بارك الله فيك أخي عدلان ، واصل يسر الله لك الوصول إلى الجنة بخدمة سنة نبيه
استفسار: رواية نُعيم بن حمّاد عن جرير عند "الخرائطي" أأرجأتها، أم أُنسيتها ؟
بارك الله فيك أخي عدلان ، واصل يسر الله لك الوصول إلى الجنة بخدمة سنة نبيه
استفسار: رواية نُعيم بن حمّاد عن جرير عند "الخرائطي" أأرجأتها، أم أُنسيتها ؟
أحسن الله إليكم أخي الكريم أبا عبد الإله اللهم آمين وجمعنا وإياكم وإخواننا في دار كرامته ممن عظم السنة ورفع بها رأسا مع نبينا وحبيبنا محمد صلى الله عليه وآله وسلم
أما رواية نعيم فأرجأتها للمخالفة التي في متنها أيضا وأنت تعلم أني في سفر وأرفع ما يسمح بها الوقت وقبل ذلك لأبي الربيع عن جرير وجه آخر تفرد به يسر الله لي ولكم
وقد حدث بهذا الحديث أبو الربيع عن جرير على وجه آخر
أخرجه أبو يعلى كما في إتحاف الخيرة (1/ 160) وعنه ابن حبان في الصحيح (256)
وأخرجه الآبنوسي في مشيخته (81) نا محمد بن الحسن ثنا عبد الله ( البغوي ) قالا ثنا أبو الربيع ثنا جرير عن الأعمش عن أبي سفيان عن جابر عن النبي صلى الله عليه وسلم بمثله
قال الدارقطني في الغرائب أطرفه (1/340) : تفرد به أبو الربيع الزهراني عن جرير عن الأعمش عنه وهو غريب من حديث الأعمش
جرير ثقة متفق عليه وقد نسب في آخر عمره إلى سوء الحفظ كما قال البيهقي وقد تفرد بهذا الوجه دون أصحاب الأعمش وأخشى أن يكون وهم فيه ورواية أبي الربيع عنه الموافقة لرواية الجماعة أصح والله أعلم
تنبيه : لم يذكر أحد لفظ حديث جرير هذا لكن ساقط ابن الطاهر طرفه في أطرافه فقال حديث : ثلاث من كن فيه ... الحديث
أقول : وهذا اللفظ كلفظ أثر ابن مسعود المتقدم فلعله سبب الوهم أيضا والله أعلم
ورواه نعيم بن حماد عن جرير عن الأعمش عن عبد الله بن مرة عن مسروق عن عبد الله بن عمرو قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " أربع خصال من كن فيه كان منافقا من إذا حدث كذب وإذا عاهد غدر وإذا خاصم فجر وإذا اؤتمن خان من كانت فيه خصلة منهن كانت فيه خصلة من النفاق "
أخرجه الخرائطي في اعتلال القلوب (448) ومساوئ الأخلاق ثنا محمد بن إسماعيل الترمذي ثنا نعيم بن حماد ثنا جرير به
ونعيم بن حماد هو أبو عبد الله المروزي الفارض صدوق صاحب سنة لكنه ضعيف الحديث كثير الخطأ وروايته هذه قريبة من رواية أبي الربيع الثانية ولفظ الجماعة عن جرير أصح
7/ يحيى بن عيسى
أخرجه الطبراني في الكبير (14376) ثنا أبو يزيد القراطيسي ثنا أسد بن موسى ثنا يحيى بن عيسى[1] عن الأعمش عن عبد الله بن مرة عن مسروق عن عبد الله بن عمرو عن النبي صلى الله عليه وسلم مثل حديث الثوري.
