ رحمه الله تعالى، ولم يشر إلى وصف النسخة الخطية التي رجع إليها؛ ولكن من خلال النص يظهر أنها نسخة قديمة تتشابه والنسختين الخطيتين قبلها.. وقد رمزت لها برمز (ب).

    · النسخة الخامسة:
    نسخة متأخرة الخط؛ خطها نسخي جيد، حصل فيها سقطٌ في وسطها، عدد أوراقها (9) ورقات؛ في كل ورقة وجهان؛ ما عدا ورقة طرة الغلاف.
    مصدرها .............................. ...؛ وهي من محفوظات .......................... .
    وليس فيها تاريخ النسخٍ ولا اسم الناسخ، ويظهر عليها علامات المقابلة.. وقد رمزت إليها برمز (هـ).

    · النسخة السادسة:
    نسخة متأخرة أيضاً؛ خطها نسخي جيد، حصل فيها سقطٌ في آخرها قليل، عدد أوراقها (10) ورقات؛ في كل ورقة وجهان؛ ما عدا ورقة طرة الغلاف، والورقة الأخيرة.
    مصدرها .............................. ، وأصلها من مكتبية ........................... .
    وليس فيها تاريخ النسخٍ ولا اسم الناسخ، ويظهر عليها علامات المقابلة.. وقد رمزت لها برمز (م).

    · النسخة السابعة:
    وهي النسخة التي رجع إليها الفاضل محقق طبعة مكتبة الثقافة الدينية في طبعتها الأولى سنة 1425هـ.. وهي ضمن مجموع، تقع في أوله بـ (13) ورقة. عليه تملك مؤرخ في سنة 1100هـ.. وقد رمزت لها برمز (ق).

    وهذه الثلاث نسخٍ الأخيرة (هـ) و(م) و(ق) متشابهة إلى حدٍ كبير في النص؛ يكاد يجزم الناظر فيها أنها مستنسخة عن أصلٍ واحد؛ يظهر أنه غير متقن، فالاختلافات فيها عن النسخ الأخرى تكاد تكون واحدة فيها.

    هذا.. وقد بذلت جهدي في ضبط هذه الرسالة وتحقيق نسبتها إلى مؤلفها، وأسأل الله تعالى التوفيق والسداد في القول والعمل، وأن يجعل أعمالنا خالصة لوجهه الكريمن إنه ولي ذلك والقادر عليه، والحمد لله أولاً وآخرا.

    ([1]) هو الشيخ العلامة محمد بن أحمد بن محمد بن منيف بن بسام بن منيف بن عساكر بن بسام بن عقبة بن ريس بن زاخر بن محمد بن علوي بن وهيب الحنظلي التميمي.
    ولد في حدود سنة 900هـ في بلدة "أشيقر" في إقليم نجد قلب جزيرة العرب، أخذ عن والده وعن غيره من علماء "أشيقر"، فشرع في طلب العلم وجد فيه ونبغ واجتهد وتحصل على علمٍ غزير أهَّله لأن يكون من كبار علماء نجد؛ ولأن يتولى منصب القضاء، فتولى قضاء بلدة "أشيقر" وحمدت سيرته، ثم لما حج عينه شريف مكة قاضيا في عالية نجد بناء على رغبة الشريف؛ وكان محل إقامته بلدة "الشعراء" وذلك بعد الحاح شديد من الشريف لأن يتولى هذا المنصب، فقام به أحسن قيام.
    اشتهر بالتقى والصلاح والعفاف والورع؛ فصار له قبول عند العامة والخاصة.
    وقد وجد له في "أشيقر" عددا من الأحكام القضائية والوثائق الشرعية المكتوبة؛ منها وثيقة أرخها سنة 986هـ.
    غلب عليه لقب القاضي بناء على منصبه؛ فاشتهر بذلك وحملت ذريته هذا اللقب إلى اليوم؛ وهم المعروفون الآن بآل قاضي في مدينة "عنيزة" من بلاد القصيم.
    توفي رحمه الله سنة 993هـ.
    حسدوا الفتى إذ لم ينالوا سعيه فالقوم أعداءٌ له وخصوم
    كضرائر الحسناء قلن لوجهها حسداً وبغضاً إنه لذميم

