بسم الله و الحمد لله و الصلاة و السلام الأتمان الأكملان على رسول الله و على آله و صحابته و من اتبع هداه .
أما بعد ؛
فإني أطرح بين يدي مشاركتي هذه نقلاً عن إمام من متقدمي أئمة الفقهاء الشافعية المبرِّزين ، و ممن عدّهم تاج الدين السبكي (في طبقاته) في ذروة سنام مجتهدي المذهب و مجدديه ، و من أعلامه علماً و عملاً وورعاً...
هو :
الإمام أبي العباس أحمد بن عمر بن سُريج الشافعي ، المتوفى سنة (306هـ)
و هذا النقل يجلو عن المشككين في منهاج السلف الصالح، ما يجدونه في قلوبهم من غشاوة الأهواء و شبهات المعطلين و المحرّفين في باب أسماء الله تعالى و صفاته .
قال رحمه الله في (جزء فيه : أجوبةٌ في أصول الدين ) [نشر دار البشائر الإسلامية،ط1 1427هـ]
يقول :" و غير هذا مما صحَّ عنه صلى الله عليه و سلّم من الأخبار المتشابهة الواردة في صفات الله سبحانه و تعالى ، ما بلغناه مما صحَّ اعتقادنا فيه ، و في الآي المتشابهة في القرآن:
أنا نقبلها و لا نردُّها ،و لا نتأوَّلها بتأويل المخالفين ، و لانحملها على تشبيه المشبِّهين ، لا نزيد عليها ،و لا ننقص منها ، و لا نفسِّرها ،و لا نكيِّفها ،و لا نترجم عن صفاته بلغةٍ غير العربية ، و لا نشير إليها بخواطر القلوب ،و لا بحركات الجوارح ، بل نطلق ما أطلق الله عزَّ و جلَّ.
و نفسِّرُ الذي فسَّره النبي صلى الله عليه و سلم و أصحابه و التابعون و الأئمة المرضيُّون من السلف المعروفين بالدين و الأمانة .
و نُجمع على ما أجمعوا عليه، و نُمسك عما أمسكوا عنه ، و نسلّم الخبر لظاهره ،و الآية لظاهر تنزيلها ، لا نقول بتأويل : المعتزلة ، و الأشعرية ، و الجهمية ، و الملحدة ، و المجسمة ، و المشبّهة ، و الكرّامية ، و المكيفة.
بل نقبلها بلا تأويل ، و نؤمن بها بلا تمثيل .
و نقول : الآية و الخبر صحيحان ، و الإيمان بهما واجب ، و القول بهما سنة ، و ابتغاء تأويلها بدعةٌ و زندقة " . انتهى من ( ص 86-87) .