أقول : يريد الطبراني رواية عبد الرزاق عن الثوري وقد تقدم التعليق عليه ويحيى بن عيسى هو أبو زكريا الكوفي ليس بالقوي
8/ الوضاح بن عبد الله قال أبو نعيم في صفة النفاق (ص: 81) : ورواه أبو عوانة عن الأعمش
[1] قرن روايته برواية ابن نمير
الخلاصة أن المحفوظ ما رواه ابن نمير وشعبة وأبو إسحاق الفزاري وسفيان وجرير في المحفوظ عنهما عن الأعمش عن عبد الله بن مرة عن مسروق عن عبد الله بن عمرو قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " أربع من كن فيه كان منافقا خالصا ومن كانت فيه خصلة منهن كانت فيه خصلة نفاق حتى يدعها إذا حدث كذب وإذا وعد أخلف وإذا خاصم فجر وإذا عاهد غدر "
وما روي عن سفيان وجرير في هذا الحديث " وإذا ائتمن خان مكان " " وإذا وعد أخلف" فغير محفوظ والله أعلم
يتبع إن شاء الله تعالى بما بقي من رواية عبد الله بن عمرو بعد العيد إن شاء الله تعالى اللهم يا كريم يا عفو أكرم أهل هذا الملتقى المبارك بقيام ليلة القدر إيمانا واحتسابا واختم لنا هذا الشهر برضوانك والعتق من نيرانك وأعد علينا رمضان أعواما عديدة ونحن في إيمان وأمن وعز وتمكين اللهم آمين
تقبل الله منا ومن إخواننا وأهل هذا المجلس المبارك جميعا وصح عيدكم وأعاده الله علينا ونحن وفي عز وتمكين
أخي أبا عبد الإله ما ابديته محتمل ويحتمل أن الوهم من جرير والدارقطني أشار إلى شيئين في قوله : تفرد به أبو الربيع الزهراني عن جرير عن الأعمش عنه وهو غريب من حديث الأعمش
فنص على تفرد ابي الربيع عن جرير به ثم استغربه من حديث جرير وليس إعلاله بأبي الربيع أولى بإعلاله بجرير فالأمر على الاحتمال والله أعلم
جزاكم الله خيراً يااحبائي على هذه الفوائد الجليلة
وقد ورد هذا الحديث عن عبد الله بن عمرو بسند آخر مرفوعا
أخرجه أحمد في المسند (6879) ثنا الوليد بن القاسم بن الوليد سمعت أبي يذكره عن أبي الحجاج عن عبد الله بن عمرو قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " ثلاث إذا كن في الرجل فهو المنافق الخالص إن حدث كذب وإن وعد أخلف وإن ائتمن خان ومن كانت فيه خصلة منهن لم يزل - يعني - فيه خصلة من النفاق حتى يدعها "
ورجال إسناده ثقات إلا شيخ الإمام أحمد فقد اختلفت فيه كلمة النقاد فوثقه أحمد وقال ابن عدي إذا روى عن ثقة وروى عنه ثقة فلا بأس به وقال ابن معين ضعيف الحديث وذكره ابن حبان في المجروحين وقال انفرد عن الثقات بما لا يشبه حديث الأثبات فخرج عن حد الاحتجاج بأفراده
وأبو الحجاج هو مجاهد بن جبر وقد اختلف في سماعه من عبد الله
وقد روي معنى هذا الحديث عن عبد الله بن عمرو موقوفا عليه وله عنه طرق
1/ عبد الله بن يزيد المعافري
أخرجه ابن وهب في الجامع (548)
وأخرجه الفريابي في صفة النفاق (17) ثنا هشام بن عمار ثنا أسد بن موسى قالا ثنا ابن لهيعة عن ابن هبيرة عن أبي عبد الرحمن عن عبد الله بن عمرو بن العاص قال : " ثلاث إذا كن في غيرك فلا تتحرجن أن تشهد عليه أنه منافق من كان إذا حدث كذب وإذا وعد أخلف وإذا ائتمن خان ومن كان إذا حدث صدق وإذا ائتمن أدى وإذا وعد أوفى فلا تتحرج أن تشهد أنه مؤمن "
وهذا إسناد رجاله ثقات غير ابن لهيعة فمختلف فيه وعامة الأئمة من أهل الأثر لم يرتضوه وعدلوا عن الاحتجاج به قاله الخطيب البغدادي
تنبيه نبيه : لم يقف محقق كتاب صفة النفاق للفريابي عصام بن مرعي على طريق ابن وهب فأعل رواية الفريابي بثلاث علل وهي :
1/ هشام بن عمار كبر فصار يقبل التلقين ورواية الفريابي عنه متأخرة وهذه العلة غير معتبرة إذا علمنا أن الخبر صحيح إلى ابن لهيعة من طريق أخرى
2/ تدليس ابن لهيعة وهذه العلة مما ينازع فيها فلم يصم ابن لهيعة بالتدليس أحد من المتقدمين الذين هم أعرف وأقعد بحديثه من ابن حبان كابن مهدي وأحمد وابن معين والبخاري والرازيين والنسائي وأحمد بن صالح وغيرهم وقد تفرد بوصمه بالتدليس الحافظ ابن حبان[1] وما احتج به على ذلك لا حجة فيه لمن تأمله وليس هذا موضع بسطه
3/ ضعف ابن لهيعة مطلقا وهذا قد يسلم له فأكثر الأيمة على ضعفه مطلقا وإن كانت رواية العبادلة والقدماء عنه أمثل من غيرها ورواية ابن وهب هذه منها وهذا الرجل رحمه الله ممن أستخير الله فيه والله أعلم
[1] وقد وافق الحافظ ابن حبان على ذلك من المتأخرين الحافظ ابن كثير فقد ذكر لابن لهيعة حديثا في مسند الفاروق ثم قال عقبه : لأن ابن لهيعة إنما يخشى من تدليسه فإذا صرح بالسماع كما ها هنا فقد زال المحذور اهـ
2/ صبيح بن عبد الله
رواه شعبة عن سماك بن حرب عن صبيح بن عبد الله عن عبد الله بن عمرو قال : " ثلاث من كن فيه كان منافقا إذا حدث كذب وإذا وعد أخلف وإذا ائتمن خان قال وتلا هذه الآية ( ومنهم من عاهد الله لئن آتانا من فضله لنصدقن ولنكونن من الصالحين ) إلى آخر الآية
ورواه عن شعبة فيما وقفت عليه اثنان
1/ محمد بن جعفر غندر
أخرجه ابن أبي شيبة في المصنف (26125) وعنه الفريابي في صفة النفاق (16)
وأخرجه الطبري في التفسير (16996) ثني محمد بن المثنى قالا ثنا محمد بن جعفر ثنا شعبة به
2/ أبو داود الطيالسي
أخرجه الطبري في التفسير (16997) ثنا ابن المثنى ثنا أبو داود ثنا شعبة عن سماك قال سمعت صبيح بن عبد الله العبسي يقول سألت عبد الله بن عمرو عن المنافق فذكر نحوه
فهذان اثنان محمد بن جعفر وأبو داود الطيالسي روياه عن شعبة عن سماك عن صبيح بن عبد الله العبسي عن عبد الله بن عمرو قوله
وهذا إسناد رجاله ثقات غير صبيح بن عبد الله العبسي فقد ذكره البخاري في تاريخه وابن أبي حاتم في الجرح والتعديل ولم يذكرا فيه جرحا ولا تعديلا وذكره ابن حبان في الثقات ولم يذكروا له راويا غير سماك وقال الخطيب في تلخيص المتشابه ولا نعلم روى عنه أحد غيره
3/ هارون بن رئاب
رواه أبو عمرو الأوزاعي عن هارون بن رئاب : " أن عبد الله بن عمرو لما حضرته الوفاة قال انظروا فلانا لرجل من قريش فإني كنت قلت له في ابنتي قولا كشبيه العدة وما أحب أن ألقى الله عز وجل بثلث النفاق وأشهدكم أني قد زوجته "
أخرجه ابن نصر في تعظيم قدر الصلاة (679) والفريابي في صفة النفاق (18) قالا ثنا إسحاق أنا عيسى بن يونس
وأخرجه الفريابي في صفة النفاق (19) ثني أبو بكر سعيد بن يعقوب الطالقاني ثنا عبد الله بن المبارك
وأخرجه الطبري في التفسير (17001) ثنا القاسم ثنا الحسين ثنا مبشر
وأخرجه الطبري في تهذيب الآثار (958) ثني علي بن سهل الرملي ثنا الوليد بن مسلم
وأخرجه ابن أبي الدنيا في الصمت (456) ثنا أحمد بن إبراهيم ثني محمد بن كثير خمستهم قالوا ثنا الأوزاعي به
ومن طريق الفريابي الأول أخرجه الذهبي في السير (11/360) وفي التاريخ (5/781) وفي تذكرة الحفاظ (2/17) ومن طريق الفريابي الثاني أخرجه ابن عساكر في تاريخه (31/286) والذهبي في تذكرة الحفاظ (1/204) وفي السير (8/396)
وهذا إسناد رجاله ثقات أثبات غير أنه مرسل فهارون بن رئاب لم يدرك عبد الله بن عمرو وهذه القصة التي حكاها هارون بن رئاب عن عبد الله لها إسناد آخر متصل
أخرجها الطبري في التفسير والعقيلي في الضعفاء وابن عدي في الكامل والخطيب في موضحه وغيرهم من طرق عن شبابة بن سوار قال حدثنا محمد المحرم قال سمعت الحسن يقول قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " ثلاث من كن فيه فهو منافق وإن صلى وصام وزعم أنه مسلم إذا حدث كذب وإذا وعد أخلف وإذا ائتمن خان فقلت للحسن يا أبا سعيد لئن كان لرجل علي دين فلقيني فتقاضاني وليس عندي وخفت أن يحبسني ويهلكني فوعدته أن أقضيه رأس الهلال فلم أفعل أمنافق أنا ؟ قال هكذا جاء الحديث ثم حدث عن عبد الله بن عمرو أن أباه لما حضره الموت قال زوجوا فلانا فإني وعدته أن أزوجه لا ألقى الله بثلث النفاق قال قلت يا أبا سعيد ويكون ثلث الرجل منافقا وثلثاه مؤمن ؟ قال هكذا جاء الحديث ... "
ووهذا إسناده تالف لأجل محمد المحرم وتمام الكلام على هذا الحديث عند تخريج حديث جابر
يتبع إن شاء الله
4/ شقيق بن سلمة
أخرجه الفريابي في صفة النفاق (9) ثنا عبد الأعلى بن حماد النرسي
وأخرجه الخلال في السنة (1632) ني عبد الملك ثنا أبو عبد الله ثنا الحسن بن موسى وبهز
وأخرجه ابن بطة في الإبانة (902) ثنا محمد بن يوسف نا عبد الرحمن بن خلف الضبي نا الحجاج بن منهال أربعتهم قالا ثنا حماد بن سلمة عن عاصم بن بهدلة عن أبي وائل عن عبد الله بن مسعود قال : " ثلاث من كن فيه فهو منافق إذا حدث كذب وإذا وعد أخلف وإذا ائتمن خان وقال عبد الله بن عمرو بن العاص وإذا خاصم فجر وإذا عاهد غدر "
وهذا أثر حسن
تنبيه : تمام تحريج الخبر عند تخريج حديث ابن مسعود ثلاث من كن فيه فهو منافق وسيأتي
تم بحمد الله وتوفيقه كتبه راجي رحمة ربه عدلان الجزائري
ثم وجدتُ مشرفنا العزيز عدنان البخاري-وفقه الله- كتبَ في المجلس فائدةً بعنوان:
عادة البخاري في صحيحه إذا غلط بعض الرواة في لفظ ذكر ألفاظ سائرالرواة ليعلم بها الصواب : http://majles.alukah.net/showthread.php?t=35071
فراجعها.. فإنّ ما ذكرتُه هنا يدخل فيها والله أعلم
جزاكم الله خيرا لكن يشكل أنه يفرق بين الحديث الواحد فيجعل هذا في كتاب والآخر في كتاب آخر والأمر اجتهادي