  7. #7
    تاريخ التسجيل
    Aug 2008
    الدولة
    بلاد الحرمين
    المشاركات
    3,043

    افتراضي رد: حصري: الدراسة التي قمت بها أثناء تحقيقي لرسالة الإمام الواسطي في الصفات.

    آخر الدراسة ومقدمة التحقيق ولله الحمد والمنة
    سهل الله إخراجها
    حسدوا الفتى إذ لم ينالوا سعيه فالقوم أعداءٌ له وخصوم
    كضرائر الحسناء قلن لوجهها حسداً وبغضاً إنه لذميم

  8. #8
    تاريخ التسجيل
    Jun 2009
    المشاركات
    587

    افتراضي رد: حصري: الدراسة التي قمت بها أثناء تحقيقي لرسالة الإمام الواسطي في الصفات.

    وفقك الله أبا عصام...
    أسأل الله أن يكلِّل عملك بالبركة والقبول...اللهم آمين...
    وحبذا لو أن الإدارة الكريمة قامت بتثبيت الموضوع...
    والله أعلم
    ثُمَّ رُدُّواْ إِلَى اللّهِ مَوْلاَهُمُ الْحَقِّ أَلاَ لَهُ الْحُكْمُ وَهُوَ أَسْرَعُ الْحَاسِبِينَ

  9. #9
    تاريخ التسجيل
    Aug 2008
    الدولة
    بلاد الحرمين
    المشاركات
    3,043

    افتراضي رد: حصري: الدراسة التي قمت بها أثناء تحقيقي لرسالة الإمام الواسطي

    للرفع، وبثه من جديد، وإيقاف من لم يقف عليه مسبقا
    حسدوا الفتى إذ لم ينالوا سعيه فالقوم أعداءٌ له وخصوم
    كضرائر الحسناء قلن لوجهها حسداً وبغضاً إنه لذميم

  10. #10
    تاريخ التسجيل
    Jul 2007
    المشاركات
    359

    افتراضي رد: حصري: الدراسة التي قمت بها أثناء تحقيقي لرسالة الإمام الواسطي في الصفات.

    ومنشأ هذا الاختلاف والاضطراب؛ ناتج عن عدم اتفاق النسخ الخطية على تعيين اسم صاحب هذه الرسالة.. ففي بعضها أنه والد إمام الحرمين (عبد الله بن يوسف الجويني)، وفي بعضها الآخر أنه ابن شيخ الحَزَّامين (أحمد بن إبراهيم الواسطي).. ويبدو أن هذا الاختلاف واقعٌ من الوهم في قراءة الخط المنتسخ للقب المصنف؛ فإنك عندما تنظر للقبين تقف على وجه التشابه الشديد بينهما؛ بين لفظة (الحرمين) ولفظة (الحَزَّامين).
    جزاكم الله خيراً
    وقد سبب لي هذا خلطاً , وقد زال والحمد الله
    لأنه قد قيل أيضاً أن هذه الرسالة هي للجويني الأبن , عبد الملك بن عبد الله
    وبكونها دليل توبة ورجوع له عن إنكاره لصفة العلو والفوقية للبارئ الحكيم في قصته المشهورة مع الهمداني
    ............
    ومما زاد الأمر حيرة عندي أيضاً
    إثبات الرسالة لأمام الحرمين من قبل الدكتور عبد العظيم الديب والدكتور الزحيلي وغيرهم

  11. #11
    تاريخ التسجيل
    Oct 2007
    المشاركات
    17,333

    افتراضي

    جزاك الله خيرا

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •