التعليقُ المختصرُ عَلى رسالةِ الإمامِ ابْنِ بازٍ - رحمَه الله - وهِيوجوبُ العملِ بسنةِ الرسولِ - صَلى اللهُ عليه وسلم – وكفرُمن أنكرَهَا
الحمدُ للهِ الذِي هَدَنَا لِهذا وَمَا كُنَّا لِنهتديَ لولا أنْ هَدَنَا اللهُ ثُمَّ أمَّا بعدُ : فإنَّ الإمامَ الشيخَ ابْنَ بازٍ - رَضِيَ اللهُ عَنْهُ - إذا تكلمَ أجازَ وأفادَ ، ولا يحسنُ بنَا بعدَ ذلكَ المقالُ ؛ ولكِنِّي لما قرأتُ رسالةَ شيخِنَا - رحمتُ اللهِ عليهِ - قبلَ شهريْنِ مِن وقتِنَا هذا تَبَيَّنَ لنَا مَا لِلسُّنَّةِ من عظيمِ مكانٍ - وَاللهِ - ، فَإذَا تقَررَ ذلك ؛ فينبغِي أنْ نكونَ بحظٍ من ذلك المكانِ .
ويجدرُ بنَا في هَذَا الموطنِ أنْ نُنَبِّهَ عَلى أمرٍ ظَهَرَ بينَ المسلمينَ وهو تَرْدِيدِهِمْ مفهمومًا ليس بصوابٍ - أنَّ السُّنَّةَ مَن فَعَلَهَا أُثيبَ بفعلِهِ ومَن تَرَكَهَا لَمْ يُعاقبْ عَليها - ، فهذا المفهومُ الخاطِئُ جَعَلَ الكثيرَ يَرْكَنُ - متوهمًا - لمقالِ الذين ظلمُوا أنفسَهُم - دونَ علمٍ أبدًا - فويلٌ لَهُمْ مِمَّا قالُوا ، فحينَ يُنصَحُ أحدُهُم بسُنَّةٍ يَنْفِرُ منها متلونًا - وإنْ تعجبْ فعجبٌ قولُهُم - ، ويا ليتَ الأمرَ قَدْ وَصَلَ عند ذلك الحدِّ فَمِنْهُم مَن يقولُ مَا دَامَ القلبُ أبيضًا نقِيًّا فليس عليك يا تقِيًّا ؛ فليتقِ اللهَ كُلُّ مُحَاسَبٍ بيَن يَدَيِ اللهِ غدًا - إنْ شَاءَ اللهُ - .
وإنَّنِي أقولُ لَهُمْ - بِعَوْنِهِ وَتَوْفِيقِهِ - : مَا كَلَّفَ اللهُ رَبُّ العالمينَ أتباعَ نَبيهِ الرحيمِ إلا مَا يُطيقون مِنَ العَمَلِ الصَّالحِ الموافقِ لهديهِ - وإلا فليس صالحًا بعدُ - ، فأيُّ علةٍ تلك التي تَخْذُلُ صاحِبَهَا بقولِهَا ألَمْ يقُلِ النَّبِيُّ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وآلِهِ وسَلَّمَ - " : مَن رَغب عَن سُنَّتِي فَليس مِنِّي " . فَهَذَا يَكْفِيكَ أَبْدًا .
وأيضًا مَن ذَا الذِي يَحْرِمُ نفسَه الأجرَ العظيمَ وَ - وَاللهِ - مَا أصَابَ فِيمَا افْتُرِضَ عَليه ، فالخشوعُ مفقودٌ ، وحبلُ اللهِ مقطوعٌ ، فأيُّ تهوينٍ هَذَا الذِي أبعدَ الأمةَ عن دِينها . أفِيقُوا - جماعة الخَيْرِ - فالموتُ مُلاقِيكُمْ - ولَوْ كنتُم في بُروجٍ مُشَيَّدةٍ - ؛ فَأعِدُّوا لَهُ عُدَّةً ولا تَنْجَرُّوا وَرَاءَ أقوامٍ خُذِلُوا وخَذَلُوا وضَلُّوا وأضَلُّوا .
وانتبِهُوا من سُبَاتِكُمْ - فالسُّنَّةُ طَرِيقُكُمْ - فِيها - النَّجَاءُ والسَّلامَةُ - مِن سُوقِ الدُّنَى التَّائِهِ فِيهَا من أرادَهَا وسَعَى لهَا سعيَها .
والحمدُ للهِ أولًا وآخِرًا .
وصَلَّى اللهُ وسَلَّمَ عَلى نَبِيِّنَا محمدٍ وآلِهِ وصحبِهِ أجمعينَ .
كتبَه أبو همام أحمدُ بْنُ عَلِيّ الوكيل نسبًا
لِانتصافِ شَهْرِ رَمَضَانَ لِسَنَةِ 1432 ه