الْحَمْدُ لِلهِ الذِي هدَانَا لِلإسْلامِ - فَلَهُ النَّعْمَاءُ رَبًّي - وَبَعْدُ : فَهَذِهِ كُلَيْمَةٌ وَجِيزَةٌ فِيهَا الإِخْبَارُ بِأَنَّ حَمْلَ المَأمُومِ لِلْمُصْحَفِ وَرَاءَ الإمامِ غيرُ صحيحٍ وَهُوَ مُخالفٌ للسُّنَّةِ . أقولُ - مُستعِينًا بِاللهِ - : إنَّ لِلخُشوعِ مواطنَ نَفِيسَةٍ مَن غَفَلَ عنها أو تجاهَلَهَا فقدْ فَقَدَ الفضلَ الكثيرَ والنفعَ العظيمَ , والخشوعُ في الصَّلاةِ مطلوبٌ وكي نُحَصِّلَهُ يَتَحَتَّمُ عدمُ الإنشغالِ بما يُصِيبُه مِنَ النُّقْصَانِ فِي الأجْرِ وَالقَبُولِ وَالثَّوَابِ ، وَلِهَذَا فَأهلُ العِلمِ لمَّا سُئِلُوا فِي هَذِهِ المسْألةِ أجَابُوا بِمَا يؤكدُ أهميةَ الخشوعِ فِي الصَّلاةِ ، فَمَن لَزَمَهُ الخشوعَ فِي صَلَاتِهِ فعليه ألا يحيدَ عن تفصيلاتِ وتدقيقاتِ العلماءِ فَهُمْ - حَمَلَةُ الدِّينِ - . ثُمَّ إنَّ أفاضلَ أهلِ العلمِ بَيَّنُوا الأمرَ وفيه الحرصُ عَلى كمالِ الخشوعِ لِلمُصَلِّي وَعدمِ إهمالِ شيءٍ من سُنَنِ الصَّلاةِ وكلُ ذالك فيه السلامةُ من شوائبِ البدعةِ وأهلِهَا - ؛ فَلْنَحْرِصْ - يَرْحَمُكُمُ اللهُ - عَلَى الخيرِ ولْنَتَجَنَّبِ الهَوَى والمبرراتِ غيرِ الشرعيةِ - وَاللهُ المُعِينُ المُوَفِّقُ لِمَا قَصَدتُّهً